الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د هالة صالح تكتب: حقيقة مرض يونز  وتأثيره علي الأبقار

باحث بمعهد بحوث صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

لمحة تاريخية :

في عام 1881 سجل الدانمركيون حالات إلتهاب جدار الأمعاء في الأبقار والتي ظهرت عليها أعراض فقدان الوزن مع وجود إسهال عزير ، وقد سجل الأطباءالبيطريين الألمان نفس هذه الملاحظات في عام 1895 إلا ان العالم كوخ (Koch) كانت له وجهه نظر في هذه الحالات المرضية ، حيث أن الاغراض السريرية للحيوانات المصابة لا تتشابه مع تلك الأعراض التي لوحظت في حالات السل البقري. وفي سنة 1906 أقتراح الباحث الدانمركي(Bary) تسميه المرض بنظير السل (paratubreclosis) عزل جرثومة المرض لأول مرة في عام 1910 من قبل الباحث  (ًTwort) ، وقد سجل ظهور الحالات المرضية في العديد من دول العالم وثبت ان الابقار والجاموس والاغنام والماغز والابل من اهم الحيوانات التي تصاب بالمرض.

العامل المسبب:

تعتبر العصيات البكتيرية نظيرة التدرن (mycobvacterium paratuvercolois) من مسببات مرض يونز والتي تمتلك صفات مقاربة لجرثومة السل بأعتبارها تمتلك خلية صبغية مثبتة للحامض (ِacid- fast- stain) وتتجمع بشكل اكوام في الأغشية المخاطية للأمعاء والغدد الليمفاوية القربية (laymph nodes)  adjacentوتعتبر حيوانات التجارب كالأرانب والهامستر والفئران من الحيوانات المقاومة للإصابة الطبيعية بالمرض.

وبائية المرض

يعتبرمرض يونز من الامراض الشائعة في المجترات وبالأخص الابقار حيث لا تخلو اي دولة في العالم تمتلك ثروة حيوانية كبيرة من هذا المرض.

  • الحيوانات الحاملة للمرض: (carrier animals)

تعتبر العجول اكثر عرضة للاصابة عما سواهما من الابقار البالغة حيث يعتقد الكثير من الباحثين بأن الاصابة تحدث في الفترات الاولي من العمر وتبقي كامنة ، ويعتبر الحيوان حامل للمرض (carrier) الي حين سن البلوغ حيث يندر مشاهدة أعراض سريرية لبقرة عمرها أقل من سنتين وبذلك فإن فترة الحضانة للمرض تعتبر طويلة جدا ربما تصل الي 15 – 18 شهراً، وتعتبر العوامل المهبطة للمناعة من أهم الأمور التي تحول الحيوان من حامل للمرض إلي حيوان يمتلك أعراض سريرية للمرض ، ومن العوامل المهبطة للمناعة الحمل والولادة ونقل الحيوانات لمسافات بالسيارات وسوء التغذية وسوء الادارة.

   ب – طريقة إنتقال المرض

        يتنقل المرض من حيوان مصاب (infected) إلي اخر من خلال عدة طرق ، ومن أهمها تناول الغذاء أو شرب الماء الملوث بجرثومة نظير السل ، ويعتبر الحيوان الحامل للمرض (carrier) من اخطر المصادر للعدوى بالنسبة للحيوانات الأخري إذا أن مثل هذه الحيوانات تقرز أعدادا من الجراثيم إلي المحيط الخارجي وعلي فترات متقطعة حيث يصعب للمربي ملاحظة ذلك.

بالاضافة الي طريقة الاصابة عن طريق الجهازالهضمي ، تم عزل جرثومة نظير السل من الجهاز التناسلي لأنثي الابقار وبذلك يمكن اعتبار الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي مصدراً للعدوي، ولابد لنا أن نشير إلى تسجيل بعض الاصابات في العجول حديثة الولادة بعد ان اصيبت وهي داخل الرحم (prentatal infection) ، وبذلك يمكن اعتبار إصابة الجنين داخل الرحم أو رضاعته للبن ملوث مصدرا من مصادر الاصابة بالمرض حيث تم عزل جرثومة نظير السل من حليب الابقار المصابة بمرض يونز.

الإمراضية:

بعد دخول جرثومة نظير السل إلى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي ، تبقي الجرثومة في اللوزتين (tonsil) لفترة تزيد علي 16 يوماً ومن ثم تصل إلى الغدد الليمفاوية فوق البلعوم (superpharyngeal lymph nodes) بعدها تصل الجرثومة إلي الامعاء وخصوصاً بوابة الأعور واللفائفي (ilecoecal valve) والغدد الليمفاوية المجاورة(lymph nodes) adjacent وفي بعض الأحيان تصل إلي الكبد (liver)،حيث تبدأ الجرثومة بالانقسام المستمر ويبدأ الجسم بتكوين أنسجة ليفية (fivrous tissues) مع تجمع الخلايا الالتهامية لكريات الدم البيضاء في المنظقة ويتنج علي ذلك سمك جدار الامعاء الذي يقلل من عملية الامتصاص لذا يحدث إسهالا شديدأ ومتطعاً.

وعند الاصابة الابقار بنظير السل يمكن ان يتنج ما يلي:

  • شفاء الحيوان كلياً وهذا في الحالات النادرة.
  • إصابة الحيوان وعدم ظهور الاعراض (carrier) الابعد تعريض الحيوان لظروف مهبطة للمناعة ، ويطول تلك الفترة تفرز البقرة اعدادا كبيرة من الجراثيم مع الروث الأمر الذي يكون بؤرة لإصابة الابقار الاخري
  • أبقار مصابة مع ظهور أعراض سريرية

الاعراض السريرية

من الامور الهامة في مرض يونز هو ظهور اعراض المرض في الابقار التي تزيد عل السنتين من العمر ، ومن أبرز الاعراض السريرة للمرض هي فقدان الوزن المصاحب باسهال عزير مع نقص في ادرار اللبن بالنسبة للابقار الحلابة مع بقاء شهية الحيوان ودرجة حرارته في الحدود الطبيعية .

وتعتبر الاعراض السريرية لكل من الاغنام والماعز متشابهه ، ولكنها تختلف عن الاعراض المرضية للأبقار في كون ان الإسهال في الابقار اكثر غزارة عنه في الماعز والأغنام ، اما بالنسبة للغزال فإن دوره المرض تعتبر اسرع في الظهور عن تلك التي لوحظت في الحيوانات الاخري

التشخيص

تعتبر عملية زرع الميكروب من الروث (fecal culture) من العمليات المهمة لتحديد الحيوانات المصابة بالمرض ، ولكن لوحظ انها تحتاج الي فترة حضانة تزيد عن 12 -16 أسبوع لتحديد إيجابية المرض بمعدل 20% – 50% للحيوانات المريضة، ويمكن تشخيص الميكروب ايضاَ عن طريق تحديد الحامض النووي للميكروب (nucleic acid sequences) باستخدام (gene probes ) ويلاحظ اهمية هذا التشخيص في تحديد الميكروب بطريقة دقيقة وان وجد باعداد قليلة، اما بالنسبة للاختبارات السيرولوجية (seroloagicaltests) فقد وجد انها ذات اهمية قليلة لعدم دقتها في التشخيص وعلي العكس من ذلك ، يعتبر اختبار الاليزا(elisa test) من الاختبارات الهامة لتشخيص المرض ، والذي يتميز بالدقة العالية في التشخيص وكذلك بأهميته للأستخدام في قطيع من الحيوانات عنه بالنسبة لحيوان واحد ، ويعتبر اختيار اليونين(johnin test) من الفحوصات الهامة والتي يمكن إجراؤها بحقن الابقار المشتبة بها بمقدار 3-4 ملم من مادة اليونين في الوريد ، ثم يتم قراءة درجة حرارة الحيوان قبل الحقن وبعد 2،4،8 ساعات بعد الحقن ، حيث ان وجود ارتفاع في درجة حرارة الحيوان بمقدار0.83 درجة مئوية أو اكثر (105 درجة فهرنهيت) تدل علي اصابة الحيوان بميكروب المرض.

السيطرة والعلاج (control and treatment)

لا يوجد علاج أكيد للمرض حتي الان

اما بالنسبة لعملية السيطرة علي المرض فقد وجد انها تحتاج الي عناية خاصة حيث ان القطيع الذي اظهر ايجابيته للاصابة بالمرض مع اعطائها لبن المسمار من أمهات سلبية للمرض.

ويجب مراعاه أجراء فحص دوري علي المزرعة مع أهمية اجراء اختبارت علي الحيوانات التي يتم شراؤها حديثاً والتي تعتبر دخيلة علي المزرعة ، اما بالنسبة لاستخدام اللقاحات كوسيلة للسيطرة علي المرض فقد وجد ان اللقاح المستخدم ينحصر تأثيره في تقليل إصابة الحيوان بالمرض ، ولكنه لا يعتبروسيلة لمنع انتشار المرض، واللقاح اما ان يكون حي مضعف (living attenuated) او ان يكون من النوع المقتول (killd vaccine) ، ويعطي اللقاح للعجول بعمر أقل من شهر واحد يوصي بعدم اعطاء هذا اللقاح للمزارع الموبؤة بمرض السل لتلاشي اعطاء نتائج ايجابية لفحص السلين.

المصادر: 

  • Clarence M.Fraser,et al.(1991): “the merck veterinary manual ahandbook of diagnosis, therapy ,disease prevention and control for the veterinarian”>7th edition published by : Merck and co.,Inc Rahway , U.S.A
  • Duncan J .R et al.(1978) : “Johne.s disease and the practiotioner .Cornell vet 68″supplement 179
  • Gilmour N.J .(1976) “The pathogenesis,diagnosis and control of johne.s disease”.vet rec . 99 : 433
  • Kulshreshtha rc and jagit .(1980) : astudy on the prevalence of tuverculosis and johne.s disease in cattle and buffaloes in Haryana state”.haryona vet 19:139-141.
  • Larsen A, B et al . (1978) : “Experimental vaccination of cattle against john.s diseases”.am . j . vet . res 39″65-59

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى