الأخبارالصحة و البيئةامراضحوارات و مقالاتمصر

د عبدالعزيز الجداوي يكتب: خدعوك فقالوا: «قليل الدسم»

خبير دولي في التغذية والغذاء استشاري تصنيع الأغذية وأمين لجنة الصناعات الغذائية

خدعة الطعام قليل الدسم Low Fat طعام قليل الدسم = طعام به سعرارات حرارية عالية البحث وراء الحقائق التي يحاول صناع الأغذية إخفاءها عن المستهلك

. صدمة من العيار الثقيل من المفترض أن صناعة الأغذية تتقدم وتتطور دائمًا لتحسين نوعية وجودة طعامنا ، وضمان صحة أفضل للإنسان، لكن الحقيقة عكس ذلك خاصة فيما يتعلق بما يطلق عليه أغذية «قليل الدسم».

. لكن للأسف الشديد الشركات التي تقوم بتصنيع الأغذية بالعالم يحاولون إخفاء حقائق هامة عن المستهلك حيث تقوم تلك الشركات بتمويل الأبحاث العلمية الخاصة بالاغذية ولا تهدف لأن يكون طعامنا صحيًّا بقدر ما تهدف لزيادة أرباحها ومع انتشار السمنة في الدول المتقدمة نتيجة استهلاك الوجبات السريعة، والطعام المصنَّع، وحسم الجدل بتبرئة السكر، واتهام الدهون بالتسبب في زيادة الوزن.

كان الحل السريع الذي توصلت إليه شركات صناعات الأغذية هو الطعام قليل أو خالي الدسم الذي غزا رفوف المحلات الكبيرة سريعًا جدًّا.

لكن الحقيقة التي أُخفيت عن المستهلك هي أن نسبة السعرات الحرارية كبيرة جدا لهذه الأطعمة، حيث تم الاستعاضة عن الدهون بالمزيد من السكر وذلك لتحسين طعمها ليكون مذاق الطعام مقبولا للمستهلك .

وبدلا من أن تبقيك الأطعمة قليلة الدسم في حالة جيدة، تسهم في تحفيز الشعور بالجوع، ما يجعلك تتناول كمية أكبر من الطعام.

مثال لذلك الزبادي قليل الدسم مقارنة عبوة الزبادي كاملة الدسم مع نظيرتها خالية الدسم، إذ تحتوي العبوة كاملة الدسم على حوالي 4.7 جرام من السكر، فيما تحتوي نظيرتها خالية الدسم على 12 جرامًا من السكر

. اخيرا فإن حقيقة تلاعب شركات صناعة الأغذية حتى يومنا هذا بنتائج الأبحاث لتكون في صالحهم، خاصةً وأن صحيفة النيويورك تايمز حصلت في العام الماضي على رسائل عبر البريد الإلكتروني تكشف عن علاقة دافئة بين شركة كوكاكولا وباحثين يقومون بإجراء أبحاث تخفف من آثار المشروبات المحتوية على السكر على السمنة ، وحصلت الأسوشيتدبرس أيضًا على رسائل بريد إلكتروني تكشف عن تمويل صناعة الحلوى لدراسات تؤكد أن الأطفال الذين اعتادوا تناول الحلوى كانت أجسامهم أخفّ وزنًا وأكثر صحةً من أولئك الذين لا يتناولونها؛

وكانت ماريون نسلة، استاذة ورئيسة قسم دراسات التغذية والاطعمة في جامعة نيويورك قد تناولت هذه الحقائق عن المنافسة الشرسة بين شركات الأغذية في كتابها سياسات الغذاء

أنماط الحياة الصحية :

ورغم وجود ما يشير إلى رابط قوي بين المشروبات المحلاة كالمشروبات الغازية، والسمنة، فإن الشركات المصنعة لها تتبنى سياسة لتحسين صورتها الذهنية ؛ إذ تقوم بإنتاج العصائر وزجاجات المياه الغازية لزيادة مبيعاتها ، وربط صورة الشركة بأنماط الحياة الصحية ، تاركةً الخيار للفرد وحده في تحديد نمط الحياة الذي يتبعه ، بمعزلٍ عن العوامل الأخرى ، ويصبح على عاتق الفرد دون أي مبادرات مجتمعية أن يبحث بنفسه عن أضرار أو فوائد المنتج ليقرر بشأنه  ما إذا كان سيتخلى عن صحته أم لا.

 وجب أن يكون المستهلك خبيراً :

توضح «باميلا كيلي» إختصاصية التغذية أن هناك دراسةً لتأكيد فائدة أي شيء ، وأن أول ما يجب النظر إليه للحكم على مصداقية أي بحث هو مصدر تمويله ، فأصبح من الصعب الوثوق بأي نتيجة ، وكأن على كل الناس أن يصبحوا خبراء ليمكنهم الحكم على صحة النتائج.

تتعدد الشواهد إذن التي لا تدع مجالًا كبيرًا للشك في أن الأمر برمته يخضع لتلاعب شركات الغذاء ومصالحها ، ويدفع الثمن المستهلكون حول العالم من صحتهم ، ولا يبدو وجود أملٍ في الحصول على وجبةٍ صحية سوى في تمويل خارجي لهذه الأبحاث مع ضمان نشر جميع النتائج ، والحرص على كشف مصادر تمويل الأبحاث ، وهذا هو ملخص «قليل الدسم».

أغذية قليل الدسم

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى