اسماكالأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمناخبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أحمد دياب يكتب: تأثير التغيرات المناخية علي المصايد الطبيعية والمزارع السمكية

>>المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة أو نقص امدادات المياه

باحث – المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية

بلغ الإنتاج العالمى من الأسماك حوالى 179 مليون طن، منها 82 مليون طن من إنتاج تربية الأحياء المائية بنسبة قدرها 46% من إجمالى الإنتاج العالمى عام 2018، وبلغ المصيد من المصادر الطبيعية 96.4 مليون طن بنسبة قدرها 54% ، وقد تم استخدام 156.4 مليون طن من مجموع الإنتاج الكلى فى العالم للاستهلاك البشرى، بمعدل قدره 20.5 كيلو جرام للفرد الواحد على مستوى العالم.

تعكس هذه الإحصاءات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الثروة السمكية من خلال حجم الإنتاج والتجارة العالمية وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل لنحو 12% من سكان العالم، إلا أن تأثيرات التغيرات المناخية على المخزون السمكي في المصايد الطبيعية والمزارع السمكية تمثل تهديداً كبيراً لاستدامتها، لذا فإن السنوات القادمة سوف تشهد علامة فارقة في مسيرة البشر في ترويض الطبيعة.

بلغ حجم الإنتاج السمكى (2 مليون طن) ويشتمل على المصايد الطبيعية بمعدا إنتاج يصل الى (397 ألف طن) ويمثل 20%  أما الأستزراع السمكى فيصل حجم الإنتاج حوالى (64.1 مليون طن) ويمثل 80 %  ، تحتل مصر المركز الأول أفريقياً والسادس عالمياً ويساهم القطاع السمكى بنحو  ( 14% ) من صافى الدخل القومى الزراعى.

ولذلك تعمل الدولة المصرية على تحقيق استراتيجية تنمية الثروة السمكية من خلال التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي وتطوير البحيرات المصرية، كخطوة جادة في سد الفجوة بين العرض والطلب في السوق المحلى وذلك من خلال:

  • إنشاء المزارع السمكية الكبرى (بركة غليون – قناة السويس – شرق التفريعة – الفيروز)
  • تطوير البحيرات وإزالة التعديات عليها وتطهير وحماية المسطحات المائية.

مما يؤثر إيجابيا على دعم الاقتصاد المصري من خلال توفير العديد من فرص العمل للشباب، والحد من الهجرة غير الشرعية، فضلا عن زيادة المعروض من الأسماك مما يساهم في خفض الأسعار وصولا إلى تصدير الفائض، وفقا لأحدث التكنولوجيات والمعايير العالمية.

تنشأ التغيرات المناخية نتيجة لعمليات الحرق المختلفة للنفط والغاز والأخشاب والفحم وغيرها، والتي تؤدى لإطلاق كميات هائلة من المركبات الكيمائية السامة إلى الجو أهمها أكاسيد الكربون والكبريت والنتروجين، وهذه الغازات تعتبر غازات ثقيلة تبقى في النطاق السفلى للأرض وتمنع انتشار الحرارة حيث تمتص الأشعة تحت الحمراء وتمنع تشتتها من سطح الأرض مما يؤدى إلى رفع درجة الحرارة في ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري.

ورغم أن التغيرات المناخية ظاهرة عالمية إلا أن لها آثار على المستوى المحلى، فزيادة درجة الحرارة تؤدى إلى نقص الإنتاجية الزراعية، وزيادة البخر وزيادة معدل استهلاك المياه وزيادة معدل التصحر وهجرة العمالة من المناطق الساحلية وحدوث تغيرات سلوكية في الحشرات نتيجة الدفء الحراري مما يؤدى إلى قصر دورة حياتها وتزايد أعدادها بسرعة كبيرة .

  • وفيما يتعلق بالثروة السمكية فأن أهم هذه التأثيرات المناخية يتمثل فيما يلى:
  • ارتفاع نسبة ثانى أكسيد الكربون مما يؤدى لزيادة ذوبانه فى مياه المحيطات والبحار، وزيادة حموضة المياه مما تؤثر سلبا على نمو وتكاثر وحياة الأسماك.
  • ينجم عن تغير المناخ تعديل فى توزيع أرصدة الأنواع السمكية من أسماك المياه العذبة والمالحة، مع توجه الأنواع السمكية فى المياه التى ترتفع فيها درجة الحرارة نحو القطبين، كذلك ينعكس تغير المناخ على موسمية العمليات البيولوجية الحيوية فى شكل تغيرات بسلاسل غذاء الأسماك بمواطن المياه العذبة والمالحة، مما يعود بنتائج لا يمكن التكهن بها على صعيد التذبذب في إنتاج الأسماك.
  • زيادة ملوحة مياه البحيرات الشمالية نتيجة لزيادة درجة الحرارة والتى تؤدى لزيادة نسبة البخر، فضلا عن زيادة التلوث عام بعد عام نتيجة الصرف الصناعى والزراعى وقلة المياه العذبة الواردة للبحيرات، مما يؤدى لزيادة درجة الملوحة أكثر والتى تؤثر على هجرة زريعة العائلة البورية من البحر إلى مناطق التقاء المياه العذبة وعليه يقل المخزون السمكى بالبحيرات.
  • التأثير قد يمتد إلى المزارع أيضا ويشمل تأثير التغيرات المناخية عليها فى ارتفاع درجة حرارة المياه، وزيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدى لزيادة احتمالية حدوث أمراض، فضلاً عن ازدهار الطحالب وما ينتج عنها من أضرار.
  • كما أن ارتفاع درجة الحرارة تؤدى لتغير أوقات التكاثر، وزيادة استهلاك الغذاء وزيادة المخلفات العضوية، ونقص الأكسجين الذائب، وتتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الأكسجين، ويتسبب ذلك فى إجهاد حرارى وانتشار الأمراض.
  • معظم مكونات العلف مستوردة وأهمها مسحوق السمك، وتشير السيناريوهات المتوقعة لانخفاض إنتاجية الأسماك المستخدمة فى تصنيع مسحوق السمك، واستهلاك نحو 70% منه فى الدول المنتجة له مما يؤدى لنقص المعروض منه، وزيادة السعر والذى يؤدى بدوره لارتفاع تكاليف أعلاف الأسماك .
  • الحلول المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية
  • الاتجاه لأقلمة أسماك المياه المالحة على الملوحة المنخفضة أو المتوسطة.
  • الاتجاه لتفريخ الأسماك البحرية.
  • إيجاد بدائل مسحوق السمك في العليقة كمصدر للبروتين.
  • تقليل صرف الملوثات المختلفة في البحيرات.
  • إجراء البحوث المتعلقة بمعرفة معدل الزيادة في ملوحة الماء الأرضي للدلتا وملوحة مياه الصرف.
  • إيجاد البدائل لأسماك المياه العذبة من خلال أستنباط أصناف جديدة مقاومة للأمراض وتتحمل البرودة.
  • المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة أو نقص امدادات المياه، والأهتمام باضافة روافع المناعة الى الاعلاف خلال هذه الفترة لتحسين اداء الجهاز المناعي للاسماك مشددا على ضرورة تطبيق الأمان الحيوي قدر الامكان داخل المزارع السمكية (وخصوصا المزارع متوسطة وكبيرة الحجم).

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى