الأخبارالاقتصادبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د خالد سالم يكتب: الإستثمار في زراعة القطن مثل الذهب الأسود

أستاذ بيوتكنولوجيا النبات – دكتوراة فى الوراثة وتربية النبات – معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية – مدينة السادات- جامعة مدينة السادات – مصر

عندما كانت مصر تنتج القطن او ما كان يطلق علية الذهب الابيض كنا متقدمين فى كافة المجالات وكل الشعب كان فى رخاء اقتصادي بدا من المنتج وهو المزارع او بلغة العصر الان المستثمر الزراعى الصغير وهو المنتج الحقيقى الان فى مصر كان ينعم بمستوى معيشة متميز له ولاولادة فى موسم القطن.

أيضا كان هناك رخاء وأسعار رخيصة لجميع المنتجات بدا من الملابس حيث كان يشكل القطن الكساء الشعبى لكل مصر لدرجة كنا نصدر الى الخارج وإعطاء منح لبعض الدول ايضا كان القطن والشاش متوفر فى المستشفيات بأسعار رخيصة.

اختفى القطن اختفى الشاش والقطن واصبحت نستورد واختفى القطن أصبحنا نستورد القماش من الصين والمنتجات القطنية اختفى القطن أصبحنا اكبر مستهلك للاعلاف وبأسعار باهظة .

كما اختفى القطن أصبحنا اكبر مستهلك للاعلاف المركزة مثل فول الصويا واختفى القطن أصبحنا اكبر مستهلك للزيوت ٩٨% ونستورد بأسعار باهظة وايضا كان يصب فى الناتج القومى بالايجاب وليس بالسلب مثل الان.

والسؤال هل لنا أن نضع خطة تضمن عودة الذهب الابيض ومحصول القطن فى دورة زراعية ثلاثية يشغل فيها القطن ٣٠% من المساحة المنزرعة اى بمعدل ٣ مليون فدان مع سعر عادل للمنتج الحقيقى وهو ٥٠٠٠ الى ٦٠٠٠ جنية فى نظام تعاقد ويحقق ربح للمنتج والدولة بعد اضافة قيمة مضافة على المنتج الزراعى.

وفى مقارنة بسيطة نجد ان اسعار المنسوجات والاعلاف والزيت والملابس والخشب فى ازدياد واذا قدرنا نقارن بين سعر لتر زيت نجد ان سعر لتر زيت ينتج فى ٦ شهور ٣٠ جنية وبهذا هو أغلى من لتر بترول رغم جهد سحبه من أعماق تصل الى آلاف الامتار وجهد مهندسين ومعدات مكلفة وادوات حفر وصور أقمار صناعية وتكاليف للاستكشاف و أغلى من البنزين الذي يصل سعر اللتر ١٠ جنية رغم تكاليف مصانع التكرير والنقل والعمالة والمهندسين والتكنولوجيا .

وايضا اعلى سعر من من وحدة كهرباء رغم تكاليف محطات الطاقة و الأعمدة وكابلات النحاس والمحولات وعندما نزرع ٣ مليون فدان فى متوسط ٨ قنطار القطار ١٥٠ كيلو بذر وشعر منهم ٥٠ كيلو الياف نباتية تنتج كم تى شيرت او قميص او اى ملابس مصنعة وايضا ١٠٠ كيلو ينتج زيت واعلاف فى حوالى ٣ مليون فدان ومنتج صغير في اراضينا الزراعية وتنشيط الثروات الزراعية المتميزة .

نحن بذلك تمتلك ثروات طبيعية مثل بئر بترول ومحطات كهرباء ووحدة تكرير عملاقة نستوردها من الخارج بالرغم أننا نملك مقومات النجاح لمثل هذه المشاريع الزراعية حيث ان تكاليف إنجاز هذا المشروع ليس مكلفا ولا يحتاج لعلوم متطورة ولكن استغلال الطاقات الزراعية وتنشيط كليات الزراعة فى ربوع مصرنا وجامعاتنا.

ضرورة الاستفادة من المهندس الزراعى فى أحداث وجذب ثروات مالية ضخمة مثلما هو في هذه المحطات مع إستخدام آلات حديثة التقنية من خلال إستصلاح حوالى ٣ مليون فدان جديدة فقط بالصحراء والدلتا الجديدة والقديمة ،وبلا قروض ومليارات غير متوفرة .

بتوفير المساحات اللازمة لهؤلاء المهندسين الزراعيين من خلال سعر تعاقد مميز وتوفير تقاوى الاصناف المتميزة من القطن المصرى براند مطلوب عالميا ومتميز ومطلوب من جميع دول العالم لعمل ملابس تتناسب مع التغيرات المناخية افضل من الالياف الصناعية .

المطلوب فقط زراعة القطن المصرى الذهب الابيض المتميز من خلال استغلال الثروات البشرية للمهندسين الزراعيين فى مصر وزراعة الاقطان التى تحسن خواص التربة ولا تكلف شي ومنها يمكن عمل نهضة اقتصادية مثل هذه الدول الأوروبية.

والسؤال هو أين الصعوبة في هذا الإستثمار مقارنة بمحطة تكرير البترول مثلا او الذهب او السياحة او المناجم او المصانع والتصنيع؟

رغم أن البنزين أرخص ثمنا من سعر قميص لايحتاج ٥٠ جرام قطن فلابد من وقفة والحد من استيراد الاقطان المستوردة وكفى إستيرادا وشكوى من ارتفاع الاسعار وعدم توفر الدولار وزيادة الاستهلاك عن الانتاج وتحمل الدولة توفير العملة الصعبة.

آن الأوان أن ننتج، هذه دعوة الى المستثمرين فحاول أن تستثمر أموالك فى شي يفيد للمواطن ومصر ويقلل الاسعار بدلا من إستثمارها في انشاء مساكن وشقق سكنية ومحلات بوسط المدينة أو إهدار أرضى زراعية لبيعها مساكن ،فتصبح بدون قيمة مثلما حدث الان فى اغلب المحافظات ابراج اكثر من حاجة السكان انفسهم، وايضا توفير فرص عمل للشباب.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى