الأخبارالمياهبحوث ومنظماتمصر

وزير الري: ظواهر مناخية «متطرفة» في العالم تؤكد مخاطر التغيرات المناخية

>>سويلم: نصيب الفرد من المياه في مصر يمثل نصف خط الفقر المائى العالمى 

شارك الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى في الجلسة الإفتتاحية لـ “منتدى البيئة والتنمية .. الطريق إلى مؤتمر المناخ COP27” مشيرا الي إهتمام الدائم الذى تبديه كافة مؤسسات الدولة المصرية تجاه قضايا المياه بإعتبارها من أهم القضايا التى تواجه مصر والعالم فى الوقت الراهن.

التغيرات المناخية ونقص المياه

وأشار وزير الري لما تعانيه العديد من دول العالم من نقص المياه خاصة مع التزايد المستمر في عدد السكان بالتزامن مع ثبات كميات المياه العذبة على المستوى العالمى ، بخلاف التأثيرات المتزايدة والواضحة للتغيرات المناخية على قطاع المياه والتي أصبحت واقعاً نشهده في العديد من الظواهر المناخية المتطرفة في العديد من دول العالم .
وأوضح «سويلم» في كلمته أن ما تواجهه العديد من دول العالم من ظواهر مناخية متطرفة وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية على قطاع المياه ، مثل ظواهر الجفاف في أوروبا والصين والصقيع في البرازيل والفيضانات في السعودية ، يؤكد أننا لم نعد في منأى عن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية ، وهو ما يستلزم تعزيز التعاون بين جميع دول العالم ووضع قطاع المياه على أجندة المناخ العالمية لزيادة قدرة الدول على التعامل مع قضايا المياه ، بالشكل الذى ينعكس على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه وخاصة بدول القارة الأفريقية .

تحديات مصر المائية

وإستعرض وزير الري خلال فعاليات المؤتمر ما تواجهه مصر من تحديات عديدة في مجال المياه نظراً لمحدودية الموارد المائية والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية ، الأمر الذى جعل نصيب الفرد من المياه في مصر يصل إلى ٥٦٠ متر مكعب سنوياً وهو ما يمثل تقريباً نصف خط الفقر المائى العالمى، مشيرا إلي أن تزايد الطلب على المياه لأغراض الشرب والزراعة والصناعة سيجعل من عملية التوازن بين الموارد والإحتياجات تحدى كبير فى العديد من الدول.

تأثير التغيرات المناخية علي الموارد المائية في مصر

وأوضح وزير الري أن مصر تعد من أكثر دول العالم التى تتعرض للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتى تؤثر على مصر من عدة إتجاهات داخلية وخارجية ، موضحا إنه على الصعيد الداخلى يؤدى إرتفاع درجة الحرارة لزيادة الإحتياجات المائية لمختلف الإستخدامات ، وعلى مستوى التأثيرات الخارجية يؤثر إرتفاع منسوب مياه سطح البحر يؤثر علي دلتا النيل بقوه سواء فوق الأرض من خلال النحر أو تحت الارض بتداخل مياه البحر مع المياه الجوفية والتسبب فى زيادة ملوحتها .
وكشف «سويلم»، عن التأثير غير المتوقع للتغيرات المناخية على منابع النيل ، خاصة أن ٩٧% من المياه المتجددة في مصر تأتي من حوض النيل ، وبالتالى فإن التغيرات الهيدرولوجية في حوض النيل تقع في بؤرة الإهتمام لتأثيرها المباشر على الموارد المائية للدولة المصرية.

خطة مصر لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية

وأوضح وزير الري أنه فى ضوء العمل على مواجهة هذه التحديات تقوم وزارة الموارد المائية والرى بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في مجال المياه ، حيث يجرى العمل على تأهيل آلاف الكيلومترات من الترع ، مشيراً إلى أن الهدف من أعمال التأهيل ليس فقط تبطين الترع ولكن إعادة الترعة لوظيفتها الأساسية وهى توصيل المياه للمزارعين بالكمية وبالجودة المناسبة للرى وفى التوقيت المناسب للنبات.
ولفت «سويلم»، إلي انه يجرى حالياً التقييم المرحلي لمشروع تأهيل الترع ، والعمل على إعداد دليل إرشادي لأعمال تأهيل الترع أخذاً في الاعتبار الخبرات المكتسبة خلال تنفيذ أعمال التأهيل السابقة ، ووضع معايير لأعمال تأهيل الترع خلال المرحلة القادمة موضحا انه تم تنفيذ مشروعات كبرى فى مجال معالجة وتدوير المياه ، مثل محطة معالجة المياه فى بحر البقر.
وأشار وزير الري الي إنه تم الانتهاء من هذه المحطة بطاقة ٥.٦٠ مليون م٣/ يوم لرى مساحات من الأراضى الزراعية في شمال و وسط سيناء ، وتم تنفيذ محطة المحسمة بطاقة ١.٠٠ مليون م٣/ يوم لرفع المياه من مصرف المحسمة الي سيناء لزراعة مساحات من الأراضي شرق القناة ،  كما يجرى تنفيذ محطة معالجة المياه بالحمام بطاقة ٧.٥٠ مليون م٣/ يوم ضمن مشروع الدلتا الجديدة.

إستصلاح الأراضي والتخفيف من التغيرات المناخية

ونبه «سويلم» الي ات هذه المشروعات  تهدف الي معالجة المياه لإستصلاح مساحات جديدة من الأراضي الزراعية إعتماداً على مياه الصرف الزراعي المعالجة ، كما تعد مثالاً للإدارة الرشيدة للمياه فى مصر وإعادة تدوير كل قطرة مياه عدة مرات ، موضحا أن هذه المشروعات تُعد نموذجاً لمشروعات التنمية الشاملة التي توفر الآلاف من فرص العمل للمهندسين والفنيين والعمال مشيرا الي حرصه على تعزيز دور البحث العلمى في كافة أنشطة الوزارة خلال الفترة القادمة.
واشار وزير الري إلى أن التوسع في مجال معالجة وتدوير المياه ومجال تحلية المياه المالحة وشبه المالحة ، مع دراسة سُبل التوصل لتكنولوجيات للتحلية أقل كُلفة ، مع التوسع في إستخدام الطاقة المتجددة في التحلية ، وإيجاد حلول آمنة للتخلص من المياه العادمة قد يكون أحد الأدوات الهامة للتعامل مع التحديات التى تواجه قطاع المياه والغذاء على المستوى العالمى.

قضايا المياه والتغيرات المناخية

ولفت «سويلم»، إلي ما تقوم به الدولة المصرية من إجراءات لوضع قضايا المياه على رأس أجندة العمل المناخى سواء من خلال إسبوع القاهرة الخامس للمياه المزمع عقده خلال شهر أكتوبر المقبل تحت عنوان “المياه في قلب العمل المناخى” أو من خلال فعاليات المياه المزمع تنظيمها تحت مظلة مؤتمر المناخ القادم COP27 ، بهدف الخروج بتوصيات للإسراع من إجراءات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية .
ونبه وزير الري إلي إنه تم وضع الخطط المستقبلية لتقليل الإنبعاثات وتوفير التمويل اللازم لمشروعات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية ، مع قيام مصر بطرح مبادرة دولية للتكيف بقطاع المياه خلال المؤتمر بالتعاون مع العديد من الوزارات المصرية والشركاء الدوليين ، تشتمل على محور لرفع كفاءة إستخدام المياه من خلال ترشيد الإستخدامات ، والإتفاق على السياسات وطرق التعاون في كافة الأنشطة المعنية بالمياه ، والربط بين أجندتى المياه والمناخ بما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف «سويلم»، أن التحديات التي تواجه قطاع المياه تدفعنا جميعا للعمل على دعم البحث العلمي للوصول لحلول تكنولوجية جديدة لمواجهة ندرة المياه وللتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ، وإيجاد حلول تكنولوجية ملائمة إعتماداً علي التطور الهائل في البحث العلمي مع العمل على رفع قدرات العاملين في مجال المياه في التعامل بدرجة عالية من المرونة والكفاءة مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية سواء على المستوى الوطنى أو الإقليمى.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى