الأخبارالاقتصادالانتاجانتاج حيواني وداجنيحوارات و مقالاتمصر

د محمد نجيب الهلالي يكتب: نحو دواجن مصرية معتمدة «أوبك الدواجن المصرية»

كلية الزراعة – جامعة القاهرة – مصر

ما يحدث في صناعة الدواجن يذكرني بما تابعته منذ عده أسابيع من اجتماعاتG7   وكذلك منظمة أوبك الخاصة بالتنسيق العام للدول المنتجة الناجحة، للبترول وذلك لتحديد الإنتاج المطلوب خلال الفترة المقبلة و أيضا السعر المطروح للعمل به مما يضمن الحفاظ على اقتصاد تلك الدول من المصادر المواد البترولية التي تحقق عائد اقتصادي مجدي لهم و أيضا لضخ مزيد من الاستثمارات في تلك الصناعة المنظمة و الناجحة .

و لكن استوقفني لماذا تترك الحاصلات الزراعية و خاصة الإنتاج الحيواني و الداجني خاصة في مصر بدون منظمة او مكتب تنظيم قادرة لضبط موازين السوق و حماية المنتج و المستهلك من تقلبات الأسعار بشكل غير عادل و غير منضبط؟!! مما يهدد ارزاق الكثير من العاملين في المجال و خلق سوق سوداء لمختلف مدخلات الإنتاج و التي تؤثر بالسلب على أسعار المنتجات.

صناعة الدواجن المصرية والمنافسة والتصدير

يتوفر في الصناعة في مصر كل مقومات النجاح من حيث الخبرات الحقلية و العلمية و الإمكانيات الاستثمارية و البنية التحتية الأولية و التي قد يضاهي كبري الشركات العالمية المنتجة للدواجن و لكن لابد من إعادة التوجهه و النظرة المستقبلية للصناعة .

فهل نهدف الي فتح أسواق جديد للتصدير للدول المجاورة و خاصة في المنطقة الافريقية و الشرق الأوسط من الدول العربية الشقيقة؟!

لكي نصل الي ذلك لابد الاخذ في عين الاعتبار كل حلقات الصناعة و العمل على توكيد اعتماد جودتها و خفض تكاليف انتاجها و ذلك بداء من حبة الذرة المستخدمة في الاعلاف و الكتاكيت و الفراخ الكاملة التي سوف يتم تسويقها و معرفة نقاط القوي و الضعف في حلقات الإنتاج لمساعدة المنتجين لتغطيتها و العمل عليها و جلب مزيد من الاستثمارات بها.

صناعة الدواجن تمرض و لكنها لا تموت

مقوله يرددها الكثير من العاملين في مجال الإنتاج الداجني و لكن اعتقد انها كانت كذلك حين كانت الصناعة شابة و بصحة جيدة فلها القدرة ان تمرض و تتعافي من الامراض البسيطة و لكن الوضع الان يختلف حيث انها مصابه الان بأمراض تلزم التدخل الجراحي العاجل و ذلك للحفاظ عليها على قيد الحياة فلابد من رعايتها لاستمرار نجاحها و لجذبها للعديد من الاستثمارات الخارجية التي تسعي لتمويل المشروعات الناجحة المتميزة لضمان و تقليل المخاطر و أيضا زيادة ربحها.

استورد لي فرخة أكلها اليوم و لكن نظم لي تربيته و انتاج الدواجن أكل فراخ كل يوم

ما يحدث من خسائر في قطاع الإنتاج الداجني خاصة يضيع و يحرق الكثير من الاموال دون الاستفادة منها سواء للمنتج او المستهلك بل بالعكس فهي تضغط على المنتجين لغلق مزارعهم و خسارة القوي البشرية المدربة و ترك تلك الصناعة لجشع الكثير من مستغلي الازمات لخلق سوق سوداء .

هذا ما يحدث بشكل دوري على مدار العصور السابقة لذلك كانت فكره انشاء الاتحاد العام لمنتجي الدواجن المصري بهدف تحديد العمل على رسم و متابعة الأهداف الاستراتيجية للدولة للنهوض بصناعة الدواجن و خلق فرص استثمارية جديدة تساعد المجال للتقدم و تحقيق أهداف الاستدامة للنشاط بشكل فعال و قد أوضح ذلك في لائحته التنفيذية مهام و اشتراطات كل من أصحاب شركات الجدود و الأمهات و التسمين و مصانع العلف و المجازر و شركات التسويق العاملة في هذه الصناعة.

يتطلب الامر الان إعادة تفعيل تلك اللائحة و نشر المعلومات و البيانات بشكل واضح و دقيق عن :

  1. حجم الإنتاج الفعلي للكتاكيت و الفراخ التسمين و دجاج بيض المائدة بمحافظات مصر المختلفة بشكل اسبوعي او شهري (علما بأن يمكن استخدام برامج الإلكترونية حديثة لها القدرة لتحديد ذلك يومي) مما يساعد في تنبأ باحتياجات السوق المستقبلية بشكل دقيق و أيضا يساعد شركات الإنتاج لعمل خطط إنتاجية و الالتزام بها.
  2. احتياجات السوق خلال الفترات القادمة من دواجن التسمين و بيض المائدة لكل محافظة على حدي.
  3. حصر لكل الأنشطة و الشركات العاملة في المنظومة و تكوديها و اعلان أسماء الشركات المعتمدة و كودها من خلال موقع الاتحاد الالكتروني لسهولة المتابعة خلال الفترات القادمة و رفع كفاءتها. يمكن ان يبدأ ذلك من شركات الجدود ثم شركات الأمهات ثم التسمين و البياض و مصانع الاعلاف و المجازر و المحلات الدواجن و مسؤولي التسويق (سماسرة) و الشركات بيطرية.
  1. تحديد مواعيد الاجتماع الدوري لتحديد السعر العادل لخامات الأعلاف (سواء محلية أو مستوردة) و أسعار الكتاكيت و العلف و فراخ التسمين و بيض المائدة مما يضمن الحفاظ على الأسعار مستقرة لكل من المستهلك و المنتج و يشجع على دفع عجلة الانتاج.
  2. المساعدة في نشر بيانات لفتح أسواق جديدة و لتصدير المنتجات الدواجنة المصرية الي الخارج و ذلك بنشر الاحتياجات الصحية و الوقائية لمختلف دول العالم و الأسعار التنافسية و الفرص التي يمكن ان يستغلها المنتجين المصرين في تصدير منتجاتهم الي الخارج سواء بيض و مصنعات البيض المجفف و المبستر، بيض مخصب و كتاكيت، فراخ مجمدة و مجزاتها، مصنعات الدواجن و خلافه.
  3. نشر الأبحاث و التجارب العملية و كل ما هو جديد في صناعة الدواجن و تشجيع الابتكار بالتعاون مع الجامعات و مراكز البحوث لرفع مستوي المنتجين المحلين و زيادة قدرتهم التنافسية و لتجهيز جيل جديد من رواد الصناعة ينتمون لها و يعملون لتوفير منتج مصري عالي الجدوة بأقل التكاليف و بأفضل الأسعار العالمية و له القدر للمنافسة الدولية.

الاتحاد قوة و التفرق ضعف – خطوات عاجلة لإعادة الصف في قطاع الدواجن

حاليا يوجد عدد قليل جدا من شركات الجدود في مصر لا يتجاوز عددهم عدد اسابع اليدين و أيضا عدد شركات الأمهات لا يزيد عن المئات الذين يمكن بشكل عاجل عمل ملتقي و الاجتماع الأول برعاية الاتحاد العام المصري لمنتجي الدواجن لتلك الشركات بأجندة واضحة و محددة جدا و ذلك بدعم مالي كامل من كل شركة التي ترغب في حضور الملتقي و المشاركة في الفاعليات و ورش العمل .

و أيضا دعم من الهيئات المحلية و الدولية المختلفة التي يمكن ان تضيف من خبراتها للعمل بها لتحسين مجال الاستثمار في القطاع الداجني و يتم طرح علي المشاركين البيانات السابقة و أيضا الاستراتيجية المستقبلية و اخذ مقترحاتهم للخروج بالتوصيات النهائية للقاء و الأسعار الاسترشادية المبدئية و ضوابط للعمل بها لضبط السوق مرة اخري لتدور عجلة الإنتاج بشكل سليم .

فإن كنا متحدين سوف نقف سويا نحو استمرار النجاح و إن كنا متفرقين سوف نسقط الي الخسائر و سوف تبقي تلك الصناعة مريضة. اترك لكم رابط لاستبيان لأخذ رأي حضراتكم لطلب عمل الاجتماع و الملتقي الأول لو حضراتكم موافقين او غير موافقين اتمني تشاركنا بها، فلا يضيع الله حق وراءه مطالب. https://forms.gle/NnJ2S5mthi1qkgoU8

أتمنى الخير لتك الصناعة و لمصرنا الحبيبة و ان التقي يوما ما قريبا ان شاء الله بمزيد من المهتمين و الداعمين و الراعين لصناعة الدواجن المصرية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى