الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

إبن الريف يكتب: إختيار نقيب الزراعيين… «الواقعية» تهزم«السوشيال ميديا»

رغم علاقتي الجيدة مع معظم المرشحين لمنصب نقيب الزراعيين ورغم حملات التوصل الاجتماعي علي الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين والفائز بالدورة الجديدة كنقيب للزراعيين وذلك للمرة الثانية إلا أن فوزه للمرة الثانية بالمنصب يكشف عددا من الحقائق ومنها تراجع دور السوشيال ميديا التي شنت حملات منظمة ضد النقيب الحالي مما انعكس لصالح ما يطلق عليه حملات «الإتصال الشخصي المباشر» ممثلا فيما قام به «خليفة»، من لقاءات مباشرة وهو ما يمكن توضيحه في هذا التحليل:

لجأ معظم المرشحين للإعتماد في الترويج لبرامجهم الإنتخابي خلال فترة الدعاية الانتخابية فقط والتي أمتدت لمدة شهرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط مع جولات محدودة بالمحافظات القريبة من القاهرة، ونجح النقيب الحالي الدكتور سيد خليفة والذي لا يتقن التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي أو سياسة التجريح التي لجأ إليها بعض مرشحي السوشيال ميديا، مما دفعه للجوء إلي الإتصال المباشر مع المهندسين الزراعيين بالمحافظات من خلال الإعتماد علي الوصول لهؤلاء المهندسين  الزراعيين  عبر قادة الرأي الأكثر تأثيرا في قرارهم وقيام «خليفة» بجولات مكوكية لجميع المحافظات من محافظة أسوان وحتي الأسكندرية مرورا بمحافظات الدلتا ومطروح وصولا إلي محافظات سيناء حيث المناطق الملتهبة بالإضافة إلي محافظة البحر الأحمر.

هذه الجولات إعتمدت علي توصيل رسالتين الأولي للمهندسين الزراعيين وتحمل تقديرا شخصيا لهم دفعهم للتصويت لصالح إختياره نقيبا للزراعيين، والثانية رسالة للدولة المصرية بأن الظهير الشعبي للنقيب يعتمد في المقام الأول علي دور المهندس الزراعي في دعم توجهات الدولة المصرية خاصة في ظل تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن العام الحالي هو عام منظمات المجتمع الدولي، وأن تأييد المهندسين الزراعيين للدكتور سيد خليفة هو تأييد لسياسات الدولة المصرية.

إعتمد «خليفة» علي الدور الأصيل للمهندس الزراعي في الريف والقرية المصرية والمناطق النائية الأكثر تأثيرا في أي انتخابات نقابية مما دعم تواجدهم للمشاركة في العملية الانتخابية وإقبالهم علي المشاركة والتصويت لصالحه مقارنة بالمهندسين ومجموعة التكنوقراط في الجامعات والمراكز البحثية حيث يعتمد التأييد فقط علي صفحات التواصل الاجتماعي.

ملاحظة هامة للراغبين في الترشح لمنصب النقيب أو مجلس إدارة النقابة العامة أو في المحافظات، وهي أن المشاركة يجب أن تسبقها تواجد علي مستوي قاعدة المهندسين من خلال التخطيط والتدريب علي العمل النقابي وخدمة المهندسين الزراعيين ويحتاج هذا التجهيز لسنوات تسبق الانتخابات النقابية لضمان حصد الأصوات والتعريف ببرامج واقعية وخدمية لصالح المهندس الزراعي.

وأخيرا نجاح النقيب الحالي يؤكد علي أن نجاح هذه السياسات الواقعية في إستقطاب المهندسين الزراعيين بالمحافظات لتاييد استمراره نقيبا لهم أملا في المزيد من الخدمات وحل المشاكل التي تئن بها مختلف النقابات المهنية ومنها نقابة الزراعيين بسبب ضعف الموارد المالية لها وضرورة البحث عن حلول خارج الصندوق لتنمية هذه الموارد ورفع كفاءة الأصول حتي تنعكس علي علي تحسين هذه الخدمات سواء الصحية أو إنتظام معاشات المهندسين .

ومن المؤكد ان الإنتخابات المقبلة لإختيار نقيب الزراعيين بعد إنتهاء الفترة الثانية والأخيرة للدكتور سيد خليفة ستكون نموذجا للنقباء للإستفادة من تجربة الدكتور سيد خليفة وتطويرها بما يخدم العمل النقابي والمهندس الزراعي والدولة المصرية قبل كل شيئ.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى