الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد الحسيني يكتب: أضرار مرض إنفلونزا الطيور على الإقتصاد والصحه العامه

باحث – معهد بحوث الصحة الحيوانيه- مركز البحوث الزراعيه – مصر

يعتبر المسبب المرضى لمرض انفلونزا الطيور هو فيروس الانفلونزا من مجموعه A والتى تنقسم الى 16 نوع من بروتين الهيم اجلوتنين و 9 انواع من بروتين النيورامينيديز .

وينقسم المرض بصفه عامه الى فئات من حيث شده الضراوه الى قسمين :

الاول  قليل الضراوه (LPAI) ومعظم العدوى به تكون بدون اعراض  وغالبا ما تكون فى الطيور البريه والمائيه ولكن فى طيور التربيه الاعراض تعكس اصابات الجهاز التنفسى والجهاز الهضمى ونقص فى انتاج البيض وفى حاله العدوى الثانويه تزيد نسبه الوفيات.

اما الثانى فهو انفلونزا  شديده الضراوة (HPAI) والاصابه به فى الطيور البريه تصبح الاعراض محدوده ولكن هناك بعض الاعراض التى قد تكون عصبيه وكذلك بعض الوفيات خاصه عند الاصابه بالعائله الجينيه الخاصه بعتره جوانج دونج الصينيه . (Guangdong) .

اما فى طيور التربيه فتكون العدوى منتشره فى جميع اجهزه جسم الطائر كالجهاز العصبى والتنفسي والهضمى والبولى والدورى والتناسلى والاعراض تعكس هذه الاصابات كالاعراض العصبيه والتنفسيه والاسهالات وقد يموت الطائر قبل ظهور الاعراض ويقل انتاج البيض واحيانا يقف الانتاج تماما.

الجدير بالذكر ان القطاع الداجنى بمصر مصاب بعترات من فيروس الانفلونزا من نوع H5N1 شديد الضراوه عام 2006 وكذلك عتره من نوع H9N2 قليله الضراوه عام 2011  وعتره من نوع H5N8 شديده الضراوه عام 2016 واخيرا عتره من نوع H5N2 شديده الضراوه عام 2018

 

صوره توضح  اعراض فيروس انفلونزا الطيور شديد الضراوه  (انزفه على القدم و العرف والدليات وكذلك جميع اعضاء الجسم)

 

الخسائر الاقتصاديه لمرض انفلونزا الطيور

يعتبر مرض انفلونزا الطيور من الامراض التى لها تاثير بالغ على صناعه الدواجن وبالتالى على الاقتصاد وتتمثل هذه الخسائر فى:

1- التاثير المباشر على صناعه الدواجن وتقليل الانتاج المحلى الذى يستلزم فى بعض الاوقات تغطيه العجز بالاستيراد.

2- الاضرار بالعماله نتيجه اعراض بعض المربين عن التربيه وذلك للخسائر الفادحه التى تمت والخوف من استكمال التربيه لدورات اخرى.

3- بالنسبه للدول التى تمارس سياسه الاباده الكليه للقطعان المصابه للتحكم فى المرض وتعويض اصحاب القطعان المباده فهذه السياسه تمثل عبء كبير على ميزانيه هذه الدول.

4- اما الدول التى تمارس سياسه التحصين للسيطره على المرض فان اللقاحات المستخدمه عاده ما تكون مستورده وكذلك تزيد من تكلفه التربيه.

5- ايضا هناك بعض التكاليف الخاصه بالتخلص من النافق وتكلفه التطهير والحجر

6- تكلفه الاستقصاء لمعرفه مدى انتشار المرض وتكلفه الفحوصات والدراسات الازمه لمعرفه تحور الفيروسات ومدى ملاءمتها للتحصينات المتوفره فى السوق والتى قد تستدعى تغيير عترات اللقاحات.

7- اثناء الاوبئه تعرض الناس عن شراء الدواجن وماله من تاثير بالغ ايضا على الصناعه. وكذلك الخسائر الاقتصاديه لمرض انفلونزا الطيور قليل ضراوة تتمثل فى الوفيات وونقص انتاج البيض الذى من الممكن ان لا يعود مره اخرى الى المستوى الطبيعى قبل العدوى، زياده نسبه الاعدامات عند الذبح وتكلفه الدواء للسيطره على العدوى البكتيريه الثانويه وكذلك تكلفه التطهير والتنظيف وتكلفه التحصينات التى تضاف الى تكلفه الانتاج.

تاثير مرض انفلونزا الطيور على الصحه العامه

من المعلوم ان الانواع المختلفه لفيروس انفلونزا الطيور تتأقلم على انواع معينه من العائل فهناك بعض الانواع الخاصه للخيول واخرى للانسان على سبيل المثال.

و يتم انتقال هذه الانواع بين افراد العائل المحدد لها. ومن الممكن وليس شائعا ان ينتقل نوع معين من انفلونزا الطيور من عائل الى عائل اخر ولكن يبقى نوع الفيروس مرتبط بالعائل الطبيعى له.

اما الانتقال الى الانسان فهو نادر حدوثه واما ان يكون نتيجه انتقال الفيروس كله ويتسبب فى الغالب الى عدوى  فرديه او نتيجه حدوث عمليه تبادل لبعض جينات الفيروس الى فيروس اخر اثناء التكاثر فى عائل واحد كالخنازير التى تتمتع بقابليه العدوى من انواع مختلفه من فيروسات الانفلونزا ناتجه فيروس محور قد يتسبب فى حدوث جائحه عارمه كما حدث من قبل عام 1918.

والجدير بالذكر انه ليست كل نواع الانفلونزا قادره على حدوث عدوى شديده للانسان بعد الانتقال له من العائل الطبيعى للفيروس.

حيث وجدت دراسات سيرولوجيه تؤكد انتقال بعض الانواع لفيروس انفلونزا الطيور من عائل الى عائل اخر محدثا عدوى تحت سريريه  (subclinical)اى بدون اعراض واضحه وهذا اكثر شيوعا ولكن هناك بعض الانواع مثل  المنبثق من عائله جوانج دونج الصينيه  وكذلك العترات شديده الضراوه بصفه عامه وبعض العترات قليله الضراوه (H5Nx and H7Nx)  التى تستطيع احداث اعراض شديده الضراوه فى الانسان وقد تودى بحياته الى الوفاه على عكس باقى انواع فيروسات الانفلونزا فى حاله انتقالها الى الانسان. مع العلم انه لا يمكن التنبؤ باى من عترات الانفلونزا  التى تستطيع حدوث العدوى للانسان.

وطبقا لاخر الاحصائيات لمنظمه الصحه العالميه منذ عام 2003 حتى شهر مايو 2021  فان عدد الاصابات بانفلونزا الطيور من نوع H5N1  شديد الضراوه في الانسان فى العالم كان 862 حاله اصابه بينما عدد الوفيات كان 455 حاله وفاه.و بالنسبه لمصر فان عدد حالات الاصابه كانت 359 حاله اصابه بينما عدد الوفيات كانت 120 حاله وفاه وذلك منذ تسجيل اول حاله اصابه بشريه عام 2006 بمصر حتى الان مع العلم ان اخر اصابه كانت عام 2017 وهى نفس السنه التى سجلت بها اخر حالات الاصابه بانفلونزا الطيور من نوع H5N1 بالدواجن فى مصرحسب الاحصاءات الرسميه.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى