اسعار السلعالأخبارالاقتصادمصر

د عيدالسعيد عبدالعزيز يكتب: حماية صناعة الدواجن «ضرورة إستراتيجية» لمواجهة التحديات

أستاذ الميكوبلازما- معهد بحوث صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

صناعة الدواجن فى جمهورية مصر العربية من الصناعات الواعدة و الجاذبة للاستثمار على مدى تاريخها الطويل،بدأت صناعة الدواجن فى أوائل الستينات بمشروعات مملوكة للدولة بموظفين دون تقييم أدائهم وتحفيز لقدراتهم كان هؤلاء الموظفين نواة للمشروعات الخاصة التى انتشرت علي حساب المشروعات الحكومية التى لم تصمد،

الهدف من إستراتيجية  حماية صناعة الدواجن هو توفير مجال للاستثمارالسريع وفرص عمل محترمة للمصريين والاهم توفير بروتين حيوانى صحى أمن وكاف ورخيص للشعب المصري واحتمالية التصدير لدول العالم. إذا لابد من وقفة للتغيير

والحديث عن تطوير الصناعة ممتد ومستمر لكن مازلنا نعانى من مشاكل لا حصر لها،

تحديات تواجه صناعة الدواجن

  • تعتمد هذه الصناعة على الاستيراد فى المجال الاول 90% من مدخلات الانتاج تتحكم فىه دول و عوامل أخرى ( أعلاف – سلالات- وأدوية وأخطرها وهو اللقاحات.
  • مصر تستورد حوالى 95% من اللقاحات البيطرية وأهمها لقاحات الدواجن). صناعة الدواجن من الصناعات الزراعية وربما الوحيدة التى أدت الى الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء وبيض المائدة وبأسعار منافسة والتصديرحيث تم تصدير مايقرب من 28 مليون دولار  فى 2005  قبل دخول الانفلونزا فى 2006
  • حماية الإستثمار في صناعة الدواجن حيث وصل حجم الاستثمار بها الي ما يقرب 25 مليار جنيه حجم وانفاق المستهلكين على منتجات الدواجن يصل الى 10 مليار جنيه سنويا و حجم العمالة 3 مليون عامل يعولون 8.7 مليون بنسبة 8% من سكان المحروسة و 30 ألف مزرعة ووحدة إنتاجية

الميزة النسبية لصناعة الدواجن في مصر

وصناعة الدواجن الحديثة فى مصر من وجهة نظرى تقدمت وسبقت التقدم العلمى فى مجال التشخيص والتحكم فى الامراض وأصبح رأس المال يتحكم فى قرارالدولة، وهذا ظهر جليا فى فترة دخول انفلونزا الطيور مصر 2006. وتنج عن ذلك استيطان المرض وظهور سلالات جديدة وتحور للفيروس وكانت مصر فعلا من أسوء الدول التى تعاملت مع هذا المرض لكن أحدأ لم يحاسب.

لكن مع كل هذا مصر تمتلك بنيه اساسية ضخمة جدأ تتمثل فى قطعان جدود و أمهات وكتاكيت تسمين وسلالات محلية من بلدى وساسو وبط وحمام ورومى وخبرات لا حصر لها من أطباء بيطريين وعلماء وأكاديميون وزراعيين ورجال أعمال ومربيين ومشرفين ومحطات انتاج سواء خاصة أو حكومية

صناعة الدواجن قطاع خاص أم حكومي

وصناعة الدواجن فى مصر يغلب عليها الطابع الخاص وهذه ميزة لابد من  استثمارها فى هذا المجال الحيوى والذى يعول عليه فى تقدم هذا البلد العريق ولكن كيف؟

القطاع الخاص من وجهة نظرى يحتاج الى تسهيل الاجراءت الروتينية المتجزرة فى النظام الادارى المصري لكل مؤسسات الدولة وأن يكون داعم للمربى والمستثمر وليس معوق له.

دور معهد صحة الحيوان في حماية صناعة الدواجن

فى البداية لمن لا يعرف، معهد بحوث صحة الحيوان معهد بحثى – إرشادى – تشخيصى- تدريبى مكون من 16 قسم بحثى و 14 من الوحدات البحثية المتخصصة يتبع له 32 معمل فرعى ومعمل مرجعى فى جميع محافظات مصر وتعداد العاملين فى المعهد وفروعه 2368 (فريق بحثى – أطباء بيطريين- فنيين وإداريين وعمال) حتى 2017 .

وهذا الكيان العريق مسؤل الكشف عن الامراض الوافدة بطرق تشخيصية حديثة تتفق مع المعايير الدولية، تطوير وسائل التشخيص المعملى،إجراء البحوث والدراسات العلمية والتشخيصية لامراض الحيوان والدواجن والاسماك،عمل الاستبيانات عن مدى إنتشار الامراض البكترية والفيروسية و الطفيلية والميكوبلازما،

التأكد من جودة الاغذية ذات الاصل الحيوانى، حماية البيئة من التلوث بالامراض، عمل الاستبيانات عن مدى إنتشار الامراض الحيوانية ووضع خطط التحكم فيها مع الهيئات الحكومية الاخرى و خصوصا ذات الاهمية الاقتصادية،

القيام بتدريب العاملين فى مجال تنمية الثروة الحيوانية وطلبة الجامعات (بيطرى – زراعة)، حماية الصحة العامة وصحة الانسان من مخاطر الامراض المشتركة  بما يخدم صحة الانسان فى إطار منظومة “صحة واحدة” .

ويتبع هذا الكيان الى كيان أعرق وهو مركز البحوث الزراعية التابع الى وزارة الزراعة المصرية كأستاذ متخصص فى معهد بحوث صحة الحيوان أحاول أن أعرض وجهة نظرى المتواضعة جدا .

ويجب فى البداية أن نعرف مانملكة ومالانملكه من مقومات صناعة الدواجن،هذه الصناعة المليارية العملاقة من الصناعات سريعة النمو والجاذبة للاستثمار تتعرض لمنحنيات كثيرة صعودا وهبوطا ولكن تحتاج الى مزيد من الحمابة والفهم والاستيعاب لمشاكلها و محاولة وضع إستراتيجية طويلة الامد للنمو والاستمرار.كاستاذ متخصص فى المعهد فى مجال تشخيص أمراض الدواجن أحاول أن أعرض وجهة نظرى المتواضعة جدا.

مقومات نجاح صناعة الدواجن في مصر

1- بنية تحتية عملاقة من مزارع قابلة للتربية وأخرى تحتاج الى تطوير

2- أطباء بيطريين وعلماء فى الحقل والمعاهد البيطرية والجامعات

3- مهندسون زراعيون وعلماء فى مجال الرعاية والتربية والتفريخ

4- شركات متخصصة فى مجال إنتاج جدود وأمهات وبياض

5- شركات إنتاج و توزيع أدوية بيطرية و لقاحات

6- مصانع أعلاف عالية ومتوسطة الانتاج

7- مجازر متطورة

هذه المقومات السبعة فى ظل إستقرار السوق كانت تكفى للاكتفاء الذاتى و التصدير.

أخطر تحديات تواجه صناعة الدواجن

1- الاعلاف و مكوناتها

2- إضافات الاعلاف

3- لقاحات بيطرية جيدة

4- عمالة مدربة ومعترف بها

5- أدوات التشخيص الحديثة فى المعامل البيطرية

6- منظومة دعم الطاقة كهرباء وغاز

7- إدارة محترفة للصناعة ووزراء متخصصون وقوانين تحكم العلاقة بين قطاعات الصناعة المختلفة.

هذه المعوقات السبعة أدت الى تعرض الصناعة لهزات عنيفة كادت أن تنهى عليها لولا ديناميكية هذه المجال وقدرته على العودة والاستمرار

حلول لمواجهة تحديات صناعة الدواجن

1- البدء فورا فى التوسع فى الزراعة بكافة السبل و زراعة كل قيراط أرض قابل ويصل إليه الماء وإعطاء حوافز على ذالك و هذا يتأتى بادارة واعية و مدركة

2- التطبيق العملى للابحاث العلمية فى مجال الاعلاف وإضافاتها وفتح المجال للدراسات لاستغلال الثروات الطبيعية المصرية التى تدخل فى إضافات الاعلاف

3- التوسع فى إنتاج اللقاحات البيطرية الحكومية والتضييق على المستورد منها

4- تقنين العمالة المدربة فى مجال الدواجن والحفاظ على حقوقها

5- تطوير منظومة التشخيص فى المعامل البيطرية لسرعة ودقة التشخيص للتحكم فى الاوبئة التى تهدد الصناعة

6- إقرار منظومة دعم للطاقة من كهرباء وغاز.

7- تعيين إدارة محترفة ومتخصصة للتدخل وقت الازمات وإعطاء التوصيات التى تحافظ على هذه الصناعة العملاقة من الانهيار

8- عمل اجراءت تصحيحة لآخطاء سنوات عديدة فى ادارة صناعة الدواجن  ومنها عمل حصر لمزارع الدواجن فى الدلتا والتى تمثل70% من وحدات إنتاج الدواجن والتى ينطبق عليها شروط الترخيص الموضوعة من قبل لجنة محددة مثلا: أن تكون المبانى صالحة للتربية فترة لا تقل عن 10 سنوات على الاقل، أن تكون بها مصدر للمياه والكهرباء، أن لا يكون عليها ديون لبنك الزراعة المصرى،والتراخيص تجدد كل ثلاث سنوات نظير رسوم محددة للتأكد من تطبيق شروط الامن الحيوى و خصوصا للمزارع المتقاربة

9- توفير قرض لتطوير المزرعة وتحويلها للنظام المغلق بفاءة لا تتعدى 5% سنويا لمدة 5 سنوات بمبلغ 500 ألف جنيه مصري على أن يتولى بنك ” الزراعة المصرى” عملية التطوير وتكون تحت اشرافه وبرقابة صارمة وفترة ضمان لا تقل عن 5 سنوات.

10- رفع سقف الحماية الجمركية الي 60% المتفق عليها، دعم السعر المحلي،عدم الاستيراد الا بعد عدم كفاية الانتاج المحلي ويرجع فى هذا للجهات المختصة.

11- زيادة مظلة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن ليشمل كل المزارع الصالحة للتربية بشروط مقبولة

12- إعتماد خطة قومية إستراتيجية للتحكم والسيطرة على أمراض الدواجن ذات الاهمية الاقتصادية الكبيرة وضع الالية الازمة للتنفيذ فى خلال فترة زمنية محددة بإشرف لجنة علمية متخصصة.

13- اعادة تفعيل صندوق دعم الصناعة وهذا الصندوق كان يصرف 50-70% من الخسائر وتوقف الصرف منذو فترة ولم تعد له مصداقية.

14- هيكلة البورصة يكون من أهدافها تطوير صناعة الدواجن ومقاومة الامراض الوبائية اعادة هيكلة الصناعة و محاربة العشوائية

15- عمل خطة سريعة : الترخيص ، البورصة ، والصندوق،

عمل خطة طويلة الامد : هيكلة الصناعة حسب كل محافظة، انتاج أعلاف غير نمطية من المخلفات الزراعية، توفير أراضى لزراعة الاذرة الصفراء وفول الصويا والتعاقد مع المزارعين، اعادة تطبيق الدورة الزراعية لزراعة مليونى فدان أذرة صفراء، تنشيط العلاقات مع دول الجنوب مثل السودان

16- اتحاد عربى، تكوين اتحاد عربى للثروة الحيوانية والداجنة و السمكية

الهدف  من تحديث صناعة الدواجن في الدول العربية

شروط تحقيق اتفاق وإكتفاء ذاتى عربى، فى ظل توافر الاتى:

1-المراعى الطبيعية و الحيوانات فى دولة الجزائر-المغرب- السودان

2- الايدي العاملة و الخبرة الفنية فى مصر .

3- الموارد المالية فى الدول العربية مثل الامارات و الكويت و السعودية

وأخيرا يقال أن الحاجة أم الاختراع والمنح تخرج من رحم المحن وأعتقد أن ما نحن فيه الان بعد وصول طن علف الدواجن  الى أكثر 22000 ألف جنيه يستدعى الحل الجذرى وجرس إنذار لمسؤلى الامن الغذائى المصرى.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى