الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د أحمد جلال يكتب:علاقة الزراعة المصرية ونهر النيل وتنوع المحاصيل

>>«البردي» كان محصولًا شديد التنوع كانت جذور النبات تؤكل كغذاء، وإستخدم كمحصول صناعي

عميد كلية الزراعة – جامعة عين شمس – مصر

اعتمدت حضارة مصر القديمة على نهر النيل والفيضانات الموسمية. وسمحت إمكانية التنبؤ بالنهر والتربة الخصبة للمصريين ببناء إمبراطورية على أساس ثروة زراعية كبيرة.

يُنسب إلى المصريين أنهم من أوائل المجموعات التي مارست الزراعة على نطاق واسع. كان هذا ممكنا بسبب براعة المصريين عندما طوروا الري في الأحواض.

سمحت لهم ممارساتهم الزراعية بزراعة المحاصيل الغذائية الأساسية، وخاصة الحبوب مثل القمح والشعير، والمحاصيل الصناعية، مثل الكتان والبردي. لقد برعوا في البستنة.

تم تطوير البساتين والحدائق بالإضافة إلى الزراعة الحقلية في السهول الفيضية. أخذت هذه البستنة بشكل عام بعيدًا عن السهول الفيضية لنهر النيل، ونتيجة لذلك، تطلبت المزيد من العمل. أجبر الري الدائم الذي تتطلبه الحدائق المزارعين على حمل المياه يدويًا من البئر أو النيل لسقي محاصيل البساتين.

بالإضافة إلى ذلك، في حين جلب النيل الطمي الذي خصب الوادي بشكل طبيعي، كان لابد من تسميد الحدائق بسماد الحمام. كانت هذه الحدائق والبساتين تستخدم بشكل عام لزراعة الخضروات والكروم وأشجار الفاكهة. قام المصريون بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل للاستهلاك، بما في ذلك الحبوب والخضروات والفواكه.

ومع ذلك، فإن وجباتهم الغذائية تدور حول العديد من المحاصيل الأساسية، وخاصة الحبوب والشعير. ومن بين الحبوب الرئيسية الأخرى التي تمت زراعتها قمح إينكورن وقمح إمر الذي يزرع لصنع الخبز. وتشمل المواد الغذائية الأخرى لغالبية السكان الفاصوليا والعدس والحمص والفول الفول.

تمت زراعة المحاصيل الجذرية، مثل البصل والثوم والفجل، جنبًا إلى جنب مع محاصيل السلطة، مثل الخس والبقدونس. كانت الفاكهة عنصرًا شائعًا في الأعمال الفنية المصرية، مما يشير إلى أن نموها كان أيضًا محورًا رئيسيًا للجهود الزراعية مع تطور التكنولوجيا الزراعية للحضارة. على عكس الحبوب والبقول، تتطلب الفاكهة تقنيات زراعية أكثر تطلبًا وتعقيدًا، بما في ذلك استخدام أنظمة الري، والاستنساخ، والتكاثر، والتدريب.

في حين أن الثمار الأولى التي زرعها المصريون كانت من المحتمل أن تكون أصلية، مثل التمر والذرة الرفيعة، تم إدخال المزيد من الفاكهة حيث تم إدخال تأثيرات ثقافية أخرى.

تم العثور على العنب والبطيخ في جميع أنحاء المواقع المصرية في عصر ما قبل الأسرات، وكذلك التين الجميز ونخيل الدوم وشوكة المسيح. تم إدخال الخروب والزيتون والتفاح والرمان للمصريين خلال عصر الدولة الحديثة.

في وقت لاحق، خلال الفترة اليونانية الرومانية، تم أيضًا إدخال الخوخ والكمثرى. اعتمد المصريون على الزراعة في أكثر من مجرد إنتاج الغذاء. كانوا مبدعين في استخدام النباتات، واستخدامها في الطب، كجزء من ممارساتهم الدينية، وفي إنتاج الملابس.

ربما كان للأعشاب أغراض متنوعة؛ تم استخدامها في الطبخ والطب ومستحضرات التجميل وعملية التحنيط. تم العثور على أكثر من 2000 نوع مختلف من النباتات المزهرة أو العطرية في المقابر.

كان ورق البردي محصولًا شديد التنوع ينمو برية ويزرع أيضًا. كانت جذور النبات تؤكل كغذاء، لكنها كانت تستخدم في المقام الأول كمحصول صناعي. تم استخدام ساق النبات في صنع القوارب والحصير والورق.

كان الكتان محصولًا صناعيًا مهمًا آخر له استخدامات متعددة. كان استخدامه الأساسي في إنتاج الحبال والكتان الذي كان المادة الرئيسية للمصريين لصنع ملابسهم. نمت الحناء لإنتاج الصبغة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى