الأخبار

د وفاء جاد تكتب: ماهي أخطر بكتيريا تسبب التسمم الغذائي؟

باحث بكتريولوجى- معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

بكتيريا «باسلس سيرس» عبارة عن بكتيريا منتجة للسموم، وتعد واحدة من أكثر أسباب التسمم الغذائي شيوعًا في العالم، وهناك ما يقدر بنحو 63000 حالة من حالات التسمم الغذائي التي تسببها بكتيريا باسلس سيرس تحدث في الولايات المتحدة كل عام، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، لأن أعراض الإصابة بهذه البكتيريا طفيفة وتزول من دون الحاجة إلى علاج بعد فترة من الزمن.

أعراض الاصابة بكتيريا «باسلس سيرس»

بكتيريا «باسلس سيرس»، سيتم الحديث عن أعراض الإصابة بهذه البكتيريا، وتبدأ هذه الأعراض عندما تطلق بكتيريا باسلس سيرس نوعين من السموم التي يتسبب كل منها في أعراض مختلفة، فأحدهما يسبب الإسهال بينما يتسبب السُم الآخر بالتقيؤ، يتم إطلاق النوع الأول من السم في الأمعاء الدقيقة بعد تناول الطعام الملوث ببكتيريا باسلس سيرس، ويسبب الإسهال والتشنجات والغثيان أحيانًا.

وتبدأ هذه الأعراض عادة من 6 إلى 15 ساعة بعد تناول الأطعمة الملوثة، والتي يمكن أن تشمل مختلف أنواع اللحوم أو الحليب أو الخضار أو السمك، وعادًة ما تزول هذه الأعراض بعد يوم تقريبًا، ويتم إطلاق النوع الثاني من السم بواسطة البكتيريا في الطعام قبل استهلاكه في الأمعاء كالأطعمة النشوية مثل الأرز، وهو أحد أكثر مصادر الطعام احتواءً على بكتيريا باسلس سيرس، ويسبب هذا السُم الإقياء والغثيان في غضون 30 دقيقة إلى 6 ساعات بعد تناول الطعام الملوث، وتزول أيضًا هذه الأعراض بعد حوالي 24 ساعة.

كيفية تشخيص بكتيريا «باسلس سيرس»؟

يتم تشخيص الإصابة ببكتيريا باسلس سيرس أو التسمم الغذائي عن طريق التاريخ المَرَضيّ والفحص الطبيّ، وبحيث يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة على المريض حول الأعراض، متى بدأت ومدة استمرارها، ويبدأ الفحص الطبي بأخذ العلامات الحيوية للمريض مثل ضغط الدم، معدل النبض ودرجة الحرارة، وذلك لمعرفة إذا ما كان المريض مُعرض لخطر الجفاف، ولا يتم إجراء اختبارات دم روتينية عادًة لتشخيص الإصابة ببكتيريا باسلس سيرس ما لم يكن هناك قلق بشأن شيء أكثر من الإقياء والإسهال.

علاج الاصابة بكتيريا «باسلس سيرس»

طرق علاج الإصابة بببكتيريا باسلس سيرس والتسمم الغذائي بشكل عام، ويعتمد علاج التسمم الغذائي عادة على المصدر المسبب له وشدة الأعراض، وفيما يأتي بيان لأهم طرق العلاج:

استبدال السوائل المفقودة: يجب استبدال السوائل والمعادن المفقودة بسبب الإسهال المستمر مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم، والتي تحافظ على توازن الجسم، وقد يحتاج بعض الأطفال والبالغين الذين يعانون من الإسهال أو القيء المستمر إلى الإدخال للمستشفى، حيث يمكنهم تلقي الأملاح والسوائل من خلال الوريد وذلك لاتسبدال أو تعويض السؤال المفقودة، وبالتالي منع حدوث الجفاف.

استخدام المضادات حيوية:

بعض المضادات الحيوية إذا كان لدى المريض أنواع معينة من التسمم الغذائي الجرثومي ذي الأعراض الشديدة، مثل التسمم الغذائي الناجم عن الليستيريا الذي يحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد، فكُلما كان العلاج أسرع كلما كان ذلك أفضل، ولكن المضادات الحيوية لن تساعد في علاج التسمم الغذائي الناجم عن الفيروسات أو من الممكن أن يؤدي استخدامها إلى تفاقم الأعراض في أنواع معينة من التسمم الغذائي الفيروسي أو البكتيري.

مضاعفات الاصابة ببكتيريا «باسلس سيرس»

وأحد أهم هذه المضاعفات هو حدوث الجفاف، وذلك لإنه من الممكن أن يسبب التسمم الغذائي إلى خسارة كميات كبيرة من سؤال الجسم وتغيرات في مستويات بعض المعادن، وبعض هذه المضاعفات قد تحدث في الأشخاص المصابين ببعض الأمراض التي تحتاج أخذ جرعات من الدواء بشكل متكرر، فالإقياء المتكرر المصاحب للإصابة ببكتيريا باسلس سيرس سيمنعهم من أخد هذه الأدوية بالشكل الصحيح وبالتالي تدهوُر حالتهم الصحية.

كيفية الحماية من الإصابة ببكتيريا «باسلس سيرس»

  •  غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام أو تحضيره، وكذلك غسل الأواني، أسطح الطعام، ألواح التقطيع والأسطح الأخرى التي تستخدم بالماء الساخن والصابون.
  • الحفاظ على الأطعمة النيئة منفصلة عن الأطعمة الجاهزة للأكل، وذلك عند التسوق أو تحضير الطعام أو تخزين الطعام، وحفظ اللحوم النيئة والدواجن والأسماك بعيداً عن الأطعمة الأخرى.
  • طهي الأطعمة على درجة حرارة آمنة، وذلك لأن الحرارة تعمل على قتل الباكتيريا والمايكروبات الضارة الموجودة في معظم الأطعمة.
  • تبريد الأطعمة القابلة للتلف أو تجميدها على الفور خلال ساعتين من شرائها أو تحضيرها.

حذر بعض العلماء، في دراسة أجريت حديثا، ونشرت في “Nature Microbiology”، من تناول الأرز والمعكرونة إذا كانت مطبوخة منذ بضعة أيام وتم تخزينها.

وجاء في الدراسة أن تلك الأطعمة يمكن أن تتسبب في تكوين بكتيريا تؤدي إلى التسمم الغذائي، وحتى إلى الموت.

وعادة ما ينصبّ اهتمام الناس على اللحوم والدواجن والأسماك التي تخزن في الثلاجة لبضعة أيام، ظنا منهم أن البكتيريا الضارة بالإنسان يمكن أن تصيب هذه الأطعمة، بينما لا يهتم أحد بالأرز أو المكرونة.

ونحذر  من خطورة تلك البكتيريا الشائعة، حيث إنها “تعيش في أية بيئة تجدها صالحة لبقائها مثل التربة والحيوانات والحشرات والغبار والنباتات”، وقد تعيش “باستخدام العناصر الغذائية من مختلف المنتجات الغذائية، بما في ذلك الأرز ومنتجات الألبان والتوابل والأطعمة الجافة والخضروات”.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى