الأخبارالمياهالوطن العربى

«أكبر أزمة مياه في العراق»: إنخفاض الرصيد المائي إلي 7.5 مليار  بدلا من 60 مليار متر مكعب

>> تقارير رسمية توضح إتجاه الجفاف من الشمال حتي شط العرب جنوبا

هل هي أكبر أزمة مياه في العراق …هذه العبارة كانت الأكثر إنتشارا علي الشبكات الإعلامية والاجتماعية بالعراق منذ أسابيع صور صادمة لنهري دجلة والفرات، وهي تظهر انخفاضا حادا في مناسيب المياه، لدرجة أن الناس بات بمقدورهم المشي وسط مجرى النهر الذي يكاد يجف تماما، وعبوره سيرا على الأقدام.

الجفاف والمناخ في العراق

ووفقا لتغريدات علي شبكة تويتر توضح إنه مع توالي مؤشرات الجفاف المتصاعدة بالعراق في ظل الاحتباس الحراري وشح الأمطار والمياه على مدى 4 سنوات، تزداد المخاوف من الانعكاسات الكارثية لظاهرة التغير المناخي على البلاد، والتي باتت تهدد باستنزاف ونفاد المخزون الاستراتيجي من المياه، مما يهدد أمن العراقيين المائي.

ووفقا للتقارير الرسمية شهدت العراق انحدار حادا في الخزين المائي حيث وصلت الخزانات العراقية لمستوى الخزين الميت، مما يعني عدم قدرة الخزين على إمداد المجاري المائية بالمياه، رغم أننا في شهر الحصاد المائي وفقا للتقويم المائي، إلا أن ما نشهده من فقدان الأجزاء الجنوبية من نهري دجلة والفرات تباعا، يثبت صحة التنبؤات التي تفيد بجفاف النهرين الخالدين خلال 5 سنوات لا أكثر.

محافظات العراق الأكثر تضررا من الجفاف

وأبرز الأجزاء التي ضربها الجفاف هي بمحافظتي ذي قار وميسان، ففي ذي قار مثلا تعرض شط أبو لحية أحد فروع دجلة للجفاف التام والذي يغذي قضاء الاصلاح شرق مدينة الناصرية، ويمد ما يقارب 12 ألف عائلة بالمياه والتي باتت مهددة بالعطش، فيما وصف الخبراء هذه السنة المائية بـ «الحرجة» ، وأنها أسوء سنة منذ ثلاثينيات القرن العشرين..

يأتي ذلك بينما حذر مدير الهيئة العامة للسدود والخزانات بوزارة الموارد المائية والري العراقية، علي راضي ثامر، من أكبر ازمة مياه في العراق و أن الوضع المائي في هو الأكثر حراجة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، موضحا ان الخزين المائي في وضع حرج جدا، وأن مجموع الرصيد الحالي يتراوح بين 7 و 7.5 مليار متر مكعب، فيما كان يتراوح في نهاية 2019 ما بين 55 و 60 مليار متر مكعب وهو فرق شاسع جدا.

وقال مدير السدود العراقية إن تتابع المواسم الشحيحة، حيث إن هذا هو رابع موسم شحيح، فضلا عن قلة الايرادات المائية خصوصا من الجانب التركي، وقلة الأمطار والتغيرات المناخية، كلها عوامل قادت لانخفاض الايرادات المائية، لإننا كنا نضطر لاطلاق كميات كبيرة من الرصيد المائي لتلبية المتطلبات اليومية.

الوضع المائي الحرج في العراق

واعتبر المسؤول العراقي أن السنة المائية  الحالية هوي السنة الحرجة ويمكن وصفها، بأنها أسوء سنة منذ ثلاثينيات القرن العشرين.

وحذر  الباحث والخبير المائي العراقي أيمن قدوري  وهو من خبراء المياه والبيئة من أن العراق مقبلة على أزمات وجودية تتصل بشح مياه الشرب والري، مما يهدد العراقيين في لقمة عيشهم ومائهم، وهو ما يستدعي وفقهم تحركا عاجلا وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات الأممية لتدارك وقوع ما هو أسوأ.

وأضاف «قدوري» إن الأزمة المائية بالعراق تصل لمراحل متقدمة جدا وقد نصل لنقطة اللاعودة قريبا، فالمرحلة الحالية حرجة جدا خصوصا ونحن نعيش عدة مواسم تفتقر لوفرة الساقط المطري خاصة في جنوب البلاد، مشيرا إلي أن ثمة انحدار حاد في الخزين المائي حيث وصلت الخزانات العراقية لمستوى الخزين الميت، مما يعني عدم قدرة الخزين على إمداد المجاري المائية بالمياه، رغم أننا في شهر الحصاد المائي وفقا للتقويم المائي، إلا أن ما نشهده من فقدان الأجزاء الجنوبية من نهري دجلة والفرات تباعا، يثبت صحة التنبؤات التي تفيد بجفاف النهرين الخالدين خلال 5 سنوات لا أكثر.

ملامح أزمة المياه في العراف

وتنشر «أجري توداي» عددا من المشاهد حول ازمة المياه في العراق وهي:

  • جفاف المجاري المائية المتفرعة من دجلة والفرات يهدد السلم الاجتماعي.
  • سيشعل فتيل الصراعات الداخلية بين المحافظات و الأقضية، بسبب غياب التوزيع العادل للمياه والتجاوز على مصادرها من قبل بعض المزارعين بإدراجهم مساحات خارج الخطة الزراعية، وفتح قنوات مائية من غير ترخيص.
  • جفاف نهر أبو لحية لن يؤثر على حياة السكان في قضاء الاصلاح وحسب، إنما سيصل لفقدان أحد أهم الأهوار العراقية وأكثرها تميزا وهو هور أبو زرك.
  • يمتد هور ابوزرك من قضاء الإصلاح شمالا لمدينة الفهود جنوبا، على مساحة تقدر بحوالى 64 ألف دونم، حيث يمتاز عن بقية الأهوار بنوعية مياهه العذبة وتنوع النباتات المائية والبرية فيه، إضافة لإنتاجه الغزير من الثروة السمكية.
  • يعتمد سكان الهور على الزراعة وموارد الهور الأخرى، التي ساهمت بتنويع مصادر الدخل للسكان، وتوافر أنواع عديدة من الطيور المستوطنة والمهاجرة.
  • أما السكان القاطنين بالقرب من الهور فيعتمدون بالدرجة الأساس في معيشتهم على صيد الأسماك وتربية الأبقار والجاموس وصيد الطيور.
  • شهر مارس من كل عام بداية موسم حصاد المياه بحسب التقويم المائي، لكن ما هو ملاحظ شح مائي واستمرار فقدان مجاري المياه العراقية بفعل الجفاف وتردي نوعية المتبقي منها، وهو ما يعطي مؤشرات خطيرة عن كارثة بيئية ستلقي بظلالها على العراق خلال الصيف القادم.
  • أبرز ملامح الكارثة البيئية سيتجسد بارتفاع وتيرة العواصف الغبارية والأيام المغبرة بشكل أكبر.
  • بحدوث أزمة مياه شرب ستضرب جنوب البلاد خلال عامين فقط وفقا لتقارير وزارة الري العراقية.
حلول أزمة المياه والجفاف في العراق

وتشمل الحلول الممكنة لمواجهة موجة الجفاف في العراق عدد من الإجراءات:

  • ترشيد استهلاك المياه في الزراعة والشرب.
  • فرض القانون على كل متجاوز على المجاري المائية
  • منع زراعة أي منتج يستهلك كميات كبيرة من المياه
  • معالجة المجاري المائية وتقليل عملية التبخر ببعض التقنيات المتوفرة، أبرزها الغطاء الأرضي العضوي أو الحيوي فضلا عن تبطين قنوات الري والممرات المائية.

ودائما ما تثار حول ظاهرة جفاف نهر الفرات في العراق عدد من التساؤلات حول حقيقة جفاف نهر الفرات وهل جفاف نهر الفرات من علامات الساعة،  وهل ذكر نهر الفرات في القرآن، بالإضافة إلي عدد من الأسئلة حول عمق نهر الفرات وحديث الرسول عن نهر الفرات وهل ظهر جبل الذهب في نهر الفرات، فضلا عن انحسار نهر الفرات عند الشيعة وأين يقع نهر الفرات ونهر دجلة والفرات وهل ظهر جبل الذهب في العراق.

 

زر الذهاب إلى الأعلى