الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د رضا رزق يكتب: دور محفزات النمو فى تربية حيوانات المزرعة

قسم الكيمياء والسموم والنقص الغذائي- وحدة الهرمونات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية

شرع البيطريون علي تحسين الإنتاج من ناحية وتحسين جودة المنتج من ناحية أخرى وذلك برفع  القيمة الغذائية لهذا المنتج مما أدى الى زيادة الكفاءة الاقتصادية  .فقد وجدوا أن هناك عاملان أساسيان لا يمكن اغفالهما فى تربية حيوانات المزرعة هما الجينات الوراثية والتغذية السليمة للحصول على أعلى عائد اقتصادي.

ولذلك أصبحت اضافات الأعلاف جزء لا يتجزأ من طرق التغذية الحديثة لزيادة معدلات الأنتاج ولجأ الكثير من المربين الى استخدام محفزات النمو لزيادة معدلات الأنتاج فى أقل وقت ممكن.

على سبيل المثال يستخدم مربى الأبقار كميات كبيرة من البروتين فى العليقة لكى يتم تحويلها الى لحوم فتزيد من وزن الحيوان ولكن لكى يتم ذلك لابد ان تكون معدلات اخراج الحيوان اليومية من النيتروجين أقل بكثير عن النيتروجين فى العليقة وهنا يأتى دور محفزات النمو الهرمونية التى تساعد الحيوان على الاستفادة الكاملة من كمية النيتروجين فى العليقة وتكوين الأحماض الأمينية  اللازمة لبناء البروتين والعضلات.

ففى أحد الأبحاث المهتمة بدراسة تأثير محفزات النمو وجد أن استخدام محفزات النموالهرمونية  المزروعة خلف الأذن تزيد من معدل تكوين amino acids بنسبة   12.9  % وأن معدل تكسير البروتبنات وأخراج النيتروجين قد قلت بنسة 2.31   % بالمقارنة بمثيلتها التى لم تأخذ محفزات نمو هرمونية.

لذلك فأن محفزات النمو هى معظم المركبات الكيميائية والمضادات الحيوية والادوية التى تضاف على الماء أو على العليقة أو تؤخذ بالحقن أو بالغرس تحت الجلد بهدف تحسين الحاله الصحية وتحسين الهضم للحيوان وأكسابه المناعة اللازمة لمقاومة الميكروبات.

ومن هذه المحفزات المستخدمة على نطاق واسع فى استراليا والكثير من الولايات الأمريكية المحفزات الهرمونية والتى تنقسم الى بعض الهرمونات الطبيعية مثل التيستوستيرون- الاستروجين والبروجيستيرون وهى هرمونات النمو داخل جسم الحيوان ويتم اسخلاصها وحقنها فى الحيوانات المراد تحفيز معدلات النمو لها ولكنها باهظة الثمن. ويمكن تقسيمها الى مجموعتين رئيسيتين هما :-

  • الأستروجينات كمحفزات للنمو :

تؤثر تأثير مباشر وذلك من خلال وجود مستقبلات في خلايا أنسجة الجسم وتاثير غير مباشر عن طريق زيادة هرمون النمو وهرمون البرولاكتين ومن أمثلتها داى ايثيل ستيلبيسترول  الذى يزيد في تقبل الطعام واحتباس النيتروجين لبناء البروتين الداخلي وتستطيع هذه الهرمونات ان تقوم بالتغيرات البيوكيمائية الكاملة التي تؤدي الي زيادة  وزن الحيوان عن طريق زيادة كوليستيرول البروتين الدهني منخفض الكثافة ( الكوليستيرول الضار ) وتقليل كوليستيرول البروتين الدهني عالي الكثافة.

  • الأندروجينات كمحفزات للنمو:

تؤثر تأثير مباشرمن خلال وجود مستقبلات لهذه الهرمونات في الخلايا العضلية و تأثير غير مباشر وذلك من خلال تأثيرها علي هرمونات الكورتيكوستيرويد التي تعمل علي زيادة معدلات بناء البروتينات وتقليل معدلات الهدم وايضا من خلال تأثيرها علي هرمون الغدة الدرقية والاستروجين.

 أما الهرمونات الأصطناعية فهى مركبات كيميائية بديلة للهرمونات الطبيعية  :- 

  • الهرمونات الاصطناعية لهرمون البروجيستيرون (Acetoxy progesterone )
  • الهرمونات الاصطناعية لهرمون الاستروجين ( oesterone)
  • الهرمونات الاصطناعية لهرمون التيستوستيرون ( trenbolone acetate)

الهدف من استخدام الهرمونات في تسمين الحيوانات : 

زيادة كفاءة التحويل الغذائي وبذلك يقل استهلاك الحيوان من العلف الذي يؤدي في النهاية الي تقليل التكلفة الاقتصادية ومن ثم يتم تقليل نسبة الدهون في جسم الحيوان ذات الجدوى الأقتصادى الضعيف بالمقارنة باللحم الأحمر.

وقد أثبتت الأبحاث ان استخدام  الهرمونات الاصطناعية لنفس فترات التسمين المعتادة أدي الي انتاج أبقار مسمنة ومستوية وزنها أعلي من الأبقار الغير معاملة هرمونيا بحوالي 18 كجم وايضا تأثير هذه الهرمونات علي العجول بعد عمر الفطام يكون افضل من استخدامها في فترة ما قبل الفطام حيث يكون معدل الزيادة في الاوزان يتراوح ما بين  14-17% اعلي من المعدلات الطبيعية.

كما أثبتت الأبحاث أنها تؤدي الي رفع معدل النمو بمقدار 10-15% فى العجول  المخصية عنها فى العجول الكاملة والأناث. ولتلافي البقايا الهرمونية المترسبة في لحوم هذه الابقار بعد ذبحها يجب ايقاف المعاملة بحوالي 60-65 يوم علي الاقل.

ولكن هناك اعتراض كبير علي استخدام الهرمونات الأصطناعية في التسمين من قبل منظمة الصحة العالمية والهيئات العالمية الأخرى مثل الكودكس و دول الاتحاد الاوربي والمواصفات القياسية المصرية لما تشكله من خطر كبير علي الانسان لانه يؤدي الي تراكم متبقيات هذه المواد في اللحم والاعضاء الاخري وهذا قد يؤدي الي الكثير من الأمراض التى تضر المستهلك من أهمها مرض السرطان .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى