“بنك ملكات النحل” .. دراسة امريكية توضح تأثير حفظ الملكات في وحدات تبريد على الحماية من فقدان مستعمرات النحل كل عام
لمواجهة التغيرات المناخية وسط مواسم العرض والطلب ..دراسة أمريكية جديدة : "بنك الملكات " يعزز بقاء النحل على قيد الحياة ويوفر الوقت والجهد

الاحتفاظ بملكات النحل وهي تتجمد في وحدات التبريد الداخلية من الممكن أن يجعل ممارسة ما يعرف بـ”بنك ملكات النحل” أكثر استقرار و أقل كثافة من حيث الجهد والعمل، حيث يتم تخزين عدد زائد من الملكات في الربيع لسد نقص خلايا النحل في الخريف، وذلك وفقا لدراسة لجامعة ولاية واشنطن الأمريكية .
وأشارت الدراسة إلى أن “بنك الملكات ” قد يساعد في تعزيز بقاء” نحل العسل” على قيد الحياة في مواجهة التغيرات المناخية .
وفي دراسة نشرتها مجلة البحوث الزراعية ، قارن الباحثون “بنوك الملكات ” المخزنة في وحدات مجمدة ، بالوحدات المخزنة بالطريقة المعتادة في الهواء الطلق ، والتي تدخل ضمن مجموعة “تحكم ” (بدون بنك ).
توصل الباحثون إلى أن الملكات المخزنة في درجات حرارة “أكثر برودة ” لديها معدل بقاء على قيد الحياة أعلى و أنها احتاجت “متابعة أقل ” من الملكات المخزنة في الهواء الطلق .
وقال كبير مؤلفي براندون هوبكنز ، أستاذ باحث مساعد بقسم علم الحشرات بجامعة ولاية واشنطن إن هذه الدراسة ، والتحسين المحتمل في المستقبل ، يمكن أن تكون قطعة أخرى في اللغز النهائي المتمثل في الحد من فقدان مستعمرات النحل كل عام.
وقال إن كثيرا من خسائر نحل العسل ، تدخل ضمن مشكلات جودة- الملكات ، مضيفا :” إذا كان لدينا أسلوب من شأنه أن يزيد عدد الملكات المتوافرة أو استقرار الملكات من عام إلى عام ، فإن ذلك يساعد حين يتعلق الأمر بعدد المستعمرات التي تبقى في حالة صحية إبان فصل الشتاء “.
وفي صناعة تربية النحل ، غالبا يقوم “منتجو الملكات ” بتخزينها في “البنك ” على مدار فصل الصيف وذلك من خلال وضعها في أقفاص صغيرة ، والتي توضع بدورها في مستعمرة كبيرة مع عديد من العمال التي تعتني بالملكات الموضوعة في الأقفاص والتي يصل عددها إلى 200 ملكة لكل بنك .
وتقدر قيمة البنك الذي تخزن فيه 100 ملكة بما يزيد على 5 آلاف دولار ، و ربما يملك المنتجون ما بين 10 إلى 20 بنكا في حوزتهم.
ومن أجل إعداد هذه الدراسة ، قام الفريق بإعداد 18 بنكا ، حيث يوجد بكل بنك ٥٠ ال ١٠٠ نحلة و 198 ملكة ، في حين أن البنوك المجمدة كانت تضاهي بقاء الفئات الخارجية في الهواء الطلق ، وداخل “بنوك المائة ” ، حيث تبين أن البقاء على قيد الحياة تميز بمعدل أعلى يقدر بـ78% من الملكات التي اجتازت ستة أسابيع من التخزين مقارنة بـ62 % في الفئة في الهواء الطلق .
وكانت الملكات من كلا الفئتين من نفس الجودة ، مما يشير إلى مستوى صحي جيد مشابه ، كما احتاجت الملكات “المبردة ” إلى صيانة أقل .
ويحتاج القائمون على تربية النحل إلى ملكات نحل العسل كي يدعمون استمرار المستعمرات التي تلقح المحاصيل ، وهناك ارتفاع هائل في الطلب على الملكات في الربيع ، وذلك عندما يستبدل المربون خسائرهم من العام السابق .
وبمجرد أن يفي متجو “الملكات ” بالطلب ، فإنهم يتوقفون عن الانتاج ، بينما يستطيع المنتجون أن يضعو الملكات الزائدة عن الحاجة في “البنك ” للمساعدة في سد طلبات المربين في المستقبل ، و الذين غالبا ما يجددون إمدادات (العرض) على الملكات بعد الصيف .
ولا يمكن انتاج الملكات في درجات الحرارة الحارة ، حسب هوبكنز ، بينما يساعد وضع الملكات في البنك على جردها عندما يعود الطلب في الخريف .
إن إبقاء معدل عرض الملكات متوافر لمربي النحل كي يتمكنوا من الشراء ، صار صعبا على نحو متزايد ، حيث إن الغالبية العظمى من المنتجين الأمريكان يتمركزون في كاليفورنيا ، والتي أصبح ارتفاع درجة الحرارة و الحرائق البرية أكثر شيوعا .
وفي هذا السياق قال هوبكنز :” سمعنا أن منتجي الملكات في كاليفورنيا يعانون من صعوبة تخزين الملكات في البنك عندما تزيد درجة الحرارة على مائة في الصيف ، و ضع 80% من إمداد ملكات البلاد في مكان معرض للحرائق البرية ، والدخان و درجات حرارة عالية ، أقل وطأة وتخويفا .
واصيب هوبكنز بالدهشة إزاء فعالية التجربة ، بالنظر إلى التحديات التي تواجه وضع الملكات في بنوك التخزين ، لكنه قال إنه فن ، فهناك قدر كبير من الصيانة ، فالمهارة و الرعاية مطلوبان ، وهو ما يتطلب التحكم و التغذية و الموارد المتوافرة .
وتوصل الفريق إلى أن النحل أظهر أداء حسنا داخل وحدات التبريد ، مع توافر الغذاء فقط وبدون تدخل بشري .