باحث أول ومدير الجودة بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الانتاج الداجنى- معهد بحوث صحة الحيوان- مركز البحوث الزراعية – مصر
لا يستطيع أى شخص أن يتجاهل مدى التطور والانتشار السريع لمقاومة المضادات الحيوية، وأصبح مؤخرا هناك اتجاه عالمى و محلى لمواجهة الاجتياح العارم للمقاومة للمضادات الحيوية، وفى بداية القول لابد أولا أن نتعرف على كيفية نشأة المقاومة للمضادات الحيوية.
هناك بعض الأنواع من البكتيريا يمكنها أن تتطور كى تستطيع مقاومة المضادات الحيوية التى تستخدم فى العلاج من خلال تغيير بعض صفاتها الجينية، فتحمى نفسها من تأثيرات الدواء كما أنها قد تتمكن من تكسير العلاج نفسه، و بالتالى تلك البكتريا تتكاثر و تنقسم مما ينتج عنه جيل جديد يحمل خصائص المقاومة للمضاد الحيوى السالف استخدامه بالإضافة لقدرتها على نقلها أيضا إلى أنواع أخرى من البكتريا.
و لابد أن نعلم جيدا أنه من التطور البيولوجى الطبيعى هو ظهور بكتيريا لمقاومة للمضادات الحيوية، و لكن لابد ان نأخذ بعين الاعتبار أن طريقة التناول و الاستخدام العشوائى المفرط للمضادات الحيوية لاسيما عندما لا تكون المضادات الحيوية هي العلاج الصحيح فهى تؤثر بصورة أساسية على مدى سرعة و انتشار المقاومة للمضادات الحيوية و يُسبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية.
أيضا فإن المضادات الحيوية تستخدم بمستويات قليلة في العلف فى القطاع البيطرى، بهدف زيادة أوزان الحيوانات أو الدواجن للحصول على لحومها. كما يبرر البعض استخدام المضادات الحيوية للوقاية من الأمراض وليس بهدف تحسين الإنتاج فقط ، بغض النظر عما إذا كانت الحيوانات تبدو مريضة، أو تظهر عليها أعراض أي مرض.
و لقد رصدت العديد من الأبحاث العلمية فى العديد من الدوريات مدى انتشار المقاومة للمضادات الحيوية في الحيوانات و الدواجن التي يتغذى عليها الإنسان ، وخاصةً في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يتزايد الطلب على اللحوم، وبالتالى يكون لديها القدرة للتسلل الى السلسة الغذائية ومنها إلى الإنسان ،
وعلى الرغم من ارتفاع معدل الوعي العالمي حول مدى تفاقم عواقب زيادة الاستخدام المضادات الحيوية بالنسبة للإنسان، إلا أن هناك عشوائية رهيبة في استخدام المضادات الحيوية فى القطاع البيطرى .
ولذا تعالى النداء الدولى من كافة المنظمات العالمية لترشيد والاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية للحفاظ على الصحة العامة للحيوان و الإنسان تحت شعار (one health)، ولذا تزايدت االأبحاث لإيجاد حلول بديلة من مواد طبيعية لها خصائص المضادات الحيوية، بالاضافة إلى محاولة إيجاد طرق أسرع لتحديد المضاد الحيوى المناسب للمشكلات الحقلية المختلفة باختبار يمكن وضعه في المختبرات غير المجهزة ولا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والإعدادات، مما يساهم فى تفادى المربى التسرع باختيار مضادات حيوية قد تكون غير مناسبة و تساهم بانتشار المقاومة للمضادات الحيوية، ولذا يوصى بالتحسين المستدام للتقنيات الجديدة السريعة والمختلفة لاختبار القابلية للتأثر بمضادات البكتريا.
شارك هذا الموضوع :
