د عاطف سالم يكتب: الوضع الحالي لمرض «إيدز» الدواجن في مصر

باحث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

مرض الجمبورو , أو كما يعرف بإيدز الدجاج أو الدواجن أو الجراب المعدي (Infectious Bursal Disease) هو مرض حاد ومعد للدجاج الصغير الذي يحتوي على نسيج ليمفاوي ، ولاسيما غدة فابريشي (جراب فابريسيوس) . تم وصف الـجمبورو لأول مرة بواسطة Cosgrove في عام 1962 منذ اندلاع أولى الأوبئة في منطقة جومبورو بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتأتي أهميته الاقتصادية .في أنه قد يسبب 60٪ نفوق في الدجاج بعمر 3 أسابيع فما فوق والمظهر الثاني وهو الأهم و هو مظهر طويل الأمد وهو التثبيط المناعي للدجاج المصاب في سن مبكرة مما يؤدي إلى ظهور أمراض أخرى بكتيرية  مثل الميكروب القولوني و التهاب الجلد الغنغرينيوفيروسية وكذلك فشل التطعيمات  وتجدر الإشارة إلى أن  الفيروس لا يؤثر على البشر وليس لها أهمية على الصحة العامة

يعد الوضع الوبائي لمرض الجمبورو أكثر خطورة دون أي استعدادات لمواجهة الأوبئة وتجنّب انتشارها الجمبورو والذي يشتد بارتفاع درجة الحرارة مع دخول فصل الصيف

المسبب المرضي :

فيروس البيرنا  (Birna viridae ) ويرمز له بـ (IBDV)وهو فيروس غير مغلف من الفيروسات التي تحتوي على الحمض النووي (RNA)  ثنائي السلسلة  ويهاجم الخلايا الليمفاوية المنتجة في غدة فابريشي ويؤثر أيضا على الأنسجة الليمفاوية الأخرى مثل الطحال والغدة الزعترية  (Thymas)  والغدد الليمفاوية الموجودة في مقدمة الأعورين .

يوجد حاليًا 3 أنواع  موثقة جيدًا. النوع الكلاسيكي والنمط المصلي 1 المتغير (variant serotype 1) والنوع الثالث وهو النمط المصلي 2 (serotype 2)

الإمراضية :

الدجاج هو الطائر الوحيد المعرض للإصابة , حيث يصيب الفيروس دجاج التسمين وصغار دجاج البيض و يؤثر كثيرا على الدجاج البلدي . كما يصيب الرومي الصغير وتم عزل الفيروس من البط والإوز بدون أعراض .

 

طريقة نقل العدوى :

مرض الجمبورو شديد العدوى حيث وجد أنه يمكث في حظائر الدجاج بعد خلوها من الدجاج لمدة تتراوح من 54 إلى 122 يوم , و الفيروس لا ينتقل عن طريق البيضة بمعنى أنه لم يثبت انتقاله من الأم إلى الكتاكيت , بل ينتقل عن طريق ملامسة بيئة ملوثة بالفيروس  حيث يظل الماء والعلف والفضلات المأخوذة من العنابر المصابة , معدية لمدة تصل إلى 52 يوم  وعليه ينتشر الفيروس بإحدى الطرق الآتية :

• طرق مباشرة : ويحدث ذلك بالاتصال المباشر بين الطيور.
• غير مباشرة: ويحدث بالتلوث بمخلفات الطيور و النواقل ( الفئران)

فتــرة الحضــانة :

تظهر أعراض المرض في غضون 2-3 أيام بعد التعرض حيث أن فترة الحضانة قصيرة.

أعـــراض المــرض :

إن مرض الجمبورو يصيب الكتاكيت حتى عمر 6 أسابيع ، خلال فتره نمو و تطور جراب فابريشيا ،حيث أن الأعراض الأساسية والجانبية تعتمد على عتره المرض ،والتي  يمكن تصنيفها ضمن ثلاثة أشكال كالتالي :-

• الشــكل الحــاد :

يصل معدل الإصابة في الطيور إلى 100% وتظهر الإعراض في صورة فقدان للشهية وارتفاع درجة الحرارة وانتفاش الريش ووهن ورقود لمعظم الطيور في صورة كتل ورؤوسها غائرة نحو الأرض  وجفاف ينتج من الإسهال الأبيض الذي يظهر ملطخا لفتحة المجمع المتورمة مع ميل بعض الطيور لنقر فتحة المجمع الملتهبة ويختلف معدل الوفيات حسب ضراوة الفيروس والحالة المناعية للطيور ويكون النفوق في صورة منحنى هندسي حيث يزداد تدريجيا ليصل إلي القمة ثم ينخفض مرة أخري ويصل معدل النفوق إلى 20%  ويستمر لمدة 7-8 أيام

• الشــكل تحت الحــاد:

يسببه عترة اقل ضراوة من الفيروس و يظهر بعد نفاذ المناعة الأمية وتكون الخسائر الاقتصادية ناجمة عن ظهور أمراض أخري لاعتلال الجهاز الليمفاوي .

3 – الشــكل المثبط للجهاز المناعي:

ينتج في حالات الإصابة المبكرة  قبل 15 يوم لدى الكتاكيت الذين ليس لديهم مناعة أمية

الأعـراض التشــريحيــة :

ظهور أنزفه على عضلات الصدر والفخذ مع جفافها وأخذها للون الداكن .

ظهور أنزفه بين المعدة الغدية والعضلية .

احتقان وتورم الكليتين واحتقان الطحال

التشخيـــص :

يعتمد  تشخيص مرض الجمبورو على الطرق الآتية

• تاريخ الحالة المرضية للقطيع — الأعراض المميزة للمرض — الصفات التشريحية — المنحنى المميز للنفوق
• التشخيص المعملي للتأكيد من خلال الاختبارات السيرولوجية و اختبار تفاعل النسخ العكسي لإنزيم البلمرة المتسلسل(RT-PCR) .

الوقايــة والعـــلاج :

• إتباع وسائل الأمان الحيوي والامتثال الصارم لقواعد النظافة والتطهير .
• التـحــصيــــن:-

 يشكل التحصين العمود الفقري للسيطرة على مرض الجمبورو ولذلك يتم استخدام أنواع مختلفة من اللقاحات ومنها :

• 1- اللقـاحـــات الحيـــة :

تستخدم لقاحات الفيروسات الحية على نطاق واسع وهي مصنوعة من سلالات الفيروس التي تم إضعافها بواسطة التمرير في بيض SPF . حسب درجة التضعيف ، تسبب سلالات اللقاح أعراض نسيجية متفاوتة الشدة على جراب الدجاج SPF ، وتصنف على أنها معتدل أو متوسط ​​أو شديد . السلالات الشديدة تحدث الأعراض النسيجية في الدجاج SPF التي يمكن مقارنتها مع تلك التي تسببها سلالات ممرضة ، والفرق الوحيد هو أن السلالات الشديدة لا تسبب الموت.

• 2 – اللقاح الميت : هو عبارة عن الفيروس الميت في مستحلب زيتي
• استخداماته : يستخدم عن طريق الحقن و يستخدم لتحصين قطعان الأمهات لضمان انتقال مناعة أمية عالية ومتجانسة للكتاكيت .

مميزاته : آمن , لا يوجد أعراض جانبية و يحفز  إنتاج مستويات عالية جدًا من الأجسام المضادة في الدجاج المحصن .عيوبه :الأنواع الرديئة من اللقاح قد تحدث بعض الالتهابات الموضعية في مكان الحقن .

• 3- اللقاحات المركبة أو المحملة : ويقصد بها استخدام البروتين الفيروسي  (VP2)وتحميله على ناقل وهو فيروس الهربس الخاص بالديك الرومي (HVT ) وهو غير ممرض للدجاج ولكنه  شبيه لدرجه عالية للفيروس المصيب للدواجن مما يجعله فعال جدا في تنشيط الجهاز المناعي ضد مرض الماريك المصيب للدواجن , و بالتالي اللقاح محفز للجهاز المناعي ضد المرضين معا من خلال تكاثر فيروس الهيربز( HVT ) في خلايا الجسم بعد الحقن ويمكن استخدامه مبكرا بالحقن في البيضة عند عمر 18 إلى 19 يوم أو في الكتاكيت عمر يوم تحت الجلد .

العـــلاج :

• رفع درجة الحرارة في العنبر 2 درجه في بداية تشخيص المرض
• إعطاء فيتامين ك لوقف النزيف ومجموعة فيتامينات وأملاح معدنية
• إعطاء مضاد حيوي مناسب للسيطرة على العدوى الثانوية .
• إعطاء المركبات التي تحتوي على منشطات للكبد والكلى ومدرات البول للتخفيف من حدة أثار الفيروس على الكلي.

توصيات للوقاية من العدوى بمرض الجمبورو

• اتخاذ جميع تدابير الأمن الحيوي؛ لمنع انتقال العدوى
• منع دخول عمال المزارع الأخرى وآليات نقل الطيور إلا بعد تطهيرها وتعقيمها
• مكافحة القوارض التي قد تنقل العدوى
• منع دخول الطيور البرية
• يفضل تنظيف المزارع وتطهيرها، ثم تركها فارغة مدة زمنية معينة
• عدم تربية قطعان بأعمار مختلفة في نفس المكان
• عزل الطيور النافقة، وإتباع الطرق الصحيحة الآمنة للتخلص منها
• يمكن تطهير الحظائر والأدوات الملوثة باستخدام الفورمالدهيد، أو مركبات الفينول، أو الأيودين
• الحرص على رفع مناعة الدواجن، والتي تُعد أولى الخطوات لعلاج الجمبورو في الدواجن .