الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصرنحل وعسل

د محمد فتح الله يكتب: خطط مواجهة تأثير التغيرات المناخية علي النحل

رئيس قسم بحوث النحل – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية

لا شك أن ظاهرة التغير المناخي بالصورة التي تحدث الآن تعتبر كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فهذا العالم الذي نعيش فيه ما هو إلا مجموعة من الأنظمة المرتبطة مع بعضها البعض إرتباطا تاما مكونة ما يسمى بالبيئة. ولقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام المائة وخمسون المنقضية إلى إستخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الحفري (البترول ومشتقاته) لتوليد الطاقة إضافة إلى الممارسات الخاطئة للإنسان وما ينتج عنها من تلوث مما يحمله مسئولية كبيرة في تغير طبيعة المناخ. فهذا الإنسان الذي لم يتعدى عمره 50 ألف سنة من تاريخ الأرض البالغ 4.6 مليون سنة هو الذي تسبب في كل هذا التلوث الذي حدث للماء والهواء والتربة.

نظرا لأهمية مشكلة التغيرات المناخية وخطورتها فقد أصبحت مصدرا لإهتمام وقلق جميع دول العالم بمختلف توجهاتها، كما أنها فرضت نفسها على أجندة المجتمع الدولي. لذا فقد أنشئت العديد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية المعنية بدراسة هذه الظاهرة وأسبابها وتأثيراتها المختلفة والأساليب المناسبة لمجابهتها. وظاهرة تغير المناخ تعني أي تغير أو إختلال مؤثر وطويل المدى في الظروف المناخية المعتادة التي تميز كل منطقة على الأرض. وهي في الأصل ظاهرة طبيعية تحدث كل عدة آلاف من السنين ولكن نظراً للنشاطات البشرية المتزايدة خلال القرنين الماضيين أدى إلى تسارع حدوث تغير المناخ. وتؤدي وتيرة وزيادة حجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية، كما ستؤدي درجات الحرارة المتفاقمة إلى تغير في أنماط الطقس إضافة إلى حدوث عدة أحداث مناخية قصوى محتملة، مما يؤدي إلى عواقب بيئية وإقتصادية وإجتماعية واسعة التأثير لا يمكن التنبؤ بها.

تولي القيادة السياسية اهتماما كبيرا لكل قطاعات الدولة انطلاقا من إرادتها القوية في سبيل بناء الجمهورية الجديدة، وذلك لوضع مصر في مصاف الدول الكبرى. وأهم هذه القطاعات هو القطاع الزراعي لما يلعبه من دور هام في الاقتصاد القومي حيث يسهم بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى الصادرات من السلع والمنتجات الزراعية. وفي سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وزيادة الصادرات، فقد أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي المشروع القومي لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان، ومشروع الدلتا الجديدة بالإضافة إلى مشروع المائة ألف صوبة زراعية، إيمانا من سيادته بالدور الهام الذي يلعبه القطاع الزراعي كأحد الركائز الهامة في تحقيق متطلبات الأمن القومي المصري.

يعتبر قطاع الزراعة من أكثر القطاعات التى سوف تتأثر سلبيا بظاهرة التغيرات المناخية. هذا ومن المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على إنتاجية الأرض الزراعية بداية من التأثير على خواص التربة الطبيعية والكيميائية والحيوية ومرورا بانتشار الآفات والحشرات والأمراض والملقحات الحشرية وبصفة خاصة نحل العسل، وغيرها من المشاكل وانتهاء بالتأثير على المحصول المنتج النهائي من الزراعة.

تلعب الملقحات الحشرية وبصفة خاصة نحل العسل دورا حيويا وهاما في النظام الزراعي في تلقيح المحاصيل الزراعية خلطية التلقيح. حيث يعتمد أكثر من 800 نوع نباتي من المحاصيل الزهرية على الملقحات الحشرية لإتمام عملية التلقيح.يعتمد ثلث إنتاج الغذاء في العالم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على التلقيح بالنحل (1).

يلعب نحل العسل ومشروعات تربيته والصناعات المرتبطة به دورا كبيرا في التنمية في البلدان النامية، حيث تعتبر مشروعات تربية نحل العسل من المشروعات الصغيرة التي تساهم في إستيعاب العمالة وخفض معدلات البطالة. بالإضافة إلى أنها من المشاريع منخفضة التكاليف نسبيا وذات دورة رأس المال السريع والعائد العالي إذا ما أديرت بالطريقة الصحيحة.

يعمل نحل العسل على زيادة الإنتاجية وتحسين خصائص المنتجات الزراعية. وعلى سبيل المثال فإنه في دراسة (2014) عن تأثير الملقحات الحشرية خصوصا نحل العسل على نبات الكانولا في مصر، وجد أن تلقيح الكانولا بواسطة نحل العسل أدى إلى زيادة في عدد البذور بنسبة حوالي 42% كما أدى إلى زيادة وزن البذور بنسبة حوالي 28% مما كان له مردود إقتصادي على زيادة كمية الناتج النهائي للمحصول بنسبة حوالي 61% وذلك مقارنة بمحصول نبات الكانولا المعزول عن الملقحات الحشرية (2).

بالإضافة إلى ماسبق فإن نحل العسل له فوائد إقتصادية عديدة نتيجة للعائد من منتجات طوائف النحل كالعسل وحبوب اللقاح والغذاء الملكي والشمع والحضنة والبروبوليس وسم النحل والتي تستخدم كغذاء أو دواء أو كلاهما. كما أن لنحل العسل دورا بيئيا هاما فهو مؤشر حيوي للإستدلال على مدى تلوث البيئة المحيطة بالملوثات المختلفة من مبيدات وعناصر ثقيلة ومضادات حيوية.

كما يسهم نحل العسل في الحفاظ على الغطاء النباتي والرقعة الزراعية، وبالتالي تقليل ظاهرة التصحر مما يؤدي إلى الحد من إنبعاث ثاني أكسيد الكربون وزيادة إنتاج الأكسجين والحد من ارتفاع درجات الحرارة، ومردود كل ذلك على خفض التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية مما يلعب دورا هاما في التنمية الزراعية المستدامة.

تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل:

 تعمل التغيرات المناخية على التأثير على الكائنات الحية والتي منها الملقحات الحشرية ونحل العسل، مما يؤدي إلى إحداث تغييرات على هذه الحشرات وحدوث بعض التحورات المورفولوجية والتغيرات السلوكية والوراثية. كما أن لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على فقد طوائف نحل العسل.

بالإضافة إلى أن التغيرات المناخية تعمل على التأثير على بعض الآفات والأعداء الحيوية التي تقوم بمهاجمة الملقحات الحشرية ونحل العسل وإحداث أضرار به أو إفتراسها. وكذلك لها تأثيرات على الآفات الحشرية التي تهاجم المحاصيل الزراعية المختلفة والمسببات المرضية التي تسبب أضرارا في النباتات، وما يصاحب ذلك من إستخدام المبيدات المختلفة وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية على الحشرات النافعة.

ستتأثر الملقحات الحشرية بالتغيرات المناخية الحادثة والمتوقعة شأنها في ذلك شأن جميع الكائنات الحية على سطح الأرض، ويمكن تلخيص تلك التأثيرات فيما يلي:

1- تعمل التغيرات المناخية على التأثير على الكائنات الحية والتي منها الملقحات الحشرية ونحل العسل، مما يؤدي إلى إحداث تغييرات على هذه الحشرات وحدوث بعض التحورات المورفولوجية والتغيرات الوراثية مما يتسبب في ظهور بعض الطرز البيئية والوراثية الجديدة لبعض سلالات وأنواع نحل العسل للتأقلم مع هذه التغيرات (1).

2- ستؤدي التغيرات المناخية إلى التأثير على فسيولوجيا النحل والحشرات الملقحة الأخرى وعلى سلوك السروح لها مما يقلل من كفاءة عملية تلقيح المحاصيل المختلفة وعقد الأزهار لتكوين الثمار وبالتالي خفض إنتاجيتها.

3- تؤثر التغيرات المناخية على الحالة الفسيولوجية للنباتات وبالتالي على عملية الإزهار والتي هي مصدر البيئة الغذائية للنحل (الرحيق وهو مصدر الكربوهيدرات للنحل بالإضافة إلى حبوب اللقاح مصدر البروتينات والفيتامينات والمعادن للنحل) مما يقلل من قوة طوائف النحل وتطورها وقد يؤدي إلى فقد وموت الطوائف. فقدت بعض البلدان في خلال العشرين عاما الأخيرة نسبة تراوحت ما بين 35 – 65% من مجموع طوائف نحل العسل بها وهو يمثل خسارة إقتصادية كبيرة (1).

4- تؤثر التغيرات المناخية على توزيع مجاميع وأنواع كثيرة من الملقحات الحشرية خاصة النحل البري. كذلك أيضا تلعب التغيرات المناخية دورا في إحداث خلل وإختلافات في توقيتات عملية الإزهار في النباتات المختلفة وبالتالي يؤثر ذلك على نشاط النحل ونمو طوائفه.

5- ستؤثر التغيرات المناخية على سلوك نحل العسل حيث ستعمل هذه التغيرات على زيادة شراسة النحل وميله للسع، مما يؤدي إلى إحداث مضايقات وزيادة الآلام للإنسان خاصة الذي يقوم بالعمل في مجال تربية النحل.

6- تعمل التغيرات المناخية على التأثير على بعض الآفات والأعداء الحيوية التي تقوم بمهاجمة الملقحات الحشرية ونحل العسل وإحداث أضرار به أو إفتراسها مما يكون له مردود سلبي على هذه الحشرات النافعة للإنسان والبيئة.

7- تحدث التغيرات المناخية تأثيرا على الآفات الحشرية التي تهاجم المحاصيل الزراعية المختلفة والمسببات المرضية التي تسبب أضرارا في النباتات، هذا بالإضافة إلى تأثير هذه التغيرات المناخية على الحشائش الضارة. مما يستلزم تدخل المزارع بإستخدام المبيدات المختلفة المستخدمة في مجالات المكافحة المختلفة، ولهذه المبيدات المستخدمة آثار سلبية على الحشرات النافعة سواء الطفيليات والمفترسات التي هي من وسائل المكافحة الحيوية وكذلك على الملقحات الحشرية ونحل العسل.

8- يؤدي إنخفاض تعداد طوائف نحل العسل إلى آثار خطيرة على خفض الإنتاجية الزراعية وجودة المحاصيل، كما يؤدي أيضا إلى تقليل التنوع الحيوي وما ينتج عن ذلك من إندثار بعض الأنواع النباتية وإنعكاس ذلك على النظام البيئي.

9- تؤثر التغيرات المناخية على سلوك وفسيولوجية وتوزيع نحل العسل وعلى الأطوار المختلفة للحضنة (بيض، يرقات، عذارى) وبالتالي تؤثر على تطور الطوائف. كما تعمل التغيرات المناخية  على التأثير على ظهور الأمراض المختلفة بمسبباتها الميكروبية المختلفة سواء البكتيرية أو الفطرية أو الفيروسية أو البروتوزوا والتي تصيب النحل وتسبب له أضرار بدرجات متفاوتة وقد تؤدي إلى الموت وفقدان طوائف النحل (1).

10- تؤدي موجات البرد والصقيع المتزامنة مع التغيرات المناخية إلى التأثير على عملية التشتية في طوائف نحل العسل وبالتالي تدهور وموت الطوائف. كما يعمل إرتفاع درجات الحرارة والجو الحار الجاف إلى قلة السروح لشغالات النحل وقد يؤدي إلى هلاك الطوائف (2).

11- في دراسة أجريت في مصر في الفترة من 2009 – 2011 لدراسة الفقد الحادث في طوائف نحل العسل في محافظتي قنا والأقصر والأسباب المحتملة التي أدت إلى هذا الفقد. وجد أن نسبة الفقد في تعداد طوائف النحل نتيجة للطقس السئ وبصفة خاصة موجات الصقيع في الشتاء حيث بلغت هذه النسبة حوالي 7% من مجموع الطوائف الكلية، وهو ما يمثل نسبة حوالي 23% من إجمالي الفقد الحادث أو بمعنى آخر من إجمالي الطوائف المفقودة (3).

هناك مقولة للعالم ألبرت إينشتاين ” إذا إختفى النحل من على كوكب الأرض فإنه لن يتبقى للإنسان إلا سنوات قليلة وتفنى البشرية بعدها”. لأنه بدون نحل فلن يكون هناك نباتات وبدون النباتات فلن يكون هناك حيوان.

ونظرا لأهمية نحل العسل في قطاع الزراعة والإقتصاد القومي المصري، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية المتوقعة على نحل العسل نتيجة للتغيرات المناخية الواقعة فإنه تم صياغة إستراتيجية مقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر كالتالي:

 أهداف ومحددات ومرتكزات الإستراتيجية المقترحة

أولا: أهداف الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

الهدف الرئيسي لوضع إستراتيجية مقترحة لمجابهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية المحتملة على نحل العسل في جمهورية مصر العربية هو تعزيز مرونة وقدرة قطاع نحل العسل على التأقلم لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية والحد من آثارها الضارة مع تعظيم القيمة المضافة لها في الاقتصاد في ظل هذه المخاطر.

لتحقيق الهدف الرئيسي من إستراتيجية مجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر، تم وضع عدد من الأهداف الثانوية والتي يمكن إيجازها فيما يلي:

  • وضع تصور مستقبلى لبعض الضغوط والمشاكل المناخية الحالية والمتوقعة مستقبلا وتأثيراتها على قطاع النحل في مصر.

ب- زيادة قدرة قطاع نحل العسل على التأقلم لمواجهة التغيرات المناخية والحد من آثارها الضارة.

ﺟ – تعظيم القيمة المضافة لقطاع النحل تحت تأثير ضغوط التغيرات المناخية.

ثانيا: محددات الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

يوجد بعض المشاكل التي تعتبر محددات تعيق وضع وتنفيذ الإستراتيجية المقترحة لمجابهة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاع الزراعة وتربية نحل العسل في جمهورية مصر العربية وأهم هذه المعوقات يمكن صياغتها كالتالي:

  • تدبير الموارد البشرية والمالية والطبيعية:

(1) يحتاج التعامل مع التغيرات المناخية وآثارها إلى موارد: منها ما هو بشري يتطلب وجود الكوادر المؤهلة والمدربة التي تتفهم المشكلة بعمق للتعامل معها، ومنها ما هو مالي لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية أو وضع برامج وخطط للتعامل مع التغيرات المناخية، ومن هذه الموارد أيضا ما هو طبيعي مثل الهواء والتربة والماء.

(2) يعتبر الوضع الأمثل للدول التي لا تتوافر لديها الإمكانيات أو وجود قصور في بعض الإمكانيات هو أن يكون هناك دمج للإجراءات التي يتم إتخاذها لمواجهة التغيرات المناخية ضمن الخطط والبرامج المعتادة للدولة بحيث لا يكون هناك إزدواج في الإنفاق على مشروعات الخطط العادية للدولة مع الإنفاق على مشروعات التكيف مع ومجابهة التغيرات المناخية.

(3) تشير الدراسات الموثقة لإقتصاديات التغيرات المناخية كما هو الحال في تقرير “شتيرن” الذي يوضح أنه في حين أن التكلفة المالية لإجراءات التكيف والتعامل مع التغيرات المناخية ليست بالتكلفة القليلة إلا أن هذه التكلفة أقل بكثير عن ما إذا تم تجاهل التعامل مع التغير المناخي وتخفيفها وكسر حدتها. هذا بالإضافة إلى أن أي تقدير للتكاليف لا يمكن أن يتضمن بدقة الآثار المتوقعة على الأوضاع الإقتصادية مثل: عدم الإستقرار الإجتماعي والسياسي أو الصراعات التي قد تنجم نتيجة هذه التغيرات أو الهجرة القسرية للسكان من بعض المناطق الأكثر تضررا من التغيرات المناخية.

ب- إصلاح وتعديل الأطر المؤسسية:

بقدر عدم إحتياج عملية مجابهة التغيرات المناخية إلى إنشاء مؤسسات جديدة بقدر ما يحتاج الأمر إلى تطوير المؤسسات القائمة بإضافة موضوعات المجابهة والتكيف مع التغيرات المناخية إلى أجندة أعمالها المنوطة بها وتعديل الإشتراطات المرجعية والتوصيف الوظيفي للعاملين داخل كل مؤسسة لتتناسب وتتواكب مع متطلبات التعامل مع التغيرات المناخية. وإن كان هذا الأمر قد أخذ طريقه إلى حيز التنفيذ بإشتراط وجود دراسات للأثر البيئي للمشروعات المزمع إنشاؤها والتي لم تكن تحظى بالقبول منذ عدة عقود سالفة، وأصبحت أحد المتطلبات الرئيسية لتنفيذ المشروعات.

        ﺟ – تعديل التشريعات والقوانين:

مثلما أنه يلزم تطوير المؤسسات القائمة فإن التشريعات الموجودة والسارية يجب أيضا أن تتلائم مع متطلبات التعامل والتكيف مع التغيرات المناخية. وكما سبق ذكره سالفا فإنه ليست سمة ضرورة تبني تشريعات جديدة بقدر ما تكون هناك حاجة ملحة إلى تطوير وتعديل التشريعات والقوانين القائمة بحيث تتناسب مع المتغيرات والمستجدات التي تفرضها قضية التعامل والتكيف مع التغيرات المناخية.

        د- تدعيم المنظومة الوطنية لتداول المعلومات:

نظرا لأن قضية تغير المناخ من القضايا ذات الطابع الشمولي والذي يتداخل مع العديد من الأنشطة والمنظومات الوطنية، لذا فإن العمل في قطاع من قطاعات الدولة بشكل منفصل (على طريقة الجزر المنعزلة) لن يأتي بالنتائج المرجوة منه. بناءا على ما سبق فإنه يجب أن يكون للدولة قاعدة معلوماتية مشتركة تمكن الجميع من المشاركة في وضعها والإطلاع عليها وتداول ما بها والإستفادة منها. لذا كان من الضروري في وضع أي إستراتيجية لمجابهة التغيرات المناخية وتداعياته السلبية أن تحدد بشكل واضح وشفاف الهيكل الرئيسي للمنظومة الوطنية المقترحة لمعلومات تغير المناخ وكيفية تعامل الأفراد والجماعات والمؤسسات مع هذه المنظومة.

        ھ – الرصد والتقييم والمتابعة وتحديد مؤشرات الأداء:

من الطبيعي أن تكون الإستراتيجية غير ثابتة وقابلة لإجراء التعديلات المستمرة عليها مما يكسبها صفة الديناميكية لتكون قادرة على التغير بتغير المعطيات الزمانية والمكانية. من هنا كان من الضروري وضع خطة للرصد والتقييم تبنى على القياس النوعي لمؤشرات الأداء في كافة المجالات مع وضع التعديلات الملائمة بناء على هذه المقاييس والتي قد تشمل التأكيد على بعض المفاهيم أو الحذف أو الإضافة أو التعديل حسب ما تتطلبه الظروف والمعايير التي تتضمنها مؤشرات الأداء. كما يجب أن تشمل الإجراءات التنفيذية الإطار الزمني المقترح والتكاليف المالية المتوقعة والإحتياجات البشرية والتقنية الملائمة لهذه الإجراءات.

       و- تطوير نموذج وطني للتحليل والتوقع الإقتصادي والإجتماعي:

يجب أن يكون هناك نموذجا لوضع وإعطاء المؤشرات عن الآثار الإقتصادية والإجتماعية العامة الناجمة عن تغير المناخ والتكيف معه، وعما يمكن أن يحدث لو أن خطط التكيف والأقلمة مع التغيرات المناخية تسير في الطريق المرسوم لها أو أن هذه الخطط قد تم إغفالها أو إهمال تنفيذها جزئيا أو كليا. ثم يتم وضع السناريوهات المختلفة وتحليلها، مع وضع تصور للتكاليف والجهات المعنية المنوط بها تنفيذ هذه السيناريوهات وكذلك تحديد جهات التمويل.

بالإضافة إلى ما سبق فإنه توجد بعض المحددات المتعلقة بالزراعة والتي تمثل عثرة في وضع تنفيذ الإستراتيجية المزمع إقتراحها لمجابهة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على قطاع الزراعة وقطاع تربية نحل النحل في جمهورية مصر العربية ومن أهم هذه المعوقات:

  • الحيازات الصغيرة المفتتة والتي تزداد تفتتاً وتشتتاً مع الزمن مما ادى الى زيادة الفاقد من الاراضى الزراعية وعدم امكانية استخدام الاساليب العلمية والتكنولوجيا الحديثة بيسر وبتكلفة معقولة.

ب- الإسراف فى مياه الرى وسوء توزيعها وعدم إتباع الأساليب المتطورة والحديثة في الري ومحدودية دخول المزارعين مما يقلل من قدرتهم على تطوير نظم الري والإنتاج، ويقلل من توفير الماء للازم لإستصلاح وزراعة مساحات من الأراضي الجديدة.

ﺟ – ضعف الإستثمار للإستفادة من المتبقيات والمخلفات الزراعية.

ثالثا: مرتكزات الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

1- الإرادة السياسية القوية للتأسيس للجمهورية الجديدة والتنمية الشاملة والمستدامة في جميع المجالات.

2- تعتبر تربية نحل العسل في مصر من أقدم الأنشطة التي قامت عليها النهضة الزراعية القديمة والتي ساعدت على نشأة الحضارة المصرية القديمة في وادي النيل. بل يعتبر الإنسان المصري القديم أول من قام بإستئناس نحل العسل وتربيته في خلايا طينية وأول من قام بعملية النحالة المرتحلة.

3- المشروعات الزراعية القومية التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة الرقعة الزراعية ومنها المشروع القومي لإستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة وما يستتبعه من زيادة عدد طوائف نحل العسل المرباة وزيادة إنتاجيتها، بالإضافة إلى ما يقدمه قطاع النحل من مساهمة في زيادة وتحسين الإنتاج الزراعي كما ونوعا ولا سيما في المناطق الجديدة.

4-  تعتبر مشاريع نحل العسل من المشاريع الزراعية الناجحة، حيث أنها من المشاريع منخفضة التكاليف ولا تحتاج إلى رأس مال كبير، وذات عائد عالي، وسرعة المردود والعائد الناتج منها، بالإضافة إلى سرعة دورة رأس المال المستخدم في هذا المشروع مما يمكّن من إسترداد رأس المال المستخدم خلال عامين على الأكثر، مع الاحتفاظ بالمشروع والطوائف والأدوات المستخدمة، بل وزيادة في عدد الطوائف. كما أن العمل في مشروع تربية نحل العسل لا يحتاج إلى مجهود كبير أو وقت طويل ولا يتطلب تفرغا كاملا، وهو ما يكسبه ميزة كبيرة وهي ممارسة هذه المهنة بالإضافة إلى مهن أو أنشطة أخرى وهو ما يلتقي مع المشروع القومي حياة كريمة لزيادة دخول محدودي الدخل والمرأة المعيلة وتوفير فرص عمل وتقليل معدلات البطالة.

5- تعتبر الزراعة والأنشطة المرتبطة بها والتي منها تربية نحل العسل في مصر هي الدعامة والركيزة الأساسية للهيكل الإجتماعي والإقتصادي. حيث تسهم بنسبة كبيرة في إحداث التنمية الشاملة ونهضة وإستقرار المجتمع وزيادة الصادرات المصرية.

6- تزداد الأهمية الإستراتيجية للزراعة نظرا للفجوة الغذائية التي تعاني منها الدولة وما لها من تأثير على الإقتصاد والأمن القومي وبصفة خاصة فيما يتعلق بالمحاصيل الإستراتيجية من محاصيل الحبوب الرئيسية (القمح والذرة) والمحاصيل الزيتية، وفي ذات الوقت تتبوأ مصر الصدارة والمركز الأول في العالم لبعض الصادرات الزراعية مثل طرود نحل العسل الحي والموالح.

7- يوجد في مصر المقومات الأساسية لتنفيذ أي مخططات لمجابهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على القطاع الزراعي وتربية نحل العسل. ومن أهم هذه المقومات وجود الخبرات والكوادر الفنية والمتمثلة في وزارة الزراعة (مركز البحوث الزراعية – مركز بحوث الصحراء – الإرشاد الزراعي)، وزارة الري، وزارة البيئة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (الجامعات – المركز القومي للبحوث – أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا)، ووزارة الطيران المدني (هيئة الأرصاد الجوية).

8- وجود إستثمارات ومؤسسات وشركات خاصة كبيرة تعمل في المجالات الزراعية المختلفة تساهم في المشاركة في وضع السياسات اللازمة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية وتنفيذها بالكفاءة التي تضمن الحصول على النتائج المرجوة منها.

9- يسهم نحل العسل في الحفاظ على الغطاء النباتي والرقعة الزراعية، وبالتالي تقليل ظاهرة التصحر مما يؤدي إلى الحد من إنبعاث ثاني أكسيد الكربون وزيادة إنتاج الأكسجين والحد من ارتفاع درجات الحرارة، ومردود كل ذلك على خفض التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية مما يلعب دورا هاما في التنمية الزراعية المستدامة.

10- تساهم مصر وبصورة فعالة في الإجراءات والجهود الدولية للحد من التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية في جميع مناحي الحياة، وحضورها بتمثيل على أعلى مستويات القيادة في الدولة، والجدير بالذكر أن مصر ستستضيف مؤتمر الأطراف السابع والعشرين والمزمع إقامته في مدينة شرم الشيخ 2022 إن شاء الله مما يعطيها المصداقية والحق في الحصول على دعم ومساعدات الدول والمنظمات العالمية المعنية بالبيئة والمناخ والإستفادة من ذلك في تنفيذ الإستراتيجية المناسبة واللازمة لمجابهة التغيرات المناخية.

الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على الملقحات الحشرية ونحل العسل:

أصبحت التغيرات المناخية حقيقة واقعة لا جدال فيها، ولها تأثيرات خطيرة على البشرية في كافة مناحي الحياة لكن هذه المخاطر تختلف باختلاف المجالات. يتأثر قطاع الزراعة وبما في ذلك تربية نحل العسل في مصر تأثرا شديدا خاصة في ظل ندرة الموارد سواء الأرضية أو المائية وإنعكاسات ذلك على قضيتي الأمن الغذائي والإكتفاء الذاتي وتبعاتها على الأمن القومي المصري. لذا يجب تضافر جهود كافة الجهات لتقليل الآثار الناجمة عن التغيرات المناخية على قطاع الزراعة في مصر وإتخاذ كافة التدابير الممكنة وفي حدود الإمكانيات المتاحة لمجابهة تلك الآثار.

يجب عند وضع الإستراتيجية العمل على التغلب على الصعوبات والتحديات مع الإستفادة وتعظيم العائد من المرتكزات، مع مراعاة محدودية الموارد المتاحة.

  محاور الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

لتفعيل وتنفيذ استراتيجية قطاع تربية لمواجهة التغير المناخى فإنها تعمل على محورين رئيسيين وهما كالآتى:

  • المحور الأول: مواجهة نقاط الضعف بقطاع تربية نحل العسل.

يختص هذا المحور بتحديد نقاط الضعف بالنظم الزراعية المختلفة بمصر، مع تحليل أسباب مصادر الضعف. هذا بالإضافة الى تقييم المخاطر المستقبلية المتوقع أن تتعرض لها هذه النظم تحت تأثير التغيرات المناخية. ولهذا فإن هذا المحور يسعى الى تحقيق الأهداف التالية:

1- وضع توصيف وطنى متكامل للنظم الزراعية المختلفة المتضمنة بالقطاع الزراعى المصرى. مع توصيف العلاقات التفاعلية بين النظم الزراعية والنظم الإقتصادية والإنسانية الأخرى.

2- الإتفاق على معايير وطنية لتحديد نقاط ضعف النظم الزراعية المختلفة للتغير المناخى.

3- إجراء مسح وطنى للخريطة الزراعية المصرية لتحديد مستوى ومسببات ضعف النظم الزراعية المختلفة بمصر للتغير المناخى، وتحديد أكثر المناطق الزراعية ضعفا لوضعها على قائمة المناطق ذات الأولوية لإجراءات التأقلم.

4- إجراء تقييم وطنى متكامل للإطار التنظيمى والمؤسسى والقانونى للنظام الزراعى المصرى.

5- إنشاء كيان مؤسسى معنى برصد ومتابعة التغيرات المختلفة التى تطرأ على القطاع الزراعى بمصر كنتيجة للتغيرات المناخية أو الأحداث المناخية غير المواتية.

6- التوصل الى تقديرات كمية وطنية موزعة جغرافياً على الخريطة الزراعية المصرية، لأهم تأثيرات التغير المناخى المتوقعة على الموارد الأرضية والمائية وإنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية والملقحات الحشرية ونحل العسل والإحتياجات المائية الزراعية، والآفات والأمراض الزراعية والحيوانية، والإحتياجات الإنتاجية، والمجتمعات الريفية. على أن تستند هذه التقديرات على دراسات وطنية تخضع لتقييم علمى عالى المستوى.

7- إنشاء معمل مركزي لأبحاث الزراعات الملحية والأقلمة لمجابهة آثار التغيرات المناخية.

  • المحور الثانى: تعزيز قدرات تأقلم قطاع تربية النحل مع التغيرات المناخية

يختص هذا المحور بتنمية قدرات القطاع الزراعى وتربية نحل العسل على التأقلم لمواجهة التغيرات المناخية، وذلك لتلاشي أو لتقليل الآثار السلبية للتغيرات المناخية قدر المستطاع مع التركيز على المناطق الزراعية الأكثر ضعفا.

آليات تنفيذ الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

 يمكن تلخيص استراتيجية تكيف نحل العسل والملقحات الحشرية مع التغيرات المناخية فيما يلي:

1- التوسع الأفقي لزيادة الرقعة الزراعية خاصة في الساحل الشمالي والوادي الجديد والصحراء الغربية لزيادة مساحات نباتات المرعى لنحل العسل.

2- زيادة التكثيف الزراعة وتحميل المحاصيل المختلفة على بعضها لزيادة التنوع المحصولي.

3- الإهتمام ببرامج تربية النباتات والهندسة الوراثية لإنتاج وإستنباط سلالات وأصناف نباتية متأقلمة مع التغيرات المناخية حتى لا يحدث أي تأثير على الصفات الفسيولوجية لهذه النباتات وبالتالى تلاشي أي تأثير سلبي على عملية الإزهار وتوقيتها وكمية ونوعية إفراز الرحيق، وما قد ينطوي على ذلك التأثير من إنعكاسات غير مرغوبة على نحل العسل والأنواع الأخرى من الحشرات الملقحة التي تزور الأزهار.

4- زيادة الأبحاث التطبيقية للتربية وإنتخاب سلالات من النحل تتلائم مع التغيرات المناخية والإرتفاع في درجات الحرارة والجفاف ونظام وضع البيض وفقسه ونمو الطوائف ونشاط السروح وتتصف بالهدوء وعدم الميل لعملية اللسع، وذلك لتقليل الشراسة التي تنشأ نتيجة لإرتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية. بالإضافة إلى عمل تعديل في نظام الخلايا وبما يؤدي إلى توفير البيئة الداخلية المناسبة.

5-العمل على الحفاظ على سلالة النحل المحلية (سلالة النحل المصري) من خطر الإنقرض، لما لها من صفات لتحمل الظروف البيئية الصعبة وتحمل الإصابة بالأمراض، مع العمل على إكثارها والتحسين الوراثي لها.

6- الإهتمام بعمليات مكافحة الآفات والأعداء الحيوية التي تقوم بمهاجمة الملقحات الحشرية ونحل العسل التي قد يحدث لها زيادة في تعدادها بل قد تصل إلى حد الفوران نتيجة للتغيرات المناخية، وبالتالي فإن عمليات المكافحة لهذه الآفات يقلل من التأثير الضار لها على الملقحات الحشرية.

7- العمل على مكافحة الآفات الحشرية التي تهاجم المحاصيل الزراعية المختلفة والمسببات المرضية التي تسبب أضرارا في النباتات حتى لا ينتج عنها تأثيرات سلبية على نحل العسل والملقحات الحشرية الأخرى. شريطة أن تكون عمليات ووسائل المكافحة المستخدمة من البدائل الآمنة على الحشرات والكائنات النافعة والتي يأتي في مقدمتها نحل العسل والملقحات الأخرى.

8- الإهتمام بأبحاث التحسين الوراثي لنحل العسل والتربية للحصول على هجن وسلالات متحملة للإصابة بالأمراض المختلفة. ومن حسن الطالع أن جمهورية مصر العربية تمتلك سلالة نحل محلية وهي سلالة النحل المصري التي تمتاز بحملها الصفات الوراثية المتحملة للأمراض والظروف البيئية القاسية.

9- الإهتمام بالعمليات النحلية المختلفة وخاصة عملية التغذية الصناعية في حالة عدم وجود مرعى للنحل وبصفة أخص ما يتعلق بالتغذية البروتينية والتي من شأنها تحسين الحالة الصحية والمناعية لطوائف نحل العسل وقوتها وبالتالي قدرتها على تحمل الإجهادات البيئية المختلفة التي قد تتعرض لها.

10- العمل على زيادة تنوع التركيب المحصولي وإيجاد محاصيل زراعية مزهرة نافعة لنحل العسل، مع تعاقب تلك المحاصيل على مدار العام في الموسم الواحد، وبالتالي التنوع في مصادر حبوب اللقاح بصفة خاصة لما له من أهمية في الحفاظ على طوائف نحل العسل والتحسين من الصحة العامة للطوائف ورفع درجة المناعة لأفرادها.

11- إحلال أشجار الظل غير المزهرة أنواع أخرى من أشجار الفاكهة المزهرة والتي يستفيد منها نحل العسل في الحصول على إحتياجاته الغذائية من رحيق وحبوب لقاح. كما أن ذلك يعظم من القيمة الإقتصادية لهذه الأشجار بما تنتجه من محصول إقتصادي بالإضافة إلى الحصول على بعض منتجات طوائف نحل العسل ذات الجدوى الإقتصادية.

أي أنه يمكن تلخيص الإستراتيجية المقترحة لحماية نحل العسل من التأثيرات الضارة للتغيرات المناخية في العمل على أقلمتها لتحمل التغيرات المناخية مع زيادة كفاءتها وفي نفس الوقت تحسين حالة المحاصيل في ظل هذه التغيرات، لإعتمادها عليها في تغذيتها مع زيادة التنوع الحيوي للنباتات.

مؤشر الإنجاز:

1- زيادة قدرة طوائف نحل العسل على تحمل الإجهاد البيئي.

2- خفض نسب الإصابة بالأمراض التي تصيب طوائف نحل العسل، مع خفض الفقد في عدد الطوائف.

3- زيادة عدد طوائف النحل المرباة في مصر، مع زيادة صادرات طرود النحل الحي للخارج.

4- زيادة إنتاجية طوائف نحل العسل من منتجاتها المختلفة.

جهات التنفيذ:

وزارة الزراعة (قسم بحوث النحل التابع لمعهد بحوث وقاية النباتات –  بالاشتراك والتنسيق مع قطاع الإرشاد الزراعي ومعهد المحاصيل الحقلية ومعهد البساتين والمعمل المركزي للمناخ والإدارة المركزية للتشجير والإدارة المركزية لمكافحة الآفات) – وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (المراكز البحثية والجامعات) –  وزارة البيئة – وزارة الدفاع (جهاز مشروعات الخدمة الوطنية) – وزارة الإعلام، بالإضافة إلى الإستعانة بمساعدة كل من وزارة الخارجية المصرية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للتنسيق مع الجهات المانحة.

التنسيق بين الجهات:

تتولى وزارة الزراعة التقنيات الفنية والأبحاث العلمية والإرشاد والتدريب في المجالات والقطاعات الزراعية المختلفة والتي تؤدي إلى تنفيذ الإستراتيجية لتحقيق الأهداف المنشودة. يعاون ويشارك وزارة الزراعة في كل ما سبق باقي جهات التنفيذ المشار إليها بعاليه، وتكون وسائل الإعلام المختلفة مسئولة عن نشر الوعي لدى المواطنين خاصة فئة النحالين والمزارعين. وتقع مسئولية وزارة الخارجية في التنسيق بين الجهات في الداخل وبين الجهات والمنظمات العالمية الدول ومخاطبتها وكذلك في الحصول على المنح والمساعدات من الجهات والدول المانحة للمساهمة في تمويل تكاليف تنفيذ الإستراتيجية.

التكلفة المالية:

تحدد بواسطة جهات الإختصاص، مع الأخذ في الإعتبار عند وضع التكلفة المالية التغير في أسعار المواد والأجهزة المستخدمة في تنفيذ الإستراتيجية المقترحة وكذلك التغير في الأجور للعمالة القائمة بعملية تنفيذ الإستراتيجية وكذلك أيضا التغير في سعر الصرف للعمله المحلية مقابل النقد الأجنبي، وذلك لإختلاف توقيت وضع الإستراتيجية عن توقيتات ومدايات التنفيذ المتوقعة.

مصادر التمويل:

شركات القطاع الخاص – الدول الصناعية الكبرى المتسببة في الإنبعاث الحراري – الجهات المانحة –  التمويل الذاتي للوحدات ذات الطابع الخاص.

 المدى الزمنى:

      القريب حتى عام 2024.

 المتوسط حتى عام 2028.

 البعيد حتى عام 2050.

  العائد المتوقع من الإستراتيجية المقترحة لمجابهة تأثير التغيرات المناخية على نحل العسل في مصر:

1- زيادة قدرة طوائف نحل العسل على تحمل الإجهاد البيئي.

2- خفض نسب الإصابة بالأمراض التي تصيب طوائف نحل العسل، مع خفض الفقد في عدد الطوائف.

3- إنتاج ملكات نحل ذات جودة عالية وخالية من الأمراض.

4- زيادة أعداد طوائف نحل العسل المرباة في مصر، وبالتالي زيادة أعداد العاملين بصناعة نحل العسل ورفع مستوى المعيشة لديهم، وهو ما يسهم في خلق فرص عمل وخفض البطالة، وهو ما يتفق مع مشروع تكافل وكرامة وأهداف التنمية المستدامة، وما يتبعه من تأثير إيجابي على الاقتصاد القومي.

5- زيادة إنتاجية طوائف نحل العسل من منتجاتها المختلفة.

6- فتح أسواق جديدة لتصدير طرود ومنتجات نحل العسل وزيادة القدرة التنافسية لها في الأسواق الخارجية، مع زيادة صادرات مصر من طرود النحل الحي.

7- تحسين الإنتاجية الزراعية كما وكيفا وزيادة مساهمة القطاع الزراعي في إجمالي الناتج المحلي مع تقليل الفجوة الغذائية وخفض فاتورة الإستيراد، مع زيادة الصادرات من الحاصلات الزراعية، وتعظيم القيمة المضافة للقطاع الزراعي وذلك بما يحقق النفع لمصر والمصريين ومردود ذلك على عمليتي الأمن الغذائي والإكتفاء الغذائي وإنعكاساتهما على الأمن القومي المصري.

(1) Delaplane, K.S. and D.F.Mayer (1999). Crop pollination by bees. Athens, Georgia, Prosser, Washington, USA, pp 332 .

(2) Abdel-Rahman, M.F. and S.H.Rateb (2014). Impact of insect pollinators especially honeybees on the productivity of oilseed rape with special reference to potential honey yield. Journal of International Academic Research for Multidisplinary, 2(6): 434-446.

(1) Tomas, C.D.; A. Cameron; R.E. Green; M. Bakkenes; L.J. Beaumont and Y.C. Collingham (2004). Extincting risk from climate change. Nature, 427: 145-148.

(1) Slathia, I. and N.K. Tripathi (2016). Impact of climate change on honeybee populations anddiseases. Bio Bulletin, 2(1): 40-42.

(1) Le Conté, Y. and M. Navajas (2008). Climate change: Impact on honeybee populations and diseases. Rev. Sci. Tech. Off. Int. Epiz., 27 (2): 499-510.

(2) Switanek, M.; K. Chrailsheim; H. Truhetz and R. Br

odschneider (2017). Modelling seasonal effects of temperature and precipitation on honeybee winter mortality in a temperate climate. Science of the Total Environment. 579: 1581-1587

(3) Abdel-Rahman, M.F. and A.M. Moustafa (2012). An estimate of honeybee colony losses and their perceived reasons during two years case study in Qena and Luxor Governorates, Upper Egypt. Assiut J. of Agric. Sci., 43(Special Issue): 164-178.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى