اخبار لايتالأخبارمتفرقات

مقهي «خبيني» في دمشق القديمة ….شاهد علي إنتهاكات الإستعمار العثماني في الشام

>>  «الأرجيلة» لأصحاب «المزاج العالي» داخل أركان المقهي التاريخي للتخفيف من برودة الشتاء

وسط إنقطاع إمدادات الكهرباء داخل العاصمة السورية دمشق وإنخفاض درجات الحرارة والبرودة الشديدة لم يخفف منها إلإ تصاعد دخان الأرجيلة ووقودها كما يحلو للسوريين أن يطلقوا علي الشيشة إسم «الأرجيلة»، فلا يزال عبق التاريخ السوري يحكي عبر الحكاوتية وجلساتهم داخل هذه المقاهي العريقة قصص مقاومة أهل الشام «دمشق»، للمستعمرين التي تجذب زوارا «كثر» من داخل وخارج سوريا ومنها مقهي «خبيني».

وعرجنا إلي المقهي بعد زيارة المسجد الأموي الذي يقع علي مقربة من المقهي الشهير حيث يتكون المقهى من صالةٍ داخلية مستطيلة الشكل تبلغ مساحتها حوالي 80 متر مربع، وبداخلها عدد من طاولات الجلوس لرواد المقهي بمعدل فردين لكل طاولة  إضافة إلي مصطبة خارجية يجلس على مرتادي المقهي خلال الصيف ويقل جلوسهم عليها خلال برودة الشتاء إلا في الأيام الدفيئة.

وتعود تسمية إسم المقهي «خبيني»، وفقا لروايات رواد المقهي إلي العصر العثماني حين كان العثمانيون يعمدون إلى البحث عن الشباب لإلحاقهم جبرا إلى الخدمة العسكرية حيث كان الشاويش العثماني ينزل السوق في دمشق بحثاً عنهم في الشوارع والأزقة وسط خوف الشباب الدمشقي من الإمساك بهم وإلحاقهم بالتجنيد الإجباري في الجيش العثماني، وجرت العادة خلال الحقبة الإستعمارية للعثمانيين أن يترجل المأمور أو الشاويش في الأسواق وعند مشاهدته فتىَ يصلح لخدمة الجندية يأمر الجنود بإلقاء القبض عليه قيركض سريعا من رأى المشهد من الشباب الدمشقي لينبه رفاقه من باعة وفتيان متفرقين في السوق، ويصرخ باعلى صوت: «عباية» وهي كلمة السر المعترف عليها بينهم حيث يركض الشباب للهروب ومنهم من كان يدخل المقهى المذكور ويطلب النجدة مرددا «خبيني، دخيلك…خبيني!»

فكان المقهى هو ملاذ الشباب الوحيد يتوجهون إلى من فيه ويقولون لكبار الدمشقيين مرتادي المقهي«خبيني»، وهو ما تطور فيما بعد من مقهي عادي مثل باقي المقاهي الدمشقية إلي إستغلال إسم الشهرة وتم إطلاقه علي المقهي ليصبح مقهي «خبيني» فيما بعد والذي إستمر حتي وقتنا الحالي.

ومقهي «خبيني» مثل كثير من المقاهي التي يلجأ إليها النخبة والوجهاء رغم صعوبة الحياة لدي مرتادي هذه المقاهي التي قد يخفف من حكاويها آلام المصاعب الاقتصادية التي يمر بها البلاد، وإشتهر مقهي «خبيني»، بحكايات متنوعة حول التاريخ السوري وتجاذب أطراف الحديث بين رواد المقهي التاريخي، يستمعون إلى الموسيقا والغناء العربي الأصيل بعيدا عن صيحات أغاني التيك توك أو أغاني السوشيال ميديا ، ويستمتع رواد المقهي بشرب الشاي والقهوة ولعب الطاولة والشطرنج  وتدخين الارجيلة،أو الاستماع للحكواتي .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى