الأخبارالصحة و البيئةالمناخحوارات و مقالاتمصر

د عبير مصطفى تكتب:  التغيرات المناخية ‏ والاحتباس الحراري وتاثيرة المرتبط بمقاومة البكترباللعلاج بالمضادات الحيوية

أستاذ مساعد الامراض المعدية – المركز القومى للبحوث – دكتوراة الامراض المشتركة جامعة القاهرة

تعتبرالتغيرات المناخيةعاملاً رئيسيًا يؤثر على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، لذلكتطور البكتيريا آليات متنوعة للبقاء على قيد الحياة بالرغم من علاجها  بالمضادات الحيوية .

ومن المهم فهم الروابط بين التغيرات في درجات الحرارة و مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، نتيجة  تغير السلوك الخلوي والجينى الذىيؤدي إلى تحمل البكترياللمضادات الحيوية واستمرارها على قيد الحياة.

حيث يوجد  ارتباط بين الإحتباس الحراري ‏وتطور الطفرات المقاومة للمضادات الحيوية واستمرارهاوتوريثها،وكنتيجة للتغيرات المناخية العالمية في درجات الحرارة أدى ذالك الى مقاومة البكترياللمضادات ‏الحيوية وانتشارها واصبحت مشكلة صحية خطيرة في العالم وذالك  لنقل هذة الكائنات الدقيقة المقاومة للمضادات الحيوية من الحيوانات إلى الانسان عن طريق الأغذية من أصل حيواني.

مقاومة البكتريا المضادات الحيوية

لا تزال البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة تمثل التحدي الأكبر على مستوى العالم حيث أن العدوى التي ‏تنتجها هذه السلالات‎‎ المقاومة تتزايد باستمرار في الحيوانات .

وتمثل مقاومة مضادات الميكروبات ‏لمسببات الأمراض تحديًا رئيسيًا للعديد من الأدوية المضادة للميكروبات‎،ويرجع الظهور السريع لمقاومة المضادات الحيوية إلىالتغيرات المناخية والاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية في ‏المجترات (الأبقار والجاموس والأغنام والماعز) مثل الإفراط في الاستخدام وسوء ‏الاستخدام والجرعات العلاجية الفرعية من محفزات النمو‏‎.

‎ويمكن أن تكون بسبب عوامل وراثية كمقاومة ذاتية ، أو تكتسب مقاومة بالتغيرات الجينية داخل جينومها ، ‏إما عن طريق الطفرات أو نقل الجينات الأفقي، وبمجرد ‏انتقال جينات المقاومة إلى البكتيريا يؤدي ذلك الى وجود سلالات ممرضة مقاومة للادوية  في الأبقار الحلوب والعجول ولحم البقر والأغنام والماعز وحيوانات ‏التسمين.

تمثل هذه الحيوانات المستودع الأساسي لمسببات الأمراض ‏الحيوانية المنشأ  وتؤدى الى عدوى البشر من خلال ‏استهلاك الغذاء (اللحوم والألبان) ، أو من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر مع الحيوانات أو ‏فضلاتها في البيئة‎.

و من المرجح أن تؤدي التغيرات في درجات الحرارة إلى التكيف الحراري للميكروبات نتيجه ارتفاع اوانخفاض درجة الحرارة  ، إما داخل المضيف أو في البيئة الخارجية و قد يكون لهذه التكيفات الحرارية تأثيرات جانبية مثل مقاومة المضادات الحيوية العالية.

لذلك  نقترح أنمن الأهمية بمكان دراسة ظهور واستمرار مقاومة المضادات الحيوية في كل من مسببات الأمراض ذات الصلة اكلينيكيا  وكذلك دراسه البكتيريا البيئية غير المسببة للأمراض وتغطية جميع القواعد ا البيولوجية مثل دراسات الأدوية ، وعلم الجينوم ، والنظرية البيئية، وعلم وظائف الأعضاء ، والإحصاء ، والتطور ، وتحليل البيانات ، والكيمياء الحيوية ، وديناميات البروتين ، والتنبؤات المناخية ، وحتى الفيزياء الحرارية، مما يؤدى الى  فهم العوامل التي تعزز حل مشكله مقاومة المضادات الحيوية الحالية .

محاولة ايجاد حلول لمشكلة مقاومة المضادات الحيوية

و لحل هذه المشكلة ، فان الحاجة ماسةالى عدة خيارات منها تقليل وترشيد استخدامات المضادات الحيوية في الحيوانات لتقليل انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة في الإنسان والحيوان و إنشاء نظام مراقبة ورصد وطني لتحديد أنماط المقاومة في مصر و عدم تشجيع استخدام المضادات الحيوية غير الضرورية في الحيوانات.

يتم ذلك عن طريق بدائل المضادات الحيوية الضرورية للوقاية من العدوى البكتيرية ومعالجتها مثل اللقاحات والبروبيوتيك ومشتقات النباتات والإنزيمات الموجودة في العلف والمنشطات المناعية بالاضافة الى  التشخيص السريع والدقيق لتقليل  هذة البكتيريا بجانب التوعية بأخطار مقاومة المضادات الحيوية وفوائد المنتجات الحيوانية الخالية من المضادات الحيوية.

وتتجة الدولة  بمشروع حياة كريمة الذى يؤدى الى تحسين صحة الانسان و الحيوانات  بانشاء الصرف الصحي فى القرى والمدن الصغيرة  لتقليل مخاطر الإصابة بالبكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة وتقليل الانبعاثات الحرارية والتغيرات المناخية التى تؤدى الى الطفرات.

كما يساهم المجتمع العلمى باكتشاف علاجات جديدة واستراتيجيات مضادة لهذة الميكروبات. ولذالك تبذل جهود كثيرة لتطوير مركبات جديدة لتقليل نشاط مضادات الميكروبات في السنوات الأخيرة ، عن طريق تطبيق الجسيمات النانومترية الخضراء كمضادات للبكتريا و الفيروسات والطفيليات.

بالإضافة إلي الكشف عن مسببات الأمراض ولعلاج السرطان واعادة اصلاح الخلل الجينى واكتشاف الكائنات الحية الدقيقة الأكثر شيوعًا المسببة للأمراض فى الحيوانات والانسان مثل استخدام الجسيمات النانومترية  من الذهب والفضة وأكسيد التيتانيوم ، و أكسيد الزنك باستخدام عامل اختزال ومثبت من المستخلصات النباتية ، و تخليق الجسيمات النانوية عن طريق التوليف الأخضر هو الطريقة الأكثر ملاءمة وسهولة وصديقة للبيئة ويقلل من الآثار الجانبية للطرق الكيميائية والفيزيائية عن طريق منع استخدام المواد الكيميائية السامة وتكوين منتجات ثانوية ضارة / خطيرة.

ومن المحتمل أن تركز الدراسات المستقبلية على الحصول على الجسيمات النانوية ذات التأثيرات المضادة للميكروبات بطرق التخليق الخضراء غير السامة ، والتي تستخدم في العديد من التطبيقات

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى