الأخبارالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتصحةمصر

د عادل حاتم يكتب: اﻹستخدام الحقلي لمفترس أسد المن لمكافحه الآفات

رئيس بحوث بمعهد بحوث وقايه النباتات – مركز البحوث الزراعية – مصر

إنطلاقا من دور لجنه مبيدات اﻵفات الزراعيه بوزاره الزراعه و إستصلاح اﻵراضى فى التطبيق و اﻹستخدام اﻵمن و الفعال للمبيدات الحشريه و الذى يهدف إلى تقليل إستخدام المبيدات الكيماويه للحفاظ على البيئه من التلوث و أيضا للحفاظ على الكائنات النافعه و تأخير ظهور صفه المقاومه و الحصول على منتجات زراعيه عاليه الجوده و خاليه من متبقيات المبيدات لتوفير حياه كريمه للمصريين بصحه جيده و بيئه نظيفه خاليه من التلوث و هذا ما تسعى إليه الدوله بكل قطاعاتها.

و ضمن خطه معهد بحوث وقايه النباتات التابع لمركز البحوث الزراعه بوزاره الزراعه و إستصلاح اﻵراضى هو تعظيم دور إستخدام اﻷعداء الحيويه لما لها من مميزات عديده منها على سبيل المثال لا الحصر أن الأعداء الحيويه آمنة حيث أنها لا تضر بالإنسان و لا بالبيئة. و أن المكافحه الحيويه مستديمة و ذلك لتكاثر أعدادها طبيعياً وبالتالى يزداد عدد الطفليليات والمفترسات في الحقل. تعتبر المكافحه الحيويه إقتصادية لانها رخيصة التكاليف مقارنة بتكاليف طرق المكافحة الأخرى. و تتميز المكافحه الحيويه بأنها سهلة التطبيق ولا تحتاج إلي أيدي عاملة كثيرة. عموما الأعداء الحيويه لا يتكون لها ظاهرة المقاومة من جانب الآفات.

يعتبر مفترس أسد المن من أحد العناصر الثلاثه للمكافحه الحيويه (طفيليات – مفترسات – مسببات أمراض حشريه) و ترجع أهميه أسد المن فى المكافحه الحيويه إلى تعدد فرائسه حيث أن يرقات أسد المن تفترس المن و البق بأنواعه و الحشرات القشريه و التربس و بيض و حوريات الذباب اﻷبيض و اﻷكاروسات و البيض و الفقس الحديث ليرقات حرشفيه الاجنحه (دوده الحشد الخريفيه و دوده ورق القطن ).

يمكن تعریف المكافحة الحیویة بأنها إستخدام الكائنات الحیة لتقلیل تعداد اﻷفات المختلفه إلى أقل من الحد اﻹقتصادى الحرج. و للمكافحة الحیویة كثير من اﻷمثله الناجحة و التى تتفوق فیها على غیرها من طرق المكافحة اﻷخرى التي یستخدمها المزراعيين. وعلى الرغم من المزایا العدیدة للمكافحة الحیویة  إلا أنه لا يمكن اﻹعتماد عليها كليا عند مكافحه آفة هامة إقتصادیا في مساحات كبیرة أو في مناطق جدیدة أو على محاصيل ذات أهميه إقتصاديه. وكذلك لایمكن اﻹعتماد على المكافحه الحيويه لمكافحه كل اﻷفات بنجاح، ولایمكن إعتبارها الوسيله الوحيده الفعاله فى المكافحه التطبيقيه و لذا تطورت وتكاملت كل نظم مكافحة اﻷفات إلى ما يعرف بالمكافحة المتكاملة أو برامج المكافحه المتكامله للآفات وهي عباره عن تطبیق كل أسالیب المكافحة المتاحة (طبيعيه و تطبيقيه) منفردة أو مجتمعة في برنامج واحد كل و سيله فى حينها لكى نحقق أكبر إستفادة من جمیع طرق المكافحه في خفض أعداد اﻵفات إلى ما دون الحد اﻹقتصادى الحرج للاصابه وفي نفس الوقت ترشید إستخدام المبیدات مع المحافظه و دعم دور اﻷعداء الحيویة واﻷهم هو تقلیل متبقيات المبيدات فى البیئة والمحاصيل الزراعیة.

أسد المن له إمكانيات كبيره ليكون جزءًا من برامج المكافحه المتكامله للآفات و ذلك نظرًا لفعاليته فى مكافحه العديد من الآفات. و في الواقع تم عمل العديد من برامج المكافحة المتكاملة للآفات (IPM) لمختلف المحاصيل الهامة بإستخدام أسد المن كأداه مهمة وأحيانًا أساسيه.

و فيما يلى بعض البرامج الناجحه فى الهند:-  

على محصول القطن قد تم إطلاق يرقات  Chrysoperla scelestes بمعدل 21000 يرقه / للفدان مضاف إليها 2.5 كجم سكر خام و 0.3 كجم مطحون بذور القطن كعوامل مساعده و أيضا تم إطلاق Chrysoperla carnea و بعدها معامله القطن بزيت النيم بمعدل 2٪ و ذلك كان أكثر فعالية من معظم المبيدات الحشرية اﻷخرى. و قد أوضحت الدراسه أن إطلاق يرقات C. carnea كان فعال فى تقليل أعداد يرقات دودة اللوز الأمريكية.

و على محصول القطن أيضا و فى تجارب اخرى لوحظ أن نشاط C. carnea قد زاد عند إستخدامها جنبا إلى جنب مع البكتيرياBacillus thuringiensis kurstatki  بمعدل 420 جم / فدان و أدت هذه المعاملات إلى خفض تعداد يرقات دودة اللوز القرنفليه.

و على محصول القطن تم اطلاق طفيل الترايكوجراما بمعدل 42000 طفيل/فدان و إطلاق يرقات مفترس C. carnea بمعدل 50000 يرقه/فدان بعد 90 و 105 و 120 يوم من الزراعه قد أدى خفض تعداد كل من الذبابه البيضاء و دوده اللوز اﻷمريكيه بصوره فعاله.

و على محصول الباميه تم إطلاق عدد 3 إطلاقات بمعدل إطلاقه كل 15 يوم من يرقات Chrysoperla carnea بمعدل 11000 يرقه/ فدان و كانت أول إطلاقه بعد 45 يوم من الزراعه. هذه اﻹطلاقات خفضت تعداد كل من الآفات الثاقبه الماصه مثل من القطن و الذبابه البيضاء ونطاطات الأوراق و الآفات ثاقبه الثمار مثل دوده اللوز الأمريكيه و دودة اللوز الشوكيه. و لوحظ أن اﻹطلاقات زادت من اﻹنتاج مقارنه بالمزارع التى لم تعامل.

و على محصول اللوبيا قام المعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق شبه القاحلة والمدارية بإجراء تجارب معمليه على إطلاق يرقات أسد المن C. carnea و أظهرت النتائج أن نسبه اﻹفتراس لبيض دوده اللوز اﻷمريكيه Helicoverpa armigera كانت 85% بينما فى التجارب الحقليه لمكافحه دوده قرون اللوبيا Etiella zinckenella قد تم إطلاق يرقات أسد المن C. carnea مع المعامله بكل من البكتيريا و الفيرس النووى لدود اللوز اﻷمريكيه قد أدى ذلك زياده اﻹنتاجيه فى الحقول المعامله عنها فى غير المعامله.

و على محصول الباذجان فى الحقل تم عمل برنامج مكافحه متكامله للآفات IPM عباره عن:-

1- 6 إطلاقات من طفيل الترايكوجراما كيلونيس بمعدل 2.5 جم /فدان (كل جرام بيض طفيل يحتوى تقريبا 80000 بيضه) بعد 15 و 22 و29 و 36 و 43 و 50 يوم من الزراعه.

2- عدد 2 إطلاقه من مفترس أسد المن بمعدل 20000 بيضه/فدان بعد 60 و 70 يوم من الزراعه.

3- إستخدام مصيده صفراء لاصقه بمعدل 25 مصيده / فدان.

4- إستخدام المصائد الفرمونيه بمعدل 5 مصائد /فدان و هذا كان أفضل برنامج لمكافحه الآفات الرئيسية فى الباذنجان بصوره فعاله و إقتصاديه.

و على محصول الفول السودانى تم إطلاق طفيل الترايكوجراما بمعدل 42000 طفيل/ فدان و إطلاق يرقات مفترس C. carnea بمعدل 50000 يرقه أسد المن/ فدان بعد 40 و 55 يوم من الزراعه قد أدى خفض تعداد كل من الذبابه البيضاء Bemisia tabaci و دوده اللوز اﻷمريكيه H. armigera بصوره فعاله.

 

و فى دراسه معمليه تمت فى جامعه قرطبه بأسبانيا ونشرت عام 2020 بمجله  Crop protectionحيث تم دراسه تأثيرالمعامله بالجرعه الحقليه الموصى بها على يرقات العمر الثانى لمفترس أسد المن بطريقه معامله مباشره بالرش على يرقات أسد المن و بطريقه غير مباشره بالتغذيه على يرقات العمر الثانى لدوده ورق القطن  Spodoptera littoralisالمعامله بعد 24 ساعه من المعامله بمبيدين من منظمات النمو الحشريه Insect Growth Regulator (IGR)  وهما مبيد الفلوفينكسرون و مبيد لوفيرون و قد أوضحت النتائج أنه يمكن إطلاق يرقات مفترس أسد المن C. carnea بالتوافق مع رش منظمات النمو الحشريه عند مكافحه دوده ورق القطن حيث أنها أمنه على اﻷعداء الحيويه و فعاله فى مكافحه دوده ورق القطن.

الأهداف المنشوده من هذا المقال هى أولا التعريف بأهميه المكافحه الحيويه مع ذكر أمثله حقليه تطبيقيه ناجحه و التى يمكن أن تستخدم كدليل إسترشادى للمهتمين بمجال المكافحه الحيويه بمصر و ثاني الأهداف هو نشر ثقافه المكافحه بإستخدام اﻷعداء الحيويه فى برامج المكافحه المتكامله بين المزارعين و ثالث الأهداف المحافظه على البيئه من التلوث بالمبيدات و الهدف الرابع هو الحصول على منتجات زراعيه وفيره و عاليه الجوده بهدف الحفاظ على الصحه العامه للمصريين و الحياه حياه كريمه.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى