الأخبارالانتاجمصر

د هالة إسماعيل تكتب: كيف نعالج الإسهال في العجول الرضيعة ؟

باحث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

يُسبّب الاسهال عند العجول الرضيعة خسائر اقتصادية كبيرة, ويعد واحداً من أهم العوامل التي تؤدي إلى النفوق عند  العجول حديثة الولادة، فهي حيوانات حساسة ذات مناعة ضعيفة، و يكون بذلك عرضة لمجموعة من المشاكل الصحية أهمها الإسهال و لا سيما في الشهر الأول، والإسهال ليس مرضاً بل هو عرض لمرض التهاب المعدة والأمعاء.

منذ الولادة يبدأ استعمال الجهاز الهضمي للعجول من طرف البكتيريا و الميكروبات أو الفيروسات القادمة من المحيط الخارجي، بعض هذه الكائنات الحية الدقيقة يكون مفيدًا و لكن البعض الآخر يكون ممرضا و يسبب الإسهال الذي يكون في بعض الحالات خطيرا و قد يؤدي للموت. و كذلك يؤثر الإسهال عند العجول حديثة الولادة على الإنتاجية و الحالة العامة للقطيع حيث أن العجول التي تعرضت للإسهال بشكل حاد تبقى هزيلة و يكون أداءها ضعيفا مقارنة مع العجول التي لم يسبق لها أن مرضت.

تنقسم الأسباب المؤدية للإسهال عند العجول الرضيعة لقسمين، فهناك أسباب مباشرة و هي العوامل الممرضة المسؤولة عن التهابات الجهاز الهضمي، و هناك أسباب غير مباشرة أو المهيئة لظهور و انتشار العوامل الممرضة من فيروسات و بكتيريا. و يمكن لهذه الأسباب أن تتعايش مع بعضها البعض أو تتناوب على نفس العجل مما يعقد عملية تحديدها بدقة.

الأسباب المهيئة أو غير المعدية  للإسهالات:

  • البرودة والرطوبة العالية في البوكسات بسبب وجود السوائل والإفرازات .
  • عدم دخول أشعة الشمس إلى الحظيرة.
  • عدم إعطاء السرسوب للعجل بكميات مناسبة عند الولادة أو الإفراط بإعطاء السرسوب في الأيام الثلاثة الأولى من الولادة، والصحيح أن يأخذ العجل 10-12% من وزنه من السرسوب على ثلاث أو أربع مرات خلال اليوم.
  • الإفراط في شرب الحليب (ترك العجل يرضع وحده).
  • تقديم الحليب بارداً أو ساخناً عن المعدل الطبيعي للعجول في حالة الرضاعة الاصطناعية.
  • إصابة العجل بالبرد الشديد.
  • عدم تنظيف الضرع قبل الرضاعة.
  • عدم إنتظام أوقات الرضاعة أو ارتفاع نسبة الذهون في الحليب.

الأعراض في الأسهالات غير المعدية:

  • العجل يبقى نشيطاً ويرضع الحليب، ولا يوجد ارتفاع في درجة الحرارة.
  • يوجد إسهال أصفر مائي مائل للبني قليلاً ذو رائحة حامضية.
  • الشعور بالعطش نتيجة التجفاف.
  • إذا استمر الإسهال يزداد التجفاف وتغور العينين، وينزوي العجل على نفسه.

العلاج:

  • منع الحليب عن العجل المصاب 24 ساعة والاستعاضة عنه بالمحاليل الفسيولوجية.
  • في اليوم الثاني إذا كانت الحرارة طبيعية ولم يظهر جفاف يمكن العودة للحليب.
  • نعطي فيتامين (أ) حقناً بالعضل.
  • قد نحتاج إلى بعض المواد القابضة (كاولين – بكتين) عن طريق الفم.
  • وضع العجول في مكان دافئ وجاف.

الإسهالات المعدية:

وتحدث نتيجة العوامل الممرضة المختلفة (فيروسات، بكتيريا، طفيليات)، عن طريق الفم عبر ملامسة ضرع البقرة الأم أو فراش الأرضية أو المعدات و الأغذية الملوثة بالروث الذي يحتوي على الجراثيم المسببة للإسهال.

الإسهال الناتج عن البكتيريا: و هي الأكثر شيوعا، و تكون غالبا بسبب بكتيريا إي كولاي (E.Coli)، كلوستريديم بيرفرنجنس C.perfrengens)) ،السالمونيلا  (Salmonella)والكمبيلوبكتر(Campylobacter) ويمكن أن تحدث الإصابة بسبب هذه البكتيريا منذ اليوم الأول من حياة العجل. و تجدر الإشارة إلى أن عجول الولادة الأولى تكون أكثر عرضة للإصابة بالإسهال نظرا لقلة كمية اللبأ أو السرسوب و افتقاره لمضادات الأجسام الضرورية لمناعة العجول الرضيعة.

الإسهال الناتج عن الفيروسات: و تكون غالبا بسبب فيروس الروتا (Rotavirus) أو فيروس كورونا (Coronavirus) أو فيروس  (BVD) الإسهال الفيروسي عند الأبقار.

الإسهال الناتج عن الطفيليات: الطفيليات الرئيسية المسؤولة عن الإسهال هي الكوكسيديا (Coccidia) و الكريبتوسبوريديا (Cryptosporidium). و تهم العجول الأكبر سنا نسبيا (ثلاتة أسابيع).

الأعراض في الاسهالات المعدية:

تختلف شدة الأعراض الإكلينيكية حسب نوع المسبب المرضي وبشكل عام هي:

  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • الإسهال يكون مائياً مدمماً أو غير مدمم، كريه الرائحة أو دون رائحة حسب طبيعة المسبب وشدة الإصابة.
  • شعور بالعطش وتناول كميات كبيرة من الماء.
  • هزال وفقدان للوزن.
  • تجفاف شديد (تغور العينين).
  • ظهور أعراض مغص متوسطة أو خفيفة أحياناً.
  • موت ونفوق العجل المصاب أحياناً.

العلاج:                                                                                               

يتم العلاج طبقاً لنوع وشدة المسبب المرضي، وذلك اعتماداً على تاريخ الحالة المرضية والفحص المخبري لعينة البراز حيث يتم عزل وتحديد الميكروب المسبب وتحديد العلاج المناسب عن طريق اختبار الحساسية للمضادات الحيوية.

  • القضاء على المسبب باستخدام الأدوية المناسبة حسب نوع المسبب ونتيجة الفحص المخبرى وتجنب الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية والذى يزيد من مقاومة الميكروب.
  • حقن السوائل الملحية والسكرية عن طريق الوريد لتعويض النقص في شوارد الجسم.
  • إعطاء فيتامين (أ) حقناً بالعضل.
  • إعطاء المقبضات مثل (حمض العفص – كاولين – البكتين) وحقلياً يعطى العجل شاياً أو قشر رمان يغلى ويبرد ويعطى منقوعه عن طريق الفم، ويعطى كذلك ماء مغلي الشعير أو الأرز الدافئ، ويجب الانتباه عند تجريع العجول السوائل عن طرق الفم حتى لا تدخل السوائل في الرئتين خطأ، وكذلك الانتباه إلى درجة حرارة السوائل المعطاة حتى لا تسبب حروقاً في التجويف الفموي.
  • إعطاء خافضات الحرارة ومضاد للمغص.

ما هي العواقب المحتملة للإسهال عند العجول الرضيعة ؟

يؤدي اضطراب عملية امتصاص المواد الغذائية عبر الغشاء المخاطي عند العجول المصابة بالإسهال إلى فقدان الماء و الأملاح العدنية مما قد يؤدي للجفاف و ارتفاع حموضة الدم و فقدان الوزن. يمكن أن يكون للإسهال عواقب اقتصادية خطيرة على القطيع مثل ضعف نمو العجول و ارتفاع معدل الوفيات، كما يمكن أن تنتقل الجراثيم المسببة للإسهال للإنسان في بعض الحالات النادرة.

التدابير و الإجراءَات الوقائية لمنع حدوث الاسهال عند العجول الرضيعة:

1- تناول اللبأ أو السرسوب

تناول اللبأ أو السرسوب أهم نقطة في الوقاية من الإسهال عند العجول حديثة الولادة بكميات كافية و في أقرب وقت للعجول الحديثة الولادة. والسرسوب ليس فقط مغذيا و إنما يوفر الأجسام المضادة التي تساعد على حماية العجل و تقوية جهازه المناعي. ينصح أن يتناول العجل 4.5 لتر في ال24 ساعة الأولى. ومن الجيد دائما الإحتفاظ بكمية احتياطية من اللبأ عالي الجودة، حيث يمكن الإحتفاظ بكميات اللبأ الزائدة عن الحاجة في الثلاجة في درجة حرارة 4 درجات مئوية (شهر واحد كحد أقصى) أو تجميدها (سنة واحدة كحد قصى). و يجب الحرص على أن تتم عملية الإذابة ببطء في حمام مائي عند درجة حرارة 60 درجة مئوية لتفادي إتلاف مضادات الأجسام .

2- اللقاحات و المواد التي تحتوي على الأجسام المضادة ضد بعض العوامل الممرضة المسببة للإسهال. و هي مصممة ليتم إعطاءها للعجل ساعات قليلة بعد الولادة لتحقيق الإستفادة المثلى كما هو الحال بالنسبة للبأ.

3- نظافة الحظائر: تلعب نظافة الحظائر و خاصة أماكن الولادة دورا رئيسيا في منع ظهور و انتشار العوامل الممرضة المسؤولة عن الإسهال عند العجول الرضيعة، بالإضافة إلى الإختلاط بين العجول من أعمار مختلفة، حيث أن العجول الأكبر سنا يمكن أن تفرز الجراثيم و تلوث العجول الأصغر سنا. لذلك ينصح بتخصيص أماكن فردية معزولة ذات فراش نظيف و جاف للعجول حديثة الولادة في الأسابيع الأولى واستخدام المطهرات الفعالة لمنع انتشار الميكروبات والفيروسات.

4- تغذية وصحة الأبقار الحوامل قبل الولادة : تلعب تغذية البقرة الأم خاصة في الثلث الأخير من الحمل دورا مهما في الحالة الصحية للعجل، يجب الحفاظ على التوازن الغذائي الأمثل بين المحتوى الطاقي و المركبات الآزوتية بالإضافة للمكملات المعدنية و الفيتامينية. والوقاية من الإسهال عند العجل الرضيع مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحالة الصحية الجيدة للبقرة الأم، لذلك فالتطعيم يساهم في إغناء اللبأ من الأجسام المضادة ضد العوامل الممرضة المسببة لللإسهال.

5- المراقبة و التشخيص : ليكون تعامل المربي أكثر فعالية مع هذا الإضطراب يجب الكشف و تشخيص العجول المريضة في أسرع وقت ممكن لعزلها و علاجها. لذلك يجب على المربي أن ينتبه بشكل خاص للعلامات التالية:

♦ درجة الحرارة الشرجية للعجول: حمى (أعلى من 39.5 درجة) أو انخفاض حرارة الجسم (أقل من 38 درجة مئوية).

♦ برودة الأطراف.

♦ حالة الترطيب في جسم العجول: يمكن الكشف عن الجفاف عن طريق طي الجلد حيث أن الجفاف يفقد الجلد مرونته فلا تختفي الطية بسرعة. كما أن العيون الغائرة و جفاف الأنف تعد إشارة لحالة الجفاف في جسم العجول.

♦ العياء و عدل القدرة على الوقوف (آثار حموضة الدم و جفاف الجسم).

♦ فقدان الشهية.

♦ توسع البطن و قوام الروث.

غالباً ما يكون من الضروري إجراء فحوصات إضافية ، مثل التحاليل الجرثومية و الفيروسية و تحليل روث العجول لتحديد العوامل الممرضة المسؤولة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى