الأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد كفافى يكتب: الحقيقة الغائبة في مرض جدري القرود

 باحث أول بقسم بحوث الجدرى – معهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية بالعباسيه

   ما هو مرض جدري القرود؟

جدري القرود أو  جدرى القردة هو  مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ (ينتقل  من الحيوان إلى الإنسان).                     مع أن  الجدري كان قد استُؤصِل في عام 1980 فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا.

يعد جدرى القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا.

وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر وهو ما يعني إنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم حتى يوم السبت 21مايو 2022 تأكيد 92 إصابة بجدري القردة كما أن هناك 28 إصابة أخرى يجري التحقق منها في 12 دولة لا يعد هذا الفيروس متوطنا فيها.واليوم تم اكتشاف حالة فى دولة الامارات لمواطنه عمرها 29سنة قادمه من وسط افريقيا

وأضافت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أنها تتوقع اكتشاف المزيد من الإصابات بجدري القردة بينما توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة، وأنها ستقدم المزيد من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للبلدان بشأن كيفية الحد من انتشار جدري القردة.

ينتمي فيروس جدري القردة monkey pox virus إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري Ortho pox.

 تاريخ مرض جدري القرود

أول إعلان عن اكتشاف جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير) لدى شاب عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة  استأصل منها الجدري في عام 1968. وأُبلِغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الاستوائية الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب أفريقيا، وخصوصاً في الكونغو والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.

وأُبلغ في خريف عام 2003 عن وقوع حالات مؤكّدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى أنها أولى الحالات المُبلّغ عنها للإصابة بالمرض خارج نطاق القارة الأفريقية، وتبيّن أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة حميمة.

واندلعت في عام 2005 فاشية لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا. وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة، فيما جرى احتواء 26 حالة ووفاتين في إطار اندلاع فاشية أخرى للمرض بجمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الواقعة بين اغسطس  واكتوبر 2016. ولم تظهر أى حالات فى مصر حتى الآن .

 الاعراض وفترة حضانه مرض جدري القرود

تتراوح فترة حضانة جدري القردة (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 5 أيام و15 يوماً، بيد وقد تصل الى21 يوماً.

 ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي:

١- فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الحيوية والنشاط)؛

٢- فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تظهرفيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية إلى حويصلات  وبثراتً.

ويتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي تصيب أغشية الفم المخاطية  والأعضاء التناسلية وملتحمة العين  ومقلة العين.

ويُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

وعادةً ما يكون جدري القرود مرض محدود ذاتياً وتدوم أعراضه لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً، ويُصاب الأطفال بحالاته الشديدة على نحو أكثر شيوعاً بحسب مدى التعرض لفيروسه والوضع الصحي للمريض وشدة المضاعفات الناجمة عنه.

معدل الوفيات  لا تتجاوز 10% في الحالات الموثقة التي تحدث معظمها فيما بين الأطفال. وعموماً فإن الفئات الأصغر سنّاً هي أكثر حساسية على ما يبدو للإصابة بجدري القرود

 تشخيص مرض جدري القرود

لابد من التفرقة بينه وبين  أمراض أخرى مسببة للطفح، مثل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية. يتميز جدرى القرود بتضخّم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض

 تشخيص المرض  عن طريق إجراء الاختبارات الاتية للكشف عن مرض جدري القرود

١-اختبار الاليزا او قياس الاجسام المناعية فى الدم    ٢- تفاعل البلمرة  المتسلسل PCR

٣-عزل الفيروس بواسطة زراعة الانسجه

 العلاج من المرض والوقاية من مرض جدري القرود 

لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود ولكن علاج الأعراض من حمى وطفح جلدى باستخدام خافضات الحرارة والمضادات الحيويه ومضادات الحساسيه . وقد ثبت أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود  غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم علم ١٩٨٠

 الوقاية من مرض جدري القرود

١- فرض قيود على تجارة الحيوانات قد يسهم تقييد عمليات نقل الثديات الأفريقية الصغيرة والقردة أو فرض حظر على نقلها إسهاماً فعالاً في إبطاء وتيرة اتساع نطاق انتشار الفيروس إلى خارج أفريقيا.

2-عزل الحيوانات التي يُحتمل أن تكون مصابة بالعدوى ووضعها قيد الحجر الصحي فوراً وينبغي أيضاً وضع جميع الحيوانات التي قد تخالط أخرى مصابة بعدوى المرض قيد الحجر الصحي ومتابعتها لمدة 30 يوماً من أجل الوقوف على أعراض إصابتها بالمرض.

3- إن المخالطة الحميمة للمرضى أثناء اندلاع فاشيات جدري القردة البشري هي من أهمّ عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بعدوى الفيروس المسبّب للمرض.

4- التوعية بخطورة المرض و سرعة رصد الحالات والابلاغ عنها  لوزارة الصحة لسرعة  تشخيصها  من أجل احتواء المرض.

5- تجنّب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة،

6-ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى،

7-غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

8- طهي كل المنتجات الحيوانية (اللحوم) بشكل جيّد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء  ذبحها.

مكافحة العدوى لمرض جدري القرود

1- ينبغي أن يطبق العاملون فى مجال الصحة  المعايير الصحية  في مجال مكافحة العدوى عندما يعتنون بمرضى مصابون  بعدوى يُشتبه فيها أو مؤكدة من فيروس جدري القرود  أو حينما يجمعون  عيّنات من أولئك المرضى.

2- لابد من هؤلاء العاملون فى المجال الصحى المخالطون للمرض من تناول لقاح الجدرى القديم لحين انتاج اللقاح المخصص لهذا الوباء  للحد من إصابتهم بالمرض وخصوصا ممن يعانون من نقص فى المناعه .

3- ينبغي أن يتولى موظفون مدرّبون يعملون في معامل  مجهّزة بالمعدات للحد من الإصابة بالمرض.

فى الختام  فإن الدولة تسخر جهودها ممثلة فى وزارة الصحة وزارة الزراعه وخاصة  معهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية بالعباسية  ومعهد صحه الحيوان حيث يتم إبلاغ هذه المراكز البحثية العريقة  من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية  بأى اعراض تظهر على اى نوع من الحيوانات ويتم عزل الميكروب المسبب للمرض تمهيداً لإنتاج اللقاح المخصص للوقاية من مثل هذا الأوبئة  ؛

وإدارة المعهد بقيادة الدكتور محمد سعد لا تدخر جهد أو مساعدة  لمنع وصد الأمراض  المعدية  التى تظهر او تلوح فى الأفق  .حفظ الله مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى