الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د طارق عبدالعليم يكتب: هل يدفع فقراء العالم تكاليف مواجهة التغيرات المناخية والصفقة الأوروبية الخضراء ؟

المعمل المركزي للمبيدات – مركز البحوث الزراعية – مصر

الصفقة الأوروبية الخضراء  التي اطلقت في أواخر 2019، تهدف الى الحد من انبعاثات الكربون وجعل القارة الاورويبة محايدة الكربون  من خلال اقتصاد قوى ومستدام حتى عام 2050  والحد من الآثار السلبية لظاهرة التغيرات المناخية.

من أهم بنود الصفقة الخضراء استراتيجية “من المزرعة إلى المائدة” “Farm to Fork” التي تختص بقوانين التعامل مع المنتجات الزراعية منذ الزراعة وصولاً الى مائدة الطعام من خلال أربعة أهداف عامة لتلك الاستراتيجية هي:

  • التقليل من آثار البصمة الكربونية على النظام الغذائي.
  • التحول الى الاستدامة في الإنتاج الزراعي.
  • خلق فرص جديدة امام الأصناف والانواع المتوافقة مع التغييرات المناخية.
  • المرونة في إنشاء نظام غذائي قوي.

ضريبة الكربون والتغيرات المناخية

قُدِّمَت ضريبة الكربون المقترحة في الاتحاد الأوروبي، والتي يطلق عليها رسميًا آلية تعديل حدود الكربون، من قبل المفوضية الأوروبية باعتبارها جزءًا من الصفقة الخضراء الطموحة التي تستهدف  التقليل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 % بحلول عام 2030م  مقارنة مع  مستويات عام 1990.

منئذ شروع المفوضيه الأوروبية في اعلان عن خططها  في يوليو 2021  لفرض ضريبة الكربون  التي طال انتظارها لجعل المستوردين و المصنعين من خارج دول الاتحاد الاوروبى يدفعون ثمن  انبعاثات الكربون ( الغازات الدفئية) المرتبطة بالسلع والمواد التي تباع في  سوق الاوروبى .

بمجرد اعتماد تلك الخطط والموافقة عليها خلال 2022  ستبدا مرحلة انتقالية مدتها 3 سنوات للضريبة ابتداء من عام 2023. من المتوقع أن تطبَّق ضريبة الكربون الحدودية على مرحلتين. تمتد المرحلة الأولى من عام 2023 إلى 2025، إذا سيراقب الاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة تقارير شركات المعلومات بشأن الانبعاثات. فقط بعد إتمام ذلك ستبدأ المرحلة الثانية بتطبيق الضريبة الكربون الحدودية في عام 2026.

البصمة الكربونية وظاهرة التغيرات المناخية

أولا  ماهى البصمة الكربونية ((Carbon Footprint  :

مؤشر اقتصادى بيئى يقيس معدلات انبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون  على مختلف المستويات مثل الافراد او المصانع او المنتجات او حتى الدول و يعبر عنها بوحدة طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون (وكذلك الغازات الدفئية مثل غاز المثيان ) في السنة (ton /year )   وتنقسم الى نوعين :

البصمة الكربونية الرئيسية : الناتجة عن حرق الوقود الاحفورى  هو مؤشر الى الأنشطة اليومية مثل النقل بالسيارات او الباخرات التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات .

البصمة الكربونية الثانوية : هي مؤشر لتحديد الانبعاثات الغير مباشرة من ثانى أكسيد الكربون الناتجة عن دورة حياة المنتجات ( من مرحلة استخراج المواد  الأولية  حتى اكتمال التصنيع و النقل) ومنها المنتجات الزراعية  .

شكل : يوضح مصادر المختلفة لغازات الدفئية  والبصمة الكربونية

ثانيا مستويات توزيع  البصمة الكربونية على مختلف القطاعات  عالميا :

  • 20% انبعاثات الصناعة .
  • 18% نواتج عن استهلاك الكهرباء وسائل التدفئة.
  • 15% نواتج المجال الزراعى.
  • 10% قطاع النقل  والطرق .
  • 9% استهلاك الاراضى وإزالة الغابات .
  • 4% قطاع البناء .
  • 12% القطاعات أخرى .

شكل : يوضح  توزيع البصمة الكربونية   في قطعاعات الحياة المختلفة

التغيرات المناخية والبصمة الكربونية في القطاع الزراعي

ثالثا أسباب  البصمة الكربونية في مجال الزراعة :

تحتل البصمة الكربونية في مجال الزراعة المركز الثالث بنسبة 18 %  وسنقتصر  هنا فقط على مستوى المزرعة  ، من اتباع مصادر الكربون  من خلال مفهموم من المزرعة الى الشوكة

(Farm  to Fork  ( طبقا للصفقة الأوروبية الخضراء  .

تنتج الغازات الدفئية ( المثيان – ثانى أكسيد الكربون – أكسيد النتيروز ) في المزرعة خلال عدة مراحل :

أولا  اثناء مراحل الزراعة ومستلزماتها  من (  البذور  وتقاوى – اسمدة – وقود – مبيدات – استهلاك كهرباء وطاقة ).

ثانيا من تربية حيوانات المزرعة ( الرعى-  مخلفات الحيوانات) .

يلاحظ من خلال مقياس البصمة الكربونية ارتفاع نسب البصمة الكربونية في الانتاج الحيوانى مقارنة بالإنتاج الزراعى كما في الشكل .

شكل : يوضح النسب المختلفة لغازات الدفئية  والبصمة الكربونية  على مستوى  منتجات المزرعة

 رابعا موقف انبعاثات الكربون في مصر :

في عام 2016 أصدرت  قاعدة بيانات معهد الموارد العالمية   بيانا يشير الى ان مصر انتجت 310 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون المسبب لانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحرارى ،يمثل 0.6% من الاجمالى العامى البالغ 49.3 مليار طن من ثانى أكسيد الكربون وما يقرب من 10% من 3.3 مليار طن نتتجها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا  وتحتل مصر المركز الثالث بعد السعودية وايران .

جاء توزيع مستويات للقطاعات المنتجة لغاز ثانى أكسيد الكربون كتالى :

  • 4 % قطاع الطاقة .
  • 2% قطاع الزراعة.
  • 7% قطاع الصناعة .
  • 6% قطاع النفايات.

شكل: توزيع مستويات للقطاعات المنتجة لغاز ثانى أكسيد الكربون في مصر في عام 2018

التغيرات المناخية والفقر والبصمة الكربونية

خامسا التاثير على الدول الفقيرة :

من المؤكد تاثر الدول ذات اقتصاد هش  بالتعريفة الجمركية على صادراتها الى اوروبا على سبيل المثال : دول وسط افريقيا التي لن يصمد اقتصادها الهش امام هذا النوع من الضرائب الذى سيقوض قدرة تلك  الدول على تحقيق التنمية  .لذا يعد الفقراء الأكثر تضررا من اثار التغير المناخى  وفى الوقت نفسة هم اقل مسئولية عن انبعاثات الكربونية .

حيث تمثل الصين والولايات المتحدة الامريكية 40% من اجمالى  انبعاثات  الغازات الدفئية في احصائيات عام 2019 سجلت الصين كمية 10 مليار طن  الكربون  في الغلاف الجوى  تليها أمريكا ب 5.4 مليار طن  ،  الهند 2.60 مليار طن  ، روسيا 1.71 مليا طن  ثم اليابان 1.16 مليار طن .

طبقا لتوزيع نسب انبعاثات ثانى أكسيد الكربون  المتوقع في  عام 2030 على مستوى العالم نجد ان الصين تتصدر قمة الترتيب بقيمة  34%  ثم مجموعة الدول  ال20 بنسبة 21% ثم الولايات المتحدة الامريكية  بنسبة 14% ثم الهند  9% وثم دول السوق الاوروبى   7 % بينما تسجل باقى دول العالم  15% .

سادسا الخيارات المطروحة :

– اعفاء مؤقت للبلدان الأقل نموا مع توفير الدعم للمشروعات وخطط التحول الأخضر .

– العمل على تطبيق متطلبات الاتحاد الاوروبى في الصادرات .

– التحول الى الزراعة العضوية .

– الاعتماد على برامج المكافحة المتكاملة لافات IPM.

-الاعتماد على وسائل الزراعة الذكية. ( مقال الصفقة الأوروبية الخضراء والزراعة الذكية مناخيا)

https://www.agri2day.com/2022/09/08/

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى