الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د ماريونت نصيف تكتب: نحو جودة وطنية أفضل لإدارة منظومة المعامل البحثية

رئيس بحوث ومدير الجودة العام -معهد بحوث الصحة الحيوانية -الدقي

تلعب الجودة وتطبيقاتها الحديثة دورا هاما في تقدم الشعوب والأمم في جوانب الحياة المختلفة فالجودة هي انظمة وبرامج ومشاريع عمل تسعي الي تحقيق الاتقان في العمل  وضمان استمرار عجلة التطوير والتحسين المستمر وتحقيق الميزات التنافسية للصناعات والخدمات المحلية والتمكن من المنافسة في الاسواق العالمية  فالجودة خيارا استراتيجيا للنهوض بالقطاعات الخدمية والانتاجية وليس ترفا اداريا كما يعتقد البعض.

للجودة تعريفات ومفاهيم كثيرة ومتنوعة ولكنها كلها تسعي نحو هدف واحد ألا وهو اتقان العمل ومنع الاخطاء وتبسيط الاجراءات وادارة الوقت ورفع مستوي الخدمة ولما اصبح  العالم  سوقا مفتوحا بلا حدود وكثرت التكنولوجيا الحديثة وتلاشت الحواجز المكانية والجمركية واصبح عنوان المنافسة هو البقاء للأفضل والأجود واصبح التقييم في هذا السباق هو العميل والمستفيد الذي يجب علي الجميع ان يسعي لتحقيق رضاه وتلبية متطلباته بل ويفوق ايضا توقعاته باستمرار لذا اهتمت الدولة بالتميز المؤسسي والتطوير القائم علي الجودة لتلبية هذه المتطلبات لتمكين اقتصادنا الوطني من النمو والمنافسة .

ونتناول هذا المقال الطريق لتحقيق الجودة بمفهومها التطبيقي وفيما يلي ملخصا للمراحل الرئيسية لخارطة الطريق نحو الجودة:

أولا : مرحلة التوعية بأهمية الجودة والحاجة اليها :

يخطئ البعض في فهم المعني الحقيقي للجودة فالبعض يظن انها فقط تطبيق نظم الجودة في مختلف الجهات  فالإنسان بالفعل هو عدو ما يجهل  ولكن حقيقة الامر ان الجودة هي اسلوب حياة ونظام تحسين مستمر فهناك جودة الكلام وايضا جودة الحياة وايضا جودة التصرف كما انها ستحقق توفيرا كبيرا في الجهد والتكلفة والوقت لتقديم هذه الخدمات والمنتجات مع الاهتمام بالعاملين وتحفيزهم .

فهم غالبا من سيساهم في تنفيذ مشاريع الجودة والتحسين المستمر بالمنشآت المختلفة والحقيقة ان عدم الاهتمام بضمان جودة المنتجات والخدمات هو المكلف وستترتب عليه خسائر للمنشآت من خلال اعادة العمل او تصنيع منتجات رديئة والوقت والمال المستغرق للرد علي شكاوى العملاء المتذمرين ومعالجتها.

ولذا  يجب علي الدولة ان تبادر من خلال الجهات المعنية بالجودة والمواصفات الي اطلاق حملات توعية بمفاهيم الجودة والتميز من خلال عقد ندوات ودورات واعلانات توعوية في وسائل الاعلام  وعقد مؤتمرات للجودة وكذلك اقامة الاسبوع المصري للجودة وان يوافق اليوم العالمي للجودة والذي اقرته منظمة الامم المتحدة .

وايضا اصدار المجلات الدورية المتخصصة في مجال الجودة وتطبيقاتها وتشجيع الباحثين والدارسين في هذا المجال علي نشر وترجمة الابحاث والكتب في مجال الجودة باللغة العربية لنشر ثقافة الجودة فما تنفقه المنشآت علي برامج الجودة هو استثمار ذي عائد مفيد وليس تكلفة  وتتضمن هذه المرحلة عقد الاستبيان المصري للجودة ليكون طريقة مناسبة لقياس وتشخيص مستوي الوعي والالتزام بالجودة وما تم تحقيقه من خلال التطبيق وايضا الاجراءات التصحيحية اللازمة لتقدم مسيرة الجودة ونشر الفكر الايجابي للجودة.

ثانيا : الدعم والتزام القيادات العليا واصحاب القرار:

لابد ان نعلم جيدا انه لن تتحقق الجودة مفهوما وتطبيقا دون التزامات القيادات العليا والادارية بها وتحقيق مبدأ القدوة الحسنة ولذا تستوجب هذه المرحلة العمل علي مناشدة اصحاب القراروالتنفيذيين والادارة الوسطي  وعلي كافة المستويات التنظيمية بمفاهيم الجودة والتميز المؤسسي ولماذا نحن في حاجة ماسة لتبنيها وتطبيقها والفوائد التي ستعود علي الاقتصاد والصناعات والخدمات .

ويجب ان يستمر العمل دون ملل من اجل تحفيز القيادات واهتمامهم والتزامهم بالجودة والتميز في العمل كاسلوب عمل ومنهج حياه للمنظمات التي يتولون قيادتها ويوصي ان تتضمن هذه المرحلة قيام القيادات بعمل الزيارات الميدانية للمنظمات المشابهة بدول العالم المتقدمة في مجال الجودة والتميز المؤسسي للاطلاع والتعلم .

ثالثا : عمل استراتيجيات للجودة علي المستوي الوطني:

بمعني ان تكن هناك سياسات واستراتيجيات وطنية للجودة كبوصلة تحدد الوجهه والمسار نحو تحقيق الجودة والتميز المؤسسي وهنا تأتي هذه المرحلة من الطريق حيث تتضمن مشاركة كافة الأطراف ذات العلاقة بالجودة والاستعانة بالمتخصصين والخبراء والاستفادة من محرجات المراحل السابقة وتطبيق التخطيط الاستراتيجي علي ان يتضمن رؤية وطنية للجودة والتميز المؤسسي وتطوير الاهداف السنوية والطويلة المدي ومتابعة تنفيذها ضمن الخطط السنوية والخمسية للدولة ويتم نشر وتعميم هذه الاستراتيجية لكافة المعنيين وباستخدام مؤشرات الأداء المناسبة للقياس الدوري للانجاز والتقدم نحو تحقيق الرؤية الوطنية للجودة.

رابعا : تأصيل مفاهيم الجودة في مراحل التعليم المبكرة

تركز هذه المرحلة علي تربية وتوعية النشىء والأجيال القادمة علي مفاهيم ومعاني الجودة وغرسها في اذهانهم وربطها بالتعاليم الدينية والقيم المحلية ويتطلب ذلك تصميم مقررات مدرسية تشرح وتوضحمفاهيم وتعاريف الجودة والعمل الجماعي ومهارات التواصل وحل المشكلات والاهتمام بالعميل باسلوب مبسط ومحبب للطلاب مع تمارين عملية بسيطة قدر الأمكان ويمكن ان تتضمن هذه المرحلة زيارات ميدانية لطلاب المرحلة الثانوية الي المصانع والشركات التي يوجد لديها تطبيقات للجودة والتميز المؤسسي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى