اخبار لايتالأخبارالوطن العربىمتفرقات

سوق الحميدية: زحام وضعف القدرة الشرائية والمخاوف الأربعة صداع الدمشقيين

>>إنقطاعات متكررة للكهرباء وطموحات في إنتعاش المنطقة إنتظارا لوصول الغاز المصري

3 سنوات و10 شهور بالتمام والكمال بين آخر زيارة لـ«أجري توداي» إلي سوق الحميدية التاريخي الشهير، حيث ترجلنا من مقر الإقامة في أحد الفنادق التاريخية والذي يحمل إسم «بيت الوالي»، إلي هذا السوق، حيث لم يشهد في الزيارة الأخيرة لعام 2017 إزدحاما مثل ما شهدته زيارة الأسبوع الماضي، وكان الفارق بين الزيارتين كبير وهو أنه في الأولي إنعكست الحرب السورية علي قلة الرواد للسوق التاريخية .
بينما شهدت الدروب والطرقات المؤدية إلي سوق الحميدية الأسبوع الماضي إزدحاما شديدا وكان الإقبال محدودا علي شراء المعروضات من الملابس السورية الشهيرة التي تلبي مختلف الأذواق رغم هذا الإزدحام، وكأن الزائر يتفقد أسواق العتبة بالقاهرة رغم أن المحصلة النهائية تساوت مع الزيارة الأولي في ضعف القوة الشرائية بسبب المخاوف الأربعة وهي إستمرار تداعيات قانون قيصر وأزمة كورونا وآثار ما بعد الحرب السورية والحرب الروسية الأوكرانية وإنقطاع الكهرباء فترات كثيرة خلال النهار .
وأعرب أحد رواد السوق عن أمله في أن يشهد العام الحالي إنفراجه في الأوضاع الاقتصادية لبلاده وإستعادة الاقتصاد لعافيته، رغم مخاوفه من مضاعفة الآثار السلبية إقتصاديا علي سوريا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتي أدت إلي ارتفاع أسعار الوقود عالميا وقد تمتد سريعا إلي سوريا لتبقي علي ما تبقي من أمل في وصول الغاز المصري إلي لبنان وسوريا وربط الشبكة الكهربائية السورية واللبنانية مع شبكة الكهرباء الأردنية مما ينعكس علي زيادة معدلات الإقبال علي التسوق في أحد أهم مراكز التسوق في سوريا .
وتبدأ سوق الحميدية عند تقاطع نهاية شارع النصر مع شارع الثورة عند منطقة الدرويشية، الجزء الأول منها يقع بجوار قلعة دمشق التاريخية إلى اليسار للقادم من شارع النصر، ويوجد فى الشارع العديد من المساجد والمبانى، وتوجد على جانبيه المحلات التجارية من كل نوع وصنف على طابقين.
ويجاور سوق الحميدية عددا من الأسواق المتخصصة فى تجارة الحرير وتجهيز العرائس وفقا للعادات والتقاليد للعائلات الدمشقية العريقة، ومحال متخصصة في صناعة القبقاب التقليدى، ومحال لبيع سروج الخيول، فضلا عن محلات الذهب، وسوق الخياطين لحياكة الملابس اليدوية.
ورغم أن موقع سوق الحميدية يبعد دقائق سيرا علي الأقدام عن محطة الحجاز التاريخية للقطارات التي كانت تربط بين دمشق والمدينة المنورة، وتم تأسيسها فى فترة ولاية السلطان العثمانى عبدالحميد الثانى، لخدمة الحجاج المسلمين وربط أقاليم الدولة العثمانية، بتكلفة 3.5 مليون ليرة عثمانية .
وبدأ العمل فى المشروع عام 1900، وإفتتحت محطة قطارات الحجاز عام 1908، وإختصر المشروع زمن الرحلة إلي مكة والمدينة من 40 يوما علي ظهور الأبل إلي 5 أيام فقط بالقطار من دمشق إلى مكة ، وتم تدمير محطة قطارات الحجاز خلال الحرب العالمية الأولى، وتعرض خط السكك الحديدية للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولي حيث ورثتها الجمهورية التركية لمؤسسها مصطفي كمال أتاتورك.
ورغم عبق التاريخ في هذه المنطقة إلا أن ذلك لم ينعكس علي زيادة معدلات التسوق في سوق الحميدية أو تنوع القادمين لأغراض السياحة رغم هدوء الحالة الأمنية التي جذبت 6 ملايين سوري قدموا إلي العاصمة السورية من المناطق الريفية في المحافظات المجاورة والتي تأثرت بالحرب.
كما يتميز سوق الحميدية فضلا عن إنه أحد الأسواق المجاورة للمناطق التاريخية مثل المسجد الأموى الكبير، وبداخله قبر النبى يحيى بن زكريا، ويجاوره قبر القائد الناصر صلاح الدين الأيوبى، والأمام البوطي الذي إستشهد مع عدد من تلاميذه فى مسجد الإيمان في العاصمة دمشق فى 21 مارس 2013 ، إلا أن القاسم المشترك هو غياب السياحة الثقافية أو الدينية لهذه الأماكن بإستثناء زيارات محدودة للإيرانيين والعراقيين للمراقد المقدسة المجاورة للمسجد الأموي مثل مسجد السيدة رقية ومسجد السيد زينب ومرقد الحسين، بينما أقبل السوريون بمختلف طوائفهم علي زيارة هذه المراقد وسط غياب عربي عن زيارة مختلف المناطق في سوريا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى