اسماكالأخبارالاقتصادالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د طلعت ناجي يكتب: ماهو تأثير إضافة «الإنزيمات» لعلائق الأسماك علي «استزراع السمكى»؟

>>إضافة الأنزيمات هي زيادة نسبة هضم السكريات والبروتينات والدهنيات وبالتالي الزيادة في الطاقة المتمثلة التي قد تصل إلى 18%

أسـتاذ تغذية الأسـماك بالمعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تمثل تغذية الأسماك حوالى 60-70% من إجمالى تكاليف الإنتاج فى المزارع السمكية، ويعتمد نجاح عملية الاستزراع السمكى والجدوى الاقتصادية على حسن إدارة ملف تغذية الأسماك وزيادة معدلات النمو وبأقل تكلفة تغذية ممكنة.

يجب أن تحتوى علائق الأسماك على خمس عناصر أساسية هى:

البروتين – الدهون – الكربوهيدرات – الفيتامينات – الأملاح المعدنية

كما يمكن إضافة بعض الإضافات الأخرى كالهرمونات، المضادات الحيوية، مضادات الأكسدة، العقاقير، منشطات النمو، رافعات المناعة، المواد الرابطة، بعض مكسبات الطعم.

يجب مراعاة أن تكون هذه العلائق متوازنة وتغطى احتياجات الأسماك والتى تختلف على حسب نوع وجنس الأسماك ودرجة الحرارة ودرجة جودة الأعلاف المستخدمة.

يعتبر مسحوق السمك هو المصدر الرئيسى الأمثل للبروتين فى علائق الأسماك، ولكن نظراً لزيادة الطلب على مسحوق السمك وعدم كفاية المعروض منه وارتفاع سعره مما أدى إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الأعلاف أصبح من الضرورى البحث عن مصادر بروتين غير تقليدية نباتية لاستخدامها فى تصنيع أعلاف الأسماك.

ومن المتوقع نتيجة توجه الدولة للتوسع فى مشروعات الاستزراع السمكى واستخدام نظم الاستزراع المكثف أن يزيد الطلب على أعلاف الأسماك وبالتالى لابد من إنتاج أعلاف أسماك من مصادر نباتية لتحقيق الجدوى الاقتصادية وتقليل التلوث فى البيئة المائية بالمزارع السمكية فى ظل محدودية المياه العذبة.

ولكن عند استخدام مصادر نباتية فى إنتاج أعلاف الأسماك تظهر بعض المشكلات:

حيث تحتوى المصادر النباتية على مواد ذات خصائص مثبطة للنمو والتى تحد أو تعيق من استخدام هذه المصادر فى التغذية (وهى على صورتها الخام)، لذا لابد من دراسة هذه المواد المثبطة والتعامل معها حتى نعظم الاستفادة من المصادر البروتينية النباتية.

التأثيرات السيئة لهذه المواد الثانوية:

  • قد ترتبط بالإنزيمات الهاضمة وتمنعها من عملها الهاضم مثل مثبط التربسين.
  • بعضها يرتبط بالبروتين ويمنع امتصاصه.
  • بعضها يرتبط بالعناصر المعدنية ويمنع امتصاصها مثل حمض الفيتيك أسيد.

ما هى الفيتات  Phytate؟

عبارة عن مركب حلقى يحتوى على 6 مجاميع فوسفات (Hexaphosphoinositol  ويطلق عليه Ip6) يوجد فى الأنسجة النباتية والنباتات النجيلية وهو مركب له القدرة على خلب وتقليل إتاحة بعض العناصر الهامة مثل P, Ca, Mg, Fe بالإضافة إلى تكوين معقدات مع البروتين مما يؤدى إلى عدم امتصاصها من الأمعاء وبالتالى عدم الاستفادة منها.

ومن المعلوم أن الـ Phytate يحمل شحنة سالبة  والبروتين يحمل شحنة موجبة ويتأثر الـ Phytate بدرجة الحموضة كالتالى:

  • فى وجود وسط حامضى يكون معقد ثنائى مع البروتين.
  • فى وجود وسط قلوى يكون معقد ثلاثى مع البروتين و الكاتيونات الثنائية خاصة Ca حيث تدخل كمنافس للبروتين فى المعقد.
  • عند pH 5 يكون ارتباط الـ Phytate ببروتينات فول الصويا أقل ما يمكن.

ارتباط حمض Phytic البروتين يقلل من فرصة تعرض البروتين للإنزيمات البروتينية لأن الإنزيم هوعبارة عن بروتين معرض للإرتباط بحمض الفيتيك مما يؤثر على نشاطه وفعله التحفيزى.

الإنزيمات الهاضمة فى جسم الأسماك:

  • Pepsin, HClفى المعدة (وسط حامضى) غير موجودة فى الأسماك العشبية.
  • Trypsinفى البنكرياس (وسط قاعدى).
  • Amylaseفى البنكرياس يكسر النشا.
  • Lipaseفى البنكرياس يكسر الدهون.

الإنزيمات الخارجية:

قد تكون الإنزيمات الخارجية التجارية (أحادية) حيث يضاف إنزيم معين إلى علائق الأسماك وقد تكون مخاليط (مركبة) من مجموعة من الإنزيمات، وأثبتت العديد من الدراسات أن مخاليط الإنزيمات المركبة تكون أكثر فاعلية فى الاستفادة من الغذاء وزيادة معدلات نمو الأسماك.

يتم الحصول صناعياً على الإنزيمات عن طريق تحضيرها باستخدام العديد من الكائنات الحية الدقيقة (من البكتريا أو الفطريات) غير الممرضة تحت شروط من الحرارة والحموضة دقيقة جداً، والإنزيمات التى من أصل فطرى هى أكثر فعالية مقارنة مع تلك التى من أصل بكتيرى إلا أن الأخيرة أكثر ثباتاً للحرارة. قد أمكن تصنيع إنزيم الفيتيز التجارى ونتج عنه تحسن فى الاستفادة من الفوسفور وبقية العناصر المعدنية وكذلك تأثير محسن للاستفادة من الطاقة والبروتين والأحماض الأمينية.

إنزيم (Phytases) و(Proteases) و(Pentosanases) و(Beta-Glucannases) و(Xylanases) هى الأكثر شيوعاً فى التغذية  لما لها من تأثير على النمو والمردودية وكذلك خفضها لمشاكل تلوث البيئة.

وتتمتع بعض الأنزيمات بدور إيجابى فيما يتعلق بالمحيط والبيئة، وعلى سبيل المثال معظم الحبوب لديها الفوسفور غير القابل للتمثيل وبالتالي فإن هذا الفوسفور الخارج فى الإخراج سوف يهدد البيئة المائية (Eutrophication). لذا فإن إضافة إنزيم الفيتاز (Phytase) إلى علائق الأسماك يخفض من معدل الفوسفور الفيتيك (Phytic) فى إخراج الأسماك.

النتائج المترتبة على إضافة الأنزيمات إلى علائق الأسماك:

إن الهدف من إضافة الأنزيمات هي زيادة نسبة هضم السكريات والبروتينات والدهنيات وبالتالي الزيادة في الطاقة المتمثلة التي قد تصل إلى 18% ، وبالتالي زيادة في الوزن والنمو وتأثيره المباشر على الحالة الصحية لأسماك وعلى نسبة الأمونيا وتحسين عام للبيئة المائية.

إلا أن إضافة هذه الأنزيمات بشكل زائد وغير مدروس قد تزيد من سرعة مرور الغذاء داخل الجهاز الهضمى وبالتالى تقل الاستفادة منه وهذا ما يؤدى إلى ارتفاع معدل استهلاك العليقة.

ويمكن توضيح مميزات إضافة الإنزيمات إلى علائق الأسماك فى الآتى:

  • زيادة نسبة هضم السكريات والبروتينات والدهون عن طريق إضافة الإنزيمات الخارجية وبالتالى الزيادة فى الطاقة المتمثلة مما يحقق زيادة فى الوزن والنمو.
  • تحلل الأنسجة النباتية وهضم الألياف وبعض الكربوهيدرات الموجودة فى مصادر البروتين من الحبوب والبذور الزيتية.
  • تحسين أنشطة الإنزيمات الداخلية وفعالية عملية الهضم.
  • هضم البروتين والأحماض الأمينية.
  • تحرر المزيد من الطاقة والأحماض الأمينية من خامات العلف وإتاحتها للأسماك.
  • إتاحة الفوسفور الموجود فى صورة phytate مما يقلل من الحاجة لإضافة المزيد من المصادر الغير عضوية للفوسفور.
  • خفض تكلفة إنتاج الأعلاف وذلك له مردود إيجابى على اقتصاديات إنتاج الأسماك.
  • التأثير الإيجابى المباشر على الحالة الصحية لأسماك.
  • تحسين كفاءة استفادة الأسماك من النيتروجين والفوسفور فى العلائق وتقليل الفاقد منها مما يؤدى بالتالى إلى الحد من مشكلة التلوث بالنيتروجين والفوسفور.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى