الأخبارالانتاجالصحة و البيئةحوارات و مقالاتمصر

د محمد سامي يكتب: تأثير  التثبيط المناعي في إنتاجية بدارى التسمين

باحث اول بالمعمل المرجعي للرقابة على الانتاج الداجني- معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية

تعتبر المثبطات المناعية من اهم العوامل التي تؤثر تاثيرا ضارا على الانتاجية في قطعان دجاج التسمين و تؤدي الى خسائر اقتصادية كبيرة ليس فقط داخل جمهورية مصر العربية و لكن على مستوى العالم اجمع. و تعد الظروف البيئية و الغذائية الجيدة مع توفير برامج التحصين المناسبة و الحفاظ على أعلى مستويات الامن الحيوي هم كلمة السر للوقاية من التثبيط المناعي في بدارى التسمين.

التثبيط المناعي ظاهرة وليس مرضا

ويمثل التثبيط المناعي ظاهرة و ليس مرض و لا يوجد له أعراض اكلينيكية بالرغم من وجود بعض السمات المصاحبة له مثل ضعف الإنتاجية مع عدم تجانس القطيع و انخفاض معامل التحويل الغذائي و تباين في رد الفعل المناعيللقاحات مع ارتفاع في معدلات النفوق و كثرة الاصابة بالبكتيريا الثانوية مع وجود ضمور في الاعضاء الليمفاوية حال اجراء الصفة التشريحية.

تعد الظروف البيئية المتدنية من اهم العوامل المؤدية الى التثبيط المناعي حيث تؤدي الى زيادة في افراز الكورتيكوستيروين الذي يؤدي الى ضمور الاعضاء الليمفاوية كالغدة الثيموثية و غدة فابريشاس و الطحال مما يؤدي الى التثبيط المناعي.

كما أن تدني مستويات الرعاية كتكدس الطيور او نقص عدد السقايات او العلافات او كلاهما بالاضافة الى عدم اتزان العليقة أو وجود السموم الفطرية بالعلف يؤدي الى خلل في نمو البكتريا النافعة في الامعاء التي تؤثر بالسلب على امتصاص الطائر للعليقة وتؤدي الى اسهالات مما يزيد الرطوبة في الفرشة والتي تعد سبب رئيسي في التهاب خف القدم مع ارتفاع معدلات الامونيا حيث يتضاعف تاثيرهما السلبي في وجود سوء التهوية داخل العنبر بالاضافة الى مشاكل عدم الاعتناء بالمساقي و استخدام فرشة غير مطابقة لينتج عن ذلك تدمير الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي و بالتالي يصبح الطائر اكثر عرضة للامراض التنفسية المختلفة.

الرطوبة وإرتفاع درجات الاحرارة وبداري التسمين

ارتفاع نسب الرطوبة او ارتفاع درجات الحرارة او كلاهما يؤثر على النمو السريع لبدارى التسمين و يؤدي الى لهث الطيور مما يجعل هذه الطيور تستنشق الكثير من الاتربة و الغازات الضارة. و كما يوجد اثر سلبي لارتفاع نسبة الرطوبة كذلك لا ينصح بانخفاضها عن الحد المسموح حيث ان انخفاض الرطوبة خاصة في الاعمار الصغيرة يؤدي الى جفاف الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي مما يؤدي الى تدمير تلك البطانة.

من جهة اخرى يعتمد المربين داخل جمهورية مصر العربية على تحضين الطيور على المضادات الحيوية خلال الخمسة ايام الاولى من عمر الطيور و بالرغم من حتمية هذه الممارسة في بعض الاجواء الا انها تعتبر احد العوامل المساعدة على التثبيط المناعي في بدارى التسمين حيث ان الااستخدام العشوائي للمضادات الحيوية خاصة في وقت مبكر جدا من العمر سوف يؤجل نموالبكتيريا النافعة في الامعاء (الميكروفلورا) و يؤدي الى اضطرابات في نموها في الاعمار الكبيرة  مما يساعد على التثبيط المناعي.

السموم الفطرية والتثبيط المناعي الطيور

كذلك السموم الفطرية الناتجة من الفطريات التي تنمو في العلف او في اي من مكوانته تلعب دورا كبيرافي  التثبيط المناعي للطيور حيث تناول الطيور هذه السموم يؤدي الى اضطرابات ايضية وفسيولوجيةمثل التسمم الكبدي الناتج من سموم الافلاتوكسين او ضمور الاعضاء المسؤولة عن المناعة في حالات التسمم بالافلاتوكسين او الاوكراتوكسين او سم T2 و كذلك ضمور الكلى في حالات التسمم بالاوكراتوكسين او تثبيط المناعة الخلوية في حالات التسمم بالافلاتوكسين.

و بالرغم من ان اي مرض معدي يساعد على التثبيط المناعي الا انه يوجد بعض الفيروسات تقوم بعدوى  الخلايا الليمفاوية مباشرة و تتكاثر بها مما يؤدي الى التثبيط المناعي المباشر حتى قبل ظهور اي اعراض لتلك الفيروسات و اهم هذه الفيروسات هي فيروس مرض الجمبورو (التهاب غدة فابريشي المعدي) و فيروس مرض انيميا الطيور و فيروس مرض المريكس و فيروس مرض الريو.

مرض الجمبورو والتثبيط المناعي

ومن المعروف ان الاصابة بمرض الجمبورو او التهاب غدة فابريشي المعدي يسبب تثبيط مناعي حاد في دجاج التسمين خاصة في الثلاثة اسابيع الاولى من العمريصحبه عدم استجابة مناعية لاي نوع من اللقاحات معسهولة التعرض لاي اصابات ثانوية فيروسية او بكتيرية. اما فيروس مرض انيميا الطيور فيتميز بقدرته العالية على مقاومة المطهرات المختلفة و كذلك تحمله لدرجات حرارة عالية تصل الى٨٠ درجة مئوية لمدة ١٥ دقيقة.

و يؤثر الفيروس في الاعمار الصغيرة على الغدة الثيموسية مؤديا الى التثبيط المناعي الذي يسبب خسائر انتاجية كبيرة في دجاج التسمين. و تحدث الاصابة نتيجة العدوى بفيروس مرض انيميا الطيور في قطيع الامهات و التي تنتقل رأسيا لكتاكيت قطعان التسمين التي تظهر اعراض مثل ضمور الغدة الثيموسية و بعض الأنزفة و ما يعرف بمرض الجناح الازرق (Blue wing disease) و ذلك خلال ١٠ الى ١٤ يوم الاولى من العمر.

كذلك قد ينتقل المرض افقيا في قطعان دجاج التسمين من امهات مصابة بالفيروس. و في جميع حالات الاصابة بفيروس مرض انيميا الطيور سواء صاحبه اعراض او بدون ظهور اعراض (Subclinical) فان القطيع المصاب يعاني من مشاكل إنتاجية كبيرة خاصة في حالات العدوى الثانوية بالامراض الفيروسية او البكتيرية الاخرى.أما بالنسبة لفيروس مرض المارك فانه احد الفيروسات المسببة للاورام السرطانية في الدجاج الا انه لا يظهر اي اعراض او اورام في اغلب الحالات في دجاج التسمين حال الاصابة و لكنه يؤدي الى التثبيط المناعي خلال الاسبوعين الاوائل من الاصابة يصاحبه ضمور في الاعضاء الليمفاوية (الغدة الثيموسة و غدة فابريشي) و قد يكون هذا الضمور مؤقت او مستمر حسب ضراوة الفيروس.

الظروف البيئية وصحة الطيور

ان الظروف البيئية الجيدة لها دور مهم في الحفاظ على صحة الطيور ومنع تثبيط المناعة وبالتبعيه تحقيق أداء جيد معزيادة الانتاج و الأرباح. من الضروري توفير تهوية جيدة داخل العنبر طوال الوقت في جميع مراحل النمو و يتحقق ذلك بتوفير مراوح الشفط المناسبة للعنبر مع وجود خلايا تبريد بحالة جيدة مناسبة لمساحة العنبر مع ضمان انسياب الهواء بعيد عن مستوى الطيور أما بالنسبة للعنابر غير المغلقة يجب الاهتمام بالشبابيك و مساحة هذة الشبابيك مع ضرورة التحكم في الغلق و الفتح حسب حركة الهواء و الرياح و حسب الوقت من اليوم و السنة.

بالنسبة للفرشة يجب ان لا يقل سمكها عن 8 الى 10 سنتيمتر و تكون نظيفة و جافة و لها قدرة كبيرة على امتصاص الرطوبة و المياه و يفضل استخدام نشارة الخشب عن استخدام التبن, كما ينصح الوصول بحرارة العنبر من ٢٨ الى ٣٠ درجة مئوية قبل فرش الفرشة حتى لا يتم تكثيف الرطوبة اثناء الفرش كذلك يجب الاهتمام بالمساقي او انظمة السقاية الاتوماتيكية (النبل) و ضبط ارتفاعها باستمرار مع مراعة النظافة الجيدة.

و للوقاية من السموم الفطرية يجب التدقيق في مصادر المواد الخام المستخدمة في تكوين العلف و يجب فحصها باستمرار قبل استلامها و قبل خلطها بالمواد الاخرى كذلك يفضل الكشف  الدوري على هذه المواد الخام لضمان خلوها من السموم الفطرية.

بالنسبة للقاحات يجب تحصين جميع قطعان الامهات ضد فيروس مرض انيميا الطيور حتى يخرج كتكوت ذو مستوى مناعي جيد من الاجسام المناعية تقيه من الاصابة بهذا الفيروس خلال الفترة الاولى من العمر والتي تعد عمر العدوى بفيروس انيميا الطيور المعدي.

اما بالنسبة لفيروس مرض الجمبورو فاستخدام برامج تحصين جيدة للأمهات تعتمد على اللقاحات الحية و اللقاحات المثبطة  ينتج عنها كتاكيت تحمل مستوى جيد ومتجانس من الاجسام المناعية الأمية المضادة لهذا الفيروس و التي يفضل قياسها معمليا في عمر يوم حتى يتم تحديد عمر الفطام من هذه الاجسام المناعية الأمية و بالتالي تحديد العمر المناسب لتحصين القطيع .

الأجسام المناعية واللقاحات

الاجسام المناعية الأمية قد تعادل بعض أنواع اللقاحات ممايعرقل الوصول لأعلى مستوى من المناعة المكتسبة خلفا للمناعات الأمية. و جرت العادة في قطعان دجاج التسمين على استخدام اللقاحات الحية خاصة متوسطة الضراوة (Intermediate or intermediate plus ) و تستخدم عن طريق التحصين في مياه الشرب، و كذلك يمكن استخدام اللقاحات المحملة او القاحات المناعية المركبة (Vector or immune complex vaccines).

تطبيق نظام أمن حيوي جيد يعتبر من اهم النقاط التي تقي من المثبطات المناعية حيث ان مفهوم الأمن الحيوي الشامل يعتمد على الحفاظ على القطيع من التعرض لاي عدوي و حتى اذا حدث خرق لهذا النظام فتاتي الخطوة الثانية وهي كيفية تقليل العدوي و التحكم فيها و السيطرة عليها و يتحقق ذلك ببرامج التحصين الجيدة مع توفيربيئة تربيه مثالية.

يعتبر موقع العنبر و اتجاهه و شكله و بنائة الهندسي من اساسيات الامن الحيوي الذي يضمن تربية قطعان تسمين تتمتع بإنتاجية عالية و اصابات مرضية قليلة.كذلك الالتزام بالبعد الوقائي للعنبر يعتبر من اهم الطرق الوقائية من الامراض التي تنتقل بالهواء و مع ذلك فان حركة سيارات العلف و الكتاكيت و حركة العمال من اهم عوامل نقل الامراض لذ يجب مراقبتها بحذر شديد.

الأمن الحيوي وإدارة مزارع الدواجن

ان الامن الحيوي يجب ان يكون احد المهام الروتينية اليومية التي يتدرب عليها جميع العاملين و المترددين على العنبر او المزرعة و يجب ان يكون هناك نظام مكتوب و متبع مع وجود قوائم تدقيق و مراجعة على ان يكون هذا النظام ملزم للجميع من الكبير الى الصغير دون اي استثناءات.

و من اهم النقاط الاساسية في اي نظام امن حيوي هي تقليل عدد الزائرين قدر المستطاع مع تنفيذ برنامج لدرء المخاطر يطبق على اي زائر يتضمن الاستحمام عند الدخول و الخروج من المزرعة و ارتداء ملابس و احذاية قدم خاصة بالمزرعة مع تغيير الحذاء و تطهير اليدين عند الدخول لكل عنبر داخل المزرعة، و كذلك تبخير اي مستلزمات خاصة بالزائرين كالهاتف المحمول او ساعة اليد او حافظة النقود.

اما بالنسبة للسيارات فيجب استخدام مغطس تطهير السيارات مع استخدام مواتيررش المطهرات. كما يجب توحيد جميع الاعمار داخل المزرعة (All in-all out) و يجب منح فترات تطهير و غلق كافية تتراوح ما بين ١٢ الى ١٤ يوم حتى نضمن عدم وجود اي ميكروبات قد تصيب الدورات القادمة.

كما يجب ازالة السبلة و اي فضلات من الدورات السابقة و التخلص منها بطريقة آمنه على بعد لا يقل عن ٢ كيلومتر من المزرعة.

و يعد التطهير بين الدورات من العوامل الهامة و المؤثرة لذا يجب الاهتمام بوجود نظام تطهير جيد و يتم مراجعته على فترات بحيث يشمل الخطوات الاساسية حيث يجب اولا اذالة السبله ثم كنس العنابر ثم ازالة المواد العضوية الملتصقة بالاسطح عن طريق الشقرفة وكنسها جيدا ثم تبدأ مرحلة الغسيل بالماء الدافيء باستخدام خراطيم رش ذات ضغط جوي لا يقل عن ٣٣ الى ٥٥ بار حتى يتم التخلص من اي مواد عضوية لاصقة.

يجوز استخدام المنظفات الصناعية لتسهيل عملية الغسيل و لكن مع الاخذ في الاعتبار نوعية المطهر المستخدم بعد الغسيل بالمنظفات حيث ان بعض المطهرات لا تعمل جيدا خلف المنظفات لذا يجب الحذر او شطف المنظفات جيدا باستخدام الماء فقط بعد الغسيل.

و بعد انتهاء الغسيل يترك العنبر حتى يجف تماما ثم بعد ذلك نبدأ باستخدام المطهر و لا يجوز الاستخدام العشوائي للمطهرات حيث يجب الاخذ في الاعتبار بعض النقاط الهامة لاختيار المطهر المناسب كالبيئة الحمضية المناسبة التي يعمل بها حيث ان بعض انواع المطهرات تعمل جيدا في البيئة الحمضية بينما يقل كفاءتها اذا استخدمت في بيئة قلويه و هناك مطهرات اخرى بالعكس.

درجات الحرارة وعمل المطهرات في تربية الدواجن

كما يجب معرفة درجة الحرارة المناسبة لعمل المطهر حيث ان هناك بعض المطهرات يزداد كفاءتها في الجو البارد و هناك مطهرات اخرى بالعكس، كذلك يجب معرفة هل يجوز استخدام هذا المطهر مع مطهرات اخرى ام لا و اذا تم استخدام اكثر من مطهر يجب معرفة اي مطهر نبداء به و اي نوع ياتي خلف النوع الاول، هذا بالاضافة الى وجوب الالتزام بالتعليمات الموجوده في نشرة كل مطهر من حيث التركيز الفعال و مدة التلامس المناسبة ولا يجب مخالفتها تحت اي ظروف، ايضا يجب الاهتمام باختيار مطهر مناسب لادوات المزرعة المختلفة كالعلافات و السقايات او خطوط المياه.

السيطرة علي القوارض والحيوانات الضالة لحماية نظم تربية الدواجن

ان من نقاط الامن الحيوي الهامه هي السيطرة الجيدة على القوارض و الحيوانات الاخرى كالقطط و الكلاب و العصافير حيث تقوم هذه الحيوانات بنقل الامراض ميكانيكيا و بيولوجيا فلهذا يجب ان يكون العنبر مقاوم لدخول الفئران و العصافير .

كما يجب ان يكون هناك سور او حاجز حول المزرعة يمنع دخول القطط و الكلاب كذلك يجب قص اي اشجار او حشائش تجذب الطيور مع ضرورة وضع برامج لمقاومة القوارض.

يجب المقاومة الجيدة للحشرات مثل السوس و الخنافس حيث ثبت انها تنقل الميكروبات المسببة للامراض مثل فيروس مرض الجمبورو و فيروس مرض المارك و بكتيريا السالمونيلا، كما تقوم هذه الحشرات باتلاف طبقات العزل داخل العنابر  و تاكل من اعلاف الطيور لذا وجب مقاومة هذه الحشرات عن طريق رش المبيدات الحشرية اثناء عملية التنظيف و التطهير.

يجب الاهتمام بجمع الطيور النافقة مره او مرتين يوميا و يجب التخلص الآمن منها سريعا حتى لا تلوث البيئة و لا تكون مصدر جذب للقوارض او الكلاب او القطط و يعتبر الحرق او الدفن الآمن أهم افضل الطرق للتخلص اليومي من النافق.

ان الامن الحيوي هو اساس التربية السليمة و يجب الالتزام به حتى اذا تطلب ذلك بعض التغيرات في البنية التحتية للمزرعة و مهما تطلب من مجهود في التدريب و المتابعة المستمرة.

و اخيرا ان التثبيط المناعي في بدارى التسمين يسبب خسائر انتاجية و اقتصادية كبيرة و تعد الظروف البيئية السيئة وسوء الرعاية و عدم اتباع اساليب التربية السليمة مع استخدام اعلاف غير جيده بالاضافة الى العدوى باللمثبطات المناعية المرضية  من أهم الاسباب الرئيسية للتثبيط المناعي لذا كانت كلمة السر للوقاية من المثبطات المناعية هي توفيربيئة تربية مناسبة مع استخدام برامج تحصين جيدة و التاكد المستمر من جودة العلف المستخدم و تطبيق نظام امن حيوي حازم في جميع الاوقات.، و بهذه الممارسات الصحيحة سوف يتضاءل خطر التأثر بالمثبطات المناعية اذا لم يتم القضاء عليه تماما و ينعكس ذلك على الوصول لأعلى المعدلات الانتاجية في قطعان بدارى التسمين.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى