الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د وئام باهر يكتب: حقيقة تأثير «المعادن الثقيلة» علي  غذاء الانسان

باحث اول-معهد بحوث الصحة الحيوانية- معمل المنصورة الفرعى – مركز البحوث الزراعية – مصر

تداول عدد كبير من خبراء التغذية والهيئات والمنظمات الدولية المعنية بسلامه الاغذية فى الفترة الاخيرة تحزيرات وارشادات بالتوازي مع الكم الهائل من الابحاث المنشورة من معاهد البحوث والجامعات العريقة بخصوص تواجد المعادن الثقيلة فى معظم الاغذية التى يتناولها الانسان  وبشكل خاص الاطعمة تلك المستخدمة فى تغذيه الاطفال والتى تحتوى على مستويات قابله للقياس من هذه المعادن الثقيلة ليس هذا فقط بل ان نسبة كبيرة من الاغذية عموما بها مستويات عالية تدعوا للقلق خصوصا المتواجدة فى معظم منتجات البان, السؤال الذى يطرح نفسه ما هى هذة المعادن الثقيلة وما  هى المعايير المقلقة وتأثيرها على صحة الانسان والاطفال تحديدا

ما هى المعادن الثقيله

المعادن الثقيله هى العناصر ذات الكثافة العاليه فى الجدول النووى وهذا هو المعنى اللغوى لها كما تعرف ايضا المعادن السامة التى تؤثر على الصحة العامه بالسلب عند تناولها بكميات كبيرة بالرغم من اهميتها البيولوجىه لجسم الانسان اذا تم تناولها بكميات صغيرة لا تسبب خطورة على الصحة .

وتحتوى المعادن الثقيلة على  قائمه  كبيرة من اهمها الرصاص والكادميوم والزرنيخ والزئبق وغيرها والتى  يتم مراقبه تواجدها وكمياتها  فى المنتجات الغذائية نظرا لخطورتها واعتبارها من ملوثات البيئة .

وتعتمد  هذة المجموعه  ليست على نفس القدر فى الخطورة ولكن المنظمات العالمية المعنية بسلامة الغذاء WHO, FOA تتفق بشكل عام على ان اكثرها خطورة هم الزرنيخ والكادميوم والرصاص والزئبق.

اخطار المعادن  الثقيلة :

تكمن خطورة المعادن الثقيله فى تراكمها بانسجة الجسم وعدم قابليتها للتحلل حيث ان الكميات الصغيرة منها تفرز من خلال البول ولكن تبقى الكميات الاكثر تراكما  عالقه فى انسجه الجسم مسببه اضرار حادة ومزمنة بالخلايا كاخلايا الكبد والطحال والبنكرياس والعظام والدم ,حيث يؤدى  تراكمها الى  المشاكل الصحية التى تؤثر على الصحة العامه للانسان.

على الجانب الاخر فان هناك عناصر من المعادن الثقيله مفيدة جدا بكميات قليلة لقيام  جسم الانسان بوظائفه الحيويه مثل  الحديد الذى بعتبر المسؤل الرئيسى عن ارتباط الاوكسجين بكرات  الدم الحمراء وكذ لك الزنك الذى يساعد الكثير من انزيمات الجسم بالعمل بشكل وكفائه عالية  و مع استخدام هذين العنصرين لا يحدث تسمم معدنى

اما عن النحاس فهو ضرورى للجسم ولكنه خطر جدا بشرط استخدامة الكميات الموصى بيها حيث يحتاج الجسم الى كميات دقيقه جدا وزيادتة تؤدى الى تسمم خصوصا من المياة اذا ذادت النسب المسموح بها حيث ان التفاعلات تؤدى الى انتاج جزور حرة تعمل على نعطيل وظائف  الحمض النووى داخل الخلايا وتوقفها  عن العمل نهائىا .

اما بالنسبة للزرنيخ فهو  موجود حولنا فى كل مكان ولكن وجب تناوله بكميات ضئيله جدا جدا جيث ان زيادته تؤدى الى ايقاف تام فى عمل انزيمات الجسم مما يؤثر بالسلب باعراض نزف شديد من الانف  والتقىء والاسهال المستمر الذى لا يتوقف مؤديا بدورة للجفاف  وفقر الدم والام فى العضلات وقد تحدث الوفاة.

ان معظم هذة الاعراض تظهر فى التسمم الناتج من المعادن الثقيله مجتمعا او منفردا وقد تمتد الاعراض الى ابعد من تلك فتظهر بشدة فى الجهازين الهضمى والعصبى من خلال التداخل مع انزيماتهما.

اما عن الرصاص هو المستثنى  حيث يحدث تاثيرة على الجسم الانسان  بسبب محاكاته الجزئية للكالسيوم وهو العنصر المغزى للاعصاب والمسؤل عن ارسال اشاراتها العصبية و وجود الرصاص يحدث هذا الخلل فى ارسال واستقبال هذة الاشارات العصبية مما يؤدى الى اضرابات عصبيه وزيادة تراكم الرصاص عليها يؤدى الىى الارتباك وتوبات الصداع المزمن والتشنج ثم الشلل وتوقف التطور العصبى خصوصا فى الاطفال وقد يؤدى الى الوفاة فى بعض الحالات اذا لم يتم التدخل العلاجى السريع..

الكميات المقررة لتشخيص الحالات تسمم بالمعادن الثقيلة :

تتبع الارقام بشكل دقيق لتحديد الكميات التى تؤدى الى تسمم امر شديد الصعوبة ويعود ذلك جزئيا الى ان الخبراء يواجهون صعوبة فى الاتفاق على ما يمكن اعتبارها  كميات امنة من هذة العناصر ولكن بوجد توصيات فقط للكميات الامنة حيث تعد وكالة حماية البيئة  الامريكية مستويات الزرنبخ  مقبوله بمقدار 10 اجزاء فى المليار للتر فى مياة الشرب بنما منظمه الصحه العالميه تؤكد 100 جزء فى المليار لتر المياة بالمثل فى جميع المعادن ولكن جميعها ارقام وسطية كمرجع ولكن لا تحدد ايهم اكثر خطورة ولكن  الامر الاكثر امانا هو تقليل التعرض الى اقصى حد ادنى ويمكن الرجوع الى الجهات الدولية والمحلية المعنيه بوضع الحدود القصوى لتركيزات هذة المعادن الثقيله بالاغذيه  .

كيف نقلل التعرض للمعادن الثقيله وتقليل مخاطرها؟

1-  يوجد صعوبة شديدة فى اختبار تواجد المعادن الثقيله فى كافه الاطعمة الاغذية   ولذلك فان افضل واسهل الطرق للحد من تواجدها هو تجنب الاطعمة المعروف عنها احتواءها على نسب عالية من هذة المعادن الثقيله الضارة

2- تجنب تاول  مسحوق البروتين

3- الابتعاد عن الاسماك الغنية بالزئبق مثل اسماك التونة كبيرة العين – اسماك ابو سيف المتوافرة بكثرة فى البحر الابيض المتوسط

4- تجنب المنتجات المعلبة بكل انواعها حيث ان تلوث المعلبات بالمعادن الثقيلة يكون دائما  من عدم تطبيق الممارسات التقنية الجيدة او تلوث الماء المستخدم او المواد الاولية التى تدخل فى التصنيع او مواد التعبئة والتغليف او خلال عملية النقل والتخزين.

5-الاكثار من الخضراوات والفاكهه حيث انها تمتص كميات كبيرة من المعادن الثقيله مع التشديد على غسلها جيدا قبل تناولها

6- كذلك تناول اللحوم والالبان بكميات معتدلة من مصادر  موثوق بها

اخيرا احب ان اؤكد انه بالرغم من خطورة  المعادن الثقيله على صحة الانسان الا ان تقليل  التعرض لها لا يشكل اى ضرورة على صحة المستهلك بل قد تكون مفيدة فى كثير من الحالات  .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى