الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمزيدحوارات و مقالاتمصر

د ولاء إبراهيم تكتب: ما يجب معرفته عن التهاب الضرع فى الأبقار الحلابة

باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – المعمل الفرعى بالإسكندرية

خلق الله سبحانة وتعالى الأبقار لتوفير الغذاء للأنسان فقال فى كتابه العزيز”وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ “، من هنا  قدّر علماء التغذية الإحتياج اليومى للفرد من البروتين بنحو سبعين جراماً ، وقد وجدوا أن  ثلثي هذه الإحتياجات لابد من الحصول عليها من مصادر حيوانيّة كاللحم والبيض واللبن . و من أهم الأمراض التى تؤثر على أنتاجية الأبقار من اللبن الآ وهو التهاب الضرع و الذى يؤدى الى خفض إنتاجية الأبقار من الألبان مسبباً خسائر إقتصادىة كبيرة .

فالتهاب الضرع فى الابقارهو من أكثر الأمراض أنتشارا فى الأبقار الحلابة وبالأخص فى الأبقار عالية الانتاجية ـ فهو عبارة عن التهاب يصيب الغدد  الثديية في الأبقار و قد تحدث هذه الإصابة فى ربع واحد أو أكثر من أرباع الضرع ، وهومن أهم  الأمراض  التي تصيب قطعان الأبقار الحلوب اذ انه يؤدى الي خفض كميه أنتاج اللبن وقد يصل الحال الي التخلص من الألبان المنتجة بشكل كامل نظرا لإحتوائها على العديد من الميكروبات مما يجعلها غير صالحة للإستهلاك الأدمى مؤدية الى خسائر أقتصادية كبيرة لأصحاب تلك المزارع و يحدث تقريباً في كل قطيع من قطعان الأبقار الحلوب.و يعتبر التهاب الضرع مشكلة حقليه كبيرة فعند إصابة بقرة واحدة بالتهاب الضرع فإن ذلك سيؤدي إلى إنتشار المرض في القطيع بأكمله.

و من الأ سباب التى تؤدى إلى الإصابة بالتهاب الضرع فى الأبقارأهمها و أخطرها هو أنتقال العدوى البكتيرية التى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة إلى الضرع و قد تنتقل هذه الميكروبات من البيئة المحيطة بالأبقارسواء كانت من على سطح الضرع نفسه أو من على القوائم الأمامية و الخلفية للأبقار أو من خلال الكؤوس الملوثة المستخدمة فى حلب الأبقار و أيضا من خلال أيادى العمال الذين يقومون بحلب هذه الأبقار حال عدم أتباعهم وسائل الآمان الحيوى قبل و أثناء حلب الأبقار و من ثمة تلوث فتحة الحلمة حيث أنها تعتبر المدخل الأساسى والرئيسي الذي تمر من خلاله الميكروبات و تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الضرع. وهناك عوامل أخرى تساعد على الإصابة بالتهاب الضرع ومنها عدم توازن العليقة وخصوصاً زيادة كمية البروتين التي تتناولها الأبقار أوأطلاق الأبقار فى حرارة الشمس الشديدة أوعدم الأعتناء بنظافة الضرع وحدوث جروح و تشقق لحلمات  الضرع أو أثناء حدوث أخطاء ميكانيكية أو فنية وقت عملية حلب الأبقار.

و يمكن أن يظهر التهاب الضرع فى الابقار فى صورتين و ذلك على حسب شدة الاصابة  :

أولها و يطلق عليه التهاب ضرع مرئي : و أعراضه تكون أما ارتفاع فى درجة حرارة الحيوان أو حدوث أنتفاخات غير طبيعية فى أحد أجزاء الضرع أو من الممكن أن تشمل الضرع بأكمله و قد تختلف شدة الأصابه فى هذا النوع من أصابة خفيفة حيث تسبب بعض التغيرات الفيزيائية فى اللبن بحيث يظهراللبن غير طبيعى من ناحية اللون أما أن يكون أصفر أو أحمراللون  وأيضا حدوث تغيرات فى تجانس اللبن و يمكن أن يؤدى ذلك إلى حدوث تخثر فى اللبن . ويمكن أن تكون الإصابة بالتهاب الضرع المرئي خفيفة حيث تسبب تغيرات في اللبن فقط أو شديدة حيث تصاب الأبقار بالتسمم الدموي.

أما النوع الاخرفيطلق عليه التهاب ضرع غير مرئي و فى هذا النوع من الالتهاب لا توجد أعراض واضحة على الابقار المصابة و تكون الاصابة متمثله فى أصابة أنسجة الضرع نفسه دون ظهور علامات مرئية لهذا النوع من الإلتهاب و بالتالي يصبح من الصعب تحديد الأبقار المصابة بدون وسائل و مواد مساعدة للتعرف على الأبقار المصابة بالتهاب الضرع الغير المرئي.

و عن كيفية علاج حالات التهاب الضرع :

أولاً يجب عزل الأبقار المصابة بالتهاب الضرع  ثم التخلص من ألبان هذه الأبقار المصابة بطريقة سليمة و آمنة ، ثم أتباع  ما يلى:

1- إجراء كافة خطوات و أشتراطات الآمان الحيوى بالمزرعة من حيثُ النظافة و تطهير الأرضيات والحوائط و كذلك الأدوات المستخدمة فى عملية الحليب و بالإضافة الى نظافة و تطهير أماكن غرف الحليب .

2- رفع الوعى الصحى بين العاملين فى مزارع الألبان و ذلك بإتباع نظام تدريبى مستمر للتعريف بكيفية تطبيق إحتياطات الآمان الحيوى بالمزارع العاملين لديها .

3-عدم إعطاء الأبقار المصابة أى علاجات و التى  من الممكن أن تؤدى الى حدوث أضرار بهذه الحيوانات دون الرجوع الى رأى الطبيب البيطرى .

4- يجب عدم أعطاء الأبقار المصابة  أى مضاد حيوى قبل أخذ عينات من هذه الأبقار و من ثمة أجراء أختبار الحساسية لتحديد المضاد الحيوى المناسب  و الفعال للعلاج .

5- يجب أستبعاد الأبقار المصابة من القطيع  حتى تستكمل العلاج ولحين التأكد من خلو الألبان المنتجة من هذه الابقار من أى ميكروب و ذلك للحفاظ على الصحة العامة للمستهلكين.

ومن أهم الإحتياطات الواجب مراعاتها لتقليل الخسائر الاقتصاديةالتي يسببها التهاب الضرع في مزارع الأبقار الحلابة:

1- الحفاظ على نظافة كافة الظروف البيئية المحيطة بالأبقار و أتباع وسائل الآمان الحيوى فى المزرعة .

2- مراعاة توفير الرعاية البيطرية الجيدة داخل هذه المزارع للحفاظ و للكشف المبكر عن حدوث أى حالات لالتهاب الضرع بين الابقار .

3- الأهتمام بالتغذية المتوازنة للأبقار الحلابة و ذلك على حسب أنتاجية هذه الأبقار من اللبن مع تجنب أى تغير مفاجىء فى العليقة المقدمة لهذه الابقار.

4- تجنب التدخل غير الواعى عند حدوث أى أصابة التهاب الضرع  بالقطيع و عدم أعطاء الأبقار أى علاجات دون أشراف من الطبيب البيطرى المختص .

5- فحص الأبقار التى يتم شرائها بواسطة الطبيب البيطرى قبل دمجها مع قطيع الابقار الموجود بالمزرعة و ذلك للتأكد من خلوها من أى أصابة لألتهاب الضرع .

6- الطبيب البيطرى هو صاحب القرارأما المعالجة أو الذبح فى حال حدوث أى أصابة التهاب الضرع بالقطيع .

7- أتباع كافة أحتياطات الآمان الحيوى قبل و أثناء و بعد حلب الأبقار بالقطيع  حيث أنه يجب تنظيف الضرع قبل بدء حلب الابقار  بشكل جيد و استخدم طريقة تغطيس الحلمات باليود بعد الانتهاء من عملية الحلب  .

8- عند وجود أبقار مصابة بالتهاب الضرع فيجب حلبها يدويا او تركها حتى يتم الانتهاء من حلب الابقار السليمة اولا و ذلك لتجنب أصابة الابقار السليمة.

وفى الختام يجب الآخذ بمقوله الوقاية خيرِ من العلاج   و لذلك لا بد من إتباع كافة الإحتياطات  العلمية السليمة للمحافظة على الثروة الحيوانيّة لتنميتها و زيادة إنتاجيتها للحفاظ على الدخل القومى و ذلك من خلال أنتقاء السلالات الجيدة ذات الصفات الأنتاجية الجيدة و تجنب السلالات ذات الصفات الغير مرغوب بها و التى قد تؤدى الى تقليل الأنتاج مسببا خسائر أقتصادية مع الإلتزام بالرعاية البيطرية الجيدة للحيوانات بالإضافة الى مراعاة التغذية السليمة و المتوازنة للحيوانات و الحفاظ على أعطاء اللقاحات البيطرية فى مواعيدها للحيوانات و التى من شأنها حماية هذه الحيوانات من الامراض المعدية  و الحصول على  إنتاجية عالية من اللبن و تقليل حدوث حالات التهاب الضرع بين الحيوانات و من ثمة تقليل حدوث اى خسائر أقتصادية و للحفاظ على الثروة الحيوانية و لزيادة الدخل القومى.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى