الأخبارالصحة و البيئةامراضمصر

د عاطف كامل يكتب: تأثير غزو الغراب الهندي علي النظام البيئى فى مصر؟

مؤسس كلية طب بيطرى عين شمس والمشرف على وكالة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومشرف على تأسيس ورئاسة قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان- كلية الطب البيطرى- جامعة عين شمس – الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتجاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية

ترتبط الأنواع الغازية ارتباطًا وثيقًا بالمستوطنات البشرية ، ويقتات على الأطعمة المهملة ومقالب القمامة ، مما يجعله خطرًا محتملاً على صحة الإنسان. كما أنه يسبب أضرارًا هائلة للمحاصيل الزراعية ، ولأنه من المعروف أنة يحل مكان الأنواع الأخرى المقيمة من الطيور والثدييات الصغيرة بعد التخلص منها ، فقد يكون له تأثير خطير على الأنواع المحلية أيضًا بشكل خاص والبيئة والتنوع البيولوجى بشكل عام.

ومن أهم الخصائص العامة للأنواع الغازية هى القدرة على التكيف والازدهار في الموائل المختلفة الجديدة ومجموعة واسعة من الظروف، كما تتسم بمعدلات نمو سريعة ، مما يجعلهم قادرين على إزاحة النباتات أو الحيوانات او الطيور الأخرى فضلا عن الخصائص التي تجعلها قابلة للأنتشار بسهولة إلى مواقع جديدة وتتسم أيضا الخصائص الإنجابية التي تسمح للنمو السريع، و غالبا ما تكون قادرة على إنشاء وتجاوز بيئات جديدة بسرعة شديدة، هذا لأن الأنواع الغازية من غير المرجح أن يظلوا تحت مراقبة العمليات الطبيعية الكاملة مثل السيطرة على الحيوانات المفترسة أو الطفيليات أو المرض.

لقد أصبحت الغربان المنزلية (Corvus splendens) راسخة في محافظات السويس والإسماعيلية ، مصر ، حيث تشكل العديد من الآثار الخطيرة على التنوع البيولوجي المحلي والنظم البيئية وصحة الإنسان.

ومع ذلك ، هناك نقص في الأبحاث حول حالة وتأثيرات الطيور الغازية في مصر. على مدى السنوات العشر الماضية في الإسماعيلية ، وازداد الغراب المنزلى بمعدل يقترب من (60000 طائر) 15٪ في السنة. وإذا تم السماح باستمرار هذا ، فإن عدد السكان الآن 15909 طائر وسيتجاوز أكثر بحلول عام 2022 ، وربما يصاحب ذلك زيادة في التوزيع الجغرافي في جميع مناطق قناة السويس الأخرى السويس وبورسعيد. وتفاقم المشاكل الناجمة.

ويوصى بالمعالجة بالطرق الميكانيكية بمراقبة الطيور وتدمير أعشاش الغربان الغريبة ، بما في ذلك تحسينات في النظافة الحضرية والتقاط الغربان البالغة باستخدام المصايد. مع تحديد الطعوم المناسبة لجذب الغربان ويجب استخدامها سنويًا ، وقبل موسم التكاثر مباشرة. يجب أن تكون السيطرة مصحوبة بدراسات ميدانية عن الجوانب ذات الصلة ببيولوجيا الغربان المنزلية في محافظة الإسماعيلية.

لنبحث سوياً في أسباب ومراحل الغزو وطرق دخول هذه الأنواع الغازية إلى بيئتنا المحلية فى مصروعلاقتها بالإنسان وتدخلاته، كما تتطرق إلى أخطر الممارسات المؤذية للنظام البيئي وتقترح الطرق الواجب اتباعها للتعامل مع الطيور والنباتات الغازية لإعادة التوان للنظام البيئي.

ويمكن دخول الأنواع الغازية بمختلف أنواعها في البيئة البرية والبحرية المصرية بعدد من الطرق منها شحن للتجاروسفن الشحن وقوارب الصيد ، والجانب السفلي من السفينة ، والذي يوفر سطحًا تستقر عليه الأنواع وتعلق به، عندما تتحرك السفن ، يتم نقل هذه الأنواع إلى مناطق أخرى من العالم. وهذا ينطبق على جميع السفن ، بما في ذلك سفن الشحن وسفن الإبحار وسفن الصيد.

وتتربع الأنواع الغازية على رأس أهم خمسة مخاطر تهدد التنوع الحيوي (biodiversity) في العالم، والمتمثلة فيه (الأنواع الغازية والتغير المناخي وتغير الموائل (habitat change) والتلوث الغذائي والاستغلال المفرط للأنواع البرية (overexploitation) مثل الصيد الجائر والرعي الجائر والاستغلال المفرط لأراضي الغابات من قبل الإنسان سواء بالسكن أو الزراعة أو غير ذلك.

ويرجع سبب تصنيف بعض الطيور بالغازية (مثل غراب المنزل الهندى Indian House Crow) ألى إن هذا النوع يسبب الأذى للنظام البيئي من خلال الصفات التنافسية القوية التي يمتلكها للطيور الأخرى ولكن ليس شرطًا أن تكون كل الطيور غازية فالكثير منها من خارج النظام البيئي ولا تسبب ضررًا بل تساهم بعضها في التنوع الحيوي مثل الطيور المهاجرة. وأن الطيورالغازية تنافس الأنواع المستوطنة على الغذاء والأعشاش (الموائل) فتحتل مواقع عيشها، كما يحمل الكثير من الأنواع الغازية العدوانية بالهجوم على أعشاش الطيور وأكل البيوض وتدميرها، وهذا يساهم في خفض أعداد الطيورالمتوطنة وفي الوقت نفسه يزيد أعداد الطيور الغازية خاصة عندما تصل إلى المرحلة الأخيرة من مرحلة استقرار الطائر الغريب الغازي وهذا واضح فى بعض محافظات مصر (السويس والأسماعيلية).

كيف نتصرف؟

أرى أنه لم يعد مجديًا الآن الحديث عن كيفية دخول الأنواع الغازية ولكن الأجدر أن نتحدث عن كيفية تصرف الجهات المسؤولة بعد التعرف على وجودها في النظم البيئية (Ecosystem). واستنادًا إلى بعض الدراسات الميدانية فقط صنفت مراحل الدخول الكائن الغازي إلى أربعة مراحل ويجب أن يكون هناك تصرف حكومي في كل منها. فأولى مراحل الغزو هي الإدخال أو النقل وفيها يتم إدخال الكائن الغازي إلى النظام البيئي بأي وسيلة كانت، وتمتد هذه الفترة إلى سنوات قبل أن يظهر هناك تأثير حقيقي للكائن الغازي.

ويجب تدخل الجهات المختصة في (مرحلة الوقاية) والتي قد تتطلب ضروة فحص الشحنات المختلفة القادمة مع السفن والتأكد من خلوها من الطيور والحشرات والأنواع الغازية الغريبة لمنع تأثيره السلبي على البيئة المحلية، وكيفية التعامل معه دون التأثير على التوازن الطبيعي لانتشار أنواع أخرى.

مع التشديد على تحديث القوانين المتعلقة باستيراد الكائنات الحية، وإنشاء قوائم تعتمد على القوائم الدولية تمنع دخول الكائنات الغازية بأي وسيلة كانت، كما يستلزم وضع اشتراطات لدخول الكائنات الحية التي لم يعرف إذا كانت غازية أو لا.

ويأتي التأسيس وإنشاء المجموعات للأنواع في الموقع الجديد في المرحلة الثانية من مراحل الغزو وذلك باحتلال موائل جديد والسيطرة عليها. هذه مرحلة صعبة للكائن الغازي فقد يواجه تنافسا من الأنواع الأخرى الموجودة في نفس الموقع وذات أعداد أكبر وتعتبر مناسبة جدًا للتدخل والقضاء عليه، حيث تنطلق بالتوازي مرحلة الدفاع الثانية (مرحلة الكشف المبكر عن الطيور الغازية والاستجابة السريعة والاستئصال الفورى من الجهات البيئية المختصة).

ومن الضرورى أن تتعرف الجهات المختصة على البعد البيئي (Ecological Niches) للكائن الغازي وهذا يمكن من مكافحته ومراقبة أعداده خاصة في المرحلة التأسيسية التي ما زال فيها ضعيفًا وغير سائد، وأعداده ما زالت قليلة، وإذا لم تنجح هذه المرحلة بنسبة 100% فأنها تخفف من عدد الكائن الغازي وتؤخر مرحلة تكاثره حتى يتم القضاء عليه تمامًا.

وتختص المرحلة الثالثة بتبني بيئة جديدة للأنواع الغازية أو التوطين أو الاستقرار وتبدأ بالتكاثر والنمو والسيطرة على موائل جديدة آمنة بعيدة عن الأنواع المقيمة . إذ تكتسب الأنواع الغازية الشجاعة أكبر بينما يسيطر الخوف والحذر على الأنواع الأخرى المقيمة وتبدأ بخسارة موائلها تدريجيًا بسبب الهجمات المتكررة وقد يدفع ذلك ببعض الأنواع المقيمة من الطيور إلى الانقراض.

وتعتبر مرحلة الدفاع الثالثة مرحلة التحكم وإبطاء انتشار الطيور الغازية بالمنطقة وذلك من خلال مواصلة مراقبته ومكافحته حيث تكون الاستجابة السريعة أحد أهم العوامل الناجحة، والتعامل مع الموائل الجديدة التي يغزوها الطيورالغازية والتوسع الجغرافي الطبيعي للكائن الجديد، وتشجيع المجتمع على مكافحته خاصة من المجموعات المتطوعة والهواة المهتمين بالعمل البيئي.

أما المرحلة الرابعة من مراحل الغزو فيكون فيها الانتشار بعد التكاثر والاستقرار فيحدث التوسع الطبيعي للنوع الجديد وتبدأ تغزو الموائل المجاورة تدريجيًا وهي ما يطلق عليها بمرحلة التخريب الحقيقية للنظام البيئي، فتنتشر طيور الغربان الغازية في كل الأماكن الممكنة ويرتفع مستوى التنافس لدى الأنواع الأخرى المقيمة إلى درجة انقراضها من النظام البيئي.

وينبغى التعامل بحرص مع أي كائنات حية، مثلا لا يجب علينا أن نتخلص من أي كائن حي كالنباتات، الأسماك، الحيوانات الأليفة او البرية وغيرها بإلقائها في الطبيعة مع ضرروة تفعيل ووضع اتفاقيات دولية تهدف للتعاون بين الدول لحماية النباتات والحيوانات. مع توعية الأفراد، والمؤسسات المختلفة بخطورة الأنواع الغازية.

وأخيراً عند نقلنا لكائن حي من بلد لآخر أو من منطقة لأخرى داخل نفس البلد علينا بالتأكد من أن ذلك الكائن الحي غير مدرج ضمن قائمة الأنواع الغازية، كما يجب علينا التأكد من خلوه من أي أمراض.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى