الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

خصائص المضادات الحيوية والتوصيف الجزيئي من ميكروب الإيشريشيا كولاي الدموية المعزولة من البط

المشاركون: ريهام الطرابيلي – الشيماء توفيق  – تامر الفقي

معمل بحوث الصحة الحيوانية  ببورسعيد – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تباينت أهمية البط للإنسان من توفير الغذاء على شكل لحوم وبيض إلى توفير مصدر عمل ودخل لمن يشتركون في إنتاج البط وأيضا يعتبر لحم البط من أشهر الأطعمة في مصر ويعد مصدرًا ممتازًا للبروتينات عالية الجودة والتي تحتوي على مجموعة واسعة من الأحماض الأمينية الأساسية، كما تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات، وهو ما يستوجب دراسة كيفية التعرف علي خصائص المضادات الحيوية لحماية إنتاج الدواجن وتحديدا البط.

تسبب عدوى الإيشريشيا كولاى قلق كبير لصناعة الدواجن حيث تعتبر من أهم مسببات الأمراض البكتيرية في الطيور والتي تسبب ما يصل إلى 30٪ من نفوق الدواجن مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة.

تعتبرالإيشريشيا كولاى أكثر بكتيريا سالبة الجرام شيوعًا  تعيش في أمعاء الحيوانات ذوات الدم الحار وبالتالي تستخدم كمؤشر لسلامة الغذاء في الصناعة.

لوحظ أن الإيشريشيا كولاى قد تلعب دورًا بيئيًا مهمًا ويمكن استخدامها كمؤشر حيوي لمقاومة مضادات الميكروبات خاصة في حالة البيتا لاكتام، وكذلك في جميع الأنواع الحيوانية المستخدمة في إنتاج الغذاء، وكذلك البشر، حيث تعتبر الإيشريشيا كولاى من الميكروبات المتعايشة في الأمعاء؛ بالإضافة إلى المرونة الجينية لهذه البكتيريا وقدرتها على التكيف مع البيئات المتغيرة باستمرار بإكتساب عدد كبير من آليات مقاومة مضادات الميكروبات.

في السنوات الأخيرة، تضاعفت سلالات الكائنات الحية المقاومة للأدوية المتعددة أربع مرات في جميع أنحاء العالم وتعتبر مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة شائعة لها عواقب وخيمة في علاج الأمراض المعدية.

المضادات الحيوية بيتا لاكتام هي المضادات الحيوية الأكثر شيوعًا لعلاج الالتهابات البكتيرية في كل من البشروالحيوانات والدواجن وذلك نظرًا لسميتها المنخفضة ونشاطها الفعال كمضاد للميكروبات وأدى الاستخدام العشوائي لها إلى زيادة مقاومة المضادات الحيوية البيتا لاكتام وبالتالي زيادة ظهورالكائنات الحية المنتجة للـ ESBL ويعد الانتشار العالمي للبكتيريا التي تحمل جينات طيف اللاكتاماز (ESBL) مصدر قلق للصحة العامة. (إنزيمات ESBL هي إنزيمات تنتجها بكتيريا سالبة الجرام تتوسط مقاومة المضادات الحيوية.)

تمثل الإيشريشيا كولاى المنتجة للـ ESBL خطراً كبيراً على كل من إنتاج الدواجن وصحة الإنسان باعتبارها أحد مسببات الأمراض الانتهازية الرئيسية في الدجاج مع إمكانية انتقال الكائنات الحية الحيوانية إلى البشر.

مقاومة الأدوية المتعددة (MDR) تم تعريفها على أنها عدم حساسية مكتسبة لعامل واحد على الأقل في ثلاث فئات أو أكثر من مضادات الميكروبات، وتم تعريف المقاومة الشديدة للأدوية (XDR) على أنها عدم حساسية لعامل واحد على الأقل في جميع فئات مضادات الميكروبات باستثناء فئتين أو أقل (أي، تظل العزلات البكتيرية عرضة لفئة أو فئتين فقط من مضادات الميكروبات) ولكن تم تعريف مقاومة ( (PDRبأنها غير حساسة لجميع العوامل في جميع فئات مضادات الميكروبات ولذلك الاكتشاف المبكر والمراقبة الدقيقة للسلالات البكتيرية MDR، XDR، أوحتى PDR يجب أن تبدأ من قبل جميع مختبرات الأحياء الدقيقة للحد من خطر مقاومة مضادات الميكروبات التي أصبحت الآن مشكلة عالمية.

يُعزى الارتفاع في حدوث بكتيريا المقاومة المتعددة للمضادات الحيوية (MAR) إلى الاستخدام العشوائي لمضادات الميكروبات خاصة في زيادة المقاومة للمضادات الحيوية بيتا لاكتام.

يوسع تفاعل انزيم البلمرة المتسلسل (PCR) إمكانيات مراقبة المقاومة، لذا فإن التقنيات الجزيئية لإكتشاف مقاومة مضادات الميكروبات تفوز بمكانة في التشخيص الروتيني حيث ان بواسطةPCR  تم رصد مقاومة المضادات الحيوية التيتراسيكلين في الايشريشيا كولاي في الطيور واكتشاف جينات tetA و tetB و tetC و tetM ووجد أن مقاومة الكينولون في الإيشريشيا كولاى يمكن أن تحدث عن طريق اكتساب جينات مقاومة الكينولون (PMQR)( qnrAو qnrBو qnrCو qnrDوqnrS ). وأن مقاومة السلفوناميد في الإيشريشيا كولاى تشمل جينات SulR (Sul1 و Sul2 و (Sul3 من بينها ، جين Sul2 هو جين SulR الأكثر انتشارًا.

عدوى الإيشريشيا كولاى منتشرة على نطاق واسع بين الدواجن من جميع الأعمار والفئات وهي تتعلق في المقام الأول بظروف النظافة السيئة أو المتطلبات التكنولوجية المهملة أو بأمراض الجهاز التنفسي والمناعة. حيث تعتبر الإيشريشيا كولاى من الجراثيم الدائمة التواجد في أمعاء الطيور السليمة ولكن أغلبها غير مرضية وعند التعرض لضغط معين مثل التهوية غير الكافية والخاطئة، والازدحام، والجوع، والعطش، وشدة درجات حرارة منخفضة يضعف مقاومة الجسم وتبدأ بالتكاثروتدخل في الدورة الدموية وتنتقل إلى أعضاء الجسم المختلفة؛ كما يمكن أن ينتشر في الطيور الداجنة من خلال التلوث البرازي وعن طريق البيض الملوث.

تختلف الأعراض حسب شدة المرض والبيئة وتختلف باختلاف العمر والأعضاء المصابة والأمراض المتزامنة؛ قد تشمل العلامات الخمول، والاكتئاب، وانخفاض الشهية، وضعف النمو، وضعف الإنتاج وضيق في التنفس، والسعال؛ كما أن الفضلات ذات اللون الأصفر والإسهال وفتحات التهوية المتسخة شائعة أيضًا في الحالات الأكثر شدة. وأما الصفات التشريحية التي تظهر بعد الوفاة هي التهاب الحويصلات الهوائية والتهاب التامور والتهاب حوائط الكبد والتهاب الصفاق و التهاب قناة البيض.

يتم تشخيص المرض الأولي بناء علي الأعراض الظاهرية والصفات التشريحية ويتم تحديد التشخيص النهائي للمرض بالاعتماد على الفحوص المخبرية حيث يتم زرع العينات على أوساط زرع خاصة تنمو عليها جرثومة E. Coli بمستعمرات ذات لون وشكل مميز لها ومن ثم إجراء الفحوص البيوكيميائية والمصلية لتحديد نوع العترة.

إن للمضادات الحيوية تأثير فعال ضد عصية القولون وبشكل خاص النيومايسين والكولستين والسبيكتنامايسين وغيرها ولكن يجب إجراء اختبار حساسية العترات المعزولة ضد هذا النوع من المضادات الحيوية قبل استعمالها وفي كل الحالات يجب إعطاء مجموعة فيتامينات كاملة مع الأدوية العلاجية.

أفضل طريقة لتقليل التأثير المحتمل للعدوى هي تقليل مقدار الإجهاد البيئي والصحي على الطائروذلك عن طريق استخدم التهوية المناسبة، وتوفير علفًا وماءًا كافيًا، وتقليل ومنع تعرض الطيور لمسببات الأمراض الأخرى من خلال ممارسة تدابير الأمن البيولوجي الصارمة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى