الأخبارالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د علياء عبدالرحمن تكتب: «الدوسنتاريا» وأسباب الإسهال الحاد فى العجول الصغيرة

باحث بقسم الطفيليات – معهد بحوث الصحة الحيوانية بالدقى- مركز البحوث الزراعية – مصر

الدوسنتاريا هو مرض يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية أو طفيلية أو عدوى مختلطة من كل ما سبق ، وقد يكون قاتلاً فى العجول الصغيرة أقل من إسبوعين بسبب الإسهال الدموى أو المخاطى الشديد والجفاف الناتج عنه.

أسباب الدوسنتاريا في العجول الصغيرة

  • عدوى بكتيرية مثل النوع الممرض من بكتريا الإى كولاى (Enteropathogenic E-coli) والسالمونيلا (Salmonella) والشيجيلا (Shigella).
  • Corona virus والكورونا (Rota virus- عدوى فيروسية مثل فيروس الروتا، وطفيل الكريبتوسبورديم. Entamoeba histolytica -عدوى طفيلية مثل النوع الممرض من طفيل الأنتميبا .
  • عدوى مختلطة ناتجة عن العدوى البكتيرية التى تتسبب فى دخول الفيروس أو الطفيل أو كلاهما (Secondary infection).

طريقة العدوى:

  • يعتبرثلوث الطعام أوالشراب ببراز الحيوان المصاب هو السبب الرئيسى لنقل العدوى (Oral-fecal route) .
  • كما يمكن إنتقال الإصابة للعجول الصغيرة فى الساعات الأولى بعد الولادة خلال عملية الرضاعة على لبن السرسوب (Colostrum) من أمهات مصابة بإلتهاب الضرع (Coliform mastitis) أو مصابة بالإسهال البكتيرى أو الطفيلى أو الفيروسى حيث يلوث البراز ضرع وحلمات الأم.
  • بمجرد وصول اللبن لأمعاء العجل يبدأ الميكروب أو الطفيل أو الفيروس فى التكاثر داخل الأمعاء منتجاً سموماً بكتيرية تؤثر على جدار الأمعاء الدقيقة كما فى حالة الإصابة بالنوع الممرض من بكتريا الإى كولاى (Enteropathogenic E-coli) والتى تتسبب فى الوفاة ؛أوقد تمتد الإصابة عن طريق الدم إلى أعضاء أخرى كما فى حالة الأنتميبا هستوليتيكا Entamoeba histolytica)) .
  • يتكيس الطفيل داخل الكبد والرئة والمخ فى حالات الإصابة الشديدة.
  • وفى حالة الإصابة بفيروس الروتا (Rota virus) فإن الفيروس يسبب دمار خلايا النسيج الطلائى فى جدار الأمعاء الدقيقة مما ينتج عنه الإسهال الدموى الشديد وتوقف نشاط إنزيم اللاكتيز المسئول عن هضم اللاكتوز (سكر اللبن) وبالتالى الوفاة.
  • فى كثير من الأحيان يصاب العجل بعدوى مختلطة ناشئة من دخول البكتيريا والفيروس معاً مما ينتج عنه ضعف شديد فى المناعة يؤدى إلى الإصابة ببعض الأوليات الممرضة كالأنتميبا والجيارديا والكريبتوسبورديم والتى تؤدى بدورها إلى تدهور حالة العجول وسرعة نفوقها.

الأعراض:

  • آلام في البطن مع حالة من الخمول العام ورفض الرضاعة.
  • إرتفاع فى درجة حرارة الجسم ورعشة.
  • غثيان وقئ.
  • إسهال مائي  مع وجود الدم أو المخاط.
  • ألم عند إخراج البراز.
  • الوفاة المفاجئة للعجول حديثة الولادة.

التشخيص:

  • يعتمد إنقاذ الحيوان من النفوق على التشخيص السريع وينقسم إلى:

١- التشخيص الحقلى:

عن طريق

– الأعراض الظاهرة على الحيوان وبخاصة الإسهال الدموى أو المخاطى الشديد.

– سؤال المربى عن الحالة المرضية للأمهات وحالات الإصابة فى المزارع المحيطة وتاريخ التحصينات الفيروسية.

٢- التشخيص المعملى:

  • فى حالة الحيوانات الحية:

يتم أخذ عينات براز ( حوالى ٢٠جرام من كل حيوان) من العجول المصابة والسليمة المخالطة والأمهات وترسل فوراً للمعمل لإجراء الفحص المجهرى والمناعى.

  • فى حالة العجول النافقة:

يتم أخذ أجزاء من الأحشاء الداخلية كالكبد والرئة والأمعاء  وترسل فوراً للمعمل للكشف عن المسببات البكتيرية والطفيلية.

العلاج:

  • بمجرد وجود إسهال مخاطى أو دموى فى العجول وحتى قبل تشخيص المسبب يجب عزل الحيوانات المصابة عن السليمة وإيقاف الرضاعة لمدة ٢٤إلى ٤٨ساعة.
  • إمداد العجل بالمحاليل الفسيولوجية التعويضية من الجلوكوز((Glucose 5% أوملح الطعام ((Saline 0.9% عن طريق الفم أوالحقن الوريدى بعد قياس درجة حرارة الحيوان: فإذا كان الحيوان يعانى من إرتفاع درجة حرارة الجسم لا يفضل حقن محلول الجلوكوز.
  • حقن العجل بمضاد حيوى واسع المجال كالتتراسيكلين بعد إجراء إختبار حساسية للمضادات الحيوية.
  • الحقن الوريدى ببلازما عجول تم شفائها من المرض وكذلك الجلوبيولين المناعى  (Purified bovine immunoglobulin)  ؛ المحضر من لبن السرسوب أو السيرم ؛ ثلاث مرات يومياً لمدة ٤أيام يساعد فى سرعة شفاء العجول.
  • إستخدام البروبيوتك عن طريق الفم وهى بكتريا نافعة تغير وسط الأمعاء إلى وسط غير مناسب لنمو البكتريا، كما تساهم أيضاً فى رفع مناعة العجول المصابة.
  • حقن تحت الجلد لأحد مركبات الميترينيدازول مع السلفاديميدين يساعد فى القضاء على الطفيليات الأولية كالأنتميبا.
  • حقن فيتامين أ عن طريق العضل.
  • إعطاء العجل مواد قابضة عن طريق الفم كالكاولين وحمض التنيك لوقف الإسهال.

قد يتم شفاء العجل وقد تحدث الوفاة بسرعة إعتماداً على سرعة التشخيص وعمر العجل وشدة إصابته.

الوقاية:

يشمل برنامج الوقاية من الدوسنتاريا مرحلتين أساسيتين:

١- مرحلة تخص الأمهات:


  • تنظيف مكان الولادة

  • إمداد أمهات العجول بعليقة متوازنة تحتوى على كل العناصر الغذائية اللازمة وخاصة فى آخر شهور الحمل.

  • تحصين الأمهات بالتحصينات المحلية ((Salmonella – E-coli – Rota virus and BVD infection  قبل الولادة على الأقل بأسبوعين لأربع أسابيع وذلك لرفع مناعة العجول بعد الولادة.

  • منع الأمهات من التعرض للإجهاد أو التعب خلال فترة الحمل.

  • التجريع المنتظم للأمهات بطاردات الديدان والطفيليات الأولية.
  • غسل وتنشيف منطقة الضرع قبل وبعد الولادة لضمان عدم نمو البكتيريا والأوليات الضارة.

٢- مرحلة تخص العجول حديثة الولادة:

  • التأكد من حصول العجول على لبن السرسوب بعد الولادة مباشرة.
  • إعداد عنابر ذات نظام تهوية جيد لمنع إنتشار العدوى.
  • منع الزحام داخل عنابر العجول والإهتمام بتنظيفها وإزالة الروث.
  • فصل العجول والأمهات المصابة عن العجول السليمة لضمان عدم إنتشار العدوى.
  • تخصيص أماكن لحجر العجول أوالأمهات الجديدة الوافدة لمدة ١٤يوماً قبل دخولها للمزرعة وعمل تحليل للبراز والدم للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية.
  • التجريع المنتظم للعجول بطاردات الديدان والطفيليات الأولية.
  • الفطام التدريجى للعجول لضمان عدم تأثر الجهازين المناعى والهضمى.
  • إمداد العجول الصغيرة بالبروبيوتك للمساعدة فى رفع كفاءة الجهاز المناعى.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى