الأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمناخبحوث ومنظماتمصر

د عاطف كامل يكتب: تأثير التغيرات المناخية على الشعاب المرجانية والبيئة البحرية

خبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة

تغطي المحيطات 71 بالمئة من مساحة الأرض وتزودنا بالغذاء والأكسجين وتوفر الكثير من الوظائف وهي من أكثر النظم البيئية تقديرا لما تحتوي من تنوع بيولوجي، من عمق المحيطات إلى الشواطئ والبحار جميعها تعمل معا في تزويدنا بالطاقة المتجددة وحمايتنا من الأعاصير ومن تأثيرات المناخ.

وجاء في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982م بأن البيئة البحرية Marine environment concept هي “نظام بيئي Ecosystemأو مجموعة من الأنظمة البيئية في المفهوم العلمي المعاصر للنظام البيئي الذي ينصرف الى دراسة وحدة معينة في الزمان والمكان بكل ما ينطوي عليه من كائنات حية في ظل الظروف المادية والمناخية وكذلك العلاقة بين الكائنات الحية بعضها ببعض وعلاقاتها بالظروف المادية المحيطة بها”.

ويمثل مفهوم البيئة البحرية هي كل من المحيطات والبحار ومياه الأنهار وكل ما تحتويه من قاع البحر وباطن تربته وجميع الأحياء البرية البحرية والساحلية.

ويقسم إلى نوعان من المناطق المائية الرئيسية وهما المنطقة البحرية ومنطقة المياه العذبة، تتكون المنطقة البحرية محيطات وبحار بشكل أساسي من المياه المالحة، وتعد أكبر منطقة حيوية على كوكب الأرض، حيث تغطي حوالي 70% تقريبا من سطح الأرض. عدد البحار على الكرة الأرضية أكثر من 100 بحر.

وأما المحيطات هناك خمس محيطات رئيسة وهي كما يأتي: المحيط الأطلسي. المحيط الهادئ. المحيط الهندي. المحيط الشمالي. المحيط الجنوبي. الكائنات الحية في البيئة البحرية إن البيئة البحرية تحتوي على أكبر قدر ممكن من التنوع الحيوي على الإطلاق، فمنها ما يأتي:

الحيوانات تشمل الحيوانات التي تتنفس داخل الماء عن طريق الخياشيم مثل الأسماك، والثدييات التي تتنفس الهواء من خارج سطح البحر ولكنها تعيش داخل البحر مثل الدولفين، والرخويات التي لا تحتوي على العمود الفقري مثل قنديل البحر. النباتات هناك آلاف الأنواع من النباتات البحرية تعيش في البحار، وتعتمد على التمثيل الضوئي من الشمس لتعيش وتنمو، منها الطحالب فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتخرج الأكسجين وتشمل الطحالب عشب البحر والعوالق النباتية.
أهمية البيئة البحرية

البيئة البحرية توفرالكثير من الفوائد التي تعود للمجتمع كاملة والإنسان بشكل خاص فهو يعتمد بنسبة كبيرة على البيئة البحرية للعيش، من بعض هذه الفوائد ما يأتي: تُنتج البيئة البحرية الهواء الذي نتنفسه، فإن المحيط ينتج أكثر من نصف الأكسجين في العالم ويمتص ثاني أكسيد الكربون من غلافنا الجوي.

تقوم البيئة البحرية على تنظيم المناخ على الكرة الأرضية، حيث تغطي البيئة البحرية أكثر من 70% من سطح الأرض، فتساعد على نقل الحرارة من خط الاستواء إلى القطبين، فينظم أنماط الطقس ويحول المناخ إلى المناخ المعتدل.

تُعد وسيلة النقل البحري وسيلة من وسائل النقل التجاري، حيث تتضمن 76% من إجمالي التجارة الأمريكية شكلاً من أشكال النقل البحري، تُعتبر نوع من أنواع الرفاهية الاجتماعية، من صيد الأسماك إلى ركوب القوارب والتجديف ومشاهدة الحيتان والغوص وتوفر البحار لنا العديد من الأنشطة الممتعة.

تعود البيئة البحرية بفوائد اقتصادية كبيرة، حيث ينتج عن اقتصاد المحيطات في الولايات المتحدة 282 مليار دولار من السلع والخدمات والشركات المعتمدة على المحيطات، كما أنها توفر توظيف ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص. تُعد مصدر مهم للغذاء، فما توفره البحار من غذاء ليس مجرد المأكولات البحرية فقط، فقد تم العثور على مكونات لذيذة من الأطعمة من البحر مثل زبدة الفول السوداني وحليب الصويا.

تساهم البيئة البحرية في المجال الطبي، إذ تأتي العديد من المنتجات الطبية من المحيط، بما في ذلك مكونات الأدوية التي تساعد في مكافحة السرطان والتهاب المفاصل ومرض الزهايمر وأمراض القلب.
وهناك تأثيرات سلبية عديدة بسبب النشاطات الإنسانية الخاطئة تؤثرعلى البيئة البحرية منها ما يأتي: الاحتباس الحراري يتسبب الاحتباس الحراري في ارتفاع مستويات سطح البحر، ويهدد الأماكن السكانية الساحلية.

ويمثل التحدي الحقيقي في أن التغيرات الناجمة عن آثار تغير المناخ تحدث في ظل بيئة بحرية تعاني بالفعل من الإجهاد جراء مسببات الإجهاد المباشرة وغير المباشرة التي من صنع الإنسان والمرتبطة بالصيد المفرط وممارسات الصيد غير السليمة، واستغلال السواحل، والترسيب، والمصادر البرية للتلوث بأشكالة، والتلوث البحري. وهذا التضافر للعوامل المتعددة المسببة للإحهاد يضع ضغوطا كبيرة على الشعاب المرجانية وابيضاضها في العالم ويقدر أن ما يقرب من ثلث أنواع المرجان الكبيرة البانية للشعاب تواجه خطر الانقراض.

التلوث البحري من أسباب التلوث البحري ما يأتي: المبيدات الحشرية والآفات والمغذيات المستخدمة في الزراعة في المياه الساحلية، مما يؤدي إلى استنفاد الأكسجين الذي يقتل النباتات البحرية.

مياه الصرف الصحي التي تصبها المصانع والمنشآت الصناعية في المحيطات الانسكابات النفطية التي تتسرب من ناقلات النفط تلوث الهواء، مسؤول عن ما يقرب من ثلث الملوثات والمواد المغذية السامة التي تدخل المناطق الساحلية والمحيطات. اضطراب التوازن البيئي فقد دخلت الأنواع الغازية مثل الطحالب السامة والكوليرا ونباتات وحيوانات لا حصر لها إلى مياه المرفأ وأدت إلى هذا الاضطراب.

الصيد الجائر تُقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة 31.4 من الأرصدة السمكية تتم عن طريق صيدها أو الصيد الجائر.

ويُتنبأ أن تؤدي الزيادة المتوقعة في درجة حرارة المحيطات إلى تنشيط هجرة الكائنات البحرية حسب تحملها للحرارة، حيث ستوسع الأنواع الأكثر تحملا للحرارة من نطاق تواجدها شمالا وستنحسر الأنواع الأقل تحملا للحرارة. وسيترتب على هذا التغير في ديناميات المحيطات أثر سلبي على الأنواع التي لا تكون قادرة على الهجرة وقد يؤدي إلى فنائها.

وتحمض المحيطات، أو زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون فيها مما سيؤدي إلى خفض درجة تركيز أيونات الهيدروجين في مياه البحر، لن يؤدي فحسب إلى تناقص كمية العوالق النباتية، بل سيؤدي أيضا إلى خفض درجة التكلس في حيوانات بحرية معينة مثل المرجانيات والمحاريات، مما سيؤدي بالتالي إلى ضعف هياكلها وإعاقة نموها.

إن الخيارات المتاحة لمعالجة القضايا المتصلة بالشعاب المرجانية وحمايتها من الإبيضاض ذات شقين: التكيف والتخفيف. وينطوي التكيف على الاضطلاع بجهود بحثية وجهود للحفظ على الصعيد المحلي لبناء قدرة النظم الإيكولوجية للمرجان على مواجهة تغير المناخ من خلال أنشطة من قبيل العمل على استعادة الشعاب المرجانية، وتحديد الأنواع القادرة على تحمل الإحهاد، والحد من الصيد المفرط، وإنشاء مناطق بحرية محمية.

ويعد إنشاء المناطق البحرية المحمية أفضل وسيلة للمحافطة على الشعاب المرجانية وغيرها من البيئات البحرية لأن مناطق حظر الصيد فيها توفر ملاذا آمنا يسمح بنمو أعداد الكائنات وبالتالي لتجديد موارد البيئة البحرية المحيطة. بيد أن التكيف وحده لا يكفي؛ إذ يلزم أن تكون هناك استجابة عالمية جادة للتخفيف من أثر تغير المناخ بالعمل بصورة مباشرة على الحد من الانبعاثات، وتحسين كفاءة الطاقة، والحد من إزالة الغابات، وزيادة بالوعات الكربون.

وفي الوقت الحالي، لا يتوقع أن تؤدي تدابير التخفيف إلا إلى الحيلولة دون تفاقم الاحترار، حيث أن عكس مسار الأوضاع القائمة مستبعد جدا في الوقت الراهن.

وللحفاظ على البيئة البحرية فإن هناك بعض الحلول التي يجب علينا اتباعها للحد من هذه التأثيرات السلبية والمحافظة عليها وحمايتها منها ما يأتي: التوسع في إنشاء المتنزهات والمحميات البحرية لحماية التنوع البيولوجي فيها الحد من ممارسات الصيد المدمرة والصيد الجائر مثل الصيد بشباك الجر.

التقليل من استخدام السونار العسكري الذي يمكن أن يؤذي أو يقتل الحيتان والثدييات البحرية الأخرى.

مساعدة الصيادين في الحفاظ على سبل عيشهم من خلال توعيتهم بطرق الصيد الصحيحة. وضع حلول لتقليل كمية الأسماك التي يتم صيدها عن طريق الخطأ مع تقليل إنبعاثات غازات الإحتباس الحرارى والتلوث بأشكالة بالبحار والمحيطات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى