اسماكالأخبارالانتاجمصر

د علاء الدين عيسي يكتب: مشاريع الإستزراع السمكى بمصر…نجاحات مضطردة و”اخفاقات” تحتاج الي التدخل

النفوق يحتاج الي منظومة تشخيصية محترمة مبنية على اسس علمية سليمة وخبرات حقلية ممتدة ومتعمقة

رئيس طب الأسماك والاحياء المائية-كلية طب بيطري -جامعة القاهرة

الإستزراع السمكى سواء العذب او البحرى يعتبر ركيزة اساسية للثروة السمكية بالقطر المصرى من شماله لجنوبه ومن شرقه الى غربه بما يمثله من انتاجية ضخمة جدا تصل الى مليون وستمائة وخمسون الف طن أسماك مستزرعة وهو ما يمثل اكثر من 80 % من اجمالى انتاج مصر من الأسماك حيث تعتبر مصر بهذا الرقم السابعة عالميا وبما مقداره مليون طن أسماك بلطى نيلى.

تصدرت مصر قائمة اكبر دول منتجة للبلطى النيلى فى افريقيا والثالثة عالميا و على الجانب الأخر تتصدر مصر قائمة اكبر دول منتج لأسماك العائلة البورية وتأتى فى المرتبة الرابعة عالميا فى قائمة الدول المنتجة لأسماك الدنيس والقاروص و اللوت.
وتتركز مشاريع الإستزراع السمكى العذب فى محافظة كفر الشيخ التى تنتج اكثر من 50 % من انتاج مصر من اسماك البلطى والبورى يليها محافظات البحيرة و الشرقية و الدقهلية و الفيوم وبعض المزارع المتفرقة بطريق مصر الاسكندرية الصحراوى والظهير الصحراوى للجيزة اما مشاريع الإستزراع السمكى العذب فتتركز بصورة كبيرة فى محافظات دمياط حول بحيرة المنزلة وشاطئى المتوسط ومثلث الديبة بين بورسعيد ودمياط والإسكندرية حول بحيرة مريوط ومحافظات الإسماعيلية حيث مشاريع عملاقة لقناة السويس بالقنطرة شرق و جهاز الخدمة الوطنية بشرق التفريعة بورسعيد.
ورغم النمو المضطرد لصناعة الإستزراع السمكى خلال العقدين الماضيين الا انها بدأت تواجه الكثير من الإخفاقات التى اثرت كثيرا على انتاجية المزارع بصورة سلبية والتى القت بظلالها على قدرة تلك المزارع على الإستمرارية فى انتاجها المتنامى كما وضعت قيود كثيرة واعباء على كاهل المربى المسكين الذى واجه ومازال يواجه تلك الإخفاقات منفردا بمفردات قليلة وضعيفة وقديمة لا تتواكب مع كم وقدر وطبيعة المشاكل التى تواجه تلك المزارع لإسباب عديدة متداخلة.
وتتداخل مشاكل سوء جودة المياه حيث مياه الصرف الزراعى بما تحمله من حمل عضوى وميكروبى و كيماوى مع مشاكل سوء الإدارة المزرعية والموروث الثقافى بخصوص التربية التكاملية لحيوانات مزرعة و طيور وغيرها من الكائنات الأرضية والمائية التى تعتبر مصدر اختراق دائم لمنظومة الأمان الحيوى للمزرعة الى طرق خاطئة فى الأستزراع من زيادة اعداد الاسماك كثافة فى احواض التربية وتقليص عمود المياه لأدنى مستوى له وعدم التخلص من الاسماك النافقة بالأحواض وطرق ونوعية التغذية الخاطئة والغير صحية فى ظل تناقض سياسة السوق والتى وصلت بثمن طن العلف لأسماك البلطى الى ما يقارب 10 الاف جنيه وطن علف الأسماك البحرية الى ما يقارب 20 الف جنيه مع تهاوى سعر بيع المنتج من المزرعة الى اقل من 40% من قيمته الحقيقية وتوقف التصدير لسوء جودة المنتج.

وفى النهاية فوق كل ذلك خطر داهم يحصد انتاج المزارع حصدا ويتسبب فى خسارة اقتصادية فادحة للمربى الا وهو خطر النفوق الجماعى للأسماك خصوصا فى فصل الصيف وبداية الخريف والذى ما زال خطرا داهما يمثل لغز لا يمكن حله الا من خلال منظومة تشخيصية محترمة مبنية على اسس علمية سليمة وخبرات حقلية ممتدة ومتعمقة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى