باحث أول – قسم بحوث المحاصيل البقولية – معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية
ماذا سيكون العالم عليه عند حلول عام 2030م ؟
نتمنى بالطبع أن يكون عالم أفضل للبشرية فنحن نريد عالم بلا جوع وبلا فقر. ولذا علينا نحن الباحثين البحث عن أفضل الطرق والوسائل العلمية والتى معها نستطيع تطبيق أفضل النظم الزراعية لمواجهة تحديدات عام 2030م طبقا لرؤية الحكومة المصرية وبما يسمى خطة التنمية المستدامة.
ولتحقيق هذه الخطة لابد من التركيز على بعض البرامج الأساسية مثل إنتاج أصناف محلية ذات إنتاجية عالية ومتحملة للظروف البيئية المعاكسة والتى تميز بها معهد بحوث المحاصيل الحقلية منذ ثمانينات القرن الماضى.
وفى هذا الشأن قام الباحثون بقسم بحوث المحاصيل البقولية بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية منذ ذلك الحين على حمل تلك المسؤولية الوطنية للتغلب على التحديات والمشاكل الغذائية التى تواجه زراعة المحاصيل البقولية فى مصر منذ حوالى عقدين من الزمن.
وبالنسبة لمحصول فول الصويا فقد نجحت الجهود العلمية والمعملية على يد علماء التربية والإنتاج بقسم بحوث المحاصيل البقولية بإنتاج أصناف محلية تميزت بالإنتاجية العالية (متفوقة عن الأصناف الأمريكية والأصناف الصينية) من خلال تأقلمها لمعظم الظروف البيئية تحت الطقس الحار بجمهورية مصر العربية مثل جيزة 21، جيزة 22 ، جيزة 35 ، جيزة 82 ، جيزة 83 ، جيزة 111.
ومن هذا المنطلق لا يزال الباحثون بقسم بحوث المحاصيل البقولية يبذلون جهودا كبيرة لإنتاج أصناف مصرية تواكب الظروف البيئية المستحدثة والتى تؤثر على إنتاجية هذا المحصول أحيانا فى بعض المناطق بالجمهورية تحت رئاسة الدكتور علاء الدين محمود خليل مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية وبتوجيهات من الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية للنهوض بمحصول فول الصويا ليس فى جمهورية مصر العربية فحسب بل وفى منطقة الشرق الأوسط.
وهناك أسباب عدة للتعديل الوراثي منها جعل فول الصويا مقاوم للأمراض والحشرات وبالتالي الحد من استخدام المبيدات وزيادة الإنتاجية، وكذلك تعديل الصفات المورفولوجية لفول الصويا لتناسب الأساليب الزراعية الحديثة أو جعله أكثر تحملا للظروف البيئية الصعبة مثل الملوحة والجفاف وتحسين القيمة الغذائية لبذوره وكذلك القش.
ولكن؟
قد تحدث أضراراً كبيرة عند نمو آلاف النباتات من فول الصويا المحورة جينيا، ماذا سوف يحدث للإنسان والطيور والحيوانات والحشرات والكائنات الدقيقة بالتربة عندما يحدث اتصال مع هذه النباتات؟
سوف نعرف الأثر على صحة الإنسان وعلى البيئة المحيطة على المدى البعيد. كما من الممكن أن تؤدي تقنيات التعديل الوراثي الى حدوث طفرات غير متوقعة في نباتات فول الصويا مما قد يؤدى إلى استحداث حالات من الحساسية غير المعروفة ولا يمكن التنبؤ بها عند تناول البذور.
لذا فأن إتباع طرق التربية التقليدية كتقييم الأصناف والتهجين بينها لإنتاج عدد من الأجيال الجديدة هو السبيل الآمن لإنتاج أصناف عالية الإنتاجية متحملة للحشرات والأمراض والظروف البيئية المعاكسة.
تم تنفيذ دراسة لمدة عامين بمركز البحوث الزراعية بالجيزة لتقييم المقاومة النسبية لبعض أصناف فول الصويا ضد دودة قرون اللوبيا تحت الظروف الحقلية. أشارت النتائج إلى وجود اختلاف معنوي بين أصناف فول الصويا للإصابة بدودة قرون اللوبيا.
سجلت أصناف فول الصويا جيزة 35 وكراوفورد أعلى إصابة بهذه الحشرة بينما أصناف فول الصويا جيزة 21 ، جيزة 22، جيزة 111 كانت متوسطة المقاومة. أظهر صنف در 101 قدرة عالية لمقاومة دودة قرون اللوبيا حيث أعطى أقل نسبة من فقدان وزن البذور وأعلى دليل حصاد بالمقارنة بالأصناف الأخرى.
أظهر صنف فول الصويا در 101 مقاومة عالية لدودة قرون اللوبيا حيث أنتج أكبر عدد من الحزم البروتينية لمقاومة دودة قرون اللوبيا مقارنة بالأصناف الأخرى. أعطى صنف فول الصويا جيزة 21 أعلى القيم لإرتفاع النبات بينما أعطى صنف فول الصويا جيزة 35 أعلى القيم للمحصول البيولوجى ومحصول القش للهكتار وعدد الأفرع للنبات مقارنة بالأصناف الأخرى.
لعب طول زغب قرون صنف جيزة 22 الدور الرئيسى فى مقاومة دودة قرون اللوبيا تحت ظروف الحقل والذى انعكس إيجابيا على محصول قرون وبذور النبات وكذلك وزن 100 بذرة مقارنة بالأصناف الأخرى. بينما زيادة عدد الزغب وكثافته فى قرون صنف فول الصويا جيزة 111 كانت الأسباب الرئيسية لتقليل الفقد فى وزن البذور الناتج من الإصابة بدودة قرون اللوبيا.
يجب أن تتضمن برامج التربية صنف فول الصويا در 101 لتحسين المقاومة فى أصناف فول الصويا الحساسة. على الرغم من أن أصناف فول الصويا جيزة 22 وجيزة 111 كانت متوسطة المقاومة للإصابة بدودة قرون اللوبيا، إلا أن تلك الأصناف أعطت أعلى محصول بذور للنبات والهكتار تحت ظروف الإصابة الطبيعية لدودة قرون اللوبيا مقارنة بالأصناف الأخرى.
كما أقيمت دراسة أخرى لمدة عامين بمركز البحوث الزراعية بالجيزة لتقييم مقاومة ثلاثة تراكيب وراثية من فول الصويا للإصابة بدودة قرون اللوبيا تحت معاملات مختلفة من المبيدات البيولوجية والكيميائية الحشرية لزيادة محصول البذور والعائد النقدى. أظهرت النتائج أن صنف فول الصويا جيزة 35 أعطى أعلى القيم لمعظم صفات المحصول بالمقارنة بصنفى فول الصويا كراوفورد و در-101.
أشارت النتائج أن إستخدام المبيد البكتيرى Diple-2x 6.4% DF فى مرحلة التزهير لصنف فول الصويا جيزة 35 أدى إلى زيادة مقاومته لدودة قرون اللوبيا مع أعلى محصول من البذور وكذلك أعلى صافي من العائد النقدى.
شارك هذا الموضوع :
