الأخبارالاقتصادالانتاجحوارات و مقالاتمصر

د عبدالعزيز بندق يكتب: المحاصيل المهندسة وراثياً وعلاقتها بالبيئة وإحتياجات الغذاء

معهد المحاصيل الحقلية  – مركز البحوث الزراعية – مصر

يتزايد الجدل حول المحاصيل المعدلة وراثياً ومدى تأثيرها على البيئة وتأخذ المناقشات طابع التعقيد والحدة والانفعال ونتساءل هل المحاصيل المعدلة وراثياً آمنة على البيئة؟

وللإجابة سنلقى الضوء على هذا الموضوع كما يلى.

يعتبر تأثر البيئة بزراعة المحاصيل المعدلة وراثياً أمراً يجب تقييمه حيث يوضع فى الاعتبار عوامل كثيرة فنجد أن بعض العلماء يوجهون اهتمامهم الى المخاطر المتمثلة للمحاصيل المعدلة وراثياً بينما نجد الآخرين يركزون على فوائدها.

الوضع الحالى للبيئة:-

يعتبر تزايد عدد السكان وارتفاع درجة الحرارة فى العالم وتناقص التنوع الحيوى عوامل مؤثرة بشدة على البيئة، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان على كوكب الأرض 8 مليارات شخص بحلول 2025 وهذا معناه أنه فى خلال العشرين عاماً القادمة سيزيد عدد السكان بمقدار مليارى شخص ويتضح من ذلك أن اطعام هذا العدد من السكان يتطلب تغيراً هائلاً فى الانتاج والتوزيع وتوفير المنتجات الغذئية ولسوء الحظ أن الأرض المنزرعة بالمحاصيل لاتتناسب مع عدد السكان، فعلى سبيل المثال نجد أن الصين تمتلك 7% من المساحة الانتاجية العالمية بينما يبلغ عدد سكانها 20-25% من سكان العالم ونجد أن هذا الوضع يتفاقم بسبب تناقص المساحة المنزرعة بفعل عوامل التسعير وقلة الموارد المتجددة ونقص المياه وقلة الأيدى العاملة فى الزراعة.

ويتضح لنا أن تدمير الحياة البرية والغابات واستخدام الفحم والبترول أدى الى التزايد المستمر فى معدلات (( CO2 ثانى أكسيد الكربون مما أدى الى ظاهرة الارتفاع فى درجة الحرارة عالمياً أو مايعرف بظاهرة الاحتباس الحرارى، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجة الحرارة فى العالم بمقدار 2-3 درجات مئوية بحلول عام 2100 مع ازدياد التقلبات المناخية.

ويعتبر ازدياد عدد السكان مسئولاً عن تدمير الحياة البرية ومشاكل المياه فضلاًعن فقد العديد من الكائنات الحية لمواطنها الأصلى بسبب عمليات الاحلال ومن أجل حماية الغابات وبيئةالكائنات الحية والتنوع الحيوى يجب أن نتأكد من أن المتطلبات الغذائية تأتى فقط من الأرض المنزرعة بالمحاصيل وجدير بالذكر أن فى كل ثانية يولد من 2-3 أطفال فى العالم وكل 7 ثوان يضيع هكتار “2.4 فدان” من الأرض الزراعية المنتجة.

فوائد المحاصيل المعدلة وراثياً:

يعتبر الانخفاض الواضح فى استخدام مبيدات الآفات أحد أهم الفوائد التى تعود على البيئة من زراعة المحاصيل المعدلة وراثياً مع خفض حجم التفاوت بين المحاصيل والصفات التى ادخالها.

لقد أدى استخدام نبات الصويا المعدل وراثياً والمقاوم لمبيدات الحشائش وأيضاً نبات الشلجم وأنواع من القطن والذرة الصفراء المعدل وراثياً والمقاوم للحشرات لاحتوائها على جين ” BT ” جين مقاومة الحشرات الى انخفاض استخدام مبيدات الآفات عالمياً بمقدار 14%.

ففى الولايات المتحدة الأمريكية أدى استخدام المحاصيل المعدلة وراثياً الى خفض فى استخدام مبيدات الآفات بمقدار 45.6 مليون كجم للمنتج النهائى وأيضاً استخدام قطن الـ BT المعدل وراثياً فى الصين أدى الى خفض استخدام المبيدات الحشرية الورقية بمقدار 60-80% وبمقدار 15.000 طن فى استخدام مبيدات الحشائش.

وفى أمريكا الشمالية تمكن مزارعو فول الصويا المقاوم للحشائش من خفض عملية الرش لمقاومة الحشائش الضارة، كما استخدموا نظام الزراعة بدون حرث  لصيانة التربة.

ان خفض استخدام مبيدات الآفات يقلل بشكل فعال من تأثيراتها على نوعية المياه وذلك من خلال ترشيح متبقيات تلك المبيدات على السطح أو وصولها الى المياه الجوفية. فعلى سبيل المثال نجد أن المياه المتسربة من الحقول الأمريكية المنزرعة بالقطن المعدل وراثياً  BTتعتبر خالية تماماً من آثار المبيدات الحشرية وذلك وفقاً لدراسة على مدى أربع سنوات لوزارة الزراعة الأمريكية.

يمكننا باستخدام المحاصيل المعدلة وراثياً الحصول على انتاج وفير من أصغر مساحة زراعية، ففى U.S.A تم حماية 66 مليون هكتار من الذرة المعدلة وراثياً من الاصابة بحشرة ثاقبات الذرة وهى حشرة شهيرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

تقييم المحاصيل المعدلة وراثياً:-

يتم تقييم المحاصيل المعدلة وراثياً ومدى تأثيرها عى البيئة وذلك قبل وصولها الى الأسواق ويتم ها التقييم من خلال الجهات المعنية والمختصة وفقاً لمبادئ ومقاييس وضعها خبراء البيئة من جميع أنحاء العالم. ويقوم بإجراءات تقييم المخاطر كل من المطورين للمحاصيل المعدلة وراثياً والهيئات المنظمة والعلماء الأكاديميين طبقاً لبروتوكول “قرطاجنه” وهو البروتوكول الحاكم للسلامة الاحيائية للمحاصيل المعدلة وراثياً على مستوى العالم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى