الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: مقترح برنامج  تسميد القمح في الأراضي الجديدة والري المحوري

رئيس بحوث متفرغ – قسم بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

التسميد والري هما أهم العمليات الزراعية المحددة للإنتاجية بالنسبة لمحصول القمح بصفة عامة، وفي الأراضي الجديدة بصفة خاصة، حيث تزداد أهميتهما ويتوقف عليهما الإنتاج بدرجة كبيرة جدا في تلك الأراضي.

ومن المعلوم  أن الأراضي الرملية تعاني من نقص المادة العضوية وانخفاض السعة التبادلية لها وعدم القدرة على الاحتفاظ بالمياه، والتي تعد من أهم مشاكل  تلك الأراضي، وبالتالي مهم جدا العناية بالري والتسميد بتكرار الري على فترات متقاربة لتعويض فقد الماء، وتقسيم السماد على دفعات عديدة ما أمكن ذلك، لتقليل الفاقد قدر الإمكان.

وقد طلب منى الكثير من الاصدقاء والمتابعين كتابه منشور عن برنامج التسميد في الأراضي الجديدة بصفة عامة مع التركيز على التسميد تحت نظام الري المحوري المركزي (Center Pivot).

وفي الواقع  الأمر معقد وليس بالسهولة التي يتوقعها البعض، ومن الصعب كتابة توصية عامة لعموم الأراضي الجديدة، فهناك تباين أو اختلاف كبير جدا في  طبيعة وخصائص ونوعية تلك الأراضي من منطقة لأخرى أو من مزرعة إلى مزرعة وحتى داخل المزرعة الواحدة من محور إلى أخر.

بالإضافة إلى مصدر ميه الري ونوعية تلك المياه واختلاف الظروف الجوية من منطقة إلى أخرى وخلافة من العوامل المتغيرة والتي يتطلب معها تغير برنامج التسميد والري في ظروف الأرض المختلفة.

ولقد استعنت بالله أولاً لكي أكتب هذا المنشور، ومن خلال خبرتي السابقة في إنتاج القمح بالعمل  في أحد المزارع الكبيرة تحت نظام الري المحوري في السعودية، في فترة العصر الذهبي للقمح السعودي من تسعينيات القرن الماضي. وأيضاً صلتي بالزراعة تحت نظام الري بالرش الثابت والري المحوري في فترة عملي بكلية الزراعة بجامعة القصيم السعودية خلال الفترة من 2008الى 2017.

وذلك بالإضافة إلى عملي الأساسي في بحوث إنتاج وتربية القمح وإنتاج تقاوي القمح بقسم بحوث القمح في معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع  لمركز البحوث الزراعية.

ومن المهم أن نعلم أن هذا المقترح لبرنامج التسميد في الأراضي الجديدة وتحت نظام الري المحوري يمثل برنامج استرشادي، وهو قابل للتعديل أو التغير فيه حسب ظروف كل منطقة بجميع تفاصيلها بل حسب ظروف كل مزرعة والمتاح لدى المزارع أو المستثمر من مستلزمات الإنتاج ونسأل الله تعالى والتوفيق والسداد.

وفي البداية، يجب على من يدير المزرعة قبل الشروع في وضع برنامج التسميد أن يكون على  علم بأمور كثيرة ويجب أخذها في الاعتبار، ولابد من معرفتها جيدا ودراسة المعلومات المتعلقة بها، ومن أهم هذه المعلومات وباختصار ما يلي:

  1. معلومات عن الارض ونوعياتها وخصائصها حيث يعتمد عليها صور ومصادر الأسمدة المستخدمة.
  2. معلومات عن مصدر وجودة المياه.
  3. معرفة الصنف المزروع حيث يختلف البرنامج في حالة ما إذا كان هناك أصناف قصيرة العمر ويتغير طول موسم النمو.
  4. ميعاد الزراعة، حيث في حالة الزراعة المتأخرة يقصر طول موسم النمو وبالتالي سوف يتغير البرنامج.
  5. مصادر الاسمدة المتاحة حيث يتم وضع البرنامج على ضوء مصادر الأسمدة المتاحة سواء كانت الأسمدة النيتروجينية على سبيل المثال، هل المتاح اليوريا أم نترات النشادر أو سلفات النشادر؟ وكذلك مصدر الفوسفور هل المتاح سوبر فوسفات الأحادي أم الثلاثي أم الداب أم الماب وهكذا.
  6. طول موسم النمو في المنطقة حيث يتم توزيع برنامج السماد على حسب طول موسم النمو.

وهناك بعض النقاط الهامة والتي تعد بمثابة الخطوط العريضة والتي يتم على أساسها اختيار المحاصيل في الأراضي الجديدة ووضع برنامج  التسميد لها.

  1. يعتمد تحديد نوعيه المحاصيل التي يتم زراعتها في الأرض الجديدة علي جودة المياه والظروف البيئية في المنطقة خصوصا الظروف الجوية.
  2. لابد اي يشمل برنامج التسميد إضافة العناصر السمادية كلها في البرنامج السمادي واستخدام الصور الذائبة من العناصر.
  3. يبدا برنامج التسميد الأزوتي في القمح  خلال اسبوع من تمام الإنبات في الأراضي الرملية.  ويبدأ بالإضافة كل أسبوع بكميات منخفضة في البداية ثم تزداد تدريجيا مع زياده نمو المحصول حتى يصل إلى أكبر كمية مضافة مع وصول النبات الى مرحلة النمو السريع (الاستطالة)،  وتستمر لمدة 3-4 أسابيع بنفس المعدل ثم تقلل المعدلات تدريجيا بعد ذلك حتى وصول النبات الي مرحلة طرد السنابل وبعدها يتوقف إضافة السماد الأزوتي تماما.
  4. يتم وضع البرنامج والحساب علي أساس كميه السماد المضافة (الاحتياجات السمادية خلال الموسم) وكذلك طول موسم النمو في المنطقة وخلال مرحله النمو بالأسبوع من البادرة إلى التزهير.

تسميد زراعة القمح في الأراضي الرملية والجديدة:

1- الأسمدة العضوية

في حالة توفر وإمكانية إضافة السماد العضوي وخاصة الأسمدة البلدية يفضل إضافتها أثناء خدمة التربة حيث أنها تؤدى إلى تحسين خواص التربة الطبيعية والكيماوية خاصة في الأراضي الرملية على أن يكون السماد متحللاً ومن مصدر موثوق به بمعدل 20 م3 للفدان.

2- السماد الفوسفاتي:

يضاف السماد الفوسفاتي قبل الزراعة وأثناء موسم النمو، ويتوقف قبل طرد السنابل وذلك حسب المصدر المتاح بمعدل 30 وحدة من فو2 أ5 للفدان. يضاف حوالي 200كجم من سماد السوبر فوسفات الأحادي 15,5  %أو 100كجم من السوبر فوسفات الثلاثي على أن يضاف قبل الحرثة الأخيرة. وقد يضاف نصف الكميات السابقة مع تكملة المقررات السمادية الفوسفاتية من مصادر أخرى كالداب أو الماب أو حمض الفوسفوريك حسب المصدر المتاح وحسب طريقة الري والتسميد، وكما هو موضح بالجدول المرفق.

3- السماد البوتاسي:.

يضاف 50 كجم من سلفات البوتاسيوم 48% مع الحرثة الأخيرة في الأراضي الجيرية. أما في الأراضي الرملية فيتم إضافتها على مرتين، الأولى بعد شهر من الزراعة والثانية بعد شهر من الأولى. ومن الأفضل في حالة نظام الري بالرش إضافة السماد البوتاسي على دفعات خلال مراحل النمو بما فيها مرحلة الامتلاء من خلال السمادة في حالة توفرها، كما هو موضح بالجدول المرفق.

4- السماد الأزوتي:

علينا أن نعلم بأن السماد النتروجيني (الأزوتي) له تأثير مباشر على نمو النبات ولا غنى للنبات عنه. كما أن إضافة السماد الأزوتي في غير موعده لا يحقق الاستفادة المثلى منه. فيضاف السماد الأزوتي في الأراضي الرملية بمعدل 100إلى120 وحدة أزوت للفدان، حسب ظروف الأرض. وهذه الكمية تعادل، إما  300 – 350 كجم في صورة نترات النشادر 33,5 % أو 500 -600 كجم سلفات نشادر 20,6%  أو 220-260 كجم يوريا 46,5%.

في الأراضي الجيرية والتي تروى بالي الغمر يضاف السماد الأزوتي على ثلاث دفعات بواقع 20% مع ريه الزراعة ثم 40% مع رية المحاياه والدفعة الأخيرة 40% مع الرية الثانية .

أما في الأراضي الرملية والتي تعاني من نقص المادة العضوية وانخفاض السعة التبادلية لها، وبالتالي مهم جدا لها تقسيم السماد على دفعات عديدة ما أمكن ذلك لتقليل الفاقد بقدر الإمكان. فيتم إضافة السماد الأزوتي على ستة دفعات حد أدنى في حالة الري الغمر، ولو وصل الى عشر دفعات يكون أفضل.

يتم إضافة الدفعة الأولى بعد اكتمال الإنبات ثم يضاف كل عشرة أيام  دفعة بحيث ينتهى التسميد قبل طرد السنابل، وفي حالة الإضافة على عشرة دفعات يضاف كل اسبوع دفعة .

وفي حالة الري المحوري وتوفر السمادة في الأراضي الرملية التي تروى بالرش فيبدأ برنامج التسميد بعد اكتمال الإنبات.  ويضاف السماد كل أسبوع مع مياه الري خلال موسم النمو، مع الأخذ في الاعتبار التدرج في الإضافة حسب حاجة النبات للسماد، على أن يتوقف التسميد الأزوتي مع طرد السنابل.

والجدول المرفق يوضح البرنامج الاسترشادي لإضافة السماد الأزوتي خلال موسم النمو لمحصول القمح. مع الأخذ في الاعتبار أن المقترح يشمل مصدرين للسماد الأزوتي، على أن يتم اختيار أحدهما فقط أو التبديل بينهما في بعض المراحل أو حسب المصدر المتاح.  ولا يتم الجمع بين المصدرين بأي شكل فيصير المعدل مضاعف، وذلك خطأ كبير جدا في هذه الحالة ويترتب عليه أضرار كبيرة.

5- العناصر الغذائية الصغرى

لابد من إضافة العناصر الأخرى رشاً على الأوراق في الأراضي الرملية الجديدة. ويتم الرش مرتين خلال موسم النمو ، الاولى بعد 40يوم  من الزراعة والثانية قبل طرد السنابل في مرحلة الحبلان (الزوران) حوالي 70 يوم من الزراعة. كما يجب إضافة 10 كجم من  نترات الكالسيوم على دفعتين خلال المدة السابق ذكرها.

ومن المهم أن يتم الرش بالحديد والمنجنيز والزنك بعمل خليط بنسب (1:1:2) بواقع 200 جم من الحديد و100جم من كلاً من المنجنيز والزنك. ويفضل حالة المخلوط الجاهز من العناصر وأن يكون المصدر جيد وموثوق به. كما يمكن إضافة2كجم هيومك عند عمر 30 إلى40 يوم من الزراعة.

أسال الله أن يكون موسم خير وبركة على الوطن والمزارعين

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى