اخبار لايتالأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمتفرقاتمصرنحل وعسل

د حاتم شرف يكتب: تأثير التغيرات المناخية على تربية النحل

مدرس تربية النحل – كلية الزراعة – جامعة القاهرة – مصر

تعتبر تربية النحل فرعا من الفروع الاساسية للإنتاج القومي فحشرة نحل العسل من الحشرات الهامة اقتصاديا اذ تعد تربية واكثار نحل العسل من الصناعات الزراعية التي تدر ربحا وفيرا كما ان لنحل العسل دور هام في زيادة الناتج من المحاصيل الزراعية المختلفة من خلال مساهمته في عملية التلقيح الخلطي بين مختلف انواع النباتات حيث يرجع ثلث الانتاج من النباتات التي يستخدمها الانسان للغذاء الى التلقيح الخلطي للمحاصيل ويعتبر نحل العسل اهم تلك الحشرات الملقحة.

التغيرات المناخية في مصر ومستقبل تربية النحل

بالرغم من الانخفاض الظاهري في متوسطات درجات الحرارة السنوية خلال العقد الأخير طبقا لتقارير هيئات الارصاد العالمية فإن الاحساس بدرجة الحرارة يزيد، ويرجع ذلك غالبا لزيادة نسبة الرطوبة النسبية وزيادة الفارق بين درجات الحرارة العظمى والصغرى مما يزيد الإحساس بارتفاع درجات الحرارة ويزيد من اجهاد النحل نتيجة محاولته لتعديل درجة الحرارة والرطوبة داخل طوائفه

حيث يلاحظ وجود فجوة كبيرة بين درجات حرارة الليل والنهار في منطقتي شمال ووسط مصر حيث أن الفارق بين درجة الحرارة العظمى والصغرى في هذه المناطق هو أعلى فرق حراري بين الليل والنهار يليه مناطق الغرب ثم الشرق ثم الجنوب الذي يحظى بأقل فرق حراري بين الليل والنهار.

كيف تؤثر التغيرات المناخية على تربية النحل؟

  • تغيير روائح النباتات

يتمتع النحل بقدرة خاصة على تخزين هذه روائح النباتات في ذاكرتهم والاستفادة منها في بحثهم عن الغذاء. في الآونة الأخيرة، أدى تغير المناخ إلى تغيير النباتات لرائحتها. والسبب في ذلك هو أن التغيرات في الظروف البيئية (مثل نقص المياه أو الحرارة الشديدة) تؤدي إلى تعرض النباتات للإجهاد. وبالتالي، تطلق النباتات مركبات دفاعية لحمايتهم من الأذى. هذه المركبات هي التي تغير رائحة هذه النباتات مما يجعل من الصعب على النحل التعرف على النباتات من أجل جمع الغذاء ومن ثم يؤدي نقص الغذاء إلى فقدان خلايا النحل.

  • عدم التطابق في التوقيت الموسمي

يؤدى تغير المناخ إلى عدم تزامن الفترة التزهير مع نشاط النحل مما يكون له عواقب وخيمة على النظام البيئي حيث يؤدي إلى انخفاض إنتاج البذور في النباتات. علاوة على ذلك، يتسبب عدم التطابق في انخفاض عدد النحل حيث لا يتمكن من الحصول على الغذاء من النباتات.

  • زيادة القابلية للإصابة بالأمراض

يكون النحل عرضة لبعض أنواع طفيليات الأمعاء خاصة النيوزيما والحلم التي تنمو في درجات الحرارة الدافئة. ومن الآثار الصارخة لتغير المناخ زيادة درجات الحرارة وقلة مواسم البرودة. تعني درجات الحرارة والرطوبة المرتفعة أن النحل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والطفيليات الآن مما كان عليه من قبل بسبب تغير المناخ حيث ان تغير المناخ أدى لزيادة انتشار بعض الآفات مبكرا عن موعدها.

  • ظهور أنواع جديدة من النحل غربية على البيئة المصرية

حيث أدى تغير المناخ الى ظهور نوع جديد من النحل غريب عن البيئة المصرية وهو نوع النحل القزم المنتشر في بلاد الخليج، ولكن مع تغيرات المناخ هاجر الي مصر وانتشر بدرجة كبيرة في مناطق شرق مصر حتى وصل لمناطق العاشر من رمضان والتجمع وهذا النوع من النحل بري لا يمكن استئناسه ولا انتاج العسل منه ولكنه ذو دور هام في تلقيح النباتات

  • يجب على مربي نحل العسل اتباع الإجراءات الوقائية لحماية النحل في المناطق المختلفة من الظروف الحرارية وتوفير الوسائل الملائمة للحماية من اشعة الشمس في مناطق الجنوب والشرق والغرب وحماية النحل من الفارق الحراري الكبير في منطقتي الشمال والوسط.
  • مما يدعو للبحث عن أساليب حماية النحل الذي يستطيع التكيف مع التغيرات الحرارية المختلفة ليستطيع الاستمرار بدوره كحشرة ملقحة تلعب دورا هاما في زيادة الدخل القومي وتلقيح أكثر من 85% من المحاصيل المنزرعة في البلاد وزيادة انتاجيتها سواء من لمحاصيل الحقلية او الخضرية او بساتين الفاكهة

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى