الأخبارالانتاجانتاج حيواني وداجنيحوارات و مقالاتمصر

د كرستين عزيز تكتب:ماذا تعرف عن حقيقة مرض جدري الجاموس

باحث اول بمركز البحوث الزراعيه – معهد الامصال واللقاحات – مصر

تعتبر العائله الجدريه من اكبر العائلات الفيروسيه حجما و عددا، فقد خلق الله لكل كائن حى ( انسان، حيوان، طير، نبات، حشرات) فيروس جدرى يصيبه. 

مرض جدرى الجاموس (Buffalopox) هو مرض فيروسي معدي يصيب جاموس Bubalus Bubalis (بوبالوس بوباليس) و يعتبر من الامراض المهمه وبائيا واقتصاديًا، حيث ان الجاموس احد اهم حيوانات التربيه لانتاج الالبان و اللحوم لذلك عند حدوث الاصابه تحدث خسائر فى إنتاج الحليب وتطور التهاب الضرع، وانخفاض إنتاجية اللحوم، و تلف الجلود و تدهور الحاله العامه.

أثناء تفشي المرض الشديد تنتج خسارة تقارب 40٪ من حيث انخفاض إنتاج الألبان وتراجع تجارة الحيوانات، وفي بعض الحالات كان هناك انخفاض دائم في إنتاج الحليب كنتيجة للحالة الشديدة حيث التهاب الضرع.  كانت التكلفة التقديرية للعلاج لكل حيوان حوالي 8.5 دولار أمريكي، وهو ما يعادل خسارة 15-20٪ من الدخل شهريًا لكل حيوان خلال فترة تفشي المرض. كما انه من الامراض المشتركة  التى تنتقل من الجاموس الى الانسان.

تاريخ المرض

ظهر لاول مره في الهند منذ عام1934، حيث انتشر مرض الجدري بين الجاموس المحلي (بوبالوس بوباليس (؛ تم اطلاق تسميه جدرى الجاموس عام 1949. ثم واصل انتشاره فى قاره اسيا و شمال افريقيا و كذلك اوروبا.  و فى مصر تم عزله لاول مره فى السبعنيات و منذ ذلك الوقت لايزال متواجدا.

 تم تسجيل حالات العدوى البشرية حيوانية المصدر بفيروس جدري الجاموس، و كانت بين القائمين على الحيوانات والحلابين وعمال المختبرات.

المسبب للمرض

فيروس جدرى الجاموس هو واحد من فصيله الاورثو الجدريه  من عائله الجدرى و حمضه النووى ديوكسى ريبونيوكليز DNA)) ثنائى الضفيره الذى يتميز بشكله الطوبى الكبير.

فيروس جدرى الجاموس يمكنه البقاء حيا فى القشور الجافه للافات الجلديه وكذلك فى التربه الرطبه و هو حساس يتاثر بالاثير و الكلوروفورم و درجات الحراره العاليه.

يتشابه فيروس جدرى الجاموس تشابها جينيا وثيقًا بفيروسات الأورثوبوكس الأخرى خاصتا فيروس الفاكسنيا المسببة للجدرى فى الإنسان. 

اعراض المرض

عدوى فيروس جدري الجاموس ذات البثور داخل الأدمة المميزة على هيئه خطوط من الثاليل و يكون له شكلان الخفيف و الحاد.

  • فى الشكل الخفيف: تكون الافات الجلديه موضعيه فوق جلد الضرع وحلمات الحيوانات الحلابة ورؤوس العجول الرضيعة؛ كذلك المنطقة الأربية و حول العين و السطح الداخلى وقاعدة الأذنين وفوق الغدة النكفية.
  • فى الشكل الحاد: تكون الافات الجلديه معممة.

عادتا تكون الحمى فى الأيام 2-9، و إفرازات من الأنف بين الأيام 5-9،  تتكون آفات فيروس الجدري النموذجية حيث تظهر الآفات الجلديه الأولية للحمامي والحطاطات تليها في الأيام 2-3، ثم تكون الحويصلات والبثرات في الأيام 4-5 والتي تصبح قرحة في غضون 10-15 يومًا وتكون القشرة تترك ندبة ؛ تلتئم القرح خلال 28 يومًا.  تظهر الآفات الثانوية بين الأيام 6-8. 

و من الاثار المرضيه ظهور تضخم الغدد الليمفاوية الإقليمية واحتقانها من 2-6 أيام.  الرئتان تكون محتقنة ومنتفخة من الأيام 5-9 .كذلك النخر البؤري في الكبد والطحال من اليومين 5-6. تظهر العقيدات المصلية الوخيمة بين الأيام 6-10 .قد تعاني الأمعاء من نزيف وتضخم بقع باير و قد يحدث اسهال فى العجول وقد تحدث وفيات فى العجول. تستمر العدوى لمدة 4-8 أسابيع والحيوانات المتعافية يتكون لديها ندوب مكان الآفات، قد يحدث التهاب الضرع و تضيق قناة الحليب مما ينتج عنه انخفاض إنتاجيه الحليب.

في البشر، عادة ما تقتصر العدوى على عدد محدود من الآفات الجدريه تؤثر على اليدين والساعدين والوجه خاصتا فى الحلابين على جلد أصابعهم ، أيديهم ، ساعديهم ، جبينهم ، أذنيهم و وجههم و اقدامهم، إلى جانب الحمى التي تستمر لعدة أيام والتي تبدأ بعد وقت قصير من ملاحظة الآفات لأول مرة والتوعك والتهاب العقد اللمفية الإبطية واعتلال العقد اللمفية و شعور عام بالضيق.  تزول الآفات بشكل طبيعي بعد أسبوعين، تاركة ندبات سطحية.

عادتا تكون العدوى حيوانية المنشأ ، تم تسجيل العدوى أيضًا في الأبقار في نفس القطعان ، فمن المحتمل أن يكون هناك مخزون طبيعي كبير من فيروس جدري الجاموس يمثله الحيوانات البرية، وربما القوارض.

كشفت تجارب العدوى أن فيروس جدري الجاموس ينتقل إلى الجاموس والأبقار و الأرانب و خنازير غينيا و الفئران الرضيعة ، بينما وجد أن الأغنام والماعز والطيور والفئران البالغة مقاومة للعدوى .

الانتشار

العدوى بين الحيوانات والبشر في القرى من خلال الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة والصحيحة ، وبين العاملين في مجال الألبان و أيضًا عن طريق تجارة الحيوانات بين القرى. كذلك قد يؤدى وجود الذباب و الحشرات مثل Lyperosia exigua [ Haematobia irritans exigua ] و Musca crassirostris و M. vicina [ M. domestica vicina ] فى الانتشار السريع للمرض حيث النقل الميكانيكى وكذلك تفاقم القرح.

 

التشخيص

غالبًا ما يتم التشخيص على أسس الاعراض الاكلينيكيه فقط. يمكن اكتشاف الفيروس في القشرة عن طريق الفحص المجهري الإلكتروني ويمكن زراعته في البيض المخصب أو خلايا الزراع النسيجى مثل RK-13 ، الخلايا الليفية لأجنة الدجاج ،BHK21 ،Vero . او عن طريق الفحوصات المصلية المختلفة، كاختبار الانتشار المناعي الهلامي (AGID) ، الرحلان الكهربي المناعي (CIE) ، اختبار تحييد المصل (SNT) ، اختبار ELISA واختبار immunoperoxidase (IPT) ؛ ومع ذلك ، قد تفشل هذه الاختبارات في التشخيص الدقيق للمرض بسبب التفاعل المتبادل. تم وصف اختبار PCR محدد وحساس للتشخيص.

 

العلاج

عادة ما تتعافى الحيوانات المصابة بسهولة وغالبًا تستخدام خافضات الحراره و المضادات الحيوية لمنع الالتهابات البكتيرية الثانوية ، ويمكن وضع كريم مضاد للبكتيريا على الآفات الجلدية.

 

الوقايه 

    • في البلدان التي يتوطن فيها المرض ويصعب تقييد حركة الحيوانات ، تكون مكافحة المرض معقدة. 
    • تتفاقم المشكلة بسبب الافتقار إلى التشخيص الدقيق والوسائل الوقائية، حيث لا تتوفر لقاحات تجارية. 
    • استخدام طارد الحشرات كإجراءات وقائية. 
    • نظرًا لأن انتقال العدوى يتم غالبًا عن طريق الاتصال عبر الحلابين، يوصى باتباع ممارسات النظافة العامه الجيدة للحلابين ، مثل غسل اليدين بمحلول مطهر قبل وبعد الحلب.
    • يتم عزل الحيوانات المصابة ، وتضميد الجروح ببوفيدون اليود.
    • يجب حلب أي حيوانات مصابة بعد الانتهاء من حلب الحيوانات السليمه.
    • منع اتصال الشخص المصاب بالجاموس. 
  • فحص الحيوانات المشتراة بعناية وإذا تم الكشف عن الآفات المشتبه فيها ، فيجب عزل الحيوانات حتى يتم شفاء الآفات.

 

اثار ندب جدرى الجاموس

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى