الأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

«صحة الحيوان»: تشخيص أمراض التسمم الفطري المشتركة بين الإنسان والإبل وخارطة العلاج

د عاطف عبد العزيز                                   رئيس بحوث ورئيس قسم بحوث الفطريات

 د رشا حمزة                                        باحث أول قسم بحوث الفطريات

تمثل الزيادة السكانية وتزايد الإستهلاك من الإنتاج الحيواني في الآونة الأخيرة مشكلة لمعظم الشعوب في الحاضر والمستقبل وقد شهدت العقود الاخيرة كثافة تعامل الانسان مع الحيوان من خلال تربيته ورعايته وكذلك إستخدام منتجاته كغذاء وقد ادى ذلك إلى إمكانية انتشار العديد من الأمراض المشتركة بينهم .

و ستظل الفطريات من اهم الكائنات الحية لما تمتلك من قدرة فائقة على النمو فى مدى واسع من درجات الحرارة والرطوبة  ومختلف العوامل البيئية الأخرى وهى اكثر الكائنات الدقيقة صمودا تحت الظروف الغير ملائمة وتنتشر الفطريات بكثرة فى الماء والتربة وحتى فى الهواء .

وتنبع أهمية الفطريات من قدرتها على ٳحداث المرض بصورة مباشرة فى الإنسان والحيوان من أمراض تنفسية ومعوية وأمراض جلدية وعصبية وضعف فى إنتاجية الحيوان و صحة الإنسان أو بصورة غير مباشرة نتيجة لإستهلاك الإنسان أو الحيوان للأغذية  أو الأعلاف الملوثة  بالفطريات  وتتضاعف  خطورة التلوث الفطرى حينما تتوافر لبعض الفطريات الظروف البيئية الملائمة لإفراز سمومها والتى تؤدى الى  سرطانات الكبد والكلى على المدى البعيد وذلك عند إستخدام مصادر التلوث لفترة طويلة .

وتتضافر جهود كل من منظمة الأغذية والزراعة FAO ومنظمة الصحة العالمية WHO، لحل مشكلات النقص العالمي في البروتينات الحيوانية (المتوافرة في اللحوم والألبان والسمك والبيض) الذي يعانيه المجتمع العالمي نتيجة التضخم المستمر في عدد السكان، وخاصة في البلدان النامية.

ونظرا لتزايد إستهلاك اللحوم الحمراء المطرد لتغطية متطلبات النمو السكانى ، فإن البحث عن البدائل إستحوذ على جهود الباحثين والدولة وكانت الإبل  لما تمتلك من كفاءة على مقاومة الظروف البيئية المختلفة أحد أهم البدائل التى نالت  مزيداً من الإهتمام مؤخراً.

ورغم تمتع الإبل بمقاومة ضد أمراض كثيرة بسبب البيئة الجافة التي تعيش فيها والتي لا تسمح لكثير من مسببات الأمراض بالنمو والتكاثر ناهيك عن طبيعة حياة الإبل التي تتميز بالرعي الإنتشاري لمسافات طويلة مما يحد من إختلاط الإبل ويقلل من فرص إصابتها بالأمراض وإنتقال العدوى بينها ، إلا أن الإبل تتعرض للإصابة ببعض الأمراض ومنها بعض الأمراض المعدية المشتركة التي تصيب الإبل والإنسان أو تنتقل من أحدهما إلى الآخر .

ومن شأن التغيرات الحديثة في طرق تربية الإبل وتكثيف إنتاجها أن يزيد من أهمية هذه الأمراض كما أن التغيير الذي يطرأ على حياة مربي الإبل عند استقرارهم سيؤدي حتماً إلى زيادة الاتصال المباشر بين الإبل والإنسان مما يجعل تأثير هذه الأمراض في تعاظم مستمر ويطال بصفة متزايدة دول العالم التي تعنى بتربية الإبل وبخاصة النامية منها لما تسببه هذه الأمراض من مشاكل صحية تعيق نمو إنتاجها وتخلق العراقيل في وجه التجارة الدولية الأمر الذي ينجم عنه خسائر إقتصادية كبيرة ناهيك عما تسببه للإنسان من مشاكل صحية وآلام جسدية وربما الموت في بعض الأحيان.

التسمم بالأفلاتوكسين في الإبل

تظهر أعراض التسمم على الإبل التي تتناول الأعلاف التي تحتوي على الأفلاتوكسين  حيث تظهر أعراض الهزال وفقدان الشهية وانخفاض الحليب والرقود ثم الهلاك  ويجب السيطرة على المرض من خلال تبديل الأعلاف.

البيئة ودورها في التلوث الفطري للأعلاف والاغذية:

  • وتعتبر الفطريات من أكثر الملوثات للأعلاف لما لها من سرعة في الانتشار وخاصة إذا توافر لها الوسط الملائم من حرارة ورطوبة وخاصة إذا كان التخزين للأعلاف في أماكن غير ملائمة من الناحية الصحية وأماكن رطبة لا تتعرض للتهوية ولا للشمس وقربها من الحظائر والمجارى المائية.
  • أهم أنواع الفطريات المفرزة لسموم الافلاتوكسين

الفطريات من جنس الاسبرجيلس:       وأهمها فطريات الأسبرجيلس فلافس  والأسبرجيلس باراسيتكس .

  • ● العوامل المساعدة على إفراز السموم الفطرية:
  • درجة الحرارة المناسبة لنمو الفطر  ● ارتفاع نسبة الرطوبة ● ضعف التهوية في أماكن تخزين الأغذية هذه العوامل إلى جانب تواجد التلوث الفطري بالفطريات السامة يؤدى إلى قدرة الفطر على إفراز السموم الفطرية بالأغذية وانتقاله إلى جسم الحيوان مما يؤدى إلى تراكم بقايا السموم باللحوم والألبان وجلود الحيوان مما يسبب أضرارا اقتصادية بالثروة الحيوانية ● وبانتقال هذه المتبقيات من السموم إلى الإنسان المستهلك تتضاعف أضرار التلوث الفطري والسموم الفطرية لأغذية الحيوان.
  • ●أعراض التسمم بالافلاتوكسين بالابل

(1)  في الحيوان:

  • إن خطورة الفطريات وسمومها لا تظهر بنفوق الحيوان أو بالأعراض المرضية ولكن الجسم إذا أصيب بها لا يستطيع بما يملك من قدرات مناعية العودة مرة أخرى للحالة الطبيعية بالإضافة إلى أن السموم الفطرية تخزن في الأحشاء(الأعضاء) الداخلية للجسم وخاصة في الكبد .
  • أما إذا تناولها الحيوان بكميات صغيرة على فترات فتكون النتيجة على المدى البعيد هو التهابات كبدية تؤدى إلى تليف الكبد الذي يؤدى إلى الأورام السرطانية ونقص لمناعة الجسم ضد الأمراض البكترية أو الفيروسية أو ألإصابة بالطفيليات التي تضر بالجسم .
  • نقص في الوزن وإنتاج اللبن.
  • إن أعراض الإصابة بالفطريات و التسمم الفطري ليست نوعية أو مميزة وتكاد تكون مشابهة لمعظم حالات العدوى أو التسمم الميكروبي الأخرى.
  • أعراض تنفسية من سعال وإفرازات صديدية من الأنف وأعراض معوية تشمل الإسهال وتواجد الفطر في فضلات الحيوان.
  • إجهاض بعض الحيوانات
  • إضعاف جهاز المناعة لدى الحيوان المصاب مما يساعد على سهولة التعرض للإصابة بالأمراض المعدية الأخرى مثل العدوى بأمراض البر وسيلا و السالمونيلا وبعض الفيروسات.
  • حدوث فشل كلوي كما في حالات التسمم بسموم الاوكراتوكسين.
  • إسهال واضطرا بات في الكلى في الطيور بأنواعها والحيوانات الصغيرة مثل الكلاب والأغنام نتيجة التسمم بالسيترينين (احد سموم فطر البنسيليوم ).
  • تشخيص التسمم الفطري معمليا:

1- الاعتماد في التشخيص على الأعراض ليس ذو جدوى لتشابه الأعراض مع كثير من الأمراض وحالات التسمم.

2- عزل الميكروب المسبب للتسمم يعتبر أول الخطوات نحو التشخيص السليم. ويتم عزله من العلائق المستهلكة عن طريق الحيوان المريض أو من البيئة المحيطة (الهواء- الماء- الغذاء) وكذلك من الأعضاء الداخلية للحيوانات النافقة وخاصة الكبد.

3- الكشف عن السموم الفطرية بالعينات السابقة التي تم عزل الفطر المسبب للمرض منها. ويتم الكشف عنها باستخدام جهاز كروماتوجراف الطبقة الرقيقة و جهاز الفلورميتر الذي يعتمد على الاستخلاص المناعي للسموم.

4- استخدام  تخليق الأجسام المضادة للسموم معمليا في  الكشف عن الأجسام المضادة للفطر وسمومه بمصل الإنسان أو  الحيوان المصاب  يعتبر من الوسائل الحديثة والسريعة في هذا الشأن.

5- استخدام البيولوجيا الجزئية في التوصيف الدقيق للعترات المعزولة باستخلاص الحامض النووي لكل نوع وتعريفة عن طريق تفاعلا البلمرة المتسلسل  PCR   والتفريق العشوائي للقواعد النيتروجينية RAP DNA  وقد اتاح ذلك لأول مرة لمعرفة ما إذا كانت العترات التي حصلنا عليها هل هي معزولة بالفعل من العينات أم تلوث من البيئة المحيطة .

6- استخدام الفطريات المعزولة والسموم في إحداث المرض معمليا في حيوان التجارب للحصول على صورة مشابهة للأعراض والتغيرات الحادثة حقليا لتأكيد التشخيص

  • ● الإجراءات المقترح اتخاذها عند اكتشاف عدوى الفطريات والسموم الفطرية بالعلائق وحدوث حالات تسمم بالحيوان نتيجة استهلاكها: 

1-إيقاف استهلاك العلائق القديمة قبل ظهور حالات التسمم بين الحيوانات.

2- عزل الحيوانات المصابة وتطهير العنبر وتغيير المياه وتنقيتها.

3- استخدام المركبات الكيميائية كإضافات للأعلاف الملوثة   لإذابة ما قد يتراكم بها من سموم فطرية مثل هيدروكسيد الكالسيوم وهيدروكسيد الصوديوم وسليكات الصوديوم والمونيوم المائى وهيدروكسيد الامونيوم وغيرها.

4- استخدام الإشعاع بأشعة جاما وأشعة الليزر لإزالة السموم الفطرية بالأغذية والأعلاف التي ثبت تلوثها بالفطريات وسمومها  ولكنها قد تؤدى إلي أضرارا بصحة المستهلك على المدى البعيد  ولا تزال قيد البحث .

5- استخدام مستخلصات طبيعية من النباتات مثل ثمار الثوم والبصل والفلفل والزنجبيل بمعدل 1- 5 جم لكل كيلو جرام من العليقة.

6-استخدام مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات والعناصر المعدنية مثل فيتامين ب بأنواعه والسيلينوم والزنك والنحاس كإضافات للأعلاف لتقليل أثار السموم الفطرية.

7-اضافة الجسيمات النانومترية للزنك والسيلينيوم بالاعلاف لمقاومة نمو الفطريات وسمومها وتجنب اثارها السامة على صحة الحيوان .

8-استخدام العسل الأسود كإضافات للأعلاف لما يحويه من عناصر معدنية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى