الأخبارالصحة و البيئةحوارات و مقالاتمصر

د شريف عبد الوهاب يكتب: حقيقة الإنتشار واسع النطاق لفيروس كورونا

>>النظام الغذائي والبيئى يلعبان دورًا مهمًا في انتشار فيروس كوفيد-19 المستجد وزيادة معدل الوفيات

باحث أول – قسم بحوث التكثيف المحصولى – معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية 

  • يرجع الانتشار الكبير لفيروس كوفيد-19 المستجد إلى الاتصال المباشر مع حامل الفيروس ولكننا نعتقد أن النظام الغذائي مع النظام البيئى يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في انتشار فيروس كوفيد-19 المستجد في الدول والذى يؤدى إلى زيادة معدل الوفيات. من المعروف أن مناعة الجسم لها دور مهم في انتشار الفيروس بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الجيران وبعضهم البعض من خلال النظام الغذائي والنظام البيئى.

الإتصال المباشر

  • ينتقل فيروس كوفيد-19 المستجد بشكل أساسي من خلال سعال أو عطس أو تحدث شخص مصاب على بعد متر واحد أو عن طريق لمس سطح ملوث ثم تلمس عينيك أو أنفك أو فمك قبل أن تغسل يديك.

الإتصال غير المباشر

  • لا شك في أن الاتصال المباشر هو أساس الإصابة بالفيروس لكن يمكن أن تساهم النظم الغذائية والبيئية (منفصلان أو مجتمعان) في زيادة معدل الوفيات.
  • يشمل مؤشر جودة الهواء في الوقت الحالى أول أكسيد الكربون (CO) والأوزون (O3) وثان أكسيد النيتروجين (NO2) والجزيئات الدقيقة والجسيمات الطبيعية. يعتبر قرب الأوزون من مستوى الأرض (التروبوسفير) من الملوثات الخطيرة التى تسبب الضباب الدخاني والذى له تأثير سلبي على صحة الإنسان.
  • كما أشارت الدراسات العلمية إلى أن زيادة عدد المرضى في غرف الطوارئ وكذلك زيادة الوفيات ارتبطت بزيادة الأوزون الذي يؤثر على التنفس من خلال تدمير الرئتين والتهاب الحلق.
  • من المهم الإشارة إلى أن ثان أكسيد الكربون وثان أكسيد النيتروجين من الملوثات الخطيرة أيضا وكذلك تعتبر الجزيئات الدقيقة والجسيمات الطبيعية من الملوثات الخطيرة لإختراقها الرئتين.
  • نجد أن دول الصين وإيران وإيطاليا والمكسيك وجنوب إفريقيا وإسبانيا وتركيا وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية لديها نسبة عالية من ملوثات الغلاف الجوى والتي تعتبر مؤشرًا قويا على قابلية الإنسان للإصابة بفيروس كوفيد-19 المستجد وحدوث الوفاة بتلك الدول حيث أشارت الدراسات العلمية إلى أن أوزون التروبوسفير (الذي يتكون عندما تتفاعل أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة في الغلاف الجوي السفلي في وجود ضوء الشمس) له تأثيرات قاسية على عملية التنفس مع انخفاض ملحوظ في وظائف الرئة لزيادة التهاب الرئة وحدوث الوفاة.
  • من ناحية أخرى، يعتبر ثان أكسيد الكربون غاز سام للغاية حيث يزيد من تركيز الجلوتاثيون المختزل في العصارة الخلوية لخلايا الدم الحمراء حيث أظهرت الدراسات الوبائية أن المناطق الصناعية ذات المستويات العالية لإنبعاثات المركبات الكربونية يزداد بها حساسية الجهاز التنفسي مقارنة بالمناطق الريفية وبالتالى تحدث الوفيات بسبب الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة والزهايمر المرتبط بانبعاثات الإحتراق لذلك من المتوقع أن يؤدي تقليل النشاط الصناعي أو تغييره إلى تقليل إنبعاثات الغازات السامة في الغلاف الجوي.
  • قد تؤدي درجة الحرارة العظمى من منتصف مارس إلى منتصف أبريل إلى انتشار فيروس كوفيد-19 المستجد حيث أشارت دراسات سابقة أن درجة الحرارة المرتفعة تزيد من قدرة آليات الدفاع ضد الفيروسات حيث أنها تقلل من تكاثر فيروس الإنفلونزا عن طريق إنتاج مواد بيركسيلية (مثل الإنترفيرون) لها تأثيرات مضادة للفيروسات وبالتالي تساعد درجة الحرارة المرتفعة على منع تكاثر فيروس الإنفلونزا.
  • الجدير بالذكر أن فيروس كوفيد-19 المستجد يحتوي على طبقة سميكة من الدهون ولهذا نجد أن درجات الحرارة التى تكون أعلى قليلا من درجة التجمد أو عند حوالي 70 درجة فهرنهايت يتحول دهن الفيروس إلى هلام مما يوضح أن الدول التى تتراوح بها درجة الحرارة العظمى بين 11-20 درجة مئوية مثل الجزائر والأرجنتين وبلجيكا وفرنسا وألمانيا واليونان وأيرلندا وإيطاليا واليابان ولبنان ونيوزيلندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا وتركيا وإنجلترا وأوروجواي تكون أكثر عرضة للإصابة بفيروس كوفيد-19 المستجد مقارنة بالدول ذات درجات الحرارة العظمى المنخفضة (أقل من 11 درجة مئوية) أو المرتفعة (أعلى من 20 درجة مئوية). ومع ذلك نعتقد أن أي تغيير في بيئة دولة ما تتميز بانخفاض درجة الحرارة العظمى مثل روسيا سيؤدى إلى زيادة معدل الإصابات والوفيات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 10 درجة مئوية.
  • يختلف النظام الغذائي من دولة إلى أخرى نظرا للعديد من التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين الناس وغذائهم وبالتالي فقد ارتبط تطوير النظم الغذائية بالعديد من التحديات حيث تفوق النظام الغذائي البشري ونمط الحياة على قدرة الجينوم للتكيف مع البيئة المتغيرة.
  • فى الوقت الحاضر، فإن الهدف من الغذاء ليس للشبع بل إمداد الإنسان بالمغذيات الضرورية للوقاية من الأمراض المرتبطة بالتغذية نظرا لزيادة العائد المادى خاصة فى الدول ذات العائد المادى المرتفع أى العلاقة بين النظام الغذائي والصحة قوية للغاية.
  • من المهم الإشارة إلى أن النظام الغذائي الكيتوني الذي يشمل الأسماك والدواجن والخضروات غير النشوية ينشط مجموعة فرعية من الخلايا في الرئتين والتي لم تكن مرتبطة سابقًا باستجابة الجهاز المناعي للإنفلونزا مما يعزز من إنتاج المخاط من خلايا مجرى الهواء التي يمكن أن تحبس الفيروس بشكل فعال.
  • فيما يتعلق بالصين ، قد يكون الانتشار الكبير لفيروس كوفيد-19 المستجد نتيجة للنظام الغذائى للشعب الصيني حيث يعتمد فى غذائه على الحيوانات البرية والخفاش التي تحمل فيروس كوفيد-19 بشكل كبير نتيجة لإعتقاد الصينيين أن هذه الأطعمة ترفع القدرة الجنسية وتزيد من الخصوبة لاحتوائها على الحديد بنسب مرتفعة أكثر من أي مصدر حيوانى آخر مما جعل الفيروس يلجأ إلى دم الإنسان الصينى كنقطة انطلاق لفيروس كوفيد-19 المستجدـ أشارت الدراسات السابقة إلى أن خفاش الفاكهة المصرية يحتوي على تركيز عالى من الحديد والرصاص في الكبد.
  • معظم الصينيين لا يستخدمون الملح في غذائهم ويستخدمون مصادر فيتامين سي ، مثل الليمون ، بديلا للملح ولزيادة قدرة الجسم على امتصاص المزيد من الحديد من الغذاء وتحويله إلى الدم، كما أن نقص العناصر الغذائية الدقيقة تمثل مشكلة كبرى لدى الأطفال الصينيين.
  • يتناول الشعب الإيرانى الخبز مع الزبدة والعسل أو أنواع مختلفة من المربات، كما يأكلون الخبز مع الجبن وشريحة من الطماطم والخيار في وجبة الإفطار. كما يتناول الشعب الإيرانى البيض المسلوق أو المقلي كوجبة إفطار أيضًا. من الجدير بالذكر أن تركيز الحديد ينخفض ​​في اللحوم الخاضعة للمعالجة الحرارية ولهذا لا يطبخ الإيرانيون اللحم جيدًا بمعنى أن اللحوم لا تستغرق وقتًا كبيرا في الطهي نتيجة وضع العديد من الأطعمة على مائدة الطعام في وقت واحد مما أدى إلى زيادة نسبة الحديد فى الدم، كذلك يعتمد الشعب الإيرانى على تناول النباتات الطبية كوصفات يومية روتينية مما أدى إلى زيادة مستوى الحديد فى الدم حيث تستخدم النباتات الطبية في شمال وجنوب شرق كوت ديفوار لمكافحة فقر الدم.
  • أظهرت الدراسات العلمية أن انتشار السمنة فى الشعب البلجيكى بلغ 12.1٪ عند الرجال و 18.4٪ عند النساء مع ارتفاع مستويات الفيريتين مما يشير إلى أن تخزين الحديد كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بمؤشر كتلة الجسم . كما تشتهر بلجيكا بصناعة الشيكولاتة فى العالم مما يزيد من مستويات السكر فى الدم.
  • تشتهر بعض الدول الأوروبية بأكلات المحار والرخويات مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حيث تعتبر كمقبلات فاخرة قبل الطعام الرئيسي حيث يشار إلى المحار وبلح البحر والأسقلوب عادة باسم المحار الرخوي والتى تزداد بها كميات الحديد. تعتبر فرنسا الدولة الرائدة في الاتحاد الأوروبي في إنتاج المحار (حوالي 125000 طن سنويًا) كما تنتج إيطاليا المحار (حوالي 32000 طن سنويًا) بينما إسبانيا تعتبر الدولة الرائدة فى إنتاج بلح البحر (حوالي 209000 طن سنويًا)
  • كما يعتمد حوالى نصف الشعب الإيطالى على الأطعمة المصنعة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات بدلا من الفواكه والخضروات الطازجة. من الجدير بالذكر أن إستزراع المحار قد زاد بشكل تدريجي فى شمال إيطاليا حتى أصبح أحد أعمدة النمو الإقتصادي لقطاع الاستزراع المائي في شمال إيطاليا مقارنة بالعادات الغذائية في وسط وجنوب إيطاليا.
  • تشير بعض التقارير الدولية إلى أن النظام الغذائي الأمريكي يفتقر إلى النحاس والزنك مما قد يؤثر على جهاز المناعة ويسبب ارتفاع معدل الوفيات. كما تشير الإحصاءات الدولية مؤخرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة الأولى في تناول الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة حيث تحتوي شرائح اللحم والهامبرجر على مستويات عالية من الحديد ويأتي لحم الخنزير في المرتبة الثانية التى أدت إلى زيادة مستوى الحديد في دم الشعب الأمريكي.
  • فيما يتعلق بإنجلترا، يتناول الشعب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات (56 و61) بالإضافة إلى تحصين الدقيق بالحديد كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية مما يشير إلى أن النظام الغذائي في الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا كان له آثار سلبية على جهاز المناعة نظرًا لأن هذه الأطعمة أدت إلى زيادة مستوى الدهون في الدم والتى تعتبر نقطة انطلاق لفيروس كوفيد-19 المستجد لأن الأطعمة الدهنية تؤدى إلى زيادة مستويات الفيريتين.
  • يتناول الأطفال الألمان الوجبات السريعة الجاهزة التي تزيد من مستوى الحديد في الدم كما هو الحال لأطفال الولايات المتحدة الأمريكية حيث أدت الزيادة في استهلاك الوجبات السريعة إلى زيادة مشاكل السمنة التي ترفع مستويات الفيريتين مما يشير إلى أن تخزين الحديد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكتلة الجسم.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى