الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د شيرين فاضل تكتب: لماذا تتحول مزارع الدواجن الصغيرة والمتوسطة لزراعة وإنتاج المشروم ؟

 باحث أول بمعهد أمراض النباتات – مركز البحوث الزراعية – مصر

يشهد العالم منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا، موجة حادة من إرتفاع أسعار عدد من السلع العالمية ، وهو ما انعكس سلباً على أسعار السلع الغذائية في مصر، ولايزال تأثيره مستمرا على الأسواق حتى الآن، و طالت الإرتفاعات معظم السلع وعلى رأسها اللحوم والدواجن.

ويعد إرتفاع أسعار اللحوم وأزمة أعلاف الدواجن فرصة عظيمة لشباب الخرجين ومنتجي عيش الغراب المحاري بمصر إذ يشجعهم على زراعتة وإنتاجه بكميات كبيرة، حيث يمكن للمشروم كبديل للحوم والدواجن أن يساهم اليوم كثيراً فى حل مشاكل النقص الغذائى للبروتين الحيوانى وإرتفاع أسعاره،

ولذلك تحول نشاط عدد كبير من مزارع الدواجن الصغيرة والمتوسطة في الفترة الأخيرة لزراعة وإنتاج المشروم المحاري، حيث يُعتبر إنتاج عيش الغراب المحاري من المشروعات الناجحة التي يَتبناها صغار وكبار المستثمرين لبساطة وسهولة زراعته وإنخفاض رأس المال المطلوب للخامات اللازمة للبدء في إنتاجه،

بالإضافة لأن فطر عيش الغراب المحارى يحتاج إلى درجة حرارة للنمو من 20 – 25ْ م وبالتالى نجد أنه يمكن زراعته فى مصر طوال شهور السنة إذا توافرت له هذه الدرجة.

وفي خطوة تهدف إلى مواجهة موجة إرتفاع أسعار المواد الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي نقدم لحضراتكم اليوم أسهل طريقة لزراعة عيش الغراب المحاري ، وذلك لمساعدة الأسرة المصرية وشباب الخرجين في الحصول علي بروتين عالى القيمة الغذائية ومنخفض السعرات الحرارية بأقل التكاليف،

أن كمية الإنتاج من ثمار المشروم فى مصر لا تكفى الطلب المتزايد على هذه السلعة فى السوق المصرى وذلك لزيادة الإقبال على استهلاكه يوماً بعد يوم لإرتفاع قيمته الغذائية والطبية وطعمه الشهي،

شروط زراعة عيش الغراب المحارى «المشروم»

1- غرفة بالمنزل أو مكان مغلق له باب وشباك ، وفى حالة عدم وجود شباك فلا بد من توافر شفاط ، ويجب أن تكون الحوائط والسقف والأرضية صلبة وبعد ذلك يتم تنظيف المكان بالماء مع أى مطهر مثل الكلور للأرضية وللحوائط.

2- التقـــاوى ( ( Spawn وهي من أهم الخامات المؤثرة في العملية الإنتاجية التى يتوقف عليها نجاح عملية الزراعة من عدمه حيث أن لكل صنف من أصناف عيش الغراب التقاوى الخاصة به والتى يجري إعدادها في معامل متخصصة بطريقة خاصة لكل صنف بما يكفل الحصول علي كمية الإنتاج والجودة المطلوبين.

كمية إنتاج ثمار المشروم المحاري وجودتها تتوقف إلي حد بعيد علي جودة التقاوي المستخدمة. فأحيانا قد تكون التقاوى نفسها ملوثة بالمسببات المرضية مثل البكتريا والفطريات أو الخمائر، وبالتالي تكون هي نفسها مصدر العدوى والإصابة للمزرعة أو تكون التقاوى نفسها منتجة من سلالة ضعيفة أو جيل متأخر كما يلجأ بعض الأفراد غير المتخصصين في إنتاجها، وبالتالي ينحدر إنتاجها بشدة لذلك لابد من الحصول علي التقاوى اللازمة للإنتاج من مكان معتمد يخضع لإشراف وتقييم متخصصين في إنتاج تقاوى المشروم.

3- تجهيز بيئة زراعة عيش الغراب المحاري وهى جميع المخلفات الزراعية السليلوزية ، المبسترة حيث يلزم لزراعة 1 كيلو من تقاوى المشروم حوالى 20 كيلو من المخلفات الزراعية الرطبة سواء كانت ، قش أرز – تبن قمح – حطب قطن مدشوش ، مصاصة قصب ، ، إلخ ،

ضوابط زراعة عيش الغراب «المشروم»

يتم إجراء ترطيب مبدئى لهذا المخلف ثم يضاف إليه جير مطفى ، وذلك لضبط الـ   PH ،

يتم تعبئة القش داخل جوال من البلاستيك المجدول ( شيكارة أرز) ويقفل و يوضع داخل برميل صاج به ماء .

أسفل هذا البرميل مصدر حرارى ، عبارة عن شعلة ، حتى تؤدى إلى غليان الماء ثم يحسب ساعة من بداية الغليان.

ولابد أن يكون الجوال مغمور تماماً بالماء عن طريق وضع ثقل عليه،

وبعد مضى الوقت اللازم للبسترة يتم رفع الجوال من داخل البرميل ويوضع فى مكان نظيف ، فوق قالب من الطوب ويترك لمدة ساعة حتى يحدث تصفية للقش من الرطوبة الزائدة وتنخفض درجة حرارته،

أسهل طرق زراعة المشروم المحاري وهى الزراعة فى أكياس بلاستيك

تتم زراعته فى أكياس بلاستيك شفافة مقاس 50 في 80 سم أو شنط بلاستيك كبيرة شفافة ،

وتتم الزراعة فى صورة طبقات بحيث أن تكون أول طبقة من القش المبستر بسمك 20 سم ثم تنثر فوقها كمية من تقاوى الفطر ثم طبقة أخري من القش ثم تقاوى وهكذا .

ويتم وضع من 4 – 5 طبقات من القش بشرط أن تكون آخر طبقة قش بسمك 5 سم ثم يفرغ الكيس من الهواء ويقفل قفل محكم .

الزراعة تتم فى صورة طبقات متبادلة من القش والتقاوى ، ثم يوضع كل كيس على قالب من الطوب بشرط أن تكون المسافة بين الكيس والآخر حوالى 20 – 25 سم أو علي أرفف ثم تترك الأكياس بعد الزراعة مغلقة لمدة 15 – 21 يوم ويطلق على هذه المرحلة إسم فترة التحضين وفيها يكتمل نمو الكيس كله باللون الأبيض.

وفى هذه الفترة لا تجرى أى عملية خدمة للأكياس, وبعد تمام النمو يفتح الكيس أو الأكياس من أعلى أوتشرط من الجوانب بعدد فتحات من 5 – 10 فتحات

عملية الخدمة في زراعة عيش الغراب والمشروم

1- التهوية  : حيث يتم فتح الباب أمام شباك الغرفة لمرور تيار الهواء لمدة ساعة مرتين يومياً والغرض من التهوية هو تجديد الهواء أى التخلص من ثانى أكسيد الكربون وذلك فى مرحلة الإثمار.

2- الرى ورفع الرطوبة النسبية لمكان الزراعة : بعد إجراء عملية التهوية يقفل الباب والشباك بغرفة إنتاج المشروم ويتم عمل الرى بواسطة البخاخة ولا بد أن يكون الرى فى صورة رزاز على جميع الأماكن المفتوحة فى الكيس وذلك لعدم جفاف سطح بيئة القش ويتم رش ماء فى الأرض وفى الجو لرفع الرطوبة النسبية بالمكان.

وتستمر هذه الخدمة حتى نهاية الدورة مرتين يومياً حيث نجد أن بعد 10- 15 يوم من بداية الخدمة أى بعد 40 – 45 يوم من الزراعة .

تبدأ ظهور ثمار القطفة الأولي على شكل رؤوس دبابيس ثم تزداد فى الحجم وهذا فى الأماكن المعرضة للتهوية والرى حتى تصل الثمار إلى مرحلة النضج ، وهنا يتم قطف الكف بالكامل ، كبيرة وصغيرة .

ويمكن الحصول من الكيس الواحد علي ثلاث قطفات إقتصادية من ثمار المشروم، وبعد إنتهاء الدورة وهى ثلاث شهور من بداية الزراعة ( 45 يوم نمو خضرى ، 45 يوم نمو ثمرى ) ، يتم أخذ المخلف النهائى للبيئة ويجفف ويستخدم كعلف للمواشى بنسبة 40 – 45% من العليقة أو يستخدم كسماد عضوى للأرض الزراعية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى