الأخبارالاقتصادمصر

خبير زراعي: الحرب الأوكرانية كشفت «هشاشة» المنظومة الزراعية في العالم وعدم توافر الغذاء

>> صلاح الدين: توفر الغذاء اثناء الازمات الدولية مشكلة خانقة لاستقرار الحكومات

قال الدكتور طاهر صلاح الدين  الخبير الزراعي والأستاذ في مركز البحوث الزراعية ان  الحرب الروسية الأوكرانية  أظهرت هشاشة المنظومة الزراعية والغذائية على مستوى العالم والتي ظهرت جلياَ ليس فقط في الزيادة الجنونية لأسعار الغذاء في فترة قصيرة، ولكن في عدم توفر الغذاء من الاساس.

وأضاف «صلاح الدين»، في تصريحات صحفية لـ«أجري توداي»، إن الاحداث الأوكرانية تعتبر «بالونة إختبار» لما سيحدث عالمياَ في حالة نشوب حرب عالمية ثالثة والتي ستكون مختلفة تماماَ بكل المقاييس عن الحربين العلميتين الأولى والثانية، مشددا علي إنه لا أحد يختلف في أن توفر الغذاء اثناء الازمات الدولية مشكلة خانقة لاستقرار الحكومات وحتى الدول وذلك لأن الغذاء يعتبر أهم عنصر لمقومات حياة الانسان ولذلك يعتبر الامن الغذائي من اهم عناصر استقرار المجتمعات.

وأوضح الأستاذ في مركز البحوث الزراعية إن سلسلة الغذاء تبدأ بالمنظومة الزراعة، فلا يوجد غذاء بدون زراعة ولا يمكن الاعتماد على التجارة وشراء الغذاء من الخارج لان ذلك قد يصلح فقط للدول الغنية قليلة التعداد السكاني او قد يحل مشكلة مؤقته، مشيرا إلي أن المشكلة خلال الحروب تكمن في  أن كل الدول لديها مشاكل نقص الغذاء ولن تسمح بتصدير الغذاء للدول الأخرى ناهيك عن اضطراب التجارة العالمية والنقل.

وشدد «صلاح الدين»، علي إن جميع الدول تتأثر بغض النظر عن القرب او البعد عن مناطق الحروب ، وإن حقيقة الامر هو أن المشكلة الحقيقية ليست في زيادة أسعار الغذاء، فهذه الزيادة ناتجة في الأساس عن قلة المعروض في الأسواق. وتوفر الغذاء يقع على عاتق المنظومة الزراعية تماما.

وأوضح الأستاذ في مركز البحوث الزراعية، إن الجيوش تتحمل مسؤولية الدفاع وحماية البلاد والشعوب. وبما أن العالم على أعتاب حقبة جديدة على الأقل من عدم الاستقرار والتي سوف تمتد اثارها على جميع الدول لسنوات، فإنه من الأهمية بمكان للمنظومة الزراعية ان يكون لديها سياسة وخطة زراعية واقعية ومرنة لمواجهة التحديدات المختلفة.

وأشار «صلاح الدين»، إن ذلك يتم من خلال إعداد خطة حرب أو خطة طوارئ، حتى لو لم تكون الدولة نفسها مشتركة في الحرب، ولكنها بالتأكيد سوف تتأثر بها، موضحا إنه عبر التاريخ المصري القديم رأينا الفلاح المصري بأدوات الزراعة البسيطة المرسومة على جدران المعابد بجانب الجنود على العجلات الحربية وكأنهم يريدون أن يبلغوا الأجيال القادمة أن قوة البلاد وسلامتها وامنها وبقاء شعوبها في قوة الجيش الحربي والجيش الزراعي.

ولفت الأستاذ في مركز البحوث الزراعية، أن خطة واستراتيجية الزراعة والغذاء للدول في الظروف العادية تختلف تماما عن وقت الحروب من حيث المدة والتحديات، بالإضافة الى ذلك لا بد ان تكون استراتيجية استثمارية وطنبة من الدرجة الأولى من حيث اليات التنفيذ وسرعة الإنجاز وذكاء الإدارة.

ونبه «صلاح الدين»، إنه من الملفت للنظر في فترة الحروب ان رؤوس الأموال تتجه للاستثمار في قطاع الزراعة والغذاء جنبا الى جنب قطاع الطاقة والسلاح ، ولابد من ان يستغله القطاع الزراعي في البلدان التي بها استقرار مثل مصر وان يحقق طفرة إنتاجية واستثمارية غير مسبوقة، موضحا إن هذا الامر لا يحتاج الى تكنولوجيا معقدة يصعب الحصول عليها، فقط إرادة سياسية وبالتأكيد متوفرة وإدارة عملية وهذا الفلاح المصرى بخبرته المتوارثة من قديم الاذل والأرض الطيبة الخصبة والنيل الذي لم ولن ينضب ابدا.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى