الأخبارالاقتصادالانتاجمصر

الجامعة الأمريكية: أفريقيا ضحية العالم في تأثير التغيرات المناخية «ندوة»

>> مطالب بأن تتوقف الدول الكبرى عن مطالبة أفريقيا بالالتزام بالأهداف المناخية

نظمت الجامعة الأميركية في القاهرة ندوة حوارية بعنوان «تغير المناخ في الاقتصادات الناشئة: هل الوقود الأحفوري وسيلة اقتصادية أم كارثة وشيكة؟» لبحث مستقبل قطاع الطاقة في القارّة الأفريقية، فيما أكد المشاركون في الندوة أن القارة هي ضحية العالم في التعرض لمخاطر تأثير التغيرات المناخية.

وإستعرضت الجلسة  الوضع في القارة حيث ما تزال الدول الأفريقية تمارس الكثير من الضغوط على الدول الغنية للوفاء بتعهداتها بدفع 100 مليار دولار لمساعدة القارّة على التكيف مع تغيرات المناخ والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة.

وتعهدت الدول الغنية قبل 10 سنوات بالتبرع للدول الفقيرة بمبلغ 100 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2020، لمساعدتها على التكيف مع تغيرات المناخ، إلّا أنها لم تلتزم بهذه التعهدات، خاصة إن القارّة تدفع ثمن ظاهرة التغير المناخي من أعاصير وفيضانات وجفاف، رغم أنها لم تكن السبب الرئيس وراء تلوث المناخ وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي الوقت نفسه، يستمر المجتمع الدولي بمطالبة القارّة السمراء بالوفاء بالتعهدات المناخية على حساب ثرواتها الجديدة المكتشفة في قطاع الهيدروكربونات، بالرغم من أن إسهامات القارّة في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري هي الأقلّ على مستوى العالم، إذ لا تتجاوز 3.8%.

يأتي ذلك في الوقت الذي تستقطب خلاله القارّة السمراء كبرى الشركات العالمية إلى فرص استكشاف النفط والغاز، في محاولة لتلبية الطلب المتزايد أعقاب أزمة الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية.

وتناولت الجلسة الجدل الدائر حول استغلال الدول الأفريقية لحصّتها من الاستكشافات الجديدة من النفط والغاز، أم حرمانها من هذه الرفاهية ومطالبتها بالالتزام بالتعهدات المناجية وخطة تحوّل الطاقة.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة شركة “شل مصر” العالمية سابقًا، خبير الطاقة، المهندس معتز درويش، إن الالتزام بالأهداف المناخية يتوقف على ظروف كل دولة على حدة، مشيرًا إلى أنه ليس من العدل أن نطالب الدول الأفريقية بالتوقف عن استخدام الوقود الأحفوري.

وأضاف «درويش»، خلال كلمته في الجلسة النقاشية أنه يمكن توجيه الدول الأفريقية لإنتاج النفط والغاز في ظروف أفضل، وإزالة الكربون من هذا القطاع المهم، ولا سيما في ظل حاجة هذه الدول لتحقيق النهضة الصناعية المطلوبة، مؤكدا أن معظم الدول الأفريقية ما تزال تعاني من مشكلة كبيرة في قطاع الكهرباء تجعل الالتزام بالأهداف المناخية رفاهية قد لا تتحملها مثل هذه الدول.

وأوضح خبير الطاقة  أن استخدام الوقود الأحفوري يمثّل مخاطرة كبرى بما يصدر عنه من انبعاثات مُسببة للتغيرات المناخية، ولكن “لا بد من مناقشة حالة كل دولة على حدة؛ فمصر تختلف عن غيرها من الدول -مثل ليبيا- ومن ثم تختلف الحلول من دولة إلى أخرى”.

وأشار «درويش»، إلي إنه إذا كان العالم يُطالب الدول الأفريقية بالالتزام بالأهداف المناخية، فلا بد أن يدفع ضريبة ذلك من خلال تقديم الدعم الاقتصادي اللازم لتقدّم هذه الدول، مشيرا إلي الدور الواعد الذي يُتوقع أن تؤديه مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة في القارّة الأفريقية مستقبلًا، لافتًا إلى أن استخدام الطاقة الشمسية -على سبيل المثال- أصبح في متناول الجميع، كما إن تكلفتها تشهد انخفاضًا مستمرًا، و أن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة يمهّد الطريق لعملية تحول الطاقة.

وتعاني الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى من مشكلة نقص الكهرباء، ويبلغ معدل إمدادات الكهرباء في تشاد أقلّ من 10%، وفي بوتسوانا 70%، وفي غانا 84%، في حين تتزايد حاجة الاقتصادات الأفريقية النامية إلى توفير التمويل والوظائف والكهرباء لدعم تحول الطاقة.

وما تزال بعض الدول الأفريقية تعتمد على الغاز في توليد الكهرباء، وترتبط خطط التوليد الجديدة لديها باكتشافات الغاز.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى