د أحمد عبدالحليم يكتب: الطفرات الجينية لفيروسات إنفلونزا الطيور شديد الضراوة والنيوكاسل على كفاءة اللقاح الثلاثى
باحث اول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية- المعمل المرجعى للرقابة على الانتاج الداجنى
إنفلونزا الطيور هو مرض تنفّسي معدٍ، يحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات التي تصيب الطيور، وتنتقل إلى الإنسان، وعادةً ما يصيب الطيور الداجنة والبريّة، مثل البط، والطيور البرمائيّة، والإوز. ولا بد من الإشارة إلى أنّ الطيور البريّة هي مصدر هذا الفيروس، خاصّةً في فترات هجرة الطيور.
وقد أدّت الطفرة في التكوين الجيني والوراثي لهذا الفيروس إلى انتقاله إلى الإنسان، علماً بأنّ السبب الأساسي للإصابة به هو التعرّض المباشر للطيور الحيّة والمصابة بهذا الفيروس، عن طريق إفرازاتها المخاطيّة، مثل اللعاب، والإفرازات العامّة كالفضلات، بالإضافة إلى اللحوم المنقولة والنيئة للطيور المصابة.
تحدث إنفلونزا الطيور نتيجة الإصابة بفيروس A، أو B، أو C، علماً بأنّ فيروس A هو الأكثر شيوعاً في العالم، كما أنّه مشابه لفيروس الإنفلونزا البشريّة.
ولا بد من الإشارة إلى أنّه فيروس متحوّل يغيّر تركيبته بين الحين والآخر، كما أنّ تركيبته تحتوي على كافّة أنواع الهيما جلوتينين من H1 إلى H18، بالإضافة لكافّة أنواع النيور أمينيداز من N1 إلى N11، وعادةً ما تتواجد هذه الفيروسات عند الطيور دون أي أعراض سابقة، أو مع أعراض خفيفة، إلّا أنّ الفيروسات الحاملة لـH5 أو H7 قابلة للتحوّل لتصبح شديدة الخطورة، حيث تسبّب أعراضاً قاتلة على الطيور.
انتشر فيروس النفلونزا الطيور بالحقل المصرى خلال عام 2006 حيث تم عزل الفيروسات من السلالة H5N1 شديدة الضراوة والتى تسببت فى حالات من النفوق العالية بقطعان الدواجن مما ادى الى استخدام اللقاحات من اجل التحكم بالمرض وقوة انتشاره, ولكن مع الاستخدام الواسع للقاحات ادى الى حدوث طفرات بالفيروسات وتحورها وضهور كليد مختلفة من هذه الفيروسات.
وفى خلال عام 2015 ظهرت سلالة جديدة من فيروسات انفلونزا الطيور شديدة الضراوة من النوع H5N8 والمنتمية الى كليد 2.3.4.4 والتى كان منشاها من روسيا وتم عزلها لاول مرة بالطيور البرية .
انتقلت بعد ذلك لكل انواع الطيور المستأنسة ومع ارتفاع معدل انتشارها وعدم قدرة اللقاحات المصنوعة من النوع H5N1 على اعطاء الحماية الكاملة للقطعان المعرضة للاصابة من النفوق او الافرازات التى تسبب زيادة معدل الحمل الفيروسى.
لذلك تم اللجوء الى استخدام لقاحات مصنعة من سلالات حديثة لتلك الفيروسات مما يعطى حماية للطيور المحصنة بتلك اللقاحات المثبطة الكاملة.
ولا تقل فيروسات النيوكاسل من النوع Genotype VII فى خطورتها عن مثيلاتها من الانفلونزا حيث ان اللقاحات المصنعة من فيروسات النيوكاسل Genotype II لا توفر الحماية الكاملة للطيور من التعرض للنفوق وافراز الفيروسات فى زرق تلك الطيور, فتم اللجوء الى تصنيع لقاحات من تلك السلالات شديدة الضراوة من Genotype VII لتوفير الحماتية الكاملة للقطعان المحصنة.