الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د طارق قابيل يكتب: كيف يمكن أن تنقذ تقنية «كريسبر » مليارات كتاكيت الدواجن من الإعدام؟!

أكاديمي، كاتب، ومترجم، ومحرر علمي، عضو هيئة التدريس – كلية العلوم – جامعة القاهرة

إن غالبية المستهلكين يجهلون أن صناعة إنتاج البيض في العالم تعدم مليارات من صغار الكتاكيت كل عام، ويتم قتل نصف الطيور الصغيرة على الفور لأنها ذكور ولا تستطيع وضع البيض، ولازالت تشكل هذه المشكلة عبئا كبيرا على صتاعة الدواجن حول العالم، ومؤخرا إتجه الباحثون صوب تقنية تحرير الجينات البازغة المعروفة باسم «كريسبر» للحد من هذه الممارسة الشائعة، وحل هذه المشكلة.

من المعروف أن ذبح الكتاكيت هو ممارسة لقتل الذكور الصغار بعمر يوم واحد من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب البشعة إلى حد ما. ويتم قتل المليارات من الكتاكيت بهذه الطريقة كل عام  حوالي 300 مليون في الولايات المتحدة وحدها. عندما يفقس البيض، يقوم “مختصون بالجنس” بفرز الكتاكيت يدويًا وتبقى الإناث على قيد الحياة، بينما يتم إعدام الطيور الذكور.

هذه الممارسة، التي تسمى ذبح الكتاكيت، منتشرة في الصناعة في جميع أنحاء العالم. في الواقع، قد يأتي أفضل بيض يمكنك شراؤه، مثل البيض الحر، والبيض العضوي، وحتى البيض «المعتمد إنسانيًا» من الدجاج المُعامَل جيدًا، لكن هذا لا يعني أنه لم يتم إعدام الذكور من الكتاكيت. يحدث إعدام ذكور الكتاكيت في جميع سلاسل توريد تصنيع البيض تقريبًا في الولايات المتحدة.

إذا كنت لم تسمع عن هذه الممارسة من قبل فيحق لك الإندهاش، وإن كان رد فعلك على إعدام الكتاكيت هو السؤال: كيف يمكنهم فعل ذلك؟” ففي حقيقة الأمر إنها أمر مزعج ومكلف ومهدر في مجال صناعة البيض، وقد عاني منه أصحاب المشاريع الكبرى العالمية لعقود طويلة، ولكن هناك منطق بيولوجي واقتصادي لدعم هذه الممارسة المروعة، فببساطة، لا تضع الكتاكيت الذكور البيض، وهي صغيرة جدًا بحيث لا يمكن بيعها للحوم.

وعلى الرغم من كونها ممارسة قديمة، إلا أن الصناعة تتغير حول العالم، فقد  تعهدت فرنسا وألمانيا بحظر إعدام كتاكيت الدواجن بدءا من هذا العام 2022.

وفي الولايات المتحدة ، تعهد «منتجو البيض المتحدون» في عام 2016 بالتوقف عن إعدام الكتاكيت الذكور بمجرد أن يكون ذلك ممكنًا اقتصاديًا، لكن المجموعة ذكرت أيضًا في عام 2020 أنه لا يوجد بديل قابل للتطبيق لتربية مليارات الحيوانات التي ليس لها قيمة اقتصادية.

توجد بالفعل بعض الحلول لتقليل معدل التنفيذ. على سبيل المثال، تستخدم إحدى الشركات روبوتًا لإطلاق ثقب في البويضة، واستخراج بعض السوائل، والبحث عن الهرمونات الجنسية. لكن العملية لا تعمل إلا بعد فترة حضانة، وحتى ثقب صغير يمكن أن يعرض الجنين للبكتيريا أو الفيروسات الضارة. شركة ناشئة أخرى تحول ذكور الدجاج إلى إناث تبيض. لكن الباحثين ما زالوا يبحثون عن بديل اقتصادي لإعدام الكتاكيت.

وأخيرا لاح في الأفق حل لهذه المشكلة المزمنة، حيث إدعت شركة ناشئة إسرائيلية تدعي “EggXYt ” أن لديها حل لهذه المشكلة. والحل المقترح جاء عن طريق تعديل جينات الدجاج، بحيث تضع الدجاجات البيض مع بطاقة هوية جنسية متوهجة مدمجة.

واستخدم الفريق في الشركة تقنية كريسبر لتعديل جينات الدجاج بحيث يظهر مؤشر حيوي على كروموسوم الذكورة، وقد نجحت الشركة في إنتاج دجاجات مهندسة وراثيا من قبل مقاومة لأنفلونزا الطيور.

عن طريق إستخدام تقنية كريسبر، يمكن تمرير البيض عبر جهاز الماسح الضوئي، الذي يمكنه فرز البيض تلقائيًا حسب الجنس دون كسر القشرة.

يمكن أن توفر هذه العملية الوقت والمال المهدرين في عملية الإنتاج، لأنه في هذه الحالة يتم فرز البيض، وفصل الأجنة الذكور قبل وضعه في الحاضنة.

وبالطبع هنا الكثير من الجدل حول تقنيات الهندسة الوراثية، ولكن تقنية التحرير الجيني المعروفة باسم «كريسبر» تغرد خارج السرب، لأن تطبيقاتها تتميز بآمان حيوي أعلى من تقنيات الهندسة الوراثية الأخرى، وقد سمحت العديد من الدول بتداول أغذية تم زراعتها وتصنيعها إعتمادا على تطبيق هذه التقنية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى