الأخباربحوث ومنظمات

«أعلي إنتاجية من الفول البلدي»… أستاذ محاصيل يكشف خطة إنقاذ لمحصول الأمن الغذائي

قال الدكتور مصطفى عبدالمؤمن  أستاذ محصول الفول البلدى في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ان الانتاجية المحصولية للفدان التي تحققت في مصر  تعد من أعلى الانتاجية في العالم موضحا أن ذلك يرجع الى الجهود البحثية التي بذلت خلال السنوات الماضية والتي أسفرت عن إستنباط عدد 12 صنف من الفول البلدي عالية الانتاج والمقاومة للأمراض والآفات والمتحملة للهالوك.

وأضاف « عبدالمؤمن»، في تصريحات صحفية الثلاثاء إنه التوصل الى حزم التوصيات الفنية التي من شأنها تعظيم الانتاجية من وحدة المساحة لهذه الأصناف موضحا ان ذلك أدي لارتفاع متوسط الأنتاجية لمحصول الفول البلدي من 868, طن / فدان عام 1980 الى 1,6 طن /فدان عام 2022.

وأوضح الأستاذ في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ان الفول البلدى يعد أهم المحاصيل البقولية الغذائية الشتوية في مصر كونه غذاء رئيسي لغالبية أطياف الشعب المصرى بما يعنى أمن غذائي لايقل أهمية عن رغيف الخبز وكذلك هو مصدر رخيص للبروتين عالي الجودة.

وأشار «عبدالمؤمن»، إلي أن بذور الفول تحتوي على حوالي 24% بروتين و 58% كربوهيدرات ونسبة عالية من الحديد والكالسيوم , بالإضافة إلي أن الفول البلدي كمحصول بقولي يساهم في المحافظة على خصوبة التربة وتقليل الأعتماد على التسميد الازوتي.

ولفت الإستاذ في معهد المحاصيل الحقلية إلي أهمية محصول الفول البلدي في تثبيت الازوت الجوي بواسطة العقد البكتيرية وبالتالي يقل الأعتماد على الأسمدة الازوتية ويترك الفول نحو 20-30 وحدة أزوتية / للفدان بعد الحصاد يستفيد منها المحصول اللاحق ويساهم في زيادة إنتاجية المحاصيل التالية لزراعة الفول البلدي.

 الوضع الحالي لانتاج الفول البلدي في مصر

وكشف «عبدالمؤمن»، عن تراجع المساحة المنزرعة بمحصول الفول البلدي من 350 ألف فدان في الثمانينات الى نحو 100 ألف فدان في السنوات الأخيرة حتى وصلت الى حوالي 90 ألف فدان موسم 2021/2022 وهذا يعنى إنخفاض نسبة الأكتفاء الذاتي من 100% الى حوالي 32%.

وأضاف أستاذ المحاصيل الحقلية إن حجم الاستيراد السنوي من الفول البلدي يبلغ حوالي 290 ألف طن (بما يوازى نسبة استيراد من 60- 65 % من حجم الاستهلاك سنويا ) في حين أن الأستهلاك الكلي 450ألف طن سنويا

المعوقات التي أدت الى تراجع مساحات الفول البلدي

وبرر «عبدالمؤمن»، أسباب تراجع مساحات زراعة الفول البلدي إلي محدودية المساحة القابلة للزراعة في الوادي والمنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الأخرى مثل القمح والذي يعتبر المصدر الرئيسي لرغيف الخبز ومحصول البرسيم الذي يمثل مصدراً هاما في تغذية الحيوان مما يؤدى الى النقص الحاد في المساحة المنزرعة من الفول البلدي من موسم لاخر.

وأشار أستاذ المحاصيل الحقلية إلي أن أسباب تراجع المساحات المنزرعة بمحصول الفول إلي عدد من المشاكل التسويقية التي تواجه مزارعي الفول أثناء التسويق وعدم وجود سعر ضمان للمزارع حيث تتضارب الأسعار من موسم لأخر مما يجبر المزارع على البيع بأقل الأسعار، بالإضافة إلي عدم تطبيق مبدأ الزراعة التعاقدية والذي يساعد على زيادة نسبه التغطية بالتقاوي المعتمدة والتي تؤدي بدورها الي زيادة الانتاج .

ولفت «عبدالمؤمن» إلي أن معوقات زيادة المساحة المنزرعة بمحصول الفول البلدي تشمل السماح بإستيراد الفول بأسعار أقل من المنتج المحلي أثناء فترة الحصاد وبداية تداول المحصول الجديد مما يؤثر على سعر السوق ويؤدي الى عزوف المزارعين عن زراعة الفول البلدي فى الموسم التالى.

وأشار الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية إلي تعرض المحصول للأمراض الفيروسية والتي تنقل عن طريق حشرة المن وعدم الالتزام بتطبيق حزم التوصيات الفنية الخاصة بالمحصول، بالإضافة إلي إنتشار الهالوك في الأراضي المنزرعة بالفول البلدي وعدم التزام المزارعين بزراعة الأصناف المتحملة للإصابة بالهالوك، فضلا عن زيادة عدد السكان والذي تعدى 105 مليون نسمة وبالتالي زيادة الحاجة للغذاء اليومي مع وجود فجوة بين الأنتاج والأستهلاك.

خطة التوسع في زراعة الفول البلدي

ولفت «عبدالمؤمن»، إلي أن خطة التوسع في زراعة الفول البلدي تعتمد علي عدد من المحاور منها محور التوسع الأفقي وزراعة الفول محملاً على محاصيل أخرى مثل القصب الغرس الخريفي في الوجه القبلي والطماطم والبنجر في الوجه البحرى وبين الأشجار حديثة العمر بالأراضي الجديدة ونشر زراعة الفول البلدي في الأراضي حديثة الأستصلاح، مشيرا إلي أهمية زيادة التجميعات الارشادية عن طريق الحملات القومية للنهوض بالمحصول.

وشدد الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية علي ان التوسع الرأسي في إنتاجية الفول يتم من خلال  الاستمرار في إستباط أصناف جديدة من الفول البلدي التي تتميز بالمحصول العالي والتبكير في النضج والمقاومة للأمراض الورقية (التبقع البني والصدأ ) وأصناف تتحمل الأصابة بالهالوك وأصناف ذات إحتياجات مائية قليلة.

ونبه «عبدالمؤمن»، إلي أهمية تفعيل نظام الزراعة التعاقدية والأعلان عن سعر مجزى للمحصول الأمر الذي يؤدي الى زيادة المساحة المنزرعة وزيادة نسبة التغطية بالتقاوي المعتمدة مما يؤدي الى زيادة الإنتاجية، مشددا علي ضرورة التوسع في إقامة حقول إرشادية بالمحافظات المختلفة لنشر زراعة الفول البلدي محملاً علي محاصيل أخرى مثل القصب الغرس الخريفي في الوجة القبلي والطماطم والبنجر في الوجه البحري وبين الأشجار حديثة العمر بالأراضي الجديدة.

وطالب الأستاذ في معهد المحاصيل بالتوسع في عمل ندوات إرشادية وكذلك إعداد المطويات والنشرات الخاصة بتعليمات الزراعة حتى الحصاد وتوزيعها على المزارعين  وزراعة محصول الفول البلدي في تجميعات كبيرة بحقول كبار المزارعين.

دور برنامج التربية في إنتاج أصناف من الفول البلدي متحملة للهالوك

وأشار «عبدالمؤمن»، إلي أن «الهالوك» يعتبر من الحشائش إجبارية التطفل على محصول الفول البلدى والتى تتسبب فى خسائر كبيرة فى المحصول أو فقده بالكامل فى حالة الإصابة الشديدة. وتعتبر الإصابة بالهالوك من أهم أحد معوقات زراعة الفول البلدى فى مصر، موضحا ان التربية لتحمل تعتبر «الهالوك» من الطرق الاساسية في تحسين إنتاجية الفول البلدى.

وشدد الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية علي أهمية استنباط أصناف من الفول البلدي أكثر تحملا لـ«الهالوك» حيث يعد ذلك من الأهداف الرئيسية فى برنامج التربية للفول البلدى  موضحا إنه من خلال الجهود البحثية قد تم استنباط العديد من الأصناف المتحملة للهالوك من أهمها (جيزة 843، مصر3، مصر 1) بالأضافة الى انه تم تسجيل صنفين جديدين متحملين للهالوك وهما صنف سدس1 , سخا 5 ويعتبر هذان الصنفين من الأصناف عالية الأنتاجية ويتميزان بالمقاومة العالية لتحمل الهالوك .

خطة مكافحة الهالوك في محصول الفول البلدي

ولفت «عبدالمؤمن»، إلي أنه لمكافحة حشيشة الهالوك وتقليل ضرره على المحصول يجب زراعة الأصناف المتحملة للإصابة بالهالوك والحصول على التقاوى من أماكن موثوق بها والزراعة على مصاطب أو خطوط المحصول السابق بدون خدمة  موضحا أن زراعة الفول بعد الأرز تقلل الإصابة بالهالوك.

وأكد الأستاذ بمعهد المحاصيل الحقلية إن تأخير ميعاد الزراعة من 7-10 يوماً يتم الزراعة في (النصف الثاني من نوفمبر) فى الأراضى الموبؤة يقلل من الإصابة بالهالوك حيث أن إنخفاض درجة حرارة التربة يعمل على إنخفاض نسبة إنبات بذور الهالوك.

ونصح «عبدالمؤمن»، مزارعي الفول البلدي بعدم تعطيش المحصول والري على فترات متقاربة و الإلتزام بالزراعة على المسافات الموصى بها، وإنه فى حالة الإصابة الخفيفة تزال شماريخ الهالوك بمجرد ظهورها وفى حالة الإصابة الشديدة ينصح بإستخدام مبيد راوند أب (48%) بمعدل 70سم/200لتر ماء للفدان.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى