الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د حمادة العزازي يكتب:  كيف يمكن السيطرة علي مرض إلتهاب الضرع؟

باحثقسم البكتيريولوجيمعهد بحوث الصحة الحيوانيه بالزقازيق

يعتبر انتاج الحليب في القطعان الحيوانية مهماً سوآءا باستخدامه كمنتج تجاري مستقل أو لتغذية الحيوانات التي يتم انتاجها داخل القطيع، ويعتبر التهاب الضرع من أكثر المشاكل شيوعاً والتي تواجه مربي الحيوانات نظراً لانخفاض انتاجية الحيوانات المصابة به سوآءا بإنتاج الحليب للاستخدام التجاري او لتغذية الصغار، وكذلك لما قد يسببه من أخطار على صحة الإنسان مثل التسمم الغذائي، وكذلك خطورته على صحة الحيوان بشكل عام.

سنستعرض في هذا المقال أهم النقاط التي يجب مراعاتها للتقليل من حالات الإصابة بهذا المرض وكذلك كيفية الوقاية منه بإذن الله.

أولاً: ما هو التهاب الضرع؟

هو مرض يصيب الضرع ويتسبب بقلة انتاج الحليب او انعدامه او تغير لونه بحيث يصبح ذا قوام مائي او مصحوبا بدم او متجبنا أو مصفراً.

وقد يصبح الضرع بعد الإصابة به متورماً أو متحجراً أو بارداً.

ما هي أسباب التهاب الضرع؟

أسباب التهاب الضرع كثيرة ولكن أكثرها شيوعاً الأسباب الجرثومية مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وبعض انواع المفطورات.

كيف تدخل تلك الجراثيم إلى جسم الحيوان؟

1- عن طريق حلمة الضرع.

2- عن طريق الجروح الخارجية التي تصيب الضرع.

3-قد يصاب الحيوان بمرض ما وتنتقل العدوى من داخل الجسم إلى الضرع. ويساهم الإجهاد على سهولة إصابة الحيوان بالمرض كما في حالة اجهاد الولادة.

كيف تنتقل العدوى من حيوان لآخر؟

تلوث أرضية الحظيرة بإفرازات الضرع المصاب ويتضح ذلك خلال الممارسة الخاطئة بحلب الضرع الملتهب على التربة مما يؤدي لتلوثها ويسهل دخول الجرثومة عن طريق فتحة الحلمة او عن طريق أي جروح أو خدوش خارجية في الضرع.

قد تنتقل عن طريق يد الإنسان من حيوان لآخر اثناء الحلب.

– عن طريق ادوات الحلب الملوثة.

ما أعراض الإصابة بالتهاب الضرع؟

هناك عدة أنواع من التهاب الضرع، فهناك التهاب الضرع المرئي وهو الذي يمكن ملاحظة أعراضه بشكل ظاهري، وهناك التهاب الضرع غير المرئي وهو الذي يصيب الحيوانات ويتسبب بقلة انتاجها ولا يظهر أعراضاً ظاهرية ولا يمكن اكتشافه الا باستخدام عوامل مساعدة.

– وهناك تقسيم آخر لالتهاب الضرع، بناءاً على الشكل الظاهري للمرض، وهو:

الشكل الحاد:

وهو أول مراحل إصابة الضرع بالمرض وأفضل وقت لمعالجة الحيوان المصاب فيه، وتكون أعراضه كالتالي:

أ‌ -إرتفاع في درجة حرارة الحيوان العامة عن المعدل الطبيعي وخاصة إذا كانت الإصابة في الضرع كله.

ب‌- خمول الحيوان.

ت‌- تورم الضرع المصاب مع احمراره وسخونته بحيث يمكن ملاحظة ذلك بالعين المجردة وباللمس.

ث‌- العرج بالقوائم الخلفية وخاصة إذا كان الإلتهاب بكامل الضرع، او برجل واحدة اذا كان الإلتهاب جزئياً.

ج‌.- تغير قوام ولون الحليب المفرز من الضرع، وقد يلاحظ بالعين المجردة أو بالفحص بالاختبارات الحقلية مثل اختبار كاليفورنيا.

الشكل المزمن:

وهو الشكل الذي يتحول إليه الشكل الحاد إذا لم يتم معالجته أو الانتباه لحدوثه ، وأعراضه كالآتي:

أ‌ – إنخفاض انتاج الحليب في الضرع المصاب.

ب‌- ورم خفيف مائل إلى الصلابة في الضرع المصاب او بعض اجزائه.

ت‌ – تغير في لون وكثافة الحليب المفرز من الضرع المصاب فيمكن أن يكون مائياً – أصفراُ – متجبنا – أو مدمما بحسب نوع الجرثومة.

الشكل الغرغريني:

وهو من أخطر أشكال الإصابة وقد يؤدي إلى موت الحيوان اذا لم تتم معالجته، وتكون أعراضه كالآتي:

أ‌-تورم الضرع.

ب‌- رائحة كريهة جداً من الضرع المصاب.

ت‌- ملمس الضرع بارد.

ث‌- تغير في لون وكثافة الحليب.

ج‌- يمكن تمييز منطقتين على الضرع أحدهما بارده وغامقة اللون وزرقاء والأخرى لون الضرع الطبيعي ولونه طبيعي وهي تظهر مدى تقدم إصابة المرض في الضرع.

ح‌-  عند ترك هذه الحالة دون علاج تحدث مضاعفات وقد يصل الميكروب وافرازاته إلى الدم ويمكن أن يؤدي إلى نفوق الحيوان.

خ‌.-  قد يسقط الجزء المصاب من الضرع نظرا لموت نسيجه والجلد الذي حوله.

الشكل المتليف:

وهو الشكل الذي يتحول إليه الضرع إذا لم يعالج جيداً أو بشكل غير كامل ويتحول الضرع من نسيج مفرز للحليب إلى نسيج متليف متحجر ويفقد وظيفته بذلك.

ما هو العلاج؟

لكي يتم العلاج يجب مراجعة أقرب طبيب بيطري ليتم العلاج على أسس سليمة، ويجب المسارعة إلى علاج الحيوان المصاب لكي لا يتطور المرض ويتعقد إلى أشكال أخرى:

ويجب قبل البدء بالعلاج غسل الضرع من الخارج وكذلك غسل ايدي الشخص القائم بالمعالجة لتلافي نقل عدوى جديدة للحيوان.

ويتم العلاج بإتباع الخطوات التالية:

1-تفريغ الضرع من الحليب تماما كل يوم قبل المعالجة، ويمكن تفريغ الضرع بواسطة الحلب او باستخدام سيفون الضرع (وهو انبوب معدني او بلاستيكي يتم ادخالها داخل الحلمة بعد تعقيمه لتفريغ الضرع من الحليب).

2-ويراعى أن يتم تفريغ الضرع من الحليب في اواني بلاستيكية او معدنية ولا يجب أن يتساقط الحليب على الأرض لمنع تلوث التربة بالميكروب، ويجب التخلص من الحليب الملوث بحرقه او دفنه او مزجه مع المطهرات.

3-إعطاء المضادات الحيوية الموضعية الداخلية للضرع وتوجد على شكل أنابيب مجهزة لوضعها داخل الضرع، ويراعى أن يتم تخصيص انبوبة لكل حلمة لمنع انتقال العدوى بين الحلمات.

4-عمل كمادات باردة لتخفيف حدة الإحتقان، ومن ثم وضع المركبات التي على هيئة دهون أو مراهم على سطح الضرع الخارجي وهي ملطفة وخافضة للحرارة.

5-التهاب الضرع قد يؤدي في بعض الحالات لتضخمه وتدليه لذا يجب رفع الضرع عن الأرض لمنع ارتخاء الضرع وحمايته من الجروح

إعطاء المضادات الحيوية العامة بالحقن مثل البنسلينات ويجب أن يستمر العلاج لمدة 4-5 أيام على الأقل تحت اشراف الطبيب البيطري للتأكد تماما من الشفاء وضمان عدم انتكاسة الحيوان.

قد يرى الطبيب البيطري إعطاء مضادات الالتهاب مثل الديكساميثازون لتخفيف التهاب الضرع.

علاج الشكل المزمن من التهاب الضرع يبنى على الآتي:

يتم تكرار الخطوات التي سبق ذكرها في علاج الشكل الحاد.

  1. عمل كمادات دافئة على الضرع المصاب من 2-3 مرات يومياً ثم بعد ذلك يجفف بعد كل مرة.
  2. يدهن الضرع جيداً بالمرهم الخارجي مثل مراهم اليود 3 % وذلك لتنشيط الدورة الدموية في الضرع.
  3. .   استمرار العلاج تحت اشراف الطبيب حتى التأكد من تمام الشفاء.

علاج الشكل الغرغريني والشكل المتليف:

الهدف الأساسي من علاج الشكل الغرغريني هو المحافظة على الحيوان حيث انه ليس من السهولة منع موت الضرع بعد الإصابة بهذا الشكل، وانقاذ الحيوان ومن ثم استخدامه للتسمين او الاستفادة من الشطر الآخر من الضرع للحليب ان لم يصب. وقد يضطر الطبيب لإستئصال الضرع جزئياً او كلياً إذا أصيب بأحد هذين الشكلين.

كيف تتم الوقاية من إلتهاب الضرع في الحيوانات؟

  1. أول خطوة في الوقاية من الإصابة بهذا المرض هو عزل الحيوانات المصابة في مكان مستقل عن الحيوانات السليمة لمنع انتقال العدوى منها.
  2. تطهير الحظائر بعد عزل تلك الحيوانات للقضاء على الجراثيم التي قد تكون موجودة بالتربة وذلك بإستخدام المطهرات مثل مركبات الامونيوم الرباعية والفينول وغيرها.
  3. الحرص على نظافة الحظيرة بإستمرار وازالة مخلفاتها اولاً بأول.
  4. عض المسببات المرضية يمكن الوقاية منها بالتحصين مثل مرض التسمم الدموي وكذلك امراض المايكوبلازما.
  5. التقليل من الادوات الحادة التي قد تسبب جروحاً في الضرع وانتقال العدوى إليه مثل المعالف التالفة وكذلك بقايا أسلاك تربيط الأعلاف(الأسيام).
  6. تفريغ الحليب كاملا من الضرع السليم حتى لا يؤثر بقائه على صحة الضرع.
  7. إرضاع مولود الحيوان صناعيا إذا كان ارضاعه مباشرة من الضرع يؤدي إلى جروح في الحلمات  وخاصة في حالة إصابة الحيوانات ببعض الأمراض مثل مرض التهاب الفم الجلدي الساري (الأورف).
  8. المبادرة بعلاج أي جروح أو خدوش بسيطة في الضرع في أسرع وقت ممكن وذلك بإستخدام المطهر او بخاخ الجروح.

9-مراعاة فحص الحيوانات التي تدر الحليب وفحص لبنها من أجل المبادرة باكتشاف أي حالة مرضية وذلك لتجنب المضاعفات.

10-عدم ترك الحيوانات التي لم تعالج بعد داخل القطيع او ترك الضرع المريض يجف حيث ان الجرثومة  تكون نشطة جداً في موسم الحليب القادم ويجب التخلص من الحالات التي لا تستجيب للعلاج

11-عند حلب الحيوان يفضل أن يقوم الحلاب بغسل يديه جيداً بالماء والصابون وغسل الحلمات بماء دافئ ويفضل رش مطهر موضعي على الحلمات قبل البدء بالحلب لمنع انتقال العدوى بسببه.

12-في المزارع التي تستخدم مكائن الحلب يجب الاهتمام بنظافة تلك المكائن وتطهيرها قبل الحلب.

13-يجب عدم استخدام حليب الحيوانات المصابة للإستخدام الآدمي أو لإرضاع الحيوانات إلا بعد انقضاء فترة العلاج وفترة التحريم والتي تكون مذكورة على النشرة الخاصة بالعلاج.

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى