الأخبارالصحة و البيئةالمناخحوارات و مقالاتمصر

د عبدالعليم سعد يكتب: كيف تؤثر التغيرات المناخية علي إدارة المياه والمخلفات؟ «1/5»

 كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر

رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج  

تميزت ظاهرة التغيرات المناخية عن معظم المشكلات البيئية الأخرى بأنها عالمية الطابع حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم أجمع. فقد تم التأكد من الازدياد المطرد في درجات حرارة الهواء السطحي على الكرة الأرضية ككل حيث ازداد المتوسط العالمي بمعدل يتراوح بين ٠,٣ حتى ٠,٦ من الدرجة خلال المائة سنة الماضية.

مظاهر تأثير التغيرات المناخية

أشارت دراسات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC)  إلى أن هذا الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الخطيرة كارتفاع مستوى سطح البحر مهددًا بغرق بعض المناطق في العالم، وكذلك التأثير على الموارد المائية والإنتاج المحصولي، بالإضافة إلى انتشار بعض الأمراض., و نظرا لذلك كان لابد من  إلقاء النظر عناهمية التوعية البيئية من مخاطر التغيرات المناخية تمهيدا لانعقاد قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نوفمبر القادم.

أهم قضايا التغيرات المناخية هي:

1- التوعية البيئية بمشكلة المياه

لاشك أن الماء هو عصب الحياة وأهم مكون من مكوناتها وصدق الله عز وجل إذ يقول فى كتابه العزيز «وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون» صدق الله العظيم.(الانبياء/30) .

يوجد الماء فى الخلية الحية بنسبة تتراوح بين 50-60 % من وزن الخلية كما يوجد بنسبة 70 % من الوزن الكلى للخضروات وتزيد النسبة الى أكثر من 90 % من وزن الفاكهة ، وهو العنصر الاساسى لاستقرار الانسان وازدهار حضارته وأينما وجد الماء وجدت مظاهر الحياة.

وبالرغم من أهمية الماء للحياة سواء للشرب أو للرى أو توليد الطاقة واستخدامه فى الصناعة..الخ. إلا أن الانسان يقوم بتلويثه وجعله غير صالح للاستخدام وذلك بالقاء مخلفات المحاصيل الزراعية والحيوانية  والملوثات الى مصادره رغم أن القرآن الكريم حذرنا من ذلك الا ان الانسان لايحافظ علية (ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم. (سورة الروم آية 41).

الموارد المائية المتاحة في مصر «السطحية – الجوفية»

تتمثل الموارد المائية المتوفرة أساسا فى حصة مصر من مياه النيل وهى 55.5 مليارم3/ سنوى حسب إتفاقية مصر والسودان عام 1959م. بالإضافة إلى كميات محدودة من مياه الأمطار والسيول والمياه الجوفية العميقة فى الصحراء الغربية والشرقية وسيناء وهى غير متجددة. وتشمل الموارد المائية:-

مياه النيل (Nile water).

ويعتبر نهر النيل المصدر الرئيسى والأكبر للموارد المائية فى مصر لأنه يزودها بما يزيد عن 95% من إجمالى الميزانية المائية  ويعيش عليها ما يزيد عن 98% من السكان. أما ما يتبقى بعد ذلك فيقتصر على مياه الأمطار والمياه الجوفية.

مياه الأمطاروالسيول (Rains & Flash floods)

ومياه الأمطار تسقط على الشريط الساحلى والشمال الشرقى والغربى بكثافة 100-200مم /سنويا وبدون إنتظام على مدار العام ويستفاد بها غالبا فى زراعة بعض المحاصيل الشتوية وبساتين التين والزيتون باستخدام تقنيات حصاد الأمطار.

 المياه الجوفية (Ground water)  

وتعتبر المياه الجوفية أحد الموارد المائية الغير تقليدية والبنك الاحتياطى الأستراتيجى الذى يدعم البنك المائى الأصلى والأكبر وهو السد العالى والبحيرة المائية التى تقع امامه.

الإمكانيات المائية لحالة المياه الجوفية تتوقف على عدة عوامل:-

  • مصدر ومعدلات التغذية الطبيعية ومعدل الفاقد منها.
  • نوعية المياه وأقتصاديات إستغلالها.
  • مياه الصرف الزراعى والصحى (Drainage & Sewage water ).. مياه الصرف الزراعي و الصحي المستغلة فى الرى (12.7 مليار م3 / سنة) وهي تعتبر مصادر غير تقليدية.

مصادر تلوث المياه الجوفية

  1. مخلفات الصرف الصناعى
  2. مخلفات مياه الصرف الصحى
  3. المبيدات الكيماوية
  4. الأسمدة الكيماوية الزراعية
  5. مياه الصرف الزراعى
  6. الملوثات الإشعاعية
  7. النفايات الطبية والدوائية
  8. التلوث ببعض الآثار الكونية

التغيرات المناخية والتوعية البيئية لقضايا المياه في مصر

  • التربية البيئية في المدارس الابتدائية عن اهمية الماء و كيفية ترشيد استخدامه

كيف نعمل على ترشيد إستهلاك المياه داخل المنزل؟

أولاً- أثناء الغسيل

  • إقفال صنبور اوحنفية الماء أثناء القيام بغسيل الأسنان وإستخدام كوباً كبيراً من الماء عوضاً عن ذلك
  • إقفال حنفية الماء أثناء غسيل الوجه أو اليدين أو أثناء الحلاقة أو الوضوء .
  • القيام بإستخدام منظم تدفق المياه يعمل على تخفيض كمية الماء المستهلكة والمستخدمة .

 ثانيا- أثناء الإستحمام

  • إستخدام الدش بدلاً من القيام بتعبئة البانيو كاملاً بالماء، فإن كان لا بد من فعل ذلك الأمر فعلى الأقل الحرص على عدم تعبئته كاملاً حتى لا يفيض وتهدر المياه عبثاً .
  • استخدام وضعية الرذاذ منخفض التدفق في الحنفية .
  • إستخدام منظم رشاش يعمل على حبس الماء أو التحكم بقوة تدفقه أثناء الإستحمام مثلاً.

 ثالثاً- في المطبخ

  • القيام بغسل الفاكهة والمأكولات والخضروات في حوض أو طنجرة أو وعاء مملوء بالماء وذلك لتقليل الكميات المستهلكة.
  • يجب ترك الأطعمة والمأكولات المجمدة بشكل عام في مكان مكشوف لمدة تكفي لإذابتها وتفكيكها بدلاً من صب الماء عليها بشكل عبثي .
  • يجب علينا إستخدام الكمية المناسبة واللازمة من المياه لأغراض الشرب أو إعداد القهوة أو اليانسون أو الشاي وباقي المشروبات .
  • عند القيام بغسيل الأطباق يفضل دائماً أن يتم غسلها في حوض أو وعاء مملوء بالماء. أما الأطباق والصحون التي تحتاج إلى تنظيف وعنايةٍ أكثر فينصح القيام بغمرها في الماء لمدة قصيرة نوعاً ما قبل غسيلها بحيث يتحلل ما هو ملاصق عليها من بقايا طعام .
  • علينا التأكد من إمتلاء ماكينة غسيل الأطباق والصحون بشكلٍ تامٍ وجيد قبل تشغيلها وإستخدامها إذ أنه من العبث وغير المجدي تشغيلها لمجرد فقط غسيل طبق أو طبقين أو ملعقتين أو كوبين .
  • القيام دوماً وبإستمرار بفحص الصنابير وأنابيب المياه والحنفيات بإنتظام وذلك لإكتشاف أية تسريبات محتملة للمياه يمكن تفاديها.
  • نشر الوعى الصحى بين الفلاحي ن إلى ضرورة عدم تلويث مجارى المياه بفضلات إنسان أو الحيوان أو البقايا النباتية أو الإسراف فى إستخدام الأسمدة الكيمياوية.
  • التنبيه على المزارعين بضرورة عدم غسل آلات ومعدات رش المبيدات الحشرية فى مياه الترع.
  • عدم استعمال مياه الصرف الصحى فى الزراعة إلا بعد معالجتها.
  • الاستخدام الأمثل للمخلفات والفضلات الزراعية للاستفادة منها كسماد عضوى أو أعلاف.
  • عدم إلقاء جثث الحيوانات والدواجن النافقة فى المجارى المائية.
  • الاستخدام الأمثل لمياه الرى.
  • عرض نماذج لمنازل صحية بالقرى وتعميم المراحيض الصحية.

2- التوعية البيئية بإعادة تدوير المخلفات

هي عمليّة معالجة كيميائيّة للموادّ المستهلكة بحيث تعاد إلى الشكل الخام لهذه المادة وتُصنع من جديد وتُستخدم لأغراض أخرى غير الّتي أُستخدمت لها سابقاً.

أهمية إعادة تدوير المخلفات

إعادة التدوير تشمل جميع أشكال المنتوجات الصناعيّة، ومعظم دول العالم انتهجت هذه السياسة التصنيعيّة لعدة أسبابٍ منها:

  1. تقليل تلوّث مياه البحار والمحيطات، وباطن الأرض بالنفايات الصناعيّة.
  2. المحافظة على نظافة البيئة، وتقليل عدد مقالب النفايات، وتقليل الغازات المنبعثة من حرقها.
  3. تقليل الطلب على الموادّ الخام، وبالتالي استمرارها لفترة زمنيّة أطول.
  4. تقليل ظاهرة الاحتباس الحراريّ، وارتفاع درجات حرارة الكوكب، وذوبان القطب المتجمّد بسبب الغازات المنبعثة من مكبّات النفايات.
  5. توفير الطاقة التي تُستهلك في استخراج الموادّ الخام، ثمّ تصنيعها، وأيضا عمليّة التدوير هي نصف عمليّة تصنيعيّة فتستهلك الطاقة بشكلٍ أقلّ.
  6. إعادة تدوير الموادّ المستهلكة ذات جدوى اقتصادية، وتُحَقق عائداً ماديّاً كبيراً بالإضافة إلى توفير فرص عملٍ لقطاعٍ كبيرٍ من الأفراد.
  7. تحقيق مبدأ التنمية المستدامة من أجل المحافظة على البيئة وتقليل استهلاك الموادّ الخام من أجل الأجيال القادمة.

أمثلة لعملية إعادة تدوير المخلفات

تنافست الجهات الحكوميّة وغير الحكومية في كل دول العالم على الاستفادة من نفاياتها بشكل سليم وذو جدوى اقتصادية عالية بعدّة وسائل منها:

معلومات حول مزايا تدوير نفايات الزجاج:

  1. هل تعلم أن كل طن من مسحوق الزجاج المدور يوفر 1.2 طن من المواد الأولوية.
  2. هل تعلم أيضا أن مسحوق الزجاج المدور يستهلك وقودا أقل مما يحتاجه طن من المواد الأولية بمقدار أربعة وثلاثين لترا من الوقود.
  3. هل تعلم أن كأس واحد من الزجاج المعاد تصنيعه يوفرا مقدارا من الطاقة يعادل إضاءة مصباح بقوة مائة وات لمدة أربع ساعات.
  4. هل تعلم أن إعادة تدوير الزجاج يساهم في خفض تلوث الهواء بنسبة عشرين بالمائة وتلوث المياه بنسبة خمسين بالمائة .
  5. فرض غرامات مالية على المواطنين الذين لا يتقيّدون بفصل النفايات كل على حدة.
  6. جمع الحيوانات النافقة من القمامة للإستفادة من دهنها.
  7. إعادة تدوير المواد المطاطيّة، وخلطها مع إسفلت الشوارع.
  8. تدوير الألمنيوم الذي يصنع به علب المشروبات الغازيّة، والمعلبات، واستخدامه في صناعة ألواح الالمنيوم.
  9. جمع الزيت الناتج عن عمليات القلي المتكررة في المنازل والمطاعم وإعادة تدويرها واستخدامها كزيوتٍ للتشحيم.
  10. جمع الورق من دفاتر وكتب تالفة واعادة تدويره لصنع الأكياس الورقية وغيرها.
  11. جمع بقايا الطعام والغذاء التالف والمتعفّن والمنتهي الصلاحية وإعادة تدويره ليصنع منه الأعلاف والأسمدة العضويّة.

3-التوعية البيئية بإدارة النفايات

طرق التخلص من النفايات

الطمر الصحي:

وهي من أفضل الطرق المستخدمة في التخلّص من النفايات؛ حيث يتمّ اختيار مكانٍ مناسب لطمر النفايات، فيكون هذا الموقع بعيداً عن أيّ مصدر من مصادر المياه حتى لا يحدث هناك تلوث في هذه المياه، وتكون عمليّة الطمر إمّا تحت سطح الأرض إذا كان الموقع يمكن حفره ومن ثمّ تغطية النفايات بالتربة التي تم استخراجها أثناء الحفر، وإذا كان الموقع لا يمكن حفره أو أنّ الحفر سوف يوصل إلى المياه الجوفية فيتمّ جمع النفايات على السطح، ومن ثم يُحضَر التراب من مناطق أخرى ويوضع فوق النفايات ويغطّيها.

التخلّص من النفايات بواسطة الكبس في بالات ثمّ طمرها: هذه الطريقة هي من الطرق المتطوّرة التي تقوم بتجميع النفايات في بالات كبيرة وكبسها وضغطها وبالتالي يقلّ حجمها، ومن ثمّ يتمّ طمرها بنفس طريقة الطمر الصحي.

التخلّص من النفايات بواسطة الحرق: في هذه الطريقة يتمّ تجميع النفايات وإدخالها إلى أفران كبيرة وذات درجات حرارة مرتفعة جداً، وبعد الانتهاء من عمليّة الحرق يتمّ التخلّص من المخلّفات الناتجة بإحدى الطرق السابقة، وتمتاز هذه الطريقة بأنّه يمكن استغلال الحراة الناتجة وتنقية الغازات للحصول على بعض الغازات المفيدة، ولكن يجب أخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا تتسرّب الغازات الناتجة إلى الهواء الجوي فتتسبّب بتلوّث الهواء والتسمّم في بعض الحالات.

تحويل النفايات إلى مواد عضويّة مفيدة للتربة: وذلك من خلال إدخال بعض النفايات التي تفيد في الحصول على سماد عضوي إلى مصانع خاصّة تعمل على إجراء بعض العمليات عليها للحصول على السماد العضوي المفيد للتربة والنباتات.

تدوير النفايات والحصول على المواد الخام منها: يتمّ من خلال هذه الطريقة فصل النفايات وتصنيفها والعمل على إعادة استخدام بعضها من جديد وإعادة تصنيعه.

تحويل النفايات إلى غازاتٍ وسوائل ومواد صلبة بالتحلّل الحراري؛ حيث تتركّز هذه العمليّة على النفايات العضوية، فتُحوَّل إلى غازات وسوائل عن طريق عمليّة التقطير الإتلافي، ويمكن الاستفادة من هذه السوائل والغازات.

التقليل من كميّة النفايات هي من أنجح الحلول لتخفيف مشاكل النفايات، وذلك من خلال الانتقال إلى استخدام الطاقة البديلة النظيفة، كما أنّه يجب الحد من نشاطات الإنسان غير المسؤولة للتخفيف من تراكم النفايات.

كيفية إستفادة العالم من المخلفات والنفايات

تنافست الجهات الحكوميّة وغير الحكومية في كل دول العالم على الاستفادة من نفاياتها بشكل سليم وذو جدوى اقتصادية عالية بعدّة وسائل منها:

  1. فرض غرامات مالية على المواطنين الذين لا يتقيّدون بفصل النفايات كل على حدة.
  2. جمع الحيوانات النافقة من القمامة للإستفادة من دهنها.
  3. إعادة تدوير المواد المطاطيّة، وخلطها مع إسفلت الشوارع.
  4. تدوير الألمنيوم الذي يصنع به علب المشروبات الغازيّة، والمعلبات، واستخدامه في صناعة ألواح الالمنيوم.
  5. جمع الزيت الناتج عن عمليات القلي المتكررة في المنازل والمطاعم وإعادة تدويرها واستخدامها كزيوتٍ للتشحيم.
  6. جمع الورق من دفاتر وكتب تالفة واعادة تدويره لصنع الأكياس الورقية وغيرها.
  7. جمع بقايا الطعام والغذاء التالف والمتعفّن والمنتهي الصلاحية وإعادة تدويره ليصنع منه الأعلاف والأسمدة العضويّة.

مميزات عملية إعادة تدوير النفايات 

  • تقليل التلوّث البيئي النّاتج عن إحراق النفايات و طمرها .
  • عدم استنزاف الموارد الطبيعية بكثرة عند استخدام المواد التي تم إعادة تدويرها
  • توفير فرص عمل جديدة.
  • من الممكن توفير حاويات خاصة للمواد التي ممكن تدويرها و إعادة استخدامها و بالتّالي تسهّل عمليّة التّدوير.
  • إعادة تدوير المواد و النفايات يقلّل ذلك من عمليّات حرق النفايات و يؤدي ذلك إلى تقليل التلوّث البيئي والإحتباس الحراري.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى