الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب : نصائح لمزارعي القمح في المرحلة الحالية (خلال شهر ديسمبر)

>> الاعتدال في الري وصرف الماء الزائد بعد الري يحل كثيرا من المشاكل المتعلقة بالتربة والتسميد والناتجة عن التغريق وسوء الصرف خصوصا في الأرض الطينية.

رئيس بحوث متفرغ – مربي قمح – قسم بحوث القمح- قسم بحوث القمح-معهد المحاصيل الحقلية- مركز البحوث الزراعية – مصر 

هناك اعتقاد خاطئ جدا بأن تأخير رية المحاياة يشجع ويزيد التفريع.

ليس المهم التركيز على كمية السماد المضافة ولكن الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد للقمح

محصول القمح من المحاصيل الشتوية، ويتكيف هذا المحصول مع ظروف الجو البارد خصوصا في مراحل النمو الأولى وخلال مرحلة التأسيس، بل قد تكون ظروف الطقس الباردة مهمة جدا لنمو وتطور المحصول بشكل جيد. وقد يكون هناك موجات باردة في المرحلة الحالية والأيام القادمة فلا داعي للقلق من برودة الجو، فالقمح محب للبرودة بشرط الصرف الجيد للمياه وعدم التغريق وتشبع الأرض بالمياه مع إضافة المقررات السمادية. 

ومعظم حقول القمح حاليا تمر بمرحلة هامة جدا وهي الفترة الأولي لحياة النبات أو ما يسمى بتأسيس النبات، وتستمر حتى 55-65 يوم من الزراعة. وتعد هذه الفترة أهم فترة  في حياة القمح، حيث يتم فيها بناء السعة التخزينية للنبات والمتمثلة في زيادة التفريع والذي يترتب عليه زيادة عدد السنابل وكذلك عدد السنيبلات( الأبراج) والأزهار في السنبلة والذي يعتمد عليهما عدد حبوب السنبلة.

ويعتبر عدد السنابل وعدد حبوب السنبلة أهم مكونين من مكونات المحصول الثلاثة، حيث أن المكون الثالث هو حجم الحبوب يعتمد أيضا على قوة المجموع الخضري،

فكلما كان المجموع الخضري قوي كلما استقبل الضوء أكثر وقام بعملية البناء الضوئي بشكل أفضل مما يساهم في امتلاء الحبوب بمعدل عالي وينعكس كل ذلك بشكل مباشر على الإنتاجية النهائية للمحصول. 

وفي خلال المرحلة الحالية  يجب العناية بالعمليات الزراعية الأساسية للقمح، وأهم هذه العمليات هي الري والتسميد ومكافحة الحشائش.

أولا: الري

الري و التسميد من أخطر العمليات الزراعية التي تؤثر على إنتاجية محصول القمح، وذلك لتأثيرهما المباشر على نمو النبات وارتباط الري بالتسميد، فلابد من إضافة السماد مع الري.

كما أن كفاءة السماد تعتمد على عملية الري، فكلما كان الري جيدا كانت كفاءة السماد في أعلى درجاتها،

وعند التغريق في الري تكون كفاءة السماد منخفضة جدا. لذلك يجب الاعتدال في الري دون تعريض النبات للتعطيش (الإجهاد المائي) أو التغريق (التشبع الزائد).

ويجب أن يكون الري على الحامي وصرف الماء الزائد بعد الري مباشرة. 

وفي الوقت الحالي يتم رية المحاياه (التشتية) وهي تكون بعد فترة تختلف حسب الظروف، وفي الغالب بعد 20-30 يوم من الزراعة.

وتعد أهم رية، حيث تكون في مرحلة حرجة من عمر النبات والتي تؤثر على الإنتاجية لتزامنها مع تكوين منطقة التفريع (التاج) وبداية التفريع المنتظم للنبات، والتي تساعد في التأسيس الجيد للنبات، كما أنها مرتبطة أيضا بإضافة السماد الأزوتي ويكون النبات في أمس الحاجة إلي السماد والماء في هذه المرحلة.

وهناك اعتقاد بأن تأخير رية المحاياة يشجع ويزيد التفريع وهذا خطأ، حيث يكون النبات في مرحلة التفريع وإنتاج الخلفات والتي بدورها تحتاج إلى مدخلات أكثر من الماء والسماد.

ويجب العناية بهذه الرية أكثر في حالة الزراعة الحراتي ، حيث تتشرب الأرض كميات كبيرة من المياه، وفي حالة وعدم الصرف الجيد تسبب مشاكل للنباتات وتظهر على النباتات أعراض اصفرار في النبات نتيجة اختناق الجذور وتوقف عملية امتصاص العناصر الغذائية.

ويعتبر الاعتدال في الري وصرف الماء الزائد بعد الري من مقومات نجاح زراعة القمح ويحل كثيرا من المشاكل المتعلقة بالتربة والتسميد الناتجة عن التغريق وسوء الصرف خصوصا في الأرض الطينية.

وعند حدوث مشاكل نتيجة الري والصرف يوصي البعض بعلاجات نظرا للحالة السيئة للنباتات وذلك باستخدام بعض المواد المغذية والمنشطة للنمو والأحماض الأمينية ومستخلصات المادة العضوية ومنظمات نمو وخلافه من المواد المتداولة والتي يدعي البعض أنها مهمة للقمح،

وفي الواقع نكون في غنى عنها لو تم تنفيذ عمليات الري والصرف بشكل صحيح وتم الصرف الجيد للماء الزائد مباشرة. 

احذر التعطيش والتغريق:

المقصود بالتعطيش هو تعرض النبات لإجهاد مائي بسبب عدم وجود ماء ميسر بالتربة يكفي لحاجة النبات، يختلف ذلك حسب عوامل عديدة.

ويسبب التعطيش إغلاق الثغور على الأوراق للنبات للمحافظة على المياه بالنبات وبالتالي يمنع دخول ثاني أكسيد الكربون وعلية يتوقف عملية البناء الضوئي ويتوقف نمو الأوراق وتكوين الفروع ويكون نمو النباتات ضعيفة ويقل المحصول. 

المقصود بالتغريق هو زيادة كمية مياه الري مع عدم صرفها وتحول التربة إلى أرض غدقة. 

ضرر التفريق عند تشبع الأرض بالمياه أكثر من اللازم ينتج عنه استنفاذ الأكسجين الموجود بالتربة ويتوقف الجذر عن امتصاص العناصر الغذائية وتنغلق الثغور ويتوقف التمثيل الضوئي.

كما يتم تحويل الآزوت إلى الصورة غير الميسرة للنبات ولا يستفيد منه النبات وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي.

ويتوقف امتصاص النتروجين فتقوم النباتات باستخلاص النيتروجين من الأوراق القديمة وتصفر الأوراق ولا يقوم النبات بالتفريع.

ويتحول لون الأوراق السفلي إلي الأصفر اللامع ثم موتها ولون الأوراق العليا إلى الأصفر الشاحب نتيجة نقص النتروجين

وهذا العرض نلاحظه كثيراً في المرحلة الحالية وخلال شهر يناير خصوصاً في المناطق سيئة الصرف مع زيادة مياه الري. وتظل التربة رطبة لفترات طويلة ومغطاة ببقع خضراء من الفطريات أو الطحالب.

وفى حالة أخذ عينة تربة وشمها نجد أن رائحتها كريهة كأن بها أشياء ميتة. 

ثانيا: التسميد

يجب إضافة السماد في الميعاد المناسب، حيث أن إضافته في غير موعده  يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى منه.

وتعتمد إضافة السماد على ظروف الحقل ويجب توخي الحذر، لأن زيادة السماد الآزوتي يجعل النبات أكثر عرضه للرقاد والأمراض، في حين نقص السماد المضاف يؤدى إلى نقص المحصول. كما أن السماد الآزوتي هو العنصر الغذائي الأول الذي يحدد إنتاج المحصول في القمح لافتقار الأراضي المصرية في هذا العنصر بصفة عامة وحاجة النبات الضرورية له.

يجب أن يتم إضافة السماد بالطريقة السليمة وفى الوقت المناسب والانتهاء من إضافة السماد الآزوتى عند مرحلة التعقيل والاستطالة في النبات (ظهور أول عقدة على الساق) و تكون غالباً بعد 55-65 يوم من الزراعة حسب عوامل عدة.

 وليس المهم التركيز على كمية السماد الآزوتي المضافة فحسب ولكن الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد للنبات.

أما عن كيفية إضافة السماد الآزوتي فيجب أن يضاف قبل الري مباشرة ولا يوضع بعد الري ولا بعد المطر ولا قبل الري بفترات طويلة حيث تكون الاستفادة منه قليلة في تلك الحالات.

فيجب أن يتم إضافة ثلث الجرعات السمادية( حوالي شيكارة يوريا أو شيكارة ونصف نترات للفدان) مع رية المحاياه، إذا كان تم إضافة الثلث كجرعة تنشيطية مع الزراعة، 

و يضاف الثلث الأخير مع الرية التالية لرية المحاياه، لكي يتم تأسيس القمح جيدا في الفترة الأولي من حياة النبات.

وفي حالة عدم إضافة جرعة تنشيطية مع الزراعة يتم إضافة نصف السماد الموصي به مع رية المحاياه ( حوالي شيكارة ونصف يوريا أو 2شيكارة نترات للفدان) والنصف الآخر يضاف مع الرية التالية لرية المحاياه.

ثالثا: مكافحة الحشائش

الحشائش نباتات لها القدرة على المنافسة والاستمرارية وإحداث الضرر للمحصول المزروع. وتنافس الحشائش محصول القمح بدرجة كبيرة جدا خلال مرحلة البادرة والفترة الأولى من مرحلة التفريع

.ولذلك تعتبر هذه الفترة هي الوقت الحرج بالنسبة لمكافحة الحشائش، ولكن مجرد أن يغطي المحصول 50-70% من سطح التربة في مرحلة تكون العقد فيمكن للنباتات التغلب على معظم الحشائش حديثة الإنبات.

ويمكن أن تتم النقاوة اليدوية للحشائش، ويكون ذلك مجدي في حالة وجود الحشائش بكثافة بسيطة في الحقل،

أما في حالة الكثافة العالية فلا تكون النقاوة اليدوية فعالة. كما يمكن إجراء النقاوة اليدوية بعد عملية الرش للأماكن الفائتة من عملية الرش. 

المكافحة الكيماوية للحشائش من أنجح طرق المكافحة في القمح. ويوجد العديد من مبيدات الحشائش الاختيارية ذات الكفاءة العالية ضد الحشائش الخاصة بمحصول القمح والتي ينصح باستخدامها طبقاً لتوصيات وزارة الزراعة.

ويجب أخذ جميع الاحتياطات التي تؤدي إلى نجاح عملية المكافحة وهي: 

1- التعرف على الحشائش الموجودة في الحقل أولا ثم يتم تحديد المبيد حسب نوع الحشائش الموجودة،

ويجب إتباع الإرشادات الموجودة على العبوة بدقة، وعدم تجاوز الجرعة الموصي بها مطلقًا في أي حال من الأحوال، وفي التوقيت المحدد طبقا للتوصيات الفنية، لأن التركيز العالي قد يضر بالمحصول والمنخفض قد لا يحقق النتيجة المرجوة. 

2- القيام بعملية رش المبيد بعد تطاير الندى، ولا يتم الرش أثناء سقوط المطر أو في حالة توقع سقوط الأمطار أو الرياح الشديدة.

3 –عدم الخلط العشوائي بين المبيدات وبعضها أو إضافة بعض المواد للمبيد حيث قد ينتج تفاعلات كيماوية غير مرغوبة . 

5 –اختيار آلات الرش الجيدة، وتغسل وتنظف جيد قبل الاستعمال وكذلك جميع المعدات.

6- استخدام كمية المياه الموصي بها، وتستخدم مياه نظيفة خالية من الأملاح وحبيبات الطين وذرات الرمال.

أسأل الله أن يكون موسم خير وبركة على الزراع والوطن. 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى